ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب اليه ونعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله واصحابه واتباعه. ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين تسليما اما بعد فيا ايها المؤمنون اتقوا الله تعالى وتفقهوا في دين الله لتعبدوا الله على علم وبصيرة ولتنالوا بذلك الاجور الكثيرة. فانه لا يستوي الذين يعلمون الذين لا يعلمون تفقهوا في دينكم في عقائده واحكامه. فان من يرد الله به خيرا يفقهه اطلبوا العلم فان العلم نور وهداية. والجهل ظلمة وضلالة. اطلبوا العلم انه مع الايمان رفعة في الدنيا والاخرة. يرفع الله الذين امنوا منكم والذين اوتوا العلم درجات العلم يعرف العبد كيف يعبد ربه في عقيدته وعبادته. واخلاقه ومعاملته العلم يكون العبد سراجا منيرا في امته. يهديهم الصراط المستقيم. ويبين لهم المنهج القويم بالعلم يستنير العبد في حياته وبعد مماته. فهو نور في القلب ونور في القبر ونور في الحشر. فالعالم حي بعد مماته. والجاهل ميت في حياته او من كان ميتا فاحييناه وجعلنا له نورا يمشي به في الناس. كمن مثله في ليس بخارج منها ايها المسلمون ان من طرق تحصيل العلم السؤال. قال الله تعالى فاسألوا اهل الذكر ان كنتم لا تعلمون. فامر الله تعالى من جهل شيئا ان يتعلمه. وان يطلب العلم به من مضانه وان يسأل اهل الذكر العالمين به كما امر سبحانه اهل العلم بالايضاح والبيان. وتوعدهم على الاخفاء والكتمان. قال الله تعالى واذ اخذ الله ميثاق الذين اوتوا الكتاب لتبيننه للناس ولا تكتمون وقال تعالى ان الذين يكتمون ما انزلنا من البينات والهدى من بعد ما بيناه للناس بالكتاب اولئك يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون وعن ابي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من سئل عن علم فكتمه الجم يوم القيامة بلجام من نار وبما ان اهل العلم هم المرجع في البيان لعامة الناس. فان الاقدام على التعليم والافتاء انما يتصدى له من كان اهلا لذلك. فمقام الافتاء مقام عظيم. لان وتوقيع عن رب العالمين. واخبار بشرع الله المتين. وقد تولاه رب العالمين بنفسه فقال تعالى ويستفتونك في النساء قل الله يفتيكم فيهن. واول من قال بهذا المنصب الشريف سيد المرسلين وامام المتقين. محمد صلى الله عليه وسلم فكان يفتي عن ربه بوحيه المبين. ثم قام بالفتوى بعده. الصحابة الكرام والائمة قمة الاعلام وقد كان السلف الصالح من الصحابة والتابعين كانوا يكرهون التسرع في فتوى والتصدر لها ويود كل واحد منهم ان يكفيه اياها غيره قال عبدالرحمن بن ابي ليلى رحمه الله ادركت عشرين ومئة من اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ما منهم رجل يسأل عن شيء الا ود ان اخاه كفاه ايها المسلمون ان التحليل والتحريم حق لله تعالى. فالحلال ما احله الله والحرام ما حرمه الله. ولا تقولوا لما تصف السنتكم الكذب. هذا حلال وهذا حرام حرام لتفتروا على الله الكذب. ان الذين يفترون على الله الكذب لا يفلحون. وقال تعالى قل ارأيتم ما انزل الله لكم من رزق فجعلتم منه حراما وحلالا قل الله اكبر لكم ام على الله تفترون ان من اعظم الجنايات ان من اعظم الجنايات ان يتصدر المرء للخوض في دين الله تحريما وتحليلا من غير علم ولا بصيرة. وهذا مع كونه جناية عظمى. ففيه سوء ادب مع الله تعالى حيث تقدم بين يديه وقال في دينه وشريعته ما لا يعلم ولقد تجرأ على الفتوى في زمننا من لا علم عنده من المتعالمين. فتجاسروا على يا حليل والتحريم يتكلمون بما لا يعلمون. ويجملون ولا يفصلون. وهم من اجهر الناس في احكام الشريعة اذا سمعت احدهم يتكلم فكأنما ينزل عليه الوحي من السماء من جزمه فيما يقول ومجادلته فيما يخالف المنقول والمعقول هل وصل الحال ببعض العامة الى ان يفتي بعضهم بعضا واصبح الحديث في علوم الشريعة اصبح الحديث في علوم الشريعة بضاعة كل متعالم. فاستطالوا على منازل العلماء ومقامات العظماء والفقهاء. وعمدوا الى امور هي من قواعد الدين وثوابته. وجعلوا وها عرضة للتغيير والتبديل بدعوى تغير الفتوى بتغير الزمان. بل طالب بعضهم قم باخذ الرخص ليتفلت من الاحكام وكثر التحايل على الاحكام الشرعية وقواعد الاسلام قصر في باب العلم باعهم. وقل فيه نظرهم واطلاعهم. يخوض في امور عامة. وقضايا حاسمة هامة بلا علم ولا روية. يأتون ما يضاد الشريعة الغراء. ويقولون باسم الاسلام ما الاسلام منه براء. ايها ان الجراءة على الفتوى من غير الراسخين في العلم سبب لضلال المجتمع وانحرافه ولا سيما الفتاوى المتعلقة بالعقيدة والدماء المعصومة. وامن الامة ووحدتها واجتماعها فكم من جاهل افتى بتكفير المسلمين. واستباحة دماء المعصومين. وترويع امنين وكم من جاهل كانت فتاواه سببا للشقاق والفوضى. واثارة البلبلة الفتنة وتشكيك الناس في اصول دينهم وعقائدهم. ولقد ساعدهم في ذلك بعض وسائل الاعلام وقنواته التي لديها هوى وانحراف فكري فان بعض القنوات الفضائية تستقطب وتصدر لمقام الفتيا. لاناس ينتمون بهج موبوءة وافكار مشبوهة فيبثون سمومهم وافكارهم في هذه القنوات عن طريق الفتاوى التي كانت سببا في ضلال بعض الناس وانحرافهم وان الواجب الاخذ على ايدي هؤلاء الجهال حفظا للشريعة ودفاعا عن وتوحيدا لكلمة الامة. وضبطا لمسلكها ومنهجها. لتكون مبنية على الكتاب والسنة بفهم سلف الامة. وفقني الله واياكم للصلاح. وجعلنا قادته واصلاح وجنبنا الفتن ما ظهر منها وما بطن. بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم واياكم بما فيه من الايات والذكر الحكيم. اقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم. ولسائر للمسلمين من كل ذنب فاستغفروه وتوبوا اليه. انه هو الغفور الرحيم الحمد لله حمدا كثيرا كما امر. واشكره وقد تأذن بالزيادة لمن شكر. واشهد ان لا اله ان الله وحده لا شريك له ولو كره ذلك من اشرك به وكفر. واشهد ان محمدا عبده ورسوله سيد البشر الشافع المشفع في المحشر صلى الله عليه وعلى اله وصحبه في خير صحب ومعشر. وعلى التابعين لهم باحسان ما بدا الصباح وانور. وسلم تسليما اما بعد فاتقوا الله عباد الله. واعلموا ان هناك ادابا تتعلق بالمفتي المستفتي ينبغي لكل منهما ان يتأدب بها. فمن الاداب المتعلقة بالمفتي صدق النية والاخلاص لله بان ينوي بالفتوى ارشاد السائل. واظهار احكام الله وان يعلم قدر هذا المنصب الذي اقيم فيه. وانه مسئول وموقوف بين يدي الله عز وجل ويوم يناديهم فيقول ماذا اجبتم المرسلين؟ ومن اداب المفتي ان يبدأ بنفسي في في كل خير يفتي فيه فان ذلك من علامات صدقه في فتواه وهو من اعظم اسباب في وضع البركة في قوله وقبوله عند الناس ومن اداب المفتي ان يكون متأنيا متريثا فيما يفتي فيه. فلا يتسرع في الاجابة عما يسأل عنه حتى يتثبت ويتصور المسألة. والمفتي اذا عرف الناس منه والتثبت وثقوا بقوله واعتبروه. واذا رأوه متسرعا والمتسرع كثير لم يكن عندهم ثقة فيما يفتي فيه ومن اداب المفتي ان يأخذ بالحيطة والحذر. فاذا كانت الفتوى تؤدي الى النزاع او تثير استنكار