بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه ومن تبعه باحسان الى يوم الدين اما بعد قال الله تعالى اعوذ بالله من الشيطان الرجيم والله اعلم باعدائكم وكفى بالله وليا وكفى بالله نصيرا والله عز وجل اعلم منكم باعدائكم. ايها المؤمنون فاخبركم بهم وبين لكم عداوتهم وكفى بالله وليا يحفظكم من بأسهم وكفى بالله نصيرا يمنعكم من كيدهم واذاهم وينصركم عليهم اذا هذه الاية الكريمة تبين على ان المؤمن يجب عليه ان يضيع ربه في جميع الامور وان يتنبه الى ان ما حذره الله الى ان ما حذر الله ايانا منه فهذا لاجل مصلحتنا وانه من ولاية الله تعالى لنا وانه من نصرة الله لنا ان يعرفنا على اعدائنا ثم قال تعالى مبينا عداوتهم من الذين هادوا يحرفون الكلم عن مواضعه ويقولون سمعنا وعصينا واسمع غير مسمع وراعنا لين بالسنتهم وطعنا في الدين. ولو انهم قالوا سمعنا واطعنا واسمع وانظرنا لكان خيرا لهم واقوم ولكن لعنهم الله بكفرهم فلا يؤمنون الا قليلا من اليهود قوم من اليهود قوم سوء يغيرون الكلام الذي انزله الله كي يأولونه على غير ما انزل الله ويقولون للرسول صلى الله عليه وسلم حين يأمرهم بامر سمعنا قولك وعصينا امرك ويقولون مستهزئين اسمع ما نقول لا تمت ويوهمون بقولهم راع انهم يريدون راعنا سمحك وانما يريدون الرعونة يلوون بها السنتهم يريدون الدعاء عليه صلى الله عليه وسلم ويقصدون القدح في الدين ولو انهم قالوا سمعنا قولك واضعنا امرك بدلا من قولهم سمعنا قولك واعطينا امرك وقالوا اسمع بدل قولهم اسمع لا سمعت وقالوا انتظرنا نفهم عنك ما تقول بدل قولهم راعنا لكان خيرا لكان ذلك خيرا لهم مما قالوه اولا واعدل منه لما فيه من حسن الادب اللائق بجناب النبي صلى الله عليه وسلم ولكن لعنهم الله فطردهم من رحمته بسبب كفرهم فلا يؤمنون ايمانا ينفعهم يا ايها الذين اوتوا الكتاب امنوا بما نزلنا مصدقا لما معكم من قبل ان نطمس وجوها ردها على ادبارها او نلعنهم او نلعنهم كما لعنا اصحاب السبت وكان امر الله مفعولا يا ايها الذين اوتوا الكتاب من اليهود والنصارى امنوا بما انزلنا على محمد صلى الله عليه وسلم الذي جاء مصدقا لما معكم من التوراة والانجيل من قبل ان نمحو ما في الوجوه من الحواس ونجعلها ناحية ادبارهم او نطردهم او نطردهم من رحمة الله كما بردنا منها اصحاب السبت الذين اعتدوا بالصيد فيه بعد نهيهم عنه فمسفهم الله قردة وكان امر الله تعالى وقدره واقعا لا محالة ان الله لا يغفر ان يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ومن يشرك بالله فقد افترى اثما عظيما ان الله لا يغفر ان يشرك به شيء من مخلوقاته ويتجاوز عما دون الشرك والكفر من المعاصي لمن يشاء بفضله ويعذب بها من يشاء منهم بقدر ذنوبهم بعدله ومن يشرك مع الله غيره فقد اختلق اثما عظيما لا يغفر لمن مات عليه الم تر الى الذين يزكون انفسهم من الله يزكي من يشاء ولا يظلمون فتيلا الم تعلم ايها الرسول امر اولئك الذين يثنون ثناء تزكية على انفسهم واعمالهم بل الله وحده هو الذي يثني على من يشاء من عباده ويزكيهم لانه عالم بخفايا القلوب ولن ينقصوا شيئا من ثواب اعمالهم ولو كان قدر الخيط الذي في نواة التمر انظر كيف يفترون على الله الكذب وكفى به اثما مبينا انظر ايها الرسول كيف يختلقون على الله الكذب بثنائهم على انفسهم وكفى بذلك ذنبا مبينا عن ضلالهم الم تر الى الذين اوتوا نصيبا من الكتاب يؤمنون بالجبت والطاغوت ويقولون للذين كفروا هؤلاء اهدى من الذين امنوا سبيلا الم تعلم ايها الرسول وتتعجب من حال اليهود الذين اتاهم الله حظا من العلم يؤمنون بما اتخذوه من معبودات من دون الله ويقولون مصانعة للمشركين انهم اهدى طريقا من اصحاب محمد صلى الله عليه وسلم من فوائد الايات كفاية الله للمؤمنين ونصره لهم تغنيهم عما سواه بيان جرائم اليهود كتحريفهم كلام الله وسوء ادبهم ما مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وتحاكمهم الى غير شرعه سبحانه بيان خضر الشرك والكفر وانه لا يغفر لصاحبه اذا مات عليه واما دون ذلك فهو تحت مشيئة الله. اللهم اغفر لنا ولامة محمد صلى الله عليه وسلم اجمعين هذا وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته