بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه. كما يحب ربنا ويرضى واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له. له الحمد في الاخرة والاولى. واشهد ان محمدا عبد الله ورسوله امام الهدى وسيد الورى. صلى الله ربي وسلم وبارك عليه. وعلى ال بيته وصحابته ائمة الهدى. ومن تبعهم باحسان واقتفى اثرهم الى يوم اللقاء. اما بعد اخوة الاسلام فمن رحاب البيت الحرام. وفي هذه الليلة المباركة ليلة الجمعة عقب هذا المجلس الاسبوعي الثامن والثمانون من مجالس مدارستنا لكتاب زاد المعاد في هدي خير العباد صلى الله عليه واله وسلم للامام شمس الدين ابن القيم رحمه الله تعالى في هذا اليوم الاربعاء خاتمة شهر ربيع في هذا اليوم خميس ليلة الجمعة خاتمة شهر ربيع الاول سنة ست واربعين واربعمائة والف من هجرة النبي عليه الصلاة والسلام متابعينا في مجلسنا هذا ما وقف الحديث عنده من هدي المصطفى صلى الله عليه وسلم في الابواب التي اوردها المصنف رحمه الله في في صلاته وقيام الليل ووتره والسنن والتطوعات وما الى ذلك. متابعين الحديث فيه متقفين هدى النبي عليه الصلاة والسلام. متتبعين ابواب سنته مستكثرين في ليلتنا المباركة هذه من صلاتنا وسلامنا على من وعدنا الله كل صلاة عليه مرة عشر مرات من ربنا جل وعلا. قال صلى الله عليه وسلم فمن صلى علي صلاة صلى الله عليه عليه بها عشرا. صلاة الله ما هبت رياح وما امسيت او طلع الصباح على الهادي رسول الله تبقى خافقة يطير بها جناح ترفرف عاليا في كل وقت. وتصعد للسماء ولها وشاح صل على النبي وال بيت وصحب في محبتهم فلاح. اللهم صل وسلم وبارك عليه. سائلين الله التوفيق السداد والهداية والرشاد وان يعلمنا ما ينفعنا وان ينفعنا بما علمنا وهو العليم الحكيم بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على سيد الاولين والاخرين. نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اللهم اغفر لشيخنا ولوالديه ولنا ولوالدينا وللمسلمين قال المصنف رحمه الله والصواب في مسألة ان يقال ان ثواب قراءة الترتيل والتدبر اجل وارفع قدرا. وثواب كثرة القراءة اكثر عددا. فالاول كمن تصدق بجوهرة عظيمة او اعتق عبدا قيمته نفيسة جدا والثاني كمن تصدق بعدد كثير من الدراهم او اعتق عددا من العبيد قيمتهم رخيصة. كان هذا خاتمة مجلسنا ليلة الجمعة الماضية. وفيها هذا التحرير الذي انتهى اليه الامام المصنف رحمه الله. في مسألة المفاضلة بين هذين الامرين او بين هذين البابين من الاجر والثواب. ما الافضل قراءة القرآن بتدبر وتأمل وترتيل وتأن. ومع ما يتبع ذلك من قلة مقدار القراءة. او الاسراع في القراءة والاستكثار من التلاوة على حساب التدبر بما يكون معه مزيد عدد من الايات والحسنات والثواب كلا البابين ذو فضل واجر كما تقدم وانتهى المصنف رحمه الله بعدما ذكر مذهب الطائفتين. من فضل التأمل والتدبر والتروي في القراءة. لما جاءت به النصوص من مشروعية التدبر واعتباره اعظم مقاصد انزال القرآن. ومن ذكر ان روي عن السلف الاستكثار من القراءة متابعة الخدمات للاستكثار من الحسنات. ثم انتهى رحمه الله الى هذا الانصاف. في المسألة فقال ثواب قراءة الترتيل والتدبر اجل وارفع قدرا. وثواب كثرة القراءات اكثر عددا. اذا في كل منهما ثواب. لكن احد الثوابين انفس واثقل في الميزان. والثاني اكثر عددا ضرب مثلا فقال كمن تصدق بجوهرة عظيمة نفيسة هي واحدة لكن قيمتها غالية ووزنها وان لم يكن ثقيلا لكن نفاستها في قيمتها. كما في بعض الاحجار الكريمة والالماس ونحوها او اعتق عبدا واحدا لكن قيمته نفيسة ايضا. ويقابله من استكثر من القراءة من غير ما تدبر للاستكثار الختمات والتلاوة فانه كمن اعتق عددا من العبيد قيمته الرخيصة. فاذا نظرت الى العدد فهذا اكثر. واذا عدت الى السمن فالاول اكثر او كمن تصدق بعدد كبير من الدراهم. من حيث العدد الثاني اكثر والاول اقل لكن من حيث القيمة الاول اعلى من الثاني. فهذا الانصاف في المسألة يقتضي ان يقال ان تدبر القرآن هو مقصد المقاصد من انزاله. لا اجتهاد فيه لصريح قول الحق سبحانه كتاب انزلناه اليك ليتدبروا اياته. ومضى ما في هذا المذهب من الاثار والروايات نعم لا مانع من ان يكون استكثار المرء من القراءة ان كان سبق له تدبر وعلى هذا حمل صنيع بعض السلف لما قيل عثمان رضي الله عنه ختم في ركعة وبعض السلف كانوا يقرأون القرآن كاملا في ركعة او في ليلة من القيام فيقال هذا محمول على انهم قد بلغوا من الفهم للقرآن وتدبر اياته فيما مضى من ايامهم واعمارهم ما اعانهم على انهم حين الادراج في القراءة والحدر فيها لا فهم لمعاني ولا تدبرها وقد حصلت لهم قبل. وان كانوا ينظرون الى الاستكثار من العدد كما تقدم انفا كما ايضا في في المسألة