العلماء والطعن فيه. فانه يتوقف عن الفتوى. وليحرص على ان تكون اجابته واضحة بينة مناسبة لحال السائل ومستواه ومستواه العلمي والادراكي وان تكون اجابته موافقة للالفاظ الشرعية قدر الامكان. لتكون اجابة نباته مشتملة على الحكم والدليل. ولاجل ان يربط الناس بكتاب الله وبسنة رسوله صلى الله عليه وسلم. واما الاداب المتعلقة بالمستفتي. فمنها ان يريد باستفتائه الحق لا تتبع الرخص وافحام المفتي او اظهار عجزه او غير ذلك من المقاصد السيئة ومنها الا يستفتي الا من يغلب على ظنه انه اهل للفتوى لان هذا دين وينبغي ان يختار اوثق من يجده علما وورعا. ومن اداب المستفتي ان يصف حاله للمفتي وصفا دقيقا. وان ينتبه لاجابته بحيث يفهم الاجابة فهم من تام وصلوا وسلموا رحمكم الله على نبيكم محمد صلى الله عليه وسلم. يعظم الله لكم بها اجرا. فان من صلى عليه صلاة واحدة صلى الله عليه بها عشرا. اللهم صل سلم وبارك على عبدك ورسولك نبينا محمد. اللهم ارزقنا محبته واتباعه ظاهرا وباطنا. الله ثم توفنا على ملته. اللهم احشرنا في زمرته. اللهم اسقنا من حوضه اللهم اجمعنا به في جنات النعيم. مع الذين انعمت عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين. اللهم مرظع خلفائه الراشدين وعن الصحابة اجمعين. وعن التابعين لهم باحسان الى يوم الدين. اللهم ارض عنا معهم بعفوك ومنك وكرمك وجودك يا رب العالمين اللهم اعز الاسلام والمسلمين واذل الشرك والمشركين. ودمر اعداء الدين واجعل هذا البلد امنا مطمئن وسائر بلاد المسلمين. اللهم امنا في اوطاننا واصلح ائمتنا وولاة امورنا واجعل ولايتنا فيمن خافك واتقاك واتبع رضاك يا رب العالمين. اللهم وفق ولي امرنا خادم الحرمين الشريفين بما تحب وترضى وخذ بناصيته للبر والتقوى. اللهم وفقه وولي عهده واخوانه واعوانه لما فيه صلاح الاسلام والمسلمين. اللهم احفظ حدودنا وانصر جنودنا اللهم انصر جنودنا المرابطين على الحدود والثغور. اللهم قوي عزائمهم. اللهم ثبت اقدامهم. اللهم سدد رميهم اللهم ارحم موتاهم واشف مرضاهم وكن لاراملهم يا رب العالمين. اللهم لا تدع لنا فيما هذا ذنبا الا غفرته ولا هما الا فرجته ولا كربا الا نفسته ولا دينا الا قضيته ولا مريضا الا شفيته، ولا ضالا الا هديته، ولا غائبا الا رددته، ولا اسيرا الا اذا فككت اسرى ولا عقيما الا رزقته. ولا ايما الا زوجته. ولا حاجة من حوائج الدنيا والاخرة هي لك رضا ولنا فيها صلاح الا اعنتنا على قضائها ويسرتها برحمتك يا ارحم الراحمين. اللهم فارج الهم وكاشف الغم اجيب دعوة المضطرين رحمن الدنيا والاخرة ورحيمهما. نسألك اللهم رحمة من عندك. رحمة من عندك تغنينا بها عن رحمة من سواك. اللهم ارحم ضعفنا واجبر كسرنا. ولا تكلنا الى احد غيرك طرفة عين ربنا ظلمنا انفسنا وان لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين ربنا اغفر لنا ولاخواننا الذين سبقونا بالايمان. ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين امنوا. ربنا انك الرحيم ربنا اتنا في الدنيا حسنة وفي الاخرة حسنة وقنا عذاب النار عباد الله ان الله يأمر بالعدل والاحسان وايتاء ذي القربى. وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي. يعظكم لعلكم تذكرون. واوفوا بعهد الله اذا عاهدتم ولا تنقضوا الايمان بعد توكيدها وقد جعلتم الله عليكم كفيلا. ان الله يعلم ما تفعلون. واذكروا الله العظيم الجليل يذكركم. واشكروه على عموم نعمه والائه يزدكم ولذكر الله اكبر. والله يعلم ما تصنعون