بسم الله الرحمن الرحيم. المكتبة الصوتية لمعالي الشيخ الدكتور صالح بن فوزان الفوزان. شرح كتاب التوحيد للامام وجدد محمد بن عبد الوهاب رحمه الله الدرس الخامس والثمانون بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على قائد الغر المحجلين. نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين مرحبا بكم ايها الاخوة والاخوات في درس من دروس التوحيد هذا الدرس وهذا الكتاب للامام المجدد محمد ابن عبد الوهاب رحمه الله. وضيف هذا اللقاء هو فضيلة الشيخ صالح بن فوزان ان الفوزان عضو هيئة كبار العلماء وعضو اللجنة الدائمة للافتاء اهلا ومرحبا بالشيخ في هذا الدرس حياكم الله وبارك فيكم قال المؤلف رحمه الله تعالى باب ما جاء في منكري القدر. الحمد لله رب العالمين صلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين القدر والقضاء من الله سبحانه وتعالى هو تقدير الامور التي تقع في هذا الكون فما من شيء يحدث ويقع الا وقد قدره الله جل وعلا وقظاه وكتبه في اللوح المحفوظ والايمان بالقضاء والقدر هو احد اركان الايمان الستة قال صلى الله عليه وسلم الايمان ان تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله وتؤمن بالقدر خيره وشره فجعله من اركان الايمان الامام بالقدر خيره وشره انه من الله سبحانه وتعالى هو الذي يقدر الخير ويقدر الشر وله الحكمة البالغة في ذلك فلا بد من الايمان ببالك وانه لا يجري في هذا الكون الا ما قدره الله سبحانه وتعالى وشاءه اه عدم الايمان بالقضاء والقدر ينقص به ركن من اركان الايمان وبالتالي من انكر القضاء والقدر لا يكون مؤمنا لا يكون مؤمنا بالله سبحانه وتعالى وهذا نقص في التوحيد ولهذا اورده الشيخ رحمه الله في هذا الكتاب نعم قال ابن عمر والذي نفس ابن عمر بيده لو كان لاحدهم مثل احد ذهبا ثم انفقه في سبيل الله قبله الله منه حتى يؤمن بالقدر لما ذكر لابن عمر رضي الله عنه ان قوما ينكرون القدر ولا يؤمنون به انكر عليهم وقال والذي نفس ابن عمر بيده لو انفق احدهم مثل احد ذهبا ومثل احد يعني جبل احد الجبل العظيم حول المدينة لو انفق ما يعادل هذا الجبل العظيم ذهبا ما تقبله الله منه او انفقه في سبيل الله ما تقبله الله منه حتى يؤمن بالقضاء والقدر لان من آآ من جحد شيئا من اركان الايمان فليس بمؤمن ومن ذلك القضاء والقدر نعم في القضاء والقدر على ثلاثة اقسام طرفان ووصل طائفة انكرت القضاء والقدر وهم المعتزلة وطائفة غلت في اثبات القضاء وهو القدر وهم الجبرية الذين يقولون ان العبد مجبور وليس له اختيار وانما هو مجبور يحرك بغير اختياره كالريشة في الهواء تحركها الهوى وليس لها اختيار في ذلك وهذا كفر بالله وعبث في الاعتقاد فلا بد ان يؤمن بقضاء الله وقدره وان ما شاءه الله كان وحدث وما لم يشأه لم يكن ولم يوجد كل ذلك بقضاء الله وقدره ومع هذا الانسان مأمور بفعل الاسباب مأمور بفعل الاسباب وبعمل الخير والطاعات مع ايمانه بالقضاء والقدر. فلا يقتصر على الايمان بالقضاء والقدر ويكون من الجبرية ولا يعتمد على القضاء والقدر ولا يعمل شيئا فيكون من المعتزلة نعم ثم استدل بقول النبي صلى الله عليه وسلم الايمان ان تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر وتؤمن بالقدر خيره وشره. رواه مسلم. نعم استدل ابن عمر على قوله لو انفق احدهم مثل احد ذهب ما تقبله الله منه حتى يؤمن بالقضاء والقدر فدل على ذلك بقول النبي صلى الله عليه وسلم الايمان ان تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله وتؤمن بالقدر غيره وشره فجعله صلى الله عليه وسلم ركنا من اركان الايمان الستة نعم وعن عبادة ابن الصامت انه قال لابنه يا بني انك لا تجد طعم الايمان حتى تعلم ان ما اصابك لم يكن ليخطئك وما اخطأك لم يكن ليصيبك عبادة ابن الصامت رضي الله عنه الصحابي الجليل لما حضره الموت اوصى ابنه ومن جملة ما اوصاه به الايمان بالقضاء والقدر فالايمان كل يدعي او كثير يدعي انه مؤمن لكن لا يجدون طعم الايمان ايمان له طعم وله ذوق وله حلاوة لا يجدها الا المؤمن حقا لن تجد طعم الايمان حتى تؤمن بالقضاء والقدر. نعم سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ان اول ما خلق الله القلم فقال له اكتب فقال ربي وماذا اكتب قال اكتب مقادير كل شيء حتى تقوم الساعة. نعم. سمع عبادة ابن الصامت رضي الله عنه من الرسول صلى الله عليه وسلم هذا الحديث قال اول ما خلق الله القلم هل القلم اول المخلوقات هذا ظاهر الحديث او انه من اول ما خلق القلم قال له اكتب فالحديث محتمل هذا وهذا وكلا الامرين لا يتنافيان الحديث يدل على ان كل ما يجري في هذا الكون فقد كتبه هذا القلم بامر الله سبحانه وتعالى ولهذا يقول الامام ابن القيم في النونية والناس مختلفون بالقلم الذي كتب القضاء به من الديان هل كان قبل العرش او هو بعده اولان لابل على الهمدان فالحاصل ان قوله اول ما خلق الله القلم يحتمل ان القلم هو اول المخلوقات ويحتمل انه ليس اول المخلوقات والعرش سابق له ولكن معنى الحديث ان الله عند خلقه للقلم امره بالكتابة مباشرة نعم سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ان اول ما خلق الله القلم فقال له اكتب فقال ربي وماذا اكتب؟ قال اكتب مقادير كل شيء حتى تقوم الساعة. يا بني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من مات على غير هذا فليس مني يقول عبادة ابن الصامت لابنه يا بني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول اول ما خلق الله القلم قال له اكتب قال ما اكتب قال اكتب مقادير كل شيء حتى تقوم الساعة ثم قال عبادة لابنه يا بني لو مت على غير ذلك على غير ذلك يعني على غير هذا الاعتقاد وهو الايمان بالقضاء والقدر وان كل شيء يجري في هذا الكون قد قدره الله وكتبه القلم الذي خلقه الله سبحانه وتعالى. من مات على غير هذا. من مات وهو لا يعتقد. هذا الاعتقاد ان وكلها مقدرة ومقضية وان القلم كتب كل شيء بامر الله سبحانه وتعالى من مات على غير ذلك فانه لا يموت على الاسلام لانه منكر لركن من اركان الايمان وهو القضاء والقدر نعم وفي رواية لاحمد ان اول ما خلق الله تعالى القلم فقال له اكتب فجرى في تلك الساعة بما هو كائن الى يوم القيامة. نعم وهذه الرواية كالرواية التي قبلها ان ظلم مخلوق وان الله امره اول ما خلقه امره ان يكتب كل ما يجري في هذا الكون مما هو كائن الى يوم القيامة ان من لم يؤمن بذلك فانه لا يموت على الايمان لانه انكر ركنا من اركان الايمان الستة نعم وفي رواية لابن وهب قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فمن لم يؤمن بالقدر خيره وشره احرقه الله بالنار نعم من لم يؤمن بالقدر خيره وشره فاحرقه الله بالنار هذا اخبار ان الله يحرق بالنار من لم يؤمن بالقضاء والقدر. فدل على ان انه لابد من الايمان بالقضاء والقدر ومن لم يؤمن بذلك فانه يعذب بالنار مع الكفار والعياذ بالله. نعم سوف نستكمل ما تبقى من بقية هذه الاحاديث في الدرس القادم باذن الله تعالى ان شاء الله حتى ذلكم الحين شكرا لفضيلة الشيخ صالح ابن فوزان الفوزان عضو هيئة كبار العلماء وعضو اللجنة الدائمة للافتاء والذي شرح هذه الدروس من كتاب التوحيد للامام المجدد محمد بن عبد الوهاب رحمه الله يتجدد اللقاء ان شاء الله في هذه الدروس وهذه تحية من زميلي مهندس الصوت عبدالله المواش والسلام عليكم ورحمة رحمة الله وبركاته