كما تقدم الى اعتبارات اخرى مثل وظيفة الزمان والمكان الفاضلين كمن يأتي مكة او المدينة او يشهد رمضان والعشر الاواخر او عشرة ذي الحجة فانه يطمع ايضا في مزيد فضل وقل مثل ذلك فيمن لا يحسن او لا يتأتى له. فهم شيء من القرآن الا بمعاناة او بتعلم مددا كالأعاجم او الصبيان. فمثل هؤلاء واحدهم ربما كان حافظا للقرآن. لو قيل له التأني في القراءة ادعى الى التدبر لا يتأتى له لانه لا يفهم المعنى. فمثل هذا حتى لا تفوته الفضيلة الاخرى ربما كان الاكثار من القراءة في حقه مراعاة بالنظر الى هذا الاعتبار مع التأكيد لكل اهل القرآن وحملته وحفاظه ومن اكرمهم الله فجعل صدورهم مستودعا لكتابه الكريم ان تكون عنايتهم بالنظر في معاني ما حفظوا وفهم ما اورثهم الله تعالى تلاوته واتقانه وضبطه ان يكون كمثل ما اعتنوا به من الحفظ واكثر. وان يصرخ له من الجهد والوقت والبذل ما بذلوه من اعمارهم لضبط السور والحروف والقراءة او اكثر مراعاة للمقصد الاعظم الذي من اجله انزل الله تعالى كتابه الكريم. وفي هذا السياق يذكر المصنف رحمه الله الان عددا من الاثار مما ذهب اليه بعض السلف في احبابي التأني في القراءة والتمهل فيها احسن الله اليكم. قال رحمه الله وفي صحيح البخاري عن قتادة انه قال سألت انسا عن قراءة النبي صلى الله عليه وسلم قال كان يمد مدا كان يمد مدا هذا تفسير انس رضي الله عنه لقراءة رسول الله صلى الله عليه وسلم. وكلكم يعرف ان انسا رضي الله عنه من الصق الصحابة قربا برسول الله عليه الصلاة والسلام. وذلك هذه كل ما تشرف به من خدمته صلى الله عليه وسلم. ولزمه فكان قريبا بمعنى انه ربما كان معه في البيت اشهدوا احواله داخل الحجرات بما لا يراه كثير من الصحابة خارج البيت. سئل انس وسأله قتادة كيف كانت قراءة النبي صلى الله عليه وسلم. فقال كانت مدا وفي رواية كان يمد مدا. المقصود انه عليه الصلاة والسلام كان اذا قرأ يعطي القراءة حقها من مد والمد اطالة الصوت عند النطق بالحرف. وحروف المد معروفة عند القراء واهل التجويد. فانه يمده بالقدر الذي يقدر في القراءة ثم ضرب انس رضي الله عنه لذلك مثالا في صحيح البخاري قال كانت مدا ثم وقرأ بسم الله الرحمن الرحيم. يمد بسم الله ويمد بالرحمن ويمد بالرحيم فانظر كيف ضرب المثال في مواضع حروف المد الالف في لفظ الجلالة؟ بسم الله والالف باسم الرحمن والياء باسم الرحيم. اذا لا مد فيما لا مد فيه. هذه واحدة. لان لا يفهم الرواية هذه خطأ بعض من يأخذها على ظاهرها فيقول اذا يمد مدا بمعنى انه يطيل الصوت بحروف الهجاء فيمد ما لا مد فيه. وليس هذا المقصود بل المقصود ما فيه مد وحروف المد الثلاثة المعروفة فالمقصود انه يمد والمقصود ثانيا انه يمد ما كان لمده سبب وهو المسمى عند القراء باسباب المد اما سكون او همز فاذا جاء شيء من ذلك اعطى القراءة حقها. يعني انه لم يكن يسرع. فلا يسقط حروف المد ولا يجعلها من العجلة كما لا مد فيه. فان المستعجل ربما قال بسم الله الرحمن الرحيم فاسقط الالف والالف والياء ادراجا واسراعا. فهو قال لا كان يمد بسم الله الرحمن الرحيم وخطأ من يظن انه يمده عن القدر المستحق له فيقول بسم الله لا ليس هكذا وهذا كله مقدر عند من ضبطوا هذه المقادير واخذوا القراءة تواترا شيخا عن شيخه الى الصحابة الكرام رضي الله عنهم الى رسول الله صلى الله عليه وسلم. فاصبحت صنعة لاهل القرآن والقراء والمجودين المجيزين المجازين بسندهم الموصول الى رسول الله صلى الله عليه واله وسلم فهذا امتثال منه عليه الصلاة والسلام لامر الله تعالى له. ورتل القرآن ترتيلا. قال لا تحرك به لسانك لتعجل به فما كان يعجل بالقراءة وكان يرتلها صلوات الله وسلامه عليه احسن الله اليكم قال رحمه الله وقال شعبة حدثنا حدثنا ابو جمرة قال قلت لابن عباس اني رجل سريع القراءة. وربما قرأت القرآن في ليلة مرة او مرتين. فقال ابن عباس لان اقرأ سورة واحدة اعجب الي من ان افعل مثل ذلك الذي تفعل. فان كنت فاعلا لابد فاقرأه قراءة تسمع اذنك ويعيه قلبك. هذا ايضا نوع من المفاضلة وابن عباس رضي الله عنهما حبر الامة وترجمان القرآن رضي الله عنهما. قال لان اقرأ سورة واحدة اعجب الي يعني احب الي من ان افعل مثل الذي فعلت لما سأله ابو جمرة فقال انا رجل سريع القراءة. بمعنى ان عنده من القدرة على القراءة حفظا واتقانا ما يستطيع معه ان يقرأ القرآن في ليلة مرة او مرتين. وهل هذا ممكن؟ الجواب نعم عند من يضبط القراءة ويتقنها الى حد الغاية يصبح عنده تلاوة القرآن بكل سوره واحزابه واجزائه من من حيث السرعة والقدرة على الادراج والحدر المسرع كما يقرأ احدنا سورة الفاتحة فلكثرة قراءتنا سورة الفاتحة يستطيع احدنا ان يقرأ اياتها في نفس واحد ولو اسرع لاتى بها في مدة قصيرة وجيزة. والقراء الحفاظ المتقنون. اهل الضبط حفظا واتقانا يقدرون على ذلك في القرآن كله كما يقدر عليه احدنا في سورة الفاتحة لكثرة عنايتهم بكتاب الله وشدة تعاهدهم لحفظهم. فاصبح القرآن كله عند احدهم كمثل سورة الفاتحة. قال انا القرآن في ليلة مرة او مرتين. ذكر هذا لابن عباس رضي الله عنهما في مقام ما يعرضه التلميذ على شيخه استشارة واستنارة وعرضا على ما يبديه من عمل يجد توجيها وتسديدا. فقال ابن عباس رضي الله عنهما ما سمعتم لان اقرأ سورة صورة واحدة السؤال طيب وباقي الوقت ماذا يفعل فيه لو هو يملأ الوقت بهذه السورة فما الذي يفعل سيتأنى في قراءتها ويتمهل فيها ويرتلها حتى تكون كمثل ما مر بكم عن رسول الله عليه الصلاة والسلام في ليلة الجمعة الماضية كان يقوم بالسورة حتى اطول من اطول منها فالتأني في القراءة والترسل فيها والتمهل يجعل القراءة فيها تملأ الوقت قبل ان اقرأ سورة واحدة اعجب الي من ان افعل مثل الذي تفعل لاحظ معي ابن عباس رضي الله عنهما ما نهاه ولا عد فعله اثما يستوجب الذم او الترك لكنه جعله مفضولا قل ان افعل مثل هذا الذي وصفت لك احب الي مما فعلت. ثم قال فان كنت فاعلا لابد فاعلا ماذا الاسراع في القراءة والحدر فيها وهذا ايضا يقال لحفظة القرآن واصحاب الاوراد الكبيرة التي يحرصون فيها على انهائها وعلى ختم حفظهم لكتاب الله مرات قال فان كنت فاعلا لابد فاقرأ قراءة تسمع تسمع اذنك او تسمع اذنك ويعيه قلبك جعل هذا ضابطا لحد الحذر والاسراع ما هو؟ قراءة وان اسرعت فيها لكنها مسموعة في الاذن القلب فما فقد شيئا من هذين الوصفين او الضابطين عد اسراعا يدخل في حد الهذرمة التي سيأتي ذكرها في كلام ابن مسعود رضي الله عنه بعد قليل. فاذا القراءة السرية الخافتة الاقرب الى قراءة النفس ليست هي المقصودة في كلام ابن عباس رضي الله عنهما والاسراع في القراءة الى حد تداخل الكلمات واسقاط بعض الحروف من العجلة والاسراع ايضا ليس داخلا فيه قال قراءة تسمع اذنك. ثم قال ويعيه قلبك. بمعنى انه يعي الاية ومر بها قلبه كما مر بها لسانه واذنه. فالاية محفوظة فجعل هذا ضابطا للاسراع ما نهاه لكنه ارشده الى يجعل قراءته مع الحدر والاسراع اقرب الى تحقيق مراد الله جل جلاله من انزال كتابه العظيم احسن الله اليكم. قال رحمه الله وقال ابراهيم قرأ علقمة على عبد الله وكان حسن الصوت فقال رتل فداك ابي وامي فانه زين القرآن. علقمة رضي الله عنه ورحمه ابن قيس النخعي المكنى بابي شبل. فقيه الكوفة وعالمها ومقرئها. يعده الفقهاء في الفقهاء من سادات التابعين ويعده القراء من الصدر الاول من قراء الامة رضي الله عنهم جميعا. علقمة في رتبة الصحابة وليس صحابيا ولد في زمن النبي عليه الصلاة والسلام لكنه ما ادركه. بل قيل انه ادرك من زمن النبوة نحو من ثلاثين سنة لكنه ما رأى النبي عليه الصلاة والسلام فلم يظفر بشرف الصحبة. فهو مخضرم كما اصطلح اهل العلم على تسميتهم. المخضرمون من ادركوا الجاهلية والاسلام ولم يظفروا برؤية رسول الله عليه الصلاة والسلام. ولو اسلموا في حياته قبل موته. طالما ما تشرف برؤيته وملاقاته فلا يعد احدهم صحابيا ويسمى مخضلما. علقمة من كبار المخضرمين. الذين ادركوا الجاهلية والاسلام. توفي رضي الله عنه سنة احدى وستين وقيل اثنان وستون وقيل ثلاث وستون وقيل بعد السبعين. في حدود هذه يعني في اوائل خلافة بني امية كانت وفاته رضي الله عنه لكنه قلت لك في رتبة الصحابة وليس صحابيا عالم فقيه كبير القدر جليل الشأن حافظ متقن من قراء الامة لكتاب الله الكريم. لزم ابن مسعود رضي الله عنه لما اتى ابن مسعود رضي الله عنه الى الكوفة فاصبح شيخها وعالمها والصحابي المقدم فيها. التف حوله كبار التابعين وعلى رأسهم علقمة ابن قيس النخعي رحمه الله. وفي الكوفة من ابناء النخعي عدد وفير اصبحوا نجوما لامعة في سماء الامة. ابراهيم النخعي راوي هذا الاثر وهو ابن اختي علقمة فعلقمة خاله وكذلك الاسود بن يزيد النخعي وعبد الرحمن بن يزيد النخعي من كبار اصحاب ابن مسعود رضي الله عنه وهم من فقهاء الكوفة كبار هم ابناء اخيه فعلقمة عم هؤلاء وخالوا ابراهيم. فاسرة مباركة وكلها كانت شديدة القرب من ابن مسعود رضي الله عنه فشرفوا بصحبته واقتبسوا من هديه وشأنه امرا عظيما. وخصوصا الخال والعم هذا علقمة. علقمة الله عنه كان من الربانيين كما يقول السلف. وكان ابن معمر جالسا مع اصحابه فقال قوموا بنا الى اشبه الناس بعبد الله في هديا ودلا وسمتا. من عبد الله؟ ابن مسعود لان ابن مسعود رضي الله عنهما من اشبه الناس هديا برسول الله عليه الصلاة والسلام. فقال قوموا بنا الى اشبه الناس بعبد الله هديا سمتا ودلا قال فقمنا الى علقمة. فكان لا يشبه باحد الا بابن مسعود. فكان له شأن عظيم. والشاهد من الرواية هنا انه قال قرأ علقمة على عبد الله وعبدالله هو عبدالله بن مسعود رضي الله عنه. الذي قال اخذت من في رسول الله صلى الله عليه وسلم سبعين سورة. والذي قال عنه رسولنا عليه الصلاة والسلام من احب ان يقرأ القرآن غضا طريا كما انزل فليقرأه على قراءة ابن ام عبد. من قراء الصحابة الكبار. قرأ على عبد الله وكان حسن الصوت. وعرف بهذا رحمة الله عليه. ندي الصوت حسن القراءة قارئ ضابط متقن قال له ابن مسعود رضي الله عنه رتل فداك ابي وامي فانه زين القرآن. ما هو الترتيب رغب اليه مع جمال صوته وحسن تلاوته ان تكون قراءته فيها من الترتيل ما يزيد القرآن حسنا. اما ان كلام الله حسد وفي اياته من المواعظ والمعاني العظيمة والحكم والاسرار ما يبهج القلب. ويسعد النفوس الا اننا لا ننكر ان الصوت الحسن يزيد القرآن في اذن سامعه وقلبه حسنا واثرا ولا بد. فيحصل من الاثر والخشوع والاقبال على المعاني فيما نسمع من الايات من اصوات القراء الحسنة ما يزيد الايمان. ويقبل على القلوب بهذا الكلام الرباني العظيم. قال رتل فداك ابي وامي فانه زين القرآن. وهو شاهد لما اورده المصنف رحمه الله مما رجحه طائفة من السلف العناية بالترتيل في القراءة والتمهل فيها والترسل فان ذلك عون على تحقيق تدبر كتاب الله العظيم الذي من اجله انزل الله كتابه الكريم احسن الله اليكم. قال رحمه الله وقال عبد الله بن مسعود لا تهزوا القرآن هز الشعر ولا تنثروا نثر نقلي وقفوا عند عجائبه وحركوا به القلوب. ولا يكن هم احدكم اخر السورة وقال عبد الله هذا اثر عن ابن مسعود رضي الله عنهما تأكيد على ما قاله لعلقمة قبل قليل. وعلقمة ايضا كما في تهذيب الكمال قال كنت رجلا قد اعطاني الله حسن الصوت بالقرآن قال وكان ابن مسعود يرسل الي فاقرأ عليه يطلبه ابن مسعود ان يقرأ علي القرآن. قال فاقرأ عليه فاذا فرغت من قراءة قال زدنا فداك ابي وامي فاني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ان حسن الصوت زينة القرآن. وهذا شأن علقمة رحمة الله عليه. ابن مسعود رضي الله عنه كان يربي عند هؤلاء هذا المعنى العظيم ان كتاب الله حقه العناية ولا عظم كتاب الله في القراءة بمثل الترتيل والتدبر والتأمل في المعاني. هو المعنى ذاته هذه العبارة المشهورة جدا عن ابن مسعود رضي الله عنه. التي ينقلها كل من كتب في اداب القرآن وحملة القرآن واخلاق من يقرأ القرآن كما صنع الامام الاجري وكما صنع الامام النووي وغير واحد رحم الله الجميع. قال لا تهزوا القرآن هز الشعر ما هز الشعر القاء القصائد عند الشعراء التي تأتي مسترسلة متتابعة وربما الحق شطر بيت في اخره مع صدر بيت فيما يليه ووصل الابيات بعضها ببعض كل ذلك مع الاسراع. وكلما كانت القصيدة وابياتها اطول كان الاسراع في القائها اكثر. قال لا تهزوا القرآن انا هز الشعر يعني يقصد ان ان النطق بتلاوة القرآن لا ينبغي ان يكون كايقاء الشعر. قال ولا تنثروه نثر الدقل الدقل الرديء من التمر. وكان التمر اذا جمع عندهم واجتمع. وكلما جاء تمر اضيف الى ما سبق يأتي بعد ذلك مما من التمر فيجتمع فيه الرديء مع الجيد. فاذا فرزوا ذلك واخرجوا جيده. بقي هذا الرديء المسمى دقلا. فما بقي من للتمر في الغالب لا يؤكل. فيرمى للطير وللبهائم وللحيوانات. فاذا اخذه صاحبه في كفه نثره للطيور ينثره كذا شبه الاسراع في القراءة للقرآن كما يفعل صاحب الدقن من التمر الرديء اذا اخذه بكفه فنثره هكذا ارأيت صاحب التمر الرديء كيف ينثره؟ زاهدا فيه غير محتاج اليه يرغب في الخلاص منه ويقدمه للبهائم الطيور يقول عظموا القرآن. فلا يكن اسراعنا في القراءة يشبه بحال من ينثر الدقن. من يقرأ القرآن ينثر الدر والنور. وكلام والله العظيم ينثره على الاسماع وعلى القلوب والافئدة. فحقه ان يزفه في احلى حلة. وفي ابهى مظهر يكون محفوفا بجلال من التلاوة وحسن من الترتيب. قال قفوا عند عجائبه وحركوا به القلوب ولا يكن هم اهل احدكم اخر السورة. يعني العجلة لاجل الفراغ من انتهاء السورة واتمام الجزء وانقضاء الورد وكذا. هذا هم. وخصوصا عند صاحب القرآن وحافظ القرآن وحملة القرآن الذين يحرصون على اوراد يتمونها لضبط مقادير حفظهم. المقصود من ذلك يا ان يلتفت الناس كلهم الامة كلها واهل القرآن خاصة. الى العناية بما اكرمهم الله تعالى به من كتابه العظيم. فانه كلام جليل عزيز كما سماه الله وانه لكتاب عزيز. فالعزيز من الكلام ينبغي ان يحمل على العزة في القراءة والحفظ والترتيل وهذا معنى ما ذهب اليه هؤلاء من ائمة السلف. والا فان ذلك ينبغي ان يكون قصدا عظيما لكل من قرأ كتاب الله في قليلا منه او كثيرا. ومع ذلك فلا يصرفن ذلك اهل القرآن وحفاظه وحملته عن العناية التي هم عليها بكتاب الله العظيم انما هي التفاتة الى هذا المعنى والافق البعيد من عنايتهم بما اكرمهم الله تعالى به احسن الله اليكم. قال رحمه الله وقال عبد الله ايضا اذا سمعت الله يقول يا ايها الذين امنوا فاصغي لها سمعك فانه خير تؤمر به او شر تصرف عنه. هذا ايضا من اثار عبد الله بن مسعود المشهورة عنه رضي الله عنه. وهذا الاثر والذي قبله كلاهما منقطع السند. لكن الشهرة في انتقاله ونسبته الى ابن مسعود رضي الله عنه اصبحت آآ كثيرة في كلام اهل العلم. قال اذا سمعت الله يقول يا ايها الذين امنوا فاصغي لها سمعك. فانها خير تؤمر به او شر تصرف عنه وهو كذلك. ما من نداء في كتاب الله مصدر بقوله يا ايها الذين امنوا الا وفيه توجيه الهي والتكليف الشرعي اما امر او نهي فاما امر يأمرنا بواجب يجب علينا القيام به او دون ذلك استحبابا نحث عليه او يكون نهيا محمولا على التحريم والتغليظ او على الكراهة والاولى. فهذا يعني ان الالتفات الى كل نداء في كتاب بالله الكريم يجعل القلب حاضرا حتى لو كنت اقرأ مراجعة ليردي من كتاب الله فمررت يا ايها الذين امنوا اتقوا الله يا ايها الذين لا تكونوا كذا. يا ايها الذين امنوا فانها نداء وراءها تكليف وامر الهي. قال فاصغي لها سمعك والمراد ان يكون للسمع الحاضر مع القلب عناية اثناء تلاوتنا لكتاب الله الكريم احسن الله اليكم. قال رحمه الله وقال عبدالرحمن بن ابي ليلى دخلت علي امرأة وانا اقرأ سورة هود. فقالت يا عبد الرحمن هكذا تقرأ سورة هود والله اني فيها منذ ستة اشهر وما فرغت من قراءتها اثر في شعب الايمان للامام البيهقي رحمه الله عن ابن عبد الرحمن ابن ابي ليلى او عن رجل من ولد ابن ابي ليلى وابن ابي ليلى ايضا فقير كن جليل من فقهاء السلف قال دخلت علي امرأة وانا اقرأ سورة هود سورة هود فقالت لي عبد يا عبد الرحمن وعند يا ابا عبد الرحمن هكذا تقرأ سورة هود يعني فيما سمعت من استرساله في القراءة. فقالت والله والله اني فيها منذ ستة اشهر وما فرغت من قراءتها والرواية ايضا سندها مبهم ولا يصح. ولو صح فانه محمول على ماذا؟ على ان يظل احدنا في سورة هود ستة اشهر ويبقى بعدها في سورة الاعراف سنة ونصف مثلا ليس هذا المقصود. المقصود ان القلب المؤمن كلما اعطى كتاب الله عز وجل مدة اوسع من النظر والتأمل والتدبر فانها لا تكفي ولهذا اثر عن ابن عمر رضي الله عنهم انه اتم سورة البقرة في ثمان سنين ليس كللا في الحفظ ولا عجزا عن القراءة. لكنه اقبال القلوب والافهام والعقول على عظيم ما جاء في تلك السور العظام فذلك يملأ الوقت ومعنى هذا مع ما يكون في يوم الانسان وليلته من شواغل قالت وانا منذ ستة اشهر وما فرغت من قراءتها ليس المقصود مجرد القراءة وايضا هذا محمول على ما يريد به قارئه من كتاب الله من تأمل وتدبر. هكذا يفعل احدنا اذا كان له بحث وعناية في سور من سور القرآن فانه يفرغ فيه الايام والاسابيع والشهور يبحث ويفتش وينقب ويتتبع كلام اهل اهل العلم سلفا وخلفا في معاني تلك الايات العظام. فلا يكون هذا محمولا على شيء من المبالغة او البعد الذي لا يتأتى تطبيقه. نسأل الله الكريم ان يلهمنا واياكم من العناية بفهم كتابه وتدبره واحياء القلوب بما احيا الله تعالى به ما شاء من خلقه احسن الله اليكم. قال رحمه الله وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسر بالقرآن في صلاة الليل تارة ويجهر تارة ويطيل القيامة تارة ويخففه تارة. ويوتر اخر الليل وهو الاكثر واوله له تارة ووسطه تارة. هذه مسألة اخرى في هدي النبي عليه الصلاة والسلام في صلاة الليل من حيث الجهر والاسراء. ومن حيث الطول والقصر ومن حيث وقت الوتر. ثلاثة اشياء في هدي النبي عليه الصلاة والسلام كان فيها سعة قال كان يسر بالقرآن في صلاة الليل تارة ويجهر تارة. انت عبد الله. اذا رجعت منزلك. فنمت وقمت اخر الليل. واردت ان خذ لي ما كتب الله لك في حجرتك او في مصلى بيتك او اتيت المسجد او الحرم فقمت وصليت ركعتين هل تجهر بالقراءة او تسر كان النبي عليه الصلاة والسلام يفعل هذا ويفعل هذا يسر بالقرآن في صلاة الليل تارة ويجهر تارة. فعل هذا وفعل ذاك لانه ليس اماما وراءه من يسمع. بل هو منفرد. فاذا اسر فبقدر ما يسمع نفسه. واذا جهر فبما يسمع به من يكون قريبا منه فهذا الامر فيه سعة. وايضا من ناحية الطول والقصر يطيل القيامة تارة ويخففه تارة. وان كان الغالب عليه في قيام في الليل التطويل عليه الصلاة والسلام. قال ويوتر طبعا وفي هذا فائدة يا كرام. لبعض الضعفة من امثالنا. الذين لم يكتب لاحدهم القوة على طول القيام او فيه من الضعف ما لا يحسن معه القراءة النبوية التي سمعنا وقرأنا عنها فلا يغلقن الشيطان على احدنا الباب فيقول انت لا تحسن القيام ولست من اهل القيام. فاترك هذا للصالحين والقوام والعباد. لا باب مفتوح ولو قمت بقيام قصير ليس مفتوحا فقط بل لك في رسول الله اسوة صلى الله عليه وسلم. كان يطيل القيامة تارة ويخففه تارة. فانت ان وجدت من نفسك رعاك الله ذات ليلة نشاطا وهمة واستطعت ان تطيل فاقصد بذلك رعاك الله ان تصيب هدي رسول الله عليه الصلاة والسلام. وان كنت دون ذلك او لا تطيق او مريضا او لا تحسن ذلك فحسبك ما كتب لك من قيام الليل فانت مأجور بفضل الله. اما الوتر فقال يوتر اخر الليل وهو الاكثر واوله تارة ووسطه تارة. وتقدم قوله امنا عائشة رضي الله عنها من الليل كله اوتر رسول الله صلى الله عليه وسلم من اوله واوسطه واخره فانتهى وتره الى سحري صلى الله عليه وسلم احسن الله اليكم قال رحمه الله وكان يصلي التطوع بالليل والنهار على راحلته في السفر قبل الى اي وجهة توجهت به. فيركع ويسجد عليها ايماء ويجعل سجوده اخفض من ركوعه. هذه اخرى انتقل اليها المصنف رحمه الله وهي مسألة صلاة التطوع في السفر وتقدم فيما سبق ان السنة لمن يريد الصلاة في سفره فيها فرق بين الفرض والنافلة. فاما الفرض لمن يصليه في السفر راكبا راكبا في سيارة او في حافلة او في قطار او على متن طائرة او على ظهر سفينة طالما هو مسافر كن راكبا فان الفرظ يشترط فيه ابتداء النزول والصلاة على الارض مستقبلا القبلة. هذا الاصل فان كان في سيارة تنحى ووقف ليصلي على الارض مستقبلا القبلة. وان كان في وسيلة نقل لا يسعه فيها التوقف والنزول على الارض فلينتظر حتى يبلغ الوجهة حتى تبلغ الطائرة نزولها في المطار حتى يقف القطار حتى تقف الحافلة حتى تصل السفينة الى الميناء فان خشي فوات الوقت قبل ان يصل فليصلي وهو على ظهر الوسيلة التي يركبها. سيارة او حافلة او قطارا او طائرة او باخرة فكيف يصنع طالما لم يتيسر له النزول على الارض والصلاة فلا بد له من استقبال القبلة في الفرض. فماذا يصنع؟ يتوجه الى القبلة وهو وراكب هذا في الفرض ولابد ان يصلي مستقبلا القبلة. لان الرخصة في التنحي عن القبلة جاء في النافلة خاصة. فاذا كان في قطار توجه الى او في متن طائرة او على ظهر سفينة ونحو ذلك. فان تعذر ذلك يعني على ظهر طائرة في مركب او في مقعد ولا يستطيع التحرك ولا سعة في مكان يستطيع فيه التوجه الى القبلة صلى بحسب قدرته وطاقته. فالمسألة مرتبة على هاك على هذا الترتيب لان الصلاة فريضة اما النافلة فبابها واسع. والامر في الشريعة فيها يسير. خفف عن المسافر من هذه الشروط في الصلاة ترغيبا له في الاقبال على النافلة حتى ينشط لها. لانه لو قيد بتلك الشروط ربما ضاق عليه الامر فترك الصلاة ماذا كان يفعل عليه الصلاة والسلام؟ اذا اراد ان يتنفل وهو مسافر. قال يصلي على ظهر راحلته حيث كان وجهه الى الشرق الى الغرب الى القبلة الى عكسها حيث كان وجهه يومئ برأسه. يومئ يعني يشير برأسه في الركوع وفي السجود ولم يفعل ذلك؟ لانه راكب على ظهر بعيره عليه الصلاة والسلام ولا يستطيع السجود او الركوع فصلى على ظهر راحلته. حيث كان وجهه كما قال ابن عمر رضي الله عنهما كان يسبح على ظهر راحلته حيث كان وجهه يومئ برأسه وكان ابن عمر يفعله رضي الله عنهما. وذكر ذلك غير واحد من الصحابة. اذا هذا الهدي النبوي ويبقى ان يقال اذا صلى التطوع على ظهر المركوب الذي يركب سواء كان وسيلة نقل كالطائرة والسيارة والحافلة ونحوها فلا فرق حيثما اتجه سواء كان نهارا او ليلا. ولاحظ معي ان اثبات هذه السنة في هديه عليه الصلاة الصلاة والسلام يفتح لك بابا عجيبا. يتطوع وهو مسافر ويحرص على ذلك وما زالت الصلاة المحبوبة الى قلبه عليه الصلاة والسلام. ويستكثر من النوافل ولو كان مسافرا. فكيف اذا كان مقيم من صلى الله عليه وسلم يصلي قبل اي وجهة توجهت به فهذه السنة المأثورة في هذا الباب تخفيفا على من رغب في التطوع ويقال هذا لمن ركب طائرة مساء او نهارا فاراد ان يملأ شيئا من وقت رحلته بتطوع صلى جالسا حيث كان وجهه لا يشترط له استقبال قبلة ولا بقية ما تقدم في شأن الفريضة تيسيرا وتخفيفا على العباد للاستكثار من النوافل التي قال عنها ربنا عز وجل وما تقرب الي عبدي بشيء احب الي مما افترظته عليه. ولا يزال يتقرب الي بالنوافل حتى احبه. فاذا احببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به. ويده التي يبطش بها ورجله يمشي بها ولئن سألني لاعطينه ولئن استعاذني لاعيذنه نسأل الله الكريم من فضله احسن الله اليكم قال رحمه الله وقد روى احمد وابو داوود عن انس بن مالك رضي الله عنه انه قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم اذا اراد ان على راحلته تطوعا استقبل القبلة. فكبر صلاة ثم خلى عن راحلته ثم صلى حيث توجهت به هذا الحديث عن انس رضي الله عنه المخرج في مسند احمد وسنن ابي داوود ابو الدار قطني وغيرهم واسناده حسن ذكر فيه مسألة زائدة. كان اذا اراد ان يصلي على راحلته تطوعا استقبل القبلة فكبر للصلاة فيها اشتراط استقبال القبلة متى عند تكبيرة الاحرام ثم خلى عن راحلته وصلى حيث توجهت به. هذا الذي يقول عنه بعض الفقهاء يشترط له استقبال القبلة عند تكبير الاحرام. ثم لا يضره بعد ذلك ومثال ذلك لمن كان في طائرة او في قطار انه اذا اراد ان يكبر توجه الى القبلة فقام عن مقعده في محله الذي هو فيه ووقف وتوجه جهة القبلة فكبر ثم جلس ان شاء على مقعده الذي يجلس عليه واتم صلاته حيث كانت وجهة الطائرة او القطار ونحوهما. هل نشترط في النافلة هذا الذي جاء في حديث انس رضي الله عنه. والحديث عند الامام البخاري ومسلم في الصحيحين من غير ذكر القبلة. ما فيها استقبال القبلة بل فيها انه كان يصلي ويكبر حيث توجهت به راحلته. هذا القيد في هذا الحديث جعل سلام للفقهاء محل اختلاف هل يشترط في النافلة استقبال القبلة عند تكبيرة الاحرام واورد فيها المصنف ما تسمع الان من روايات الامام احمد رحمه الله قال فاختلفت الرواية عن احمد هل يلزمه ان يفعل ذلك اذا قدر عليه على روايتين ان يفعل ذلك ما هو استقبال القبلة عند الدخول في الصلاة والتكبير لها. اذا قدر عليه. نعم قال فان امكنه الاستدارة الى القبلة في صلاته كلها مثل ان يكون في محمل محمل في محمل او عمار ونحوها فهل يلزمه او يجوز له ان يصلي الى حيث توجهت به الراحلة فروى محمد بن الحكم عن احمد طيب نفهم اولا مقصد السؤال. سئل الامام احمد رحمه الله اذا امكن المسافر وهو الذي يصلي النافلة لإذا امكنه ان يستدير الى القبلة في الصلاة كلها هل يلزمه؟ كيف يعني امكنه؟ ولم تكن عندهم طائرات ومراكب واسعة قال كمثل ان يكون في محمل او عمارية. المحمل الذي نسميه الهودج ما يجعل على ظهر البعير كالصندوق يركب فيه المسافر ويوضع فيه المتاع وكانوا غالبا يحملون فيه النساء. سترا لهن في مسيرة صندوق يحمل على ظهر البعير ويكون له عدلان على ناحيتي البعير يوضع عليهما ما يحمل عليه المسافر او المتاع او الاثاث وكان يخصون به النساء غالبا في الاسفار هذا المحمل صندوق. فاذا ركب الراكب في ذلك الصندوق في المحمل او في الهودج هو يجلس مستريحا لا كجلسة الراكب على ظهر البعير هكذا يجلس متربعا وربما امكنه ان يمد شيئا من رجليه. ففي المجلس سعى الى حد ما. سئل الامام احمد ان انه الاستدارة الى القبلة في الصلاة كله جالس في المحمل. وان كانت القبلة هكذا والبعير هكذا توجه قليلا الى القبلة وهو جالس في المحمل هل يلزمه ان يستدير ويبقى مستقبلا للقبلة طيلة الصلاة؟ قال مثل ان يكون في محمل او عمارية والعمارية مثل المحمل لكنه كبير ومظلل بالغالب من قماش ونحوه يجعل ايضا على ظهر البعير. والمسمى اليوم بالهودج ونحوه الذي يكون على جانبي البعير فقال هل يلزمه او يجوز ان يصلي الى حيث توجهت به الراحلة؟ الان المسألة عنده استطاعة وله قدر من المتسع يمكنه ان يتوجه الى القبلة وهو في ظهر المركب. نعم. فروى محمد قال فروى محمد بن الحكم عن احمد من صلى في محمل فانه لا يجزئه الا ان يستقبل القبلة لانه يمكنه ان يدور وصاحب الراحلة والدابة لا يمكنه. هذه رواية عن الامام احمد رحمه الله جعل القدرة على استقبال القبلة للمسافر ولو كانت نافلة شرطا. لانه قادر. والمعذور غير القادر. فمن كان قادرا فليس معذورا نعم قال لانه يمكنه ان يدور وصاحب الراحلة والدابة لا يمكنه. يعني الراكب على ظهر البعير او الفرس او ببغل او اي مركوب لا يستطيع ان يستدير في جلسته على السرج في في الدابة التي يركبها بخلاف الراكب في والعمارية قال وروى عنه ابو طالب انه قال الاستدارة في المحمل شديد يصلي حيث كان وجهه. هذه الرواية الثانية عن الامام احمد خفف فيها. قال الاستدارة في المحمل شديد يعني نعم وان كان في المحمل ويمكنه الاستدارة. لكنه ليس باليسر والسعة. لم؟ لان المحمل وان كان متسعا للجلوس لكنه ليس بتلك الساعة فلو اراد ان يستدير سيتحرك يمنة او يسرى وربما استدار في ناحية مخالفة لوجهة البعير او على شرقه او غربه ففيها مشقة قال شديد. يصلي حيث كان وجهه فرخص رحمه الله تعالى. والمحمل ايضا في هذا الاختلاف على ما جاء في الروايات. فحديث انس في الصحيحين وحديث ابن عمر كذلك رضي الله عنهم جميعا مطلق كان يصلي حيث توجه انتهت به راحلته. ورواية انس في المسند وبعض السنن كما سمعت قال بهذا القيد استقبل القبلة فكبر للصلاة ثم عن راحلته فمن نظر الى هذا الزم به المتطوع في السفر ومن نظر الى الاطلاق في رواية الصحيحين رخص فيه كما في هذه الرواية الاخيرة احسن الله اليكم. قال رحمه الله واختلفت الرواية عنه في السجود في المحمل. فروى عنه ابنه عبدالله انه قال وان كان محملا فقدر ان يسجد في المحمل سجدا وروى عنه الميموني اذا صلى في محمل احب الي ان يسجد لانه يمكنه. وروى عنه الفضل ابن زياد يسجد في اذا امكن هذه الروايات عن الامام احمد في مسألة السجود لراكب المحمل. قلنا هو مثل الصندوق يكون على ظهر البعير يسع للسجود نعم لكن بقدر من المشقة يعدل جلسته يتحرك يجلس جلسة الصلاة يسجد. وهذه الحركة على ظهر المحمل ليست فالبعير يتحرك والهودج ليس ثابتا ففيه حركة فيها قدر من المشقة وربما كان فيها قدر ايضا من الترنح يمنة ويسرة عند ادنى حركة. قال الامام احمد سئل ان كان محملا ان يسجد سجد. والميموني يقال احب الي ان يسجد لانه يمكنه. والفضل قال ايضا يسجد اذا امكنه. فقدر ذلك كله او بالامكان. فان امكنه سجد. نعم. وروى عنه جعفر قال وروى عنه جعفر بن محمد السجود على المرفقة اذا كان في المحمل ربما اشتد على البعير. ولكن يومئذ ويجعل السجود اخفض من الركوع. وكذا روى عنه ابو داوود والله اعلم. الرواية الثانية عن الامام احمد قال السجود على المرفقة اذا كان في المحمل المرفق مثل الوسادة او المخدة التي يجعلها الراكب في الهودج او في المحمل يتلين بها اذا اتكأ واذا جلس اذا نام على جنبه او هو على ظهر البعير. قال السجود على المرفقة يشق عليه اذا كان ربما اشتد على البعير. بمعنى انه يلقي بثقله الى ناحية سجوده فيؤثر هذا على توازن المحمل على ظهر البعير. قال ربما اشتد على البعير ولكن يومئوا ويجعل السجود اخفض من الركوع. وكذا روى ابو داوود. فثمة روايات عن الامام احمد قد جعل السجود في المحمل مشروطا اذا كان قادرا. ورواية اخرى رخص فيها وعد ذلك من المشقة التي يسقط معها ويكتفي فيها بالايماء. وعلى كل فالذي جاءت به السنة السعة والتيسير والرخصة لمن كان مسافرا ترغيبا للعباد في الاقبال على العبادة والتطوع ولو كانوا في اسفارهم تقربا الى الله عز وجل. الا ترى وان المسافر اذا سافر دعا ودعا الله عز وجل ان يصحبه في سفره العبد اذا سافر وارتحل فانه يسأل الله الكريم في دعواته التي يحفظها عن نبي الامة صلى الله عليه وسلم ان يصحبه الله في سفره الا ترى انت تقول في دعاء سفرك اللهم انت الصاحب في السفر فمن رجا وطلب وسأل الله ان يصحبه في سفره احرى به ان يكون قلبه موصولا بمن سأله صحبته ذلك يكون بالذكر والدعاء وتلاوة القرآن وبالاشتغال ايضا بما تيسر له من تطوع بركعات معدودات في سفره. ثم حسبك عبد الله ان يسجل لك في صحيفة عملك ركعات صليتها كما تفعلها وانت مقيم. فيتنوع لك من شواهد العمل في حضرك اقامتك وفي سفرك وارتحالك وفي الطرقات وفي الممرات ووراء البحار والمحيطات انك اودعت ركعة هنا وسجدة هناك فيكون هذا اما تفرح به اذا لقيت الله بصحيفة عملك مزودا بتلك الحسنات. تم الفصل بفضل الله تعالى وعونه ونشرع ليلتنا المقبلة في الاسبوع المقبل ان شاء الله في هديه صلى الله عليه وسلم في صلاة الضحى. واستكثروا ما بقي من ليلتكم وجمعتكم غدا من الصلاة والسلام السلام على الحبيب الشفيع والهادي السراج المنير رسول الله صلى الله عليه واله وسلم. والامر كما قال ابن القيم رحمه الله لو العبد بعدد انفاسه على رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يكن موفيا بحقه. صلوا على خير البرية كلها ما لاح بدر تحت جنح ظلامي فهو السبيل لدار كل كرامة وهو الدليل لجنة وسلام. وهو لمن يدين بدينه ولمن يلوذ بملة الاسلام اللهم صل وسلم وبارك على عبدك ورسولك محمد ازكى صلاة واتم سلام يا ذا الجلال والاكرام. اللهم احينا على سنته وامتنا على سنته واحشرنا يوم القيامة في زمرته واكرمنا بشفاعته نحن ووالدينا وازواجنا وذرياتنا يا رب العالمين. اللهم انا نسألك علما نافعا ورزقا واسعا وشفاء من كل داء يا ذا الجلال والاكرام. اللهم احفظنا والمسلمين بحفظك واكلأنا بعنايتك يا حي يا قيوم. اللهم اهدنا لرضاك واجعل عملنا في تقاك يا اكرم الاكرمين. يا رب ارحم موتانا. واشف مرضانا وعافي مبتلانا يا من قالوا يا بديع السماوات والارض يا ذا الجلال والاكرام. اللهم وفق ائمتنا وولاة امورنا لكل خير وهدى وسداد ورشاد. واحفظ علينا امن وايماننا وسلامتنا واسلامنا. ووفقنا لما تحب وترضى. اله الحق يا سميع الدعاء. اجعل لنا ولامة الاسلام من كل هم فرجا ومن كل ضيق مخرجا ومن كل بلاء عافية يا رب العالمين. نعوذ بعزتك وجلالك وقدرتك يا رب من شر الاشرار سطوة الفجار ومن شر طوارق الليل والنهار. احفظنا يا رب والمسلمين بحفظك من شر كل ذي شر. انت اخذ بناصيته انت خير حفظ وانت ارحم الراحمين. ربنا اغفر لنا ولوالدينا وارحمهم كما ربونا صغارا. ربنا اتنا في الدنيا حسنة وفي الاخرة حسنة وقنا عذاب النار. وصلي يا ربي وسلم وبارك على عبدك ورسولك نبينا وحبيبنا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين والحمد لله رب العالمين