بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله وصلى الله وسلم على رسول الله وعلى اله واصحابه ومن اهتدى بهداه اما بعد فيقول الله عز وجل واقيموا الصلاة واتوا الزكاة. وقال عز وجل وما امروا الا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة وذلك دين قيمة. امر الله تبارك وتعالى عباده في هاتين ايتين بايتاء الزكاة والزكاة شرعا تطلق على معنيين المعنى الاول زكاة النفس زكاة النفس بالايمان. وذلك بان يطهر الانسان قلبه من الشرك في عبادة الله. ومن الغل والبغضاء والشحناء والحسد. لعباد الله قال الله تعالى قد افلح من زكاها وقد خاب من دساها. وقال تعالى قد افلح من تزكى وذكر اسم فصلى. والنوع الثاني من الزكاة زكاة المال وذلك بان يخرج جزءا من مال معين لطائفة معينة وهم الاصناف الثمانية والزكاة ركن من اركان الاسلام. ومبانيه العظام دل على وجوبها كتاب الله تعالى. وسنة رسوله الله عليه وسلم واجماع المسلمين. فمن انكر وجوبها فقد كفر لانه مكذب لله ولرسوله ولاجماع المسلمين ومن تركها تهاونا وكسلا وبخلا فهو على خطر عظيم. وليبشر بالعذاب ابي الاليم قال الله تعالى والذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها في سبيل الله فبشرهم بعذاب اليم وفي صحيح البخاري من حديث ابي هريرة رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال من اتاه الله مالا لم يؤدي زكاته. مثل له يوم القيامة شجاعا اقرع. يعني حيا شجاعا اقرع. له زبيبتان فيأخذ به زمتيه يعني بشدقيه ويقول انا مالك انا كنزك. وتلا قول النبي عليه الصلاة فيقول انا مالك طبعا كنزك والزكاة مع كونها فريضة من الفرائض وركنا من اركان الاسلام الا ان لها فوائد عظيمة سواء كان ذلك بالنسبة للمخرج للمزكي او بالنسبة للمخرج اليه المعطى او بالنسبة للمال اما فائدتها بالنسبة للمخرج وهو المزكي فاولا انه يقوم يقوم بركن من اركان الاسلام وبطاعة من الطاعات التي امره الله عز وجل بها. فيثاب على ذلك. ويؤجر على هذه العبادة العظيمة. ثانيا ان الزكاة تطهره وتزكيه. كما قال عز وجل خذ من اموالهم صدقة تطهرهم. وتزكيهم بها وثالثا ايضا انها سبب لتكفير الخطايا والسيئات. فان الصدقة سبب لتكفير الخطايا والسيئات والذنوب التي تكون على الانسان. لانها من الحسنات والحسنات يذهبن السيئات ولانها ايضا تلحق الانسان بركب الكرماء. فيزول عنه وصف البخل والشعب الى وصف الكرم والجود والبذل. اما فائدتها بالنسبة للمخرج اليه المعطى. فاولا ان فيها كفاية لحاجة هؤلاء المحاويج من الفقراء والمساكين. وفيها ايضا ازالة الشحناء والضغائن لان الفقراء اذا رأوا الاغنياء يتمتعون بالمال ولم يعطوهم شيئا منه صار في قلوبهم حقد وحسد وشحناء وبغضاء. كيف انهم يتمتعون بهذا المال ولا يعطون لهؤلاء الفقراء والمحاويت شيئا واما فائدتها بالنسبة للمال المخرج منه فهي تنمي المال وتزكيه. فالمال وان نقص حسا لكنه يزيد معنى. ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم ما نقصت صدقة من مال. فالصدقة والزكاة سبب للمال. فالصدقة والزكاة سبب لزيادة المال. ثم ايضا الزكاة ايضا فيها فائدة وهي عنها سبب لاخلاف الله عز وجل على العبد هذا المال الذي انفقه. ولهذا اخبر النبي صلى الله عليه وسلم ان انه ما من يوم يصبح فيه العباد الا وملكان يناديان. اللهم اعط منفقا خلفا. اللهم اعط ممسكا فيدعى لمن انفق بان يخلف الله عز وجل عليه ويدعى لمن امسك وشح بماله ان يهلكه الله تبارك وتعالى والزكاة قد مر وجوبها بمراحل ثلاث. المرحلة الاولى الوجوب على سبيل العموم من غير تقدير للانصباء وذلك في مكة والمرحلة الثانية التقدير بالانصباء المقادير المعروفة بمعنى تعيين الاموال التي تجب فيها الزكاة وما يجب في كل مال وهذا كان في المدينة لما هاجر النبي صلى الله عليه وسلم كان ذلك في السنة الثانية من الهجرة والمرحلة الثالثة مرحلة بعث السعاة. فقد كان النبي عليه الصلاة والسلام يبعث السعاة في اخر حياته في العاشرة من الهجرة يبعثهم ليقبضوا الزكاة من اربابها. كما في حديث ابن عباس رضي الله عنهما ان النبي صلى الله عليه وسلم باعث معاذا الى اليمن بعثه معلما وقاضيا وهاديا وجابيا للزكاة. فهذه مرحلة وهي ان ولي الامر يبعث سعاة يقبضون الزكاة من اربابها تسهيلا على اهل الزكاة. فيأتون مثلا الى اهل المواشي في مواردهم ويأتون الى اهل البساتين في في بساتينهم ولا يكلفون ان يذهبوا الى ولي الامر ويخرج زكاة اموالهم. ويأتي ان شاء الله تعالى بقية الكلام على ما يتعلق باحكام الزكاة في الدرس القادم ان شاء الله. وفق الله الجميع لما فيحب ويرضى وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين