وانا عائشة رضي الله عنها قالت ان كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يدع العمل وهو يحب ان يعمل به خشية ان يعمل به الناس في فرض عليهم. متفق عليه وعنا رضي الله عنها قالت نهاهم النبي صلى الله عليه وسلم عن الوصال رحمة لهم. فقالوا انك تواصل قال اني لست كهيتكم. اني ابيت يطعمني ربي ويسقيني. متفق عليه. معناه يجعل في وتما من اكل وشرب. وعن ابي قتادة الحارث بن الربعي رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اني لاقوم الى الصلاة واريد ان اطول فيها فاسمع بكاء صبي فتجوز في صلاته كراهية على امه رواه البخاري وبالله التوفيق وصل. بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله وصلى الله وسلم على رسول الله وعلى اله واصحابه ومن اهتدى بهداه. اما بعد فهذه الاحاديث فيها الحث على رفق المسلمين والعناية بهم ورحمة احوالهم والحرص على كل ما يدفع الظرر عنهم كما قال الله جل وعلا وتعاونوا على الامن والتقوى والاصل ان الانسان لفي خسر الا الذين امنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر قال صلى الله عليه وسلم من لا يرحم لا يرحم الراحمون يرحمهم الرحمن يرحمه ويرحمكم من في السماء ولهذا تقول عائشة رضي الله عنها انه صلى الله عليه وسلم يدعو العمل يحب ان يعمل به مخافة ان يعمل بهن فيشق عليهن والمعنى انه قد تطلب العمل يحب ان يعمل به مخافة ان يشق على الناس عليه الصلاة والسلام وهذا من باب الرفق ربما دخل العمل يدرء ان يطوله فيخفف مخافة يشق على المأمومين وكذلك قد يدخل في الصلاة ويريد صلاتها في اسباب بكاء الصبي يدع التطبيل مخافة لا يشق على امه فالمقصود من هذا كله انه كان يراعي عليه الصلاة والسلام احوال المسلمين ويراعي ظعفائهم حتى لا يشق عليهم عليه الصلاة والسلام فينبغي العلم للعلماء والامراء واعيان الناس ان يراعوا احوال المسلمين بالرحمة والعطف وعدم المشقة عليهم في امور دينهم ودنياهم حتى لا تكون هناك فجوة بين المسلمين لان المشقة تسبب الفرقة والاختلاف ولما بلغه ان قوما قالوا اين نحن من رسول الله صلى الله عليه وسلم قد غفر الله له. قال بعضهم اما انا فاصلي ولا فاقوم ولا انام؟ قال الاخران معنا فاصوم ولا افطر قال الاخر من معنى فالزم وجه النساء. خطب الناس عليه الصلاة والسلام قال اما بعد قالوا كذا وكذا لكني اصلي وانام واصوم وافطر واتزوج النساء فما الريب عن سنتي فليس مني وهكذا لما واصل صلى الله عليه وسلم ورأى الناس تابعوا في الوصال نهاهم قال ان لست مثلكم يعني قطعه فلما ابوا ينتهي الوصال واصل بهم يوما ثم يوما ثم رأوا الهلال قال لو تأخر لزدتهم كمنكل لهم ثم انه لمطعم مطعم الصيام يعني ما يفتح الله عليه من تلذذ بمناجاة والتلازم بالطاعة يقوم مقام الطاعة والشراب. وليس معناه كما يغضب الناس انه طعام من الجنة وسلاح لو كان يشرب من الجنة لما صار صائما ان مقصود ما يفتح الله عليه من نفحات القدس والتلذذ بالمناجاة راحة عند قراءة القرآن ومناجاة الله يحصل له بذلك ما يقوم مقام الطعام والشراب. فنهاهم عما يشق عليهم وحثهم على ما فيه راحتهم والمقصود من هذا كله ان العلماء يراعون العامة وهكذا الامراء والملوك والرؤساء ورؤساء القبائل يراعون عامة الناس في جميع الشؤون التي قد تشق عليهم حتى يحصل بذلك التعاون والتواصي بالحق والتراحم والتعاطف