بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه ومن تبعه باحسان الى يوم الدين اما بعد. اقرأ. اعوذ بالله من الشيطان الرجيم واذ قلنا ادخلوا هذه القرية فكلوا منها حيث شئتم رغدا وادخلوا الباب سجدا وقولوا وقولوا حطة نغفر لكم خطاياكم وسنزيد المحسنين. واذكروا من نعم الله عليكم حين قلنا لكم ادخلوا بيت المقدس وكلوا مما فيه من الطيبات من اي مكان شئتم. اكلا هنيئا واسعا وكونوا في دخولكم راكعين خاضعين لله واسألوا الله قائلين ربنا حط عنا ذنوبنا نستجب لكم وسنزيد الذين احسنوا في اعمالهم ثوابا على احسانهم. نعم فبدل الذين ظلموا قولا غير الذي قيل لهم فانزلنا على الذين ظلموا رجزا من السماء بما كانوا يفسقون. فما كان من الذين ظلموا منهم الا ان بدلوا العمل وحرفوا القول فدخلوا يزحفون على ادبارهم وقالوا حبة في شعرة مستهزئين بامر الله تعالى فكان الجزاء ان انزل الله على الظالمين منهم عذابا من السماء بسبب خروجهم عن حد الشرع ومخالفة الامر. نعم واذ استسقى موسى لقومه فقلنا اضرب بعصاك الحجر فانفجرت منه اثنتا عشرة عينا قد علم كل اناس مشربهم كلوا واشربوا من رزق الله ولا تعثوا في الارض مفسدين. واذكروا من نعم الله عليكم لما كنتم في التيه ونالكم العطش الشديد فتضرع موسى الى ربه وسأله ان يسقيكم فامرناه ان يضرب بعصاه في الحجر فلما ضربه تفجرت منه اثنتا عشرة عينا بعدد قبائلكم وانبعث منها الماء وبينا لكل قبيلة مكان شربها الخاص بها حتى لا يقع نزاع بينهم وقلنا لكم كلوا واشربوا من رزق الله الذي ساقه اليكم بغير جهد منكم ولا عمل ولا تسعوا في الارض مفسدين واذ قلتم يا موسى لن نصبر على طعام واحد فادعوا لنا ربك يخرج لنا مما تنبت في الارض مما تنبت الارض من بقلها وفومها وعدسها وبصلها قال اتستبدلون الذي هو اذنى بالذي هو خير اهبطوا مصرا فان لكم ما سألتم وضربت عليهم الذلة والمسكنة وباءوا بغضب من الله ذلك بانهم كانوا يكفرون بايات الله ويقتلون النبيين بغير الحق ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون. واذكروا حين كفرتم نعمة ربكم فمللتم من اكل ما انزل الله عليكم من المن والسلوى وقلتم لن نصبر على طعام واحد لا يتغير فطلبتم من موسى ان يدعو الله ان يخرج لكم من نبات الارض من بقولها وخضرها وخفائها بين هلالين يشبه الخيار لكنه اكبر وحبوبها وعدسها وبصرها طعاما فقال موسى مستنكرا طلبهم ان تستبدلوا الذي قلبتم وهو اقل وادنى بالمن والسلوى وهو خير واكرم وقد كان يأتيكم دون عناء وتعب. انزلوا من هذه الارض الى اي بقعة فستجدون ما سألتم في حقوقها واسواقها وباتباعهم لاهوائهم واعراضهم المتكرر عما اختاره الله لهم لازمهم الهوان والفقر والبؤس ورجعوا بغضب من الله لاعراضهم عن دينه وكفرهم باياته وقتلهم انبيائه ظلما وعدوانا كل ذلك بسبب انهم عصوا الله وكانوا يتجاوزون حدوده من فوائد الايات كل من يتلاعب بنصوص الشرع ويحرفها فيه شبه من اليهود وهو متوعد بعقوبة الله تعالى الاستهزاء بشرع الله تعالى وامره من اخلاق اليهود التي استحقوا بها العقوبة الشديدة عظم فضل الله تعالى على بني اسرائيل وفي مقابل ذلك شدة جحودهم وعنادهم واعراضهم عن الله وشرعه كلما عظمت نعمة الله على العبد عظم ما يجب عليه من الشكر فاذا كفر بها كان كفرانه اشد جريمة وابلغ عقوبة ان من شؤم المعاصي وتجاوز حدود الله تعالى ما ينزل بالمرء من الذل والهوان وتسلط الاعداء اخي الكريم اياك والمعاصي فما ذاق الناس امر من المعاصي ولا تجرعوا اشد من السيئات احذروها فانها مضرة واعلم ان المعصية التي تقع بها فكأنما هي قطعة من النار فاياك ثم اياك ثم اياك ونفسك التي بين جنبيك ان لم تشغلها بطاعة الله اشغلتك بمعصية الله فيا عباد الله توبوا الى الله واقبلوا على كتابه واقرأوا سنة نبيه صلى الله عليه وسلم هذا وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله وصحبه ومن تبعه باحسان الى يوم الدين. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته