هذا المثل الناري ذاك الاول المثل المائي وهذا المثل الناري بينما في البقرة اولا مذكور المثل الناري ثانيا ذكر المثل المائي وهذا ايضا له مناسبات لطيفة جدا لكن ما ذكره ابن القيم هو الذي يهمنا الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله وصحبه ومن سار على نهجه واقتفا اثره الى يوم الدين وبعد. فهذا هو المجلس التاسع من مجالس قراءتنا لكتاب الوابل الصيب العلامة ابن القيم رحمه الله تعالى ونحن في مساء الاحد الرابع عشر من شهر الله رجب عام اربعة واربعين واربعمئة والف من هجرة صلى الله عليه وسلم ولا زال الكلام في فوائد ذكر الله جل وعلا وكنا قد وقفنا في الفائدة السادسة والثلاثين حيث ذكر المثلين الناريين وقفن على قوله فصل ونظير هذين المثلين المثلان المذكوران في سورة الرعد في قوله تعالى انزل من السماء ماء فسالت اودية بقدرها فاحتمل السيل زبدا رابيا الاية فنبدأ على بركة الله ونسأله جل وعلا ان يرزقنا واياكم العلم النافع والعمل الصالح. نعم بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد اللهم اغفر لنا ولوالدينا ولمشايخنا وللمسلمين يا رب العالمين قال العلامة القيم رحمه الله تعالى في كتابه الوابل الصيب ورافع الكلمة الطيبة فصل ونظير هذين المثلين المثلان المذكوران في سورة الرعد في قوله تعالى انزل من السماء فسالت اودية بقدرها بحتة من السيل زبدا رابيا. فهذا المثل هو المثل المائي. شبه سبحانه الوحي الذي انزله بحياة القلوب بالماء الذي انزله من السماء وشبه القلوب الحاملة الحاملة الحاملة له اشد القلوب الحاملة له بالاودية الحاملة للسيل فقلب كبير يسع علما عظيما كواد كبير. يسع ماء كثيرا. وقلب صغير كواد صغير يسع علما قليلا فحاملت القلوب من هذا العلم بقدرها كما سالت اوديته بقدرها ولما كانت الاودية ومجاري السيول فيها الغثاء ونحوه مما يمر عليه السيل فيحتمل السيل فيطفو على وجه الماء زبد العالي يمر عليه متراكبا ولكن تحت تحته الماء والفرات الذي به حياة الارض فيقذف الوادي الى جنبتيه حتى لا يبقى منه شيء. ويبقى الماء الذي تحت الغثاء يسقي الله تعالى به الارض. فيحيي به البلاد والعباد والدواب والغثاء يذهب جفاء يجفى ويطرح على شفير الوادي فكذلك العلم والايمان الذي ينزله من السماء في القلوب. فاحتملته فاثار منها بسبب مخالطته لها ما فيها من غثاء الشهوات وزبد الشبهات الباطلة فطفى في اعلاها واستقر العلم والايمان والهدى في جذر القلب وهو اصله مستقره كما قال النبي صلى الله عليه وسلم نزل الايمان في جذر قلوب الرجال. رواه البخاري من رواه البخاري من حديث حذيفة. فلا قالوا ذلك الغثاء والزبد يذهب جفاء ويزول شيئا فشيئا حتى حتى يزول كله. وابقى العلم النافع والايمان يزول كله حتى يزول كله ويبقى العلم النافع والايمان الخالص في جذر القلب. يرده الناس فيشربون ويسقون يزرعون يعني في المثلين في سورة البقرة مثلهم كمثل الذي استوقد ناره او كصيد من السماء هنا في سورة الرعد ذكر مثلين اخرين ذكر ما ينزل من السماء وينزل في الوديان فاحتمل السيل زبدا راضية هذا المثل المائي ومما يوقدون عليه في النار ابتغاء حلية تلبسونها وهو ان القلوب اوعية العلم كما ان الوديان اوعية الماء والقلوب الواعية للعلم فيها حياة وحولها ومن مشى معها وجد اثار الحياة والوديان والاودية التي فيها المياه من كان قريبا منها او حولها وجد الحياة والنجاة الوجه الثاني من الشبه ان الوديان منها ما هي من الوديان الكبيرة ومنها ما تكون من الوديان الصغيرة كذلك القلوب الواعية للعلم منها قلوب تعي علوما عظيمة كبيرة ومنها قلوب لا تعي الا علوما يسيرة الوجه الثالث ان القلوب التي وعت العلم فان فيها حياة الروح والوديان التي وعت الماء فيها وبها حياة الابدان الوجه الرابع ان القلوب الواعية تزيل الشهوات وتبعد الشبهات وتنفيها وتبين ها بطلانها وزخارفها التي ربما تتزين لبعض الناس كذلك الوادي تلقي الزبد ويذهب ما ويبقى ما ينفع الناس في القعر فينتفعون به بعد ذلك. نعم احسن الله اليكم. قال رحمه الله تعالى قال رحمه الله تعالى فلا يزال فلا يزال الغثاء والزبد يذهب جفاء ويزول شيئا فشيئا حتى يزول كله ويبقى العلم النافع والايمان الخالص في جذب القلب يرده الناس فيشربون ويسقون ويزرعون. وفي الصحيح من حديث ابي موسى عن النبي صلى الله عليه وسلم قال تلو ما بعثني الله تعالى به من الهدى والعلم كمثل غيث اصاب ارضا فكان منها طائفة طيبة قبلت الماء الكلى والعشبة الكثير وكان منها طائفة اجاذب امسكت الماء فسقى الناس وزرعوا. واصاب منها طائفة اخرى انما هي يقعان لا تمسك ماء ولا تنبت كلأ فذلك مثل مثل من فقه في دين الله تعالى ونفعه بما بعث به فعلم وعلم مثل من لم يرفع بذلك رأسا ولم يقبل هدى الله الذي ارسلت به فجعل النبي صلى الله عليه وسلم الناس بالنسبة للهدى والعلم ثلاث طبقات الطبقة الاولى ورثة الرسل والخلفاء والانبياء عليهم الصلاة والسلام. جعلني الله واياكم منهم. بفضله وكرمه ومنه بوجوده واحسانه اللهم انا نتوسل اليك باسمائك الحسنى وصفاتك العليا ان تجعلنا من وراث نبيك محمد صلى الله عليه وسلم ومن خلفائه في دينه. نعم هم الذين قاموا بالدين علما وعملا ودعوة الى الله عز وجل ورسوله صلى الله عليه وسلم. فهؤلاء اتباع الرسول صلوات الله عليه وسلامه حقا وهم بمنزلة الطائف الطيبة من الارض التي زكت فقبلت الماء فانبتت الكلأ والعشب الكثير. فزكت فزكت في نفسها وزكى الناس بها الزكاة بمعنى الطهر الطهر زكت في نفسها يعني طهرت وزكى الناس بها يعني طهر نعم وهؤلاء هم الذين جمعوا بين البصيرة بصيرة بالدين والقوة على وقوة وقوة على الدعوة والقوة احسنت يعني جمعوا بينهم. نعم هؤلاء هم الذين جمعوا بين البصيرة في الدين والقوة على الدعوة ولذلك كانوا ورثة الانبياء صلى الله عليهم وسلم الذين قال الله تعالى فيهم واذكر عبادنا ابراهيم واسحاق ويعقوب اولي الايدي والابصار. الايدي القوة بامر الله صار البصائر في دين الله عز وجل. فبالبصائر يدرك يدرك الحق ويعرف. وبالقوة يتمكن من تبليغه وتنفيذه والدعوة اليه فهذه الطبقة كانت لها قوة الحفظ والفهم والفقه في الدين. والبصر بالتأويل تفجرت من النصوص انهار العلوم واستنبطت منها كنوزها ورزقت فيها فهما خاصا كما قال امير المؤمنين علي علي بن ابي طالب طالب رضي الله عنه وقد سئل هل خصكم رسول الله صلى الله عليه وسلم شيء دون الناس؟ فقال لا والذي فلق الحبة وبرأ النسمة الا سهر النسمة وبرأ النسمة الا فهما يؤتيهم يؤتيه الله عبدا في كتابه فهذا الفهم هو بمنزلة الكلأ والعشب الكثير الذي انبتته الارض وهو الذي تميز تميزت تميزت به هذه الطبقة عن الطبقة الثانية فانها حفظت النصوص وكان همها حفظها وظبطها فوردها فوردها الناس وتلقوها منهم فاستنبطوا منها واستخرجوا كنوزها. والتجروا فيها وبذروها في قابلة للزرع والنبات فاستخرجوا غوامضها واسرارها ووردوها كل بحسبه. قد علم كل اناس مشربهم وهؤلاء هم الذين قال فيهم قال فيهم النبي صلى الله عليه وسلم نضل الله امرأ سمع مقالتي فوعاها فاداها كما سمعها فرب حامل فقه غير فقيه ورب حامل فقه الى من هو افقه منه وهذا عبد الله عبد الله بن عباس حبر الامة وترجمان القرآن. مقدار ما سمع من النبي صلى الله عليه وسلم لم يبلغ نحو العشرين حديثا الذي يقول فيه سمعت ورأيت وسمع الكثير وسمع الكثير من الصحابة وبورك في فهمه والاستنباط منه حتى ملأ علما وفقها قال ابو محمد ابن حزم وجمعت فتاويه في سبعة في سبعة اسفار كبار. وهي بحسب ما ما بلغ جامعها والا فعلم ابن عباس كالبحر وفقهه استنباطه وفهمه في القرآن بالموضع الذي فاق به الناس. وقد سمع كما سمعوا كما حفظوا ولكن ارضه كانت من اطيب الاراضي واقبلها للزرع. فبذر فيها النصوص فانبتت من كل زوج كريم ذلك فظله الله يؤتيه ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء. والله ذو الفضل العظيم وان واين تقع فتاوى ابن عباس وتفسيره واستنباطه من فتاوى ابي هريرة وتفسيره. وابو هريرة رضي الله عنهما احفظ منه بل هو حافظ الامة على الاطلاق يؤدي الحديث كما سمعه ويدرسه بالليل درسا فكانت همته مصروفة الى الحفظ وتبليغ ما حفظه كما وهمة ابن عباس مصروفة الى التفقه والاستنباط وتفجير النصوص وشق الانهار منها واستخراج كنوزها وهكذا الناس بعده قسمان قسم حفاظ معتنون بالظبط والحفظ والاداء كما سمعوا ولا يستنبطون ولا يستخرجون كنوز ما وقسم معتنون بالاستنباط واستخراج الاحكام من نصوص والتفقه فيها. فالاول كافي زرعة وابي حاتم وابن وارة وقبلهم كبندار محمد بن بشار وعمرو الناقد وعبد الرزاق وقبلهم كمحمد بن جعفر بندر وسعيد بن ابي عروبة وغيرهم من اهل الحفظ والاتقان والظبط لما سمعوه من غير استنباط وتصرف واستخراج الاحكام من الفاظ النصوص والقسم الثاني كما لك والليث وسفيان وابن المبارك والشافعي والاوزاعي واسحاق واحمد بن حنبل والبخاري وابي داوود ومحمد بن المروزي وامثالهم ممن جمع الاستنباط والفقه الى الرواية فهاتان الطائفتان هما اسعد الخلق بما بعث الله تعالى به رسوله صلى الله عليه وسلم هم الذين قبلوه ورفعوا به رأسا. واما الطائفة الثالثة هم اشقى الخلق الذين لم يقبلوا هدى الله ولم يرفعوا به رأسا فلا حفظ ولا فهم ولا رواية ولا دراية ولا رعاية السلامة والعافية نسأل الله السلامة امين يا رب نعم فالطبقة الاولى اهل رواية ورعاية ودراية والطبقة الثانية اهل اهل رواية ورعاية ولهم نصيب من الدراية بل حظه من الرواية اوفر والطبقة الثالثة الاشقياء لا لا رواية ولا دراية ولا رعاية. انه ان هم الا كالانعام بل هم اضل سبيلا هم الذين يضيقون الديار ويغلون الاسعار ان انهم انهم ان هموا ان ان هم ها ان هم احدهم الا بطنه وفرجه الهم ان هموا احد ان هموا احدهم الا بطنه وفرجه فان ترقت همته فوق ذلك كان همه مع ذلك في لباسه وزينته فان ترقت همته فوق ذلك كان في داره وبستانه ومركوبه. فان ترقت همته فوق ذلك كان همه في الرئاسة والانتصار للنفس فان ارتفعت ذمته عن نصرة النفس الكلبية كان همه في نصرة النفس السبوعية واما النفس الملكية فلم يعطها احد من هؤلاء فان النفوس ثلاثة كلبية وسبوعية ومالكية فالكلبية تقنع بالعظم والكسرة والجيفة والعذرة. والسبعية لا تقنع بذلك بل بقهر النفوس. والاستعلاء عليها بالحق الباطل. واما الملكية فقد ارتفعت عن ذلك وشمرت الى الرفيق الاعلى. فهمتها العلم والايمان محبة الله تعالى والانابة اليه. والطمأنينة انتبه والسكون اليه واثار محبته ومرضاته وانما تأخذ من الدنيا ما تأخذه لتستعين به على الوصول الى فاطرها وربها اوليها لا لتقتنع لا لا لتنقطع به عنه. هذه الطبقات الثلاث هي احوال الناس مع الدين ومع الدنيا انظر الى نفسك رعاك الله من اي طبقة انت اذا كان همك في القلب الا تدخل فيه الا ما فيه حياة النفس ورقيها والانس بالله عز وجل والتقرب اليه فانت انت عرفت فالزم وان كنت ممن يدخل فيه شيء من المنزل ويضيع اشياء فتدارك نفسك علك ان تكون من الاولين وآآ من سدد وقارب يقرب ان يعان ويجد العون من الرحمة لا سيما مع الانكسار بين يدي الله عز وجل والاستغفار اما القسم الثاني هم الذين يمسكون الماء ولا ينبتون كلأ هذا القسم في الدين عنده علم بلا عمل نعوذ بالله من ذلك هذا والله الخذلان نسأل الله العظيم رب العرش العظيم ان يعيذنا واياكم ممن يعلم ولا يعمل وان يحفظنا واياكم من علم بلا عمل فمن وعى وعلم ولم يعمل ولم يتعظ لا خير فيه ومن هذا الصنف ايضا تابع من يجمع الدنيا ولا ينتفع الناس من حولي يبخل لا ينفقه في خير وكأن الاكتناز نفع وما درى المشركين ان الوادي اذا لم ينفق ما فيه ولم يصرف اسن ونتن احذر ان تكون من هؤلاء اما القسم الثالث فهؤلاء الاقسام القسم الثالث هؤلاء اقسام منهم من هم كما قال المصنف في ارض وفي اسفل المراتب ان هم الا كالانعام بل هم اضل بعضهم لا همة له الا شبع بطن وان ارتقى تجمل في ثيابه وان ارتقى انشغل بتزيين من حوله وان ارتقى اصبحت نفسه كلبي رضاه متعلق بالعطايا الناس عظما كان او كسرة او جيفة او عذرة المهم انه يمشي مع الناس لاجل ما نسميه نحن اليوم يعني بقايا طعامهم بقايا خسائسهم ان ارتقى عن هذه المرتبة صار كالذي اتبعه سبعيا ينبش هذا ويقطع هذا ويتعدى على هذا ويأكل من هذا ومن هذا ولا يبالي ولا يمكن لعبد ان تصبح نفسه ملكية ملكية بفتح اللام نسبة الى الملائكة وليس الملكية نسبة الى الملك ولا يمكن لعبد ان يصبح ان تصبح نفسه ملكية ما لم يكن عنده علم واع حافظ وعمل متقن نسأل الله عز وجل يرزقنا واياكم محبته والانابة الي والطمأنينة بي والسكون الي وايثار محبته ومرضاته نعم احسن الله اليك. قال رحمه الله تعالى فصل ثم ظرب الله سبحانه وتعالى مثلا ثانيا وهو المثل الناري فقال ومما يوقدون عليه النار ابتغاء حلية او متاع زبد مثله. وهذا كالحديد والنحاس والفضة والذهب. وغيرها. فانها تدخل الكير لتمحص وتخلص من الخبث. فيخرج خبثها فيرمى به ويطرح. ويبقى خالصها فهو الذي ينفع الناس. الكير نار الحداد يقال له الكير نار الحداد يدخل فيه الحديد المصدوء ليصقل ويدخل فيه النحاس ليصفى ويدخل فيه الفظة ليذهب صداه وسواده ويدخل فيه الذهب ليتجلى نعم احسن الله اليك. قال رحمه الله تعالى ولما ضرب الله سبحانه وتعالى هذين المثلين ذكر حكم من استجاب له السؤال ما وجه ما وجه تشبيه ما انزل من السماء بالنار الموقدة ابتغاء الحلية او متاع يعني كما تعلمون ومما يوقدون عليه في النار ابتغاء حلية او متاع زبد مثله معنى هذا نلاحظ الان السيول في الغالب او الماء الفائض من الوديان في الغالب يفرح بها الناس ولا يجدون منها في الغالب شيئا يتضررون منه بل ربما يستفيدون حتى من زبادي اما زبد النار سواء كان من الحديد او من الطبخ المرق او من النحاس ايا كان زبد النار ايا كان حتى الفقرات التي فوق الشاي الناس لا يستفيدون منه بل تشمئز النفوس منها فالمقصود ان الله جل وعلا مثل مائي ومثل ناري قد يبتلي عباده بالنعماء وقد يبتلي عباده بالبلاء فالمثل المائي للنعماء والمثل الناري للبلاء لا تظنن انك في سلامة من الابتلاء اما بالمثل الناري واما بالمثل المائي اما بالنعماء واما الذرة المؤمن التقي حاله كالذهب اذا ادخل الذهب في النار ازداد لمعانه وبريقه وازداد طمع الناس فيه وقرت اعينهم في النظر اليه فالمؤمن اذا دخل في البلاء يخرج كالذهب الخالص كما حصل للنبي عليه الصلاة والسلام واصحابه ابتلوا ابتلاء شديدا ابتلاء شديد حتى وصلت النقاوة الى مرطبة انزل الله فيها رضاه عنه والسابقون الاولون من المهاجرين فقدمه والانصار ابتلوا في بدري مع المهاجرين وفي احد مع المهاجرين في الخندق مع المهاجرين وزلزلوا زلزالا شديدا فانزل الله رضاه عنهم قضايا مهمة لابد ان ننتبه له ومن المسلمين من يكونوا كالفضة لاحظ الذهب وصف اهل الاحسان بالبلاء والفظة وصف اهل الايمان او اهل الاسلام والنحاس المنافقون المتشبهون بالذهب الخالص والحديد ايضا المنافقون المتشبهون بالفظة من المسلمين نعم احسنوا اليك. