بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه ومن تبعه باحسان الى يوم الدين اما بعد قال الترمذي علينا وعليه رحمة الله باب ما جاء في كراهية النوح وانتبه هنا الى التبويب لان تبويب المبول يدلك على شرح معنى الحديث باب ما جاء في كراهية النوح حدثنا احمد ابن منيع قال حدثنا قران ابن تمام ومروان ابن معاوية ويزيد ابن هارون عن سعيد ابن عبيد الطائي عن علي ابن ربيعة الاثري قال مات رجل من الانصار يقال له قرظة ابن ثعد تنيح عليه فجاء المغيرة ابن شعبة فصعد المنبر فحمد الله واثنى عليه وقال ما بال النوح في الاسلام اما اني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من نيح عليه عذب بما نيح عليه وفي الباب عن عمر وعلي وابي موسى وقيس ابن عاصم وابي هريرة وجنادة ابن مالك وانس وام عطية وسمرة وابي ما لك الاشعري قال ابو عيسى حديث المغيرة ابن شعبة حديث غريب حسن صحيح اذا هكذا بوب الترمذي بعض ما جاء في كراهية النوح فليس المقصود البكاء فقط انما المقصود البكاء برفع الصوت والمياه على الميت ثم قال الترمذي حدثنا احمد ابن منيع واحمد ابن منيع مر الكلام عليه في الدرس السابق وهو احمد ابن منيع ابن عبدالرحمن ابو جعفر البغوي نزيل بغداد ابن عم اسحاق ابن ابراهيم ابن عبد الرحمن البغي. وقلنا هو جد ابو القاسم البغوي كل دا عام ستين ومئة وتوفي عام اربع واربعين ومئتين وهو من الطبقة العاشرة وهم كبار الاخرين عن تبع الاتباع خرج حديثه الجماعة البخاري ومسلم وابو داوود والترمذي والنسائي وابي ماجح وهو ثقة حافظ صاحب المسند اذا هو صاحب مسند ومسنده ضمن كتاب المطالب العالية قال حدثنا قران ابن تمام وهو قرآن ابن تمام الاسدي الوالد ابو تمام وقيل ابو عامر الكوفي نزيل بغداد توفي عن احدى وثمانين ومئة ببغداد وقد روى له ابو داوود والترمذي والنسائي ورتبته عند الحافظ ابن حجر صدوق ربما وهم هكذا قال اما في الكاشف فلم يذكرها وما نزل من رتبة الحفظ والظبط في قران لا يظر لانه مقرون. فقد قرنه احمد ابن منيع ذي مروان ابن معاوية وبيزيد ابن هارون وبسعيد ابن عبيد الطائي والمخالق قد خرج الحديث من طريق ابي نعيم وخرجه من طريق ابي نعيم البيهقي والبغوي وغيرهم ومروان ابن معاوية وهو مروان ابن معاوية ابن الحارث ابن اسماء ابن خارج الفزاري ابو عبد الله الكوفي نزيل مكة ودمشق ابن عم ابي اسحاق الفزاري وهو من الطبقة الثامنة وهم الوسطى من اتباع التابعين. توفي عام ثلاث وتسعين ومئة بدمشق ويقال بمكة فرج حديثه الجماعة وهو ثقة حافظ ويزيد ابن هارون وهو يزيد ابن هارون ابن زادي وقيل ابن زادان ابن ثابت السلمي مولاهم ابو خالد طيب قيل ان اصله من بخارى ولد عام سبع عشرة ومئة وتوفي عام ست ومئتين. خرج حديثه الجماعة وهو ثقة مثقل عابد قال فيه الذهبي في الكاشف احد الاعلام قال احمد حافظ متقن وقال ابن المديني ما رأيت احفظ منه وقال العجلي سبت متعبد ومن يقرأ في مسند الامام احمد فسيلده كثيرا هذا الشيخ الجليل للعلم الكبير احمد بن حنبل عن سعيد ابن عبيد الطائي سعيد ابن عبيد الطائي وهو ابو الهذيل الكوفي اخو عقبة بن عبيد وهو من الطبقة الثالثة الذين عاصروا صغار التابعين خرج حديثه البخاري ومسلم وابو داوود الترمذي والنسائي وهو ثقة من الثقات عن علي بن ربيعة الاسدي وهو علي ابن ربيعة ابن نضلة الوالي الاسدي. ويقال البجلي ويقال انهما اثنان ابو المغيرة الكوفي وهو من الطبقة الثالثة اي الوسطى من التابعين وقد خرج حديثه الجماعة وهو ثقة من الثقات نعم قال مات رجل من الانصار يقال له قارظة ابن كعب وقرظت النساء الانصاري كان احد من وجهه عمر بن الخطاب الى الكوفة لاجل ان يفقه الناس وكانت له منزلة في الغزو في سبيل الله تعالى. اذا يقول علي ابن ربيعة الاسدي مات رجل من الانصار يقال له قرظة ابن كعب ثنيها عليه اي حصلت عليه النياحة من اهل بيته فجاء المغيرة ابن شعبة فصعد المنبر وهكذا ينبغي على الانسان ان ينكر المنكر حيث يراه وانكار المنكر لا يسقط عن احد ابدا فاذا لم يستطع الانسان ان يغيره بيده غيره بلسانه فان لم يستطع فيجب انكار المنكر بالقلب وانكار المنكر بالقلب لا يسقط عن احد المكتب فحمد الله واثنى عليه وقال ما بال النوح في الاسلام اما اني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من نيح عليه عذب بما نيح عليه يعني الشخص الذي يناح عليه يعذب في قبره ويعذب يوم القيامة بما نيح عليه لما اورد الترمذي هذا الخبر قال في الباب عن عمر وعلي اذا الترمذي حكم على الحديث بالصحة كما قرأناه وكما سنقرأه على الصحابة وانكرت ان يكون النبي صلى الله عليه وسلم قال هذا الحديث او الاحاديث الاخرى وقالت هذا اجتهادا منها في ظنها انها احاديث غير صحيحة تتعارض مع قول الله تعالى وذكر احاديث الباب وقلنا مرارا بان احاديث الولد يحتاجها المحدث لاجل الحكم ولاجل معرفة شرح معاني الحديث فاذا احاديث الواجب يحتاجها المحدث ويحتاجها الفقيه قال في الباب عن عمر وحديث عمر اخرجه البخاري رقم الف ومئتين واثنين وتسعين ومسلم برقم الفين ومئة وثلاثة واربعين وهو ايضا في جامع الترمذي وعلي وحديث علي ابن ابي طالب اخرجه ابن ابي شيبة في مصنفه والنسائي في المجتبى وهو كذلك في مسند الامام احمد وابي موسى حديث ابي موسى اخرجه الامام احمد في مسنده. وقيس ابن عاصم حديث قيس بن عاصم اخرجه الامام احمد في مسنده والنسائي وابي هريرة حديث ابي هريرة عند الترمذي وايضا اخرجه ابن علي وجناد ابن مالك وحديث ينادى اخرجه الطبراني في معجمه الكبير. نعم وانس حديث انس اخرجه مسلم في صحيحه بلفظ المعول عليه يعذب في قبره وهو عند النسائي ايضا نعم اذا قال وبموسى وقيس ابن عاصم وابي هريرة وجناد ابن مالك وانته ام عطية حديث ابو عطية اخرجه البخاري ومسلم والنسائي وثمر ايضا حديث تمرة اخرجها الامام احمد في مسنده والبزار في مسنده وابي مالك الاشعري يحدث ابي مالك في احمد وصحيح الامام مسلم. لما اورده قال ابو عيسى حديث المغيرة ابن شعبة حديث غريب حسن صحيح هذا الحديث اسنده البغوي في شرح السنة من طريق ابي نعيم اللي هو الشيخ البخاري والحديث في الصحيحين كما سيأتينا النقض عن صحبة الاشراف وجامع الاصول ونذبح على اهمية هذين الكتابين. الحديث هذا اخرجه اللغوي في شرح السنة برقم مئة وخمسة عشر وقال هذا حديث صحيح متفق على صحته ثم قال والمغيرة بن شعبة ابو عبد الله ويقال ابو عيسى الثقفي كان على الكوفة وكان من دهاة الناس هكذا قال وهذه العبارة المشهورة كان من دهاة العرب وهو من دعاة العرب وهو من من دهاة الناس المغيرة بن شعبة ابن ابي عامر ابن مسعود ابن معتل الثقفي ابو عيسى ويقال ابو عبد الله ويقال ابو محمد وهو صحابي توفي عام خمسين خرج حديثه الجماعة. هذا الحديث الذي مر معنا هو في الصحيحين وجامع الترمذي في الحديث الصحيح وهو من اصح الاحاديث وله شواهد عديدة ترفع من صحته الحديث في جامع الاصولي رقم خمسة الاف وخمس مئة وخمسة وثمانين وقد رقم له خاء ميم ت اي اخرجه البخاري ومسلم والترمذي. ثم قال علي بن ربيعة رحمه الله قال اول من نيح عليه نشوفه قابضة ابن كعب فقال المغيرة ابن شعبة سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ان كذبا علي ليس ككذب على غير من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار وسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من نيح عليه فانه يعذب بما نيه عليه يوم القيامة اخرجه البخاري ومسلم والترمذي اذا هذا الجامع اصول مهم جدا الحديث ايضا في صحبة الاشراف وعند كل حديث تخرجه وتتقوى على التخريج او تبحث ارجع الى جامع الاصول لمعرفة المتن وما يتعلق به من الفاظ وارجع الى تحفة الاشراف لاجل ان تتعرف على اسانيده هذا في تحفة الاشراف رقم احد عشر الف وخمس مئة وعشرين ورقم خاء ميم تاء وهذا ايضا يعني يعطيك الرقم في البداية ثم قال حديث سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول ان كذبا علي ليس ككذب على احد فمن كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار وسمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول من نيح علي فانه يعذب بما نيح عليه ثم خرجه قال خائف الجناد عن ابي نعيم عن سعيد ابن عبيد الطائي عنه به باعتبار انه بالترجمة ذكره هكذا وثاقة الى مسلم وثاق سند الترمذي ولما اورده اخر شيء قال عن الترمذي وساقه بلفظه ثم قال عن الترمذي في الجنائز عن احمد ابن منيع عن قران ابن تمام ومروان ابن معاوية ويزيد ابن هارون ثلاثتهم عن سعيد ابن عبيد ابن طائي عن علي ابن ربيعة الاسدي قال مات رجل من الانصار يقال له قرظ ابن كعب فنيح عليه فجاء المغيرة ابن شعبة فصعد المنبر فحمد الله واثنى عليه وقال ما بال النوح في الاسلام؟ اما اني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من نيح عليه يعذب بما نيح عليه وقال حسن صحيح ولذا كتاب تحبة الاشراف هو افضل كتاب يدلنا على اقوال الترمذي. اذا هذا الحديث صحيح وهذا الحديث مما استدركته ام المؤمنين عائشة ولا تزر وازرة وزر اخرى هذا واجتهاد منها والترمذي صاغ عددا من الاحاديث وهذا الحديث الذي مر عندنا هو حديث المغيرة ابن شعبة وطبعا في رواية مسلمة رقم تسع مئة وثلاثة وثلاثين زاد في بعض طرق الحديث يوم القيامة منيح عليه يعذب ويح عليه يوم القيامة وهذا الحديث المغير له شاهد من حديث ابن عمر عن ابيه اللي هو عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال الميت يعذب في قبره بما نيح عليه الميت يعذب في قبره بمنح عليه. قال النووي وفي رواية باثبات في قبره. وفي رواية بحرفها اذا هذا حديث ثاني حديث ثالث وهو ايضا صحيح في الصحيحين اخرجه البخاري واخرجه مسلم عن ابن ابي مليكة قال توفيت ابنة لعثمان رظي الله عنه بمكة وجئنا لنشهدها وحضرها ابن عمر وابن عباس رضي الله عنهم واني لجالس بينهما فاذا صوت من الدار فقال عبد الله ابن عمر رضي الله عنهما لعمرو ابن عثمان الا تنهى عن البكاء؟ فان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ان لا يعذب ببكاء اهله عليه فقال ابن عباس رضي الله عنهما قد كان عمر رضي الله عنه يقول بعض ذلك ثم حدث قال وذكر الحديث الطبيب قال لما اصيب عمر دخل صهيب يبكي يقول واخاه وصاحباه فقال عمر رضي الله عنه يا صهيب اتبكي علي وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الميت يعذب ببعض بكاء اهله عليه فقال ابن عباس رضي الله عنهما فلما مات عمر رضي الله عنه ذكرت ذلك لعائشة رضي الله عنها فقالت رحم الله عمر والله ما حدث رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الله ليعذب المؤمن ببكاء اهله عليه. اذا هنا ام المؤمنين عائشة تقسم وهذا اجتهاد منها تقول نصحح هذا يعني اصل الرواية المحفوظة عن الرواية الخبر تقول وهو اجتهاد المنهج تقول ولكن تقول ولكن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ان الله ليزيد الكافر عذابا لبكاء اهله عليه وقالت حسبكم القرآن اي يكفيكم القرآن ولا تزر وازرة وزر اخرى قال ابن ابي مليكة والله ما قال ابن عمر رضي الله عنهما شيئا. ابن عمر لما سمع يعني انتكس وسكوته لا يعني انه يقر عائشة على كلامها هذا. وقال ابن ابي مليثة حدثني القاسم ابن محمد قال لما بلغ عائشة قول عمر ابن عمر رضي الله عنهما قالت انكم لتحدثوني عن غير كاذبين ولا مكذبين ولكن السمع يخطئ يعني هذا الانسان يتوهم ولذا قال الحافظ ابن حجر قولهما قال ابن عمر شيئا قال الزين ابن المنير سكوته لا يدل على الاذعان فلعله كره المجادلة في ذلك المقام وروى مسلم عن عبدالله بن عمران حصة بكت على عمر رضي الله عنهم فقال مهلا يا بنية الم تعلمي ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ان الميت يعذب ببكاء اهله عليه اذا هذه الاحاديث رواها عن النبي صلى الله عليه وسلم عدد كبير وقد اخترنا من هذه الروايات التي ساقها الترمذي ثلاثة روايات قرأنا متونها وهي من اقوى ما يكون لانها في الصحيحين وهذه الاحاديث رواها عن النبي صلى الله عليه وسلم عدد كبير منهم هؤلاء الثلاثة وهم عمر وابن عمر والمغيرة رضي الله عنهم اجمعين وهذه الاحاديث فيها تعذيب الميت لبكاء اهله عليهم. اذا كان بكاء كبيرا او موصا به او معلوم ولم يحصل اذا لابد ان نشرح معنى البكاء اتفق العلماء على انه ليس المراد من هذه الاحاديث مطلق البكاء بل المراد بالبكاء هنا النياحة ورفع الصوت وقال النووي واجمعوا كلهم على اختلاف مذاهب بهم على ان المراد بالبكاء هنا البكاء بصوت ونياحة. لا مجرد دمع العين. هذه مسألة مهمة المسألة الثانية رد عائشة رضي الله عنها هذا هو اجتهادا منها اذ انها ظنت ان عمر وابن عمر قد توهم وقد اخطأ في رواية الحديث وظنت ان هذه الاحاديث معارضة لقول الله ولا تزر وازرة وزر اخرى القرطبي اجاب قال انكار عائشة رضي الله عنها ذلك وحكمها على الراوي بالتخطئة او النسيان او على انه سمع بعضا ولن يسمع بعضا بعيد لان الرواة بهذا المعنى من الصحابة كثيرون. يعني اذا اخطأ واحد الاخر يقول وهم جازمون فلا وجه للنفي مع امكان حمله على محمل صحيح اذا هكذا قال القرطبي ومجيبا على قول ام المؤمنين عائشة وقد يقول قائل كيف حلفت عائشة رضي الله عنها على ان الرسول صلى الله عليه وسلم لم يقل هذا مع ثبوته عنهم؟ الجواب انها حلفت بناء على غلبة ظنها ان عمر ابن عمر قد وهما والانسان قد يغلب على ظنه شيء فيحلف على هذا اذا نحن امام اعتراض ام المؤمنين عائشة اذا ثمة من يرى ان هذه الاحاديث هناك ما يخالفها فكيف الجمع؟ الجمع بين هذه الاحاديث وبينما استدلت به ام المؤمنين عائشة رضي الله عنها من قوله تعالى ولا تزر وازرة وزر اخرى فينبغي ان نبين انه لا تعارض بينهما ولكن اختلفت طرائق اهل العلم في هذا الجمع او في هذا الشرح اول طريقة هي طريقة الامام البخاري يرى انه يعذب بذلك اذا كان من سنته او طريقته وقد اقر عليه اهل وقد اقر عليه اهله في حياته فانه يعذب لذلك وان لم يكن من طريقته فانه لا يعذب لان البخاري قال باب قول النبي صلى الله عليه وسلم يعذب الميت ببعض بكاء اهله عليه اذا كان النوح من سنته اي من طريقته وعادته ولذا العلماء شرحوا قول البخاري حتى قال الحافظ ابن حجر فالمعنى على هذا ان الذي يعذب ببعض بكاء اهله من كان راضيا بذلك بان تكون تلك طريقته الى هذا الشيء ولذلك قال البخاري فاذا لم يكن من سنته اي كمن كان لا شعور عنده بانهم يفعلون كيان من ذلك او ادى ما عليه بانه نهاهم يعني ينبغي على الانسان ان ينهى اهل بيته. في حياته وبعد مماته كما ان يعقوب يعني سأل ابناءه ماذا يعبدون من بعده فاطمئن لما اقروا له اقروا بالتوحيد لله سبحانه وتعالى ولذلك قال ابن المبارك اذا كان ينهاهم في حياته ففعلوا شيئا من ذلك بعد وفاتهم. لم يكن عليه شيء وهذه مسألة مهمة على ان الانسان لابد ان ينهى اهله ان يعصوا الله يعني بعده به او بغيرهم وهذا نسبه انه الجمهور وصححه حملوا الحديث على من وصى بهم يبكى عليه ويناح بعد موته فنفذت وصيته فهذا يعذب ببكاء اهله عليه ولوحهم لانه بسببه. ومنسوب اليه فاما من بكى عليه اهله وناحوا من غير وصية منه. فلا يعذب لقوله تعالى ولا تزر وازرة وزر اخرى قالوا وكان من عادات العرب الوصية بذلك ولذا يعني مما نقل في هذا قول صرف ابن العبد اذا مت تنعيني بما انا اهله وشقي علي الجيب يا ابنة معبدي وهذا وارد وجدنا الكثير في حياتنا من يوصي والعياذ بالله بان يناحى عليه اذا هذا يخرج الحديث عن اطلاقه وهناك من قال هذا محمول على من اوصى بالبكاء والنوح او لم يوصي بتركهما يعني كان الامر معلوم ولم يوصي بتركهم قال فاما من وصى بتركهما فلا يعذب بهما ادلاف صنع له فيهم ولا تفريط منه وحاصل هذا ايجابي الوصية بتركهما حاصل هذا ايجاب الوصية بتركهما ومن اهملهما عدل طبعا هذا قول طائفة من اهل العلم وهناك من قال معنى الاحاديث انهم كانوا ينوحون على الميت ويندبون بتعديد شمائله ومحاسنه في زعمهم. وتلك الشمائل في الشرع يعذب بها. فمعنى قوله يعذب بكاء اهله اي بنظير ما يبكيه اهله به وهذا اختيار ايضا ضعف من اهل العلم باعتبار كانوا يندبون الميت برياسته التي ظلم فيها وشجاعته التي صرفها في غير طاعة الله وجوده الذي لم يصنعه في الحق فاهله يبكون عليه بهذه المفاخرة ويعذب بذلك وهناك من قال بان معنى التعذيب توبيخ الملائكة له بما يندبه اهله به كما روى ابن ماجة عن اسيد ابن ابي اسيد عن موسى ابن ابي موسى الاشعري عن ابيه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال الميت يعذب ببكاء الحي اذا قالوا واعبداه وكسياه وناصراه وجبلاه ونحو هذا يتعتع اي يقلق ويزعج ويجر بشدة ويقال انت كذلك انت كذلك قال ازيد فقلت سبحان الله ان الله يقول ولا تزر وازرة وزر اخرى قال ويحك احدثك ان ابا موسى حدثني عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فترى ان ابا موسى كذب على النبي صلى الله عليه وسلم او ترى اني كذبت على ابي موسى وهذا الحديث في سنن ابن ماجة حثناه بعض اهل العلم نعم وثمة حديث اخر في جامع الترمذي ما من ميت يموت باكيه فيقول واجبلاه واتي ذاه او نحوها. ذلك الا به ملكان يلهزان اي يضربانه ويدفعانه اهكذا كنت وفي صحيح البخاري ورقم اربعة الاف مئتين وثمانية وستين عن النعمان ابن بشير رضي الله عنهما قال اغمي على عبد الله ابن رواحة فجعلت اخته عمرة تبكي واجب لا وهكذا وكذا تعدد عليه فقال حين افاق ما قلت شيئا الا قيل لي اانت كذلك فلما مات لم تبكي عليك وهناك من يرى معنى التعذيب تألم الميت بما يقع من اهله من النياحة وغيرها. وهذا اختيار ابي جعفر الطبري من اهل العلم المتقدمين ونصره القاظي عياظ وشيخ الاسلام ابن تيمية وجماعة من المتأخرين واستشهدوا له بحديث قينة بنت مخرمة ان النبي صلى الله عليه وسلم نهاها عن البكاء على ابنها نهاها عن البكاء على ابنها وقال وفيه فوالذي نفسي فوالذي نفس محمد بيده ان احدكم ليبكي فيستعبر اليه طويحبة فيا عباد الله لا تعذبوا موتاكم وقد سئل شيخ الاسلام ابن تيمية هل يتأذى الميت ببكاء اهله عليه؟ فاجاب وقال هذه مسألة فيها نزاع بين السلف والخلف والعلماء والصواب انه يتأذى بالبكاء عليه كما نطقت به الاحاديث الصحيحة ولذلك نحن ندرس الاحاديث الصحيحة حتى ندين الله بما فيها. يقول والصواب انه يتأذى بالبكاء عليه كما نطقت به الاحاديث الصحيحة عن النبي صلى الله عليه وسلم ثم ذكر شيخ الاسلام بعض الاحاديث ثم قال وقد انكر ذلك طوائف من السلف والخلف. واعتقدوا ان ذلك من باب تعذيب الانسان بذنب غيره فهو مخالف لقول الله ولا تزر وازرة وزر اخرى. ثم تنوعت طرقهم في تلك الاحاديث الصحيحة فمنهم من غلظ الرواد لها فعمر ابن الخطاب وغيره وهذه طريقة عائشة والشافعي وغيرهما ومنهم من حمل ذلك على ما اذا اوصى به فيعذب على ايصاله وهو قول طائفة المزني وغيره ومنهم من حمل ذلك على ما اذا كانت عادتهم فيعذب على ترك النهي عن المنكر وهو اختيار طائفة. يقول شيخ الاسلام من هم جدي ابو البركات يقول وها وكل هذه الاقوال ظعيفة جدا والاحاديث الصحيحة الصريحة التي يرويها مثل عمر بن الخطاب وابنهم عبد الله وابي موسى الاشعري وغيرهم لا ترد بمثل هذا والذين اقروا هذا الحديث على مقتضاه ظن بعضهم ان هذا من باب عقوبة الانسان بذنب غيره وان الله يفعل ما يشاء ويحكم ما يريد واعتقدوا هؤلاء ان الله يعاقب الانسان بذنب غيره والله تعالى لا يعذب احدا في الاخرة الا بذنبه ولا تزر وازرة وزر اخرى يقول واما تعذيب الميت لبكاء اهله عليه فهو لم يقل ان الميت يعاقب ببكاء اهله عليه بل قال يعذب والعذاب اعم من العقاب فان العذاب هو الالم وليس كل من تألم بسبب كان ذلك عقابا له على ذلك السبب فان النبي صلى الله عليه وسلم قال السفر قطعة من العذاب يمنع احدكم طعامه وشرابه فسمت سفر عذابا وليس هو عقابا على ذنب. والانسان يعذب بالامور المكروهة التي يشعر بها مثل الاصوات الهائلة والارواح الخبيثة والصور القبيحة فهو يتعدد بسماع هذا وشم هذا هذا ورؤية هذا ولم يكن ذلك عملا له عوقب عليه فكان يمكن ان يعذب الميت بالنياحة وان لم تكن النياح عملا له يعاقب عليه نعم ولا نحكم على كل من ناحى عليه اهله انه يعذب بذلك ثم قال شيخ الاسلام ثم النياحة سبب العذاب وقد يندفع حكم السبب بما يعارضه فقد يكون في الميت من قوة الكرامة ما يدفع عنه من العذاب وهذا العذاب الذي يحصل للمؤمن ببكاء اهله عليه من جملة الشدائد والاذى التي يكفر الله بها عن المؤمن من ذنوبه واما الكافر فانه يزداد بذلك عذابهم فيجمع له بين الم العقاب والتألم الحاصل له ببكاء اهله عليه ثم تكلم اذا قال وما يحصل للمؤمن في الدنيا والبرزخ والقيامة من الالم التي هي عذاب فان ذلك يكفر الله به خطاياه كما ثبت في الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال ما يصيب المؤمن من نصب ولا نصب ولا هم ولا حزن ولا اذى حتى الشوكة يشاكها الا كفر الله بها من قضاياه. اذا هذه المسألة من المسائل المهمة ولابد من ان الانسان يتعرف على المراد نسأل الله العظيم ان يدفع عنا عذاب الدنيا وعذاب الاخرة وعذاب البرزخ. هذا وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته