بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه ومن تبعه باحسان الى يوم الدين اما بعد نبدأ مجلسنا هذا في تفسير سورة نوح وهي السورة العظيمة من سور القرآن وسور القرآن كلها عظيمة واياتها عظيمة بل هي خزائن الله في الارض ومن دخل خزانة فعليه ان لا يخرج منها حتى يعلم ما فيها واحث اخواني على ثلاثة علوم رئيسة علم التفسير وعلم الحديث والفقه تفسير القرآن وفهمه وكل ما يتعلق فيه وحديث النبي صلى الله عليه وسلم وفهمه وكل ما يتعلق فيه والفقه الاسلامي الذي هو ثمرة العلوم الشرعية واتصل بي جماعة من سيريلانكا في معهد شرعي لتدريس العلوم الشرعية وبحمد الله تعالى سرني ما عندهم من همة في طلب العلم والتفوق في العلم وحفظهم واتقانهم بحمد الله تعالى وايضا طلبوا مني النصيحة ومما نصحتهم فيما في الاستماع الى المعاصرين الاستماع الى اشرطة الشيخ محمد ابن محمد ابن محمد المختار الشنقيطي لان اشرطة الشيخ فيها من العلم والمعرفة مع ما فيها من التربية ونحن بامس الحاجة الى ان نتربى على محبة الله ومحبة نبيه صلى الله عليه وسلم وان نسعى لحفظ المسلمين وحفظ اموالهم وحفظ دمائهم وحفظ اعراضهم ولنحذر كل الحذر من اذية المسلمين اذا قال تعالى انا ارسلنا نوحا الى قومه ان انذر قومك من قبل ان يأتيهم عذاب اليم قال يا قومي اني لكم نذير مبين طبعا انا يعني جاءت هذه النصيحة موازية مع هذه السورة العظيمة لان الله سبحانه وتعالى قد ارسل نوحا عليه السلام بعد ان تناسى الناس الرسالة التي ارسل بها ادم عليه السلام فارسل الله سبحانه وتعالى نوحا بشريعة فقال تعالى انا ارسلنا نوحا الى قومه وجاء جاء افتتاح هذه السورة وافتتاح هذه الاية بان التي اصلها اننا وهذا يدل على التوكيد بان ويدل على استعمال ضميرنا اللي هو للعظمة. فربنا جل جلاله هو العظيم انا ارسلنا نوحا اي ان الله قد ارسل نبيه نوح الى قومه القوم هم الجماعة من الناس وهذا يشمل الذكور والاناث ان انذر قومك ان انذر قومك ان هذه يعني مفسرة ومبينة لهذا الارسال اي ان الله قد ارسله منذرا بان الارسال فيه معنى القول فجملة ان انذر قومك تعليل ما ارسل به نوح ما ارسل به نوح الى قومه اذا هكذا والانذار ايها الاخوة والاخبار بما يخاف من الانذار الاحضار بما يخاف منه من قبل ان يأتيهم عذاب اليم. فهو انذرهم قبل ان يأتيهم العذاب الموجب قال يا قومي اني لكم نذير مبين هنا جاء افتتاح الخطاب وهنا ربنا جل جلاله بيننا كيف ان نوح نادى قومه وخاطبهم وتبسط معهم ونحن بنا حاجة ما سماع العربي ومع العجب ومع الجميع ان نترفق بهم وان نتبسط وان نصبر وان نصبر صبرنا لن يبلغ صبرنا صبرا نوحا عليه السلام حينما مكث الف عام الا خمسين عام يدعو الناس الهلال في اشارة الى ان الداعي لابد ان يصبر وان يتلقف فجاء افتتاح الخطاب افتتاح خطاب نوح لقومه يا قوم وهذا فيه اشارة الى اهمية ما سيلقيه عليهم لاجل طلب اقبال اذهانهم فانه يخاطبهم في مجمعهم واظافهم الى نفسه ليأخذوا قوله مأخذ قول الناصح المتلطف لهم بالخير الناصح لهم المريد لهم خير الدنيا والاخرة ولما قال يا قوم باعتبار ان الانسان لا يريد لقومه الا خيرا. وحتى قالوا بان الرائد لا يكذب قومه قال يا قومي اني لكم نذير مبين طبعا حذفت هي ان تكل من المنادى تخفيفا وهذا على الاستعمال المشهور في نداء المضاف الى ياء المتكلم وقوم نوح في حينها هم اهل الارض كلهم لانه لم يكمل ذاك سواهم ويظهر انهم يعني كانوا ليسوا كثيرين لانهم قلبوا العهد من نبينا وابونا ادم عليه السلام اني لكم نذير مبين اني لكم نذيرهم يعني اني نذير مبين لكم لكن قدم جار مجرور للاهتمام وللعناية بان الله قد ارسله منذرا لهم ومعنى نذير اي منذر ومبين اي بين النذارة من ابانا اللازم الذي هو بمعنى بان وفي قوله يا قومي اني لكم نذير مبين امتثال لامره تعالى في قوله ان انذر قومك اذا ربنا امر نوحا فامتثل نوح امر ربه لنعلم ان العبد عبد وان الرب رب وان المخلوق يطيع خالقه اذا هذه الايات الكريمة تدل على ان الله سبحانه وتعالى قد ارسل نوحا الى قومه ان اعبدوا الله واتقوه واطيعوه يغفر لكم من ذنوبكم ويؤخركم الى اجل مسمى ان اجل الله اذا جاء لا يؤخر لو كنتم تعلمون ان اعبدوا الله هذه تفسير لنذير مبين. ما هو الانذار بهذا الشيء لان الاله فيه معنى القول ان يعبدوا الله فاي ومعنى ان اعبدوا الله اي افردوه بالعبادة لماذا؟ لانه ليس لكم من اله غيره واتقوه اي اتقوه باداء الطاعات وترك الشرك وترك المعاصي وفعل المندوبات بان تجعل وقاية بينكم وبين عذابه بطاعته واطيعوه اي فيما امركم به وفيما نهاكم عنه وامر الله لهم ونهي لهم عن طريق رسالة الرسول اذا من يطع الرسول فقد اطاع الله يغفر لكم من ذنوبكم يعني مغفرة الذنوب التجاوز عن الذنب وستر الذنب يغفر لكم الذنوب وهذا من للتبعيظ اي يغفر لكم ما سلف من الذنوب كما قال تعالى قل للذين كفروا ان ينتهوا يغفر لهم ما قد سلف ويؤخركم اي يمد في اعماركم الى اجل مسمى اي الى وقت مقدور معلوم بقضاء الله وقدره الى اجل الله ان اعبدوا الله واتقوه واطيعوه ان يغفر لكم من ذنوبكم ويغفر لكم الى اجل مسمى اي الى وقت مقدور وقدره قال ان اجل الله اذا جاء لا يؤخر لو كنتم تعلمون واجل الله هو الموت وكذلك وقت الموت المقدر واضيف الموت الى الله تعالى. اجل الله لانه الذي اثبته والموت خلق من خلق الله كما مر عندنا في سورة تبارك تبارك الذي بيده الملك وهو على كل شيء قدير الذي خلق الموت والحياة فالموت خلق من خلق الله يدل على عظمة الله قال لو كنتم تعلمون ولو هذه شرطية وفعل الشرط كنتم والجواب تقديره لامنتم. يعني لو كنتم تعلمون العلم الحق لامنتم وفي ذلك اشارة الى اهمية العلم ومكانة العلم. وقد احسن البخاري في صحيحه حينما هو باب العلم قبل القول والعمل ثم ذكر قول الله تعالى فاعلم انه لا اله الا الله واستغفر لذنبك من اهم ما ينبغي ان يعلم ان عبادة الله وتقواه وطاعة رسله سبب لطول العمر والمتاع الحسن وهذا هو طيب الحياة هذا هو طيب الحياة كما قال تعالى على لسان هود وان استغفروا ربكم ثم توبوا اليه يمتعكم متاعا حسنا الى اجل مسمى ويؤتي كل ذي فضل فضله وقال تعالى من عمل صالحا من ذكر او انثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم اجرهم باحسن ما كانوا يعملون اذا العمل الصالح هو سبب لطيب الحياة وهو سبب بالسعادة في هذه الدنيا وهو مادة الجنة ونعيمها ثم اخبر جل جلاله عن شكوى نوح اليه سبحانه وتعالى. والمشتكى ايها الاخوة لا يكون الا الى الله تعالى فقد اخبر تعالى عن شرك ونوح وما لقي من قومه حينما دعاهم الى الله فقال قال ربي اني دعوت قومي ليلا ونهارا اذا الانسان لابد ان يدعو وهذا ابونا نوح عليه السلام عليه وعلى نبينا افضل الصلاة والسلام كان يدعو قومه ليلا ونهارا فانت ايها الاخ الكريم ماذا دعوت قومك تأمل صنيع ابيك نوح وسر على طريقته فلم يزدهم دعائي الا فرارا واني كلما دعوتهم لتغفر لهم جعلوا اصابعهم في اذانهم واستخشوا ثيابهم واصروا واستكبروا استكبارا ثماني دعوتهم جهارا ثماني اعلنت لهم واسررت لهم اصرارا فقلت استغفروا ربكم انه كان غفارا يرسل السماء عليكم مدرارا ويمددكم باموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم انهارا قال ربي اي قال نوح على سبيل الشكاية لربه بعد ان بذل الجهد واستفرغ الوسع في الدعوة ولذا ايها الاخوة الجهاد ليس فقط في بل ان الجهاد هو بذل الجهد في لاجل بلوغ مرضاة الله تعالى. بذل الجهد في الطاعة لاجل ان يبلغ الانسان رضى الله اني دعوت قومي ليلا ونهار اي اني دعوت قومي الى الايمان ليلا ونهارا اي دائما في جميع الاوقات امتثالا لامرك يا رب فلم يزدهم دعائي الا فرارا اي لم يزدهم الا هربا ونفورا من الايمان وتباعدا منهم وهذا في الحقيقة ضد المراد منهم واسند زيادة الفرار الى الدعاء لانه سبب فيه. هذا دعوته اليهم كما قال واما الذين في قلوبهم مرض فزادتهم رجسا الى رجسهم وماتوا وهم كافرون. نسأل الله العافية ولذا القرآن حجة لك او عليك انت حينما تعلم اخرين اما يستجيب فينتفع واما يعرظ فيتظرر واني كلما دعوتهم اي الى الامام لتغفر لهم اي لتغفر لهم بسبب ايمانهم وذكر المغفرة بدأ الايمان وهي ثمرته بيانا لفساد رأيهم وشدة نفورهم حتى عن ما هو مصلحة محظى لهم. ففي ذلك بيان واشارة الى اهمية ايمان ومكانته وان هؤلاء قد استبدلوا غالي النفيس بالرخيص المالي يعلو اصابعهم في اذانهم اي لئلا يسمعوا دعوتي اليك وهذا منهم مبالغة واصرام وتكبر على مخالفة هذا الرسول العظيم واستبشر ثيابهم اي غطوا بها وجوههم لئلا يروني كراهية منهم لنوح عليه السلام وهذه السين والتاء جيء بها للمبالغة واصروا اي على الكفر والعصيان والمخالفة واصروا واستكبروا اي استكبروا عن قبول استكبارا اي استكبروا استكبارا عظيما وحينما اكد هذا الفعل من مصدره في ذلك اشارة الى فرض عتوهم وامعانهم في الظلال. نسأل الله السلامة ثماني دعوتهم جهارا اي جهرا بصوت مرتفع ثماني اعلنت لهم اي خطابا علنا بحضور جميعهم وعلى مشهد منهم والفرق بين الجهر والاعلان ان الجهر نوع من الاعلان فهو اخص منه فكل منهما فيه اظهار والجهر اشد اظهارا واسررت لهم اصرارا اي ساررتهم افرادا. كل واحد على الفران وفي هذا اشارة الى ان نوح عليه السلام عليه وعلى نبينا افضل الصلاة والسلام قد بذل جهده جميعا واستعمل جميع الطرق ولم يدع سبيلا من سبل الدعوة الا جربه وفي الكلام تفصيل بعد اجمال حيث ذكر اول انه دعاهم ليلا ونهارا ثم ذكر انه دعاهم بشتى الطرق اذ دعاهم جهارا واصرار وفي العطف يسمى في الموضعين اشارة انه يستغرق وقتا طويلا في كل مرحلة مرحلة هكذا ومرحلة هكذا انه يبدل ويغير لاجل ان يؤمنوا بربهم. ولاجل ان يؤدي نوح حق الله تعالى ولاجل ان يؤدي النصح لقومه ثم ذكر الله ما كان من نوح وهو يعظ قومه وينصح قومه فقلت استغفروا ربكم اي اطلبوا منهم سبحانه المغفرة بالايمان وتوحيده ودعاؤه انه كان غفارا اي ان الله سبحانه وتعالى كان كثير الغفران لمن تاب من الشرك والمعاصي وهذه كان لا تدل على ليست دالة على الزمان وانما هي دالة على تحقق اتصاف اسمها بما دل عليه خبرها وان وصفه سبحانه وتعالى بالمغفرة وصف ذاتي ومع ذاتي اي ازلا وابدا يرسل السماء عليكم اي المطر وايضا السحاب وهذا السحاب المسخر بين السماء والارض الذي تراه هو رزق يسوقه الله للعباد ويرسل السماء المطر ويشمل السحاب لان المطر يكون عن طريق السحاب مدرارا اي كثيرا كثير الدرور اي كثير النزول وهذا من رحمة الله سبحانه وتعالى اذا كان الانسان يكثر من العذر يقال له رجل معطار وهكذا والائمة كانت وليده يقال لها مولاد وهكذا ويمددكم باموال وبنين ان يعطكم من الاموال ويعطكم البنين ويجعل لكم جنات اي بساتين عظيمة ويجعل لكم انهارا. اي يجعل لكم انهارا جارية يسقون منها وتشرب منها بهائم ثم التي تدر عليكم الرزق. وايضا ثلاثة تسقى بها بساتينكم التي تؤول يؤول نفعها لكم ولدوابكم كما قال تعالى ونسقيه مما خلقنا انعاما واناسي كثيرا وهنا في تكرار الفعل يجعل تأكيد للامتنان وان كلا مما ذكر نعمة مستقلة حينما كر قال ويجعل لكم جنات ويجعل لكم انهار اشارة الى ان كل نعمة من هذه النعم هي نعمة مستقلة لا يستطيع الانسان احصاءها فاذا كان الانسان لا يستطيع احصاءه فهو بلا شك انه لا يستطيع كفرها كاملا فعلى الانسان ان يخضع لربه ومولاه على نعمه وبعد ان نصح نوح قومه ورغبهم في الايمان عاد فوبخهم على الكفر كما قال ما لكم لا ترجون لله وقارا وقد خلقكم اطوارا الم تروا كيف خلق الله سبع سماوات طباقا؟ وجعل القمر فيهن نورا وجعل الشمس سراجا ايمانكم لا ترجون لله وقارا اي لا تخافون الله ولا تعظمون الله ولا تقدسون الله ولا تنزهون الله. وهذه مسألة الوقار من اهم المسائل فنوح عليه السلام هو اول المرسلين وخاطب قومه ليكون الخطاب الى ابناء ادم جميعا من حينه والى يوم القيامة. على ان توقير الله هو الاصل وان الانسان لابد ان يوقر ربه ولذا على الاستاذ ان يعلم تلميذه على توقيع ربه. وعلى الاب ان يقبع ولده على توقيع ربه وعلى الزوج ان يطبع زوجته على توقير ربها وهكذا فهذا الوقار وتوقير الله وتعظيمه من المسائل من اهم المسائل وكان لدي كتاب لما كنا في بلدنا العراق كان فيه خطبة عن توقير الله تعالى لعل الشيخ صهيب ينسخها يصورها ويرسلها لنشرها من الخطب المهمة وقد خلقتم اطوار ايها الحال انه خلقكم اطوار اي في اطوار مختلفة فطورا نطفئ وطورا علق وطورا مضغة الى تمام الخلق والطور في اللغة اللي هو الحال والمعنى ما لكم لا تؤمنون بالله وهذه حالكم التي توجب الايمان بخالقكم الانسان لما كان صغير جدا وواحد من الحياة من قد نضح جدار البويضة ثم تخصب بها ثم تحول من طور الى طور بقدرة الله تعالى والان اصبح الجنين يصور له من العمر سبع وثلاثين يوم الى ثمان وثلاثون الى سبعة وثلاثين اربعين واحد واربعين اثنتين واربعين ثم جاء تصويره كيف ان الدورة الدموية تسم وكيف ان الدماغ يصير يعني يشع اه اشعة كهرومغناطيسية تبقى هذي حتى الوفاة وفيها بيان من حديث حذيفة اذا مر على النقطة اثنتان واربعون ليلة بعث الله ملكا فشق سمعه وبصره وعظمه وجلده فايات الله تعالى في خلق الانسان ايات عظيمة ينبغي ان لا نغفل عنها كلما اكلنا او شربنا او نظرنا او تبرجنا وهذه اية عظيمة ان الله قد خلقنا اطوار وتبقى هذه الاطوار حتى الوفاء بل حتى بعد الوفاة حينما يموت الانسان ويقبل الانسان ثم يصير احوى يذكرنا باسم امنا حواء وابونا ادم هذه الادمة وهذه السمرة فهذه كلها ايات وهذا الخلق يعني خلقنا الله امواتا ثم يحيينا ثم يميتنا يدل على انه سيحيينا وانه سيبعثنا وانه سيحاسبنا اذا لما نبههم الى النظر في انفسهم امرهم بما هو اكبر. اذا ابونا نوح عليه السلام عليه وعلى نبينا افضل الصلاة والسلام. حينما اشار بهذا لابد نحن الان ان نذكر الناس لا سيما من اختصاصه الطب او له عمل قريب من اهل الجيولوجيا او اهل المختبرات او اهل الصيدلة لابد ان يفقهوا الناس في في عظمة الخالق سبحانه وتعالى وعليهم ان نتفكر ان نوح عليه السلام هكذا خاطب قومه ليعظهم فلا بد نحن ان نسير على طريقته. اذا لما نبههم الى النظر في انفسهم امرهم بما هو اكبر من ذلك. وهو النظر الى العوالم العلوية والسفلية وبدأ بالسماء لانه اعظم الايات ولذا ناسا اخرجت آآ ويخرج الفيلم يعني فيه تصوير المجموعة الارظ ثم الشمس والقمر والمجموعة الشمسية والمجرة والمجرات وهكذا وقالت نحن الى هنا ثم عادت هذه التصويرة. فالشاهد هذه العوالم لابد ان لابد ان نستذكر بها عظمة الخالق في هذه السورة مع المواعظ العظيمة فيه الامر بالتدبر والتفكر الم تروا اي الم تنظر نظر اعتبار وتفكر. وهذا الاستفهام للتقرير كيف خلق الله سبع سماوات طباقا اي سماء فوق سماء. في غاية الاحكام وفي غاية الحسن وطباق كما طبق به مثل جبل وجبال وهذه الرؤية اللي هي الرؤية البصرية لما نرى من السماء الاولى والرؤية العلمية للسماوات الاخرى لاننا لا نرى بالبصر الا سماء واحدا. والعلم بان السماوات سبع جاء من طريق الوحي ولما خاطبهم بهذا الخطاب فيه اشارة الى انهم كانوا يعرفون ذلك من قبل وجعل القمر فيهن نورا اي للارض ومن فيها. وجعل الشمس سراجا اي مصباحا وعبر يعني عبر نوح عليه السلام وربنا جل جلاله ذكر ذاك عن نوح عبر في حق الشمس بالسراجة في حق القمر بالنور لان نورها اشد واتم ولانها تبعث الحرارة فهي سراج وهاج بخلاف القمر فنوره اقل ولا حرارة فيه اذا ربنا جل جلاله يمتن علينا بذكر هذا وربنا جل جلاله ساق هذا عن نوح ومعلوم ان اية الشمس اعظم من اية القمر لشدة ضوئها وتوهجها ولان بها يحصل النهار كما قال تعالى وجعلنا اية النهار مبصرة وفي سورة نبأ وجعلنا سراجا وهاجا اذا هذه الاجرام العلوية المخلوقة تدل على عظمة الخالق وقد اشار نوح الى هذه العظمة ثم عاد الى التذكير باصل خلق الانسان ما فيه من الدلالة على عظمة الخالق وقد اضلوا الى الرؤساء كثيرة اي خلقا كثيرا بإغوائهم لهم وهذا من تتمة كلام نوح الى ربه. وكذلك ولا تجد الظالمين الا ضلالا اي ولا تجد المشركين يا رب. الا بعدا عن الحق وعلى كمال قدرته واستحقاقه للعبودية فقال سبحانه وتعالى والله انبتكم من الارض نباتا ثم يعيدكم فيها ويخرجكم اخراجا. والله جعلكم الارض بساقا. لتسلكوا منها سبلا دجاجة والله ان بيتك ربنا جل جلاله انشأكم وخلقكم من الارض اي من تراب الارض لانه سبحانه وتعالى قد خلق ادم من تراب الارض وخلقكم من ادم وايضا ما نأكله الان من الطعام كله يخرج من الارض والله امدكم من الارض نباتا هذا توكيد لائمته وهو اسم مصدر والمعنى انبتكم نباتا عجيبا ثم يعيدكم فيها اي في الارض بعد الموت ويخرجكم منها ايدي البعث والجزاء الذي تنكرونه اخراج اي اخراجا محققا لا ريب فيه والله جعل لكم الارض بساقا اي مبسوطا ممهدة لكم لتسلكوا منها سبل فجاج اي طرقا واسعة وهي جمع فج والمعنى ان الله سبحانه وتعالى بسط الارض ومهدها لكم لتستقروا عليها وتسكنون فيها وتنتقلون فوقها بسهولة كيف شئتم وهذه الاشياء داعية الى شكر الله وافراده بالعبادة. ثم ان النعمة التي تذكر بحد ذاتها ينبغي على الانسان ان يؤدي شكره فاذا ركبت في طريق عليك ان تستذكر هذه الايات لتؤدي شكر نعم الله تعالى. اذا خلق الله الانسان من الارض فالانسان مخلوق من مادة الارض من التراب من الطين من الحمأ المسنون وايضا هنا في ذلك تشبيه نشأة الانسان من الارض بنشأة النبات من حيث يعني من حيث وحدة المبدأ من الارض متكسر الفروع كما هو شأن الحبة. والله انبتكم من الارض نباتا فشوف حبة واحدة وهذي الحبة قد تؤدي الى اطنان الحبات فنحن حينما ننظر الى الزرع ايضا نستذكر كيف ان الله قد زرعنا من الارض وهذا الانسان مخلوق من الارض ويتغدى ويتغذى من الارض له عودة الى هذه الارض بموته والدفن فيها والذهاب يعني تذهب اجزاءه في في اقطارها بحالها وفي ذلك يعني شاغلة اخراج الناس من قبورهم وبعثهم يوم القيامة وان الله سبحانه وتعالى ممتن على العباد بجعل الارض لهم ممهد وجعلها لهم بساطا وهذا كقوله تعالى الذي جعل لكم الارض فراشا والسماء بناء وانزل من السماء ماء فاخرج به من الثمرات رزقا لكم ثم بعد فلا تجعلوا لله اندادا وقوله تعالى الم نجعل الارض مهادا اي ممهدة صالحة للسكنة وصالحة للعيش وصالحة للبنايات صالح للانفاق وصالحة لما يصلح حال البشر اذا ايها الاخوة الكرام من نعم الله تعالى بسط الارض وان من نعم الله تعالى ان جعل الطرق الواسعة مسالك للناس الى نواحي الارض والان الناس صاروا يستعملون ما يسمى بالجي بي اس بكثرة فبينوا لهم الطرق فاذا استعملت هذا استذكر هذه الايات لتؤدي ذكر الله تعالى ومعلوم ان النعم تثبت وتزداد بالشكر لما يأذن نوح عليه السلام من ايمانهم شكى الى ربه ما لقي منهم من قبيح الاقوال والافعال كما قال تعالى قال نوح الرب انهم عصوني واتبعوا من لم يزده ما له وولده الا خسارا ومكروا مكرا كبارا وقالوا لا تذرن الهتكم ولا تذرن ود ولا سباعا ولا يغوث ويعوق ونسرا وقد اضلوا ولا تزد الظالمين الا ظلالا قال نوح يا رب انهم عصوني اي فيما امرتهم من عبادتك وحدك لا شريك لك وعصوني فيما امرتهم بتقواك واتبعوا من لم يزده ماله وولده الا خسارا اي خسرانا والمعنى انهم اتبعوا رؤساءهم واغنيائهم ومكروا اي الرؤساء مكرا كبارا اي مكرا كبيرا جدا وذلك بتكذيب نوح وايلاء نوح وصرف الناس عنه والكبار هو ابلغ من الكبار وهو اي الكبار ابلغ من الكبير كما يقال رجل طويل وطوال وطوال وعندنا طويل طويل طوال اطول طوال بالتشديد يكون هذا اطول وقالوا اي قال بعضهم لبعض لا تذرن الهتكم اي لا تتركوا عبادتها الى ما يدعوكم اليه نوح ثم سموها قائلين ولا تذرن ود ولا سواع ولا يغوث ويعوق ونثر وهذا من باب التفصيل بعد الاجمال فهم قالوا لا تذرن الهتكم ولا تذرن ذكروا المجمل ثم بينوا هذا المجمل وصلوه وهؤلاء كانوا رجال صالحين علموا على قبورهم ثم بعد ذلك صوروا صورا لقبورهم ثم اوحى الشيطان الى قومهم ان ان ينصبوا الى مجالسهم التي يجلسون فيها انصابا وسموها باسمائهم ففعلوا ففعلوا ولم تعبد حتى هلك اولئك ونسي العلم بعد ذلك عبدت هذه التماثيل. ولذلك الشيطان له خطوات وربنا نهانا عن اتباع خطوات الشيطان واعراضا عنه ومن لازم ذلك هلاكهم على باطلهم فاهلكهم الله وقد اضلوا اي الاصنام كما قال ابراهيم ربي انهن اضللن كثيرا من الناس فمن تبعني فانه مني ومن عصاني فانك غفور رحيم يعني وقد اضل بعضهم جعلها ماذا؟ على الاصنام تشمل هي الاصنام لكن الراجح هي الرؤساء وهذا تجده في كل زمان تجد ائمة الظلال المستكبرين يغوون اتباعهم. ولذا وجب على الانسان ان يتعلم العلم حتى لا يقع في الظلال استجاب ربنا جل جلاله دعاء نبيه نوح فاهلك قومه بالغرق. قال تعالى مما خضيئاتهم اغلقوا فادخلوا نارا فلم يجدوا لهم من دون الله انصارا مما خطيئاتهم اي بسبب خطيئاتهم من قضاياهم التي هي كانت الكفر والمكر والاذى لنبي الله نوح ولاتباع نوح مما اصلها مما ومن هذه يعني بمعنى السبب فهي بقوله صلى الله عليه وسلم انهما ليعذبان وما يعذبان من كبير من كبير على روايات من كبير وفي رواية من كبير وما مؤكدة لمعنى التعيين مما خطيئاتهم. اغلقوا اي في الدنيا بالغلق والطوفان وتقليل مما لبيان انهم لم يعذبوا الا من خطاياهم. لا من امر اخر لم يظلمهم الله سبحانه وتعالى ولكنهم ظلموا انفسهم فادخل نار المراد عذاب البرزخ لان الفال التعقيب فتقتضي انهم نقلوا من الغرق الى النار. وفي ذلك اثبات عذاب القبر في هذه الاية الكريمة. فلم يجدوا لهم من دون الله اي من دون عذاب له انصار ان ينصرونهم ويمنعونهم ويمنعون عنهم العذاب وفيه التحذير لمن كان على شاكلتهم ان يحل بهما حل بهم. ويلحظ ان قوله مما خطيئاتهم اغلقوا اي جاء متقدما على دعاء نوح عليه بالهلاك وذلك والله اعلم لوقف العقوبة بسببها وهو شركهم وعصيانهم ومكرهم الفوائد من بهذه الايات فوائد عظيمة وهي ان الله سبحانه وتعالى قد اهلك هؤلاء بمعصيتهم وان هذه المعاصي تؤول الى الظرر العاجل والاجل وفي ذلك جاء التنبيه الى عجز الهتهم عن نصرتهم ربنا يقول فما اغنت عنهم الهتهم التي يدعون من دون الله من شيء لما جاء امر ربك وما زادوهم غير تثبيب بين المعاصي ورؤساء المعصية لا ينفعون اتباعهم الا الضرر وقال نوح الرب لا تذر على الارض من الكافرين ديارا انك ان تذرهم يضلوا عبادك ولا يلد الا فاجرا كفارة رب اغفر لي ولوالدي ولمن دخل بيتي مؤمنا وللمؤمنين والمؤمنات ولا تزد الظالمين الا تبارك وقال نوح هذا عطف على قوله قال نوح الرب انهم عصوني وما بينهما فقوله مما خطيئاتهم اغلقوه. وهذا اعتراض مبين لمصيرهم وسبب استحقاقهم العذاب وقال نوح ربي لا تذر على الارض من الكافرين ذي اي حيا على الارض يدور ويتحرك هذا معنى ديارا ولذا انت حينما تذهب وترجع تذكر بانك ديار تدور في هذه الارض فاياك ثم اياك ان تكسب من العاصين في هذه الارض واعلم ان الارض قد خلقها الله تعالى وجعلها الله تعالى واصلحها للصلاح والفلاح والعمل الصالح فاياك ان تكون ديارا في الارض في معصية الله تعالى وهذه الديار من الاسماء التي لا تستعمل الا في النفي العام لارادة توكيد نفي وجود احد من الناس يقال ما في الدار ديار يقال ما في الدار ديار اي ما فيها احد وقد استجاب الله تعالى دعاءه فهلكوا هلكوا جميعا كما قال تعالى انهم كانوا قوم سوء فاغرقناهم اجمعين ثم ذكر ربنا السبب الحامل له على الدعاء عليه فقال انك ان تذرهم اي احياء يضلوا عبادك اي عن الحق ولا يلدوا الا فاجرا كفارة. وهذي حقيقة فيها فيها ملحظ كبير لكل مسلم وخاصة الدعاة وكل مسلم ينبغي ان يكون زائر ان المقابل ان لم تدعوه الى الله تعالى صار مضرا صارا مضرا فلا بد ان تدعوا من اجل ان تنفعه ويعم النفع به ومن اجل ان تدفع ضرره عن نفسه وعن الاخرين لان من لم يكن نافعا كان مضرا اي ولا يلد الا فاجرا قال انك ان تذرهم احياء يضلوا عبادك يعني الحق ولا يجدوا الا فاجرا كفار اي الا من يكون كذلك والفاجر من الفجور وهو الذي فجر عن الحق وجاوز الحد في ارتكاب الاثم ولا يلد الا فاجرا كفارة والكفار صيغة مبالغة اي عظيم الكفر. وانما قال نوح ذلك لعلمه باحوالهم. وان اولاده فهم سيكونون مثلهم في الكفر والضلال والعناد فانه قد لبث في دعوتهم الف الا خمسين عاما فقط في الدعوة ثم دعا لنفسه وللمؤمنين وهكذا ينبغي على الانسان ان لا يدع الدعوة لاخوانه المؤمنين. وهذا في الصلاة انت تقول السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين تبيك حاجة دائما ان تستذكر الدعاء لاخوانك في كل مكان رب اغفر لي ولوالدي وكانا مؤمنين ولمن دخل بيتي مؤمنا هذا قيد بخروج يخرج به غير المؤمن كامرأته وابنه ولمن دخل بيته مؤمنة وللمؤمنين والمؤمنات وهذا عام لكل مؤمن ومؤمنة الى يوم القيامة وهو تعميم بعد تخصيص وانت دائما ادع للمؤمنين والمؤمنات الى يوم القيامة لتشمل الماضين وتشمل اللاحقين وعسى الله ان يعطيك على كل مؤمن حسنة وفضل الله عظيم والاعمال بالنيات ولا تزد الظالمين الا تبارا اي هلاكا وخسارا وهذا تأكيد لدعائه السابق عليهم وايضا في ذلك ربما اراد ان يشمل جميع الظالمين فاذا على الانسان ان يدعو لنفسه وان يدعو للاخرين فهنا اول ما دعا لنفسه ربي اغفر لي ولوالدي وربنا قال واستغفر لذنبك وللمؤمنين والمؤمنات وهذا نجده في الصلاة ايضا حينما نقول التحيات لله ثم بعدها نقول السلام عليك ايها النبي ثم نقول السلام علينا ثم وعلى عباد الله الصالحين وجاء في صحيح مسلم ان النبي صلى الله عليه وسلم كان اذا ذكر احدا من الانبياء بدأ بنفسه بدأ بنفسه وفي هذه الايات الكريمة ملمح مهم جدا وهو عناية الانبياء والمصلحين باسعاد الاجيال الحاضرة واللاحقة ويؤخذ ذلك من قوله وقال نوح الرب لا تذر على الارض من الكافرين ديارا انك ان تذرهم يضلوا عبادك ولا يجد الا فاجرا كفارا فطلب اهلاكهم لاجل ان لا يضلوا من جاء بعدهم. فكما ان ابانا نوح عليه السلام عليه وعلى نبينا افضل الصلاة والسلام اراد هذا للاجيال اللاحقة فاحرص ان يكون لك عمل صالح يبقى للاجيال اللاحقة الامام مالك الف الموطأ وبقي نفع انتفع به اهل زمانه وبقي للاجيال اللاحقة. الامام البخاري الف الصحيح وبقي انتفع به اهل زمانه وبقي للاجيال اللاحقة وانت ايضا مع هذه الامكانيات الكثيرة تستطيع ان تعمل عملا صالحا يبقى للاعمال القادمة فاذا نحن امام خير كثير عميم علينا ان نستعمل هذا الخير في طاعة الله تعالى وعلينا ان لا نقصر فيه واؤكد الى ضرورة تعلم اللغات جميع اللغات وضرورة تبليغ هذا الدين تبليغ الكتاب وتبليغ السنة النبوية وتبليغ الفقه الاسلامي. هذه الثلاثة ايها الاخوة لا تقصر بهم. تفسير القرآن وحديث النبي صلى الله عليه وسلم والفقه الاسلامي وان يدعو الانسان الى ربه بصدق وتفان ويسعى الانسان ان يبقي لنفسه عملا صالحا للاجيال اللاحقة اسأل الله العظيم ان يرحمنا وان يتوب علينا وان يصلح حالنا والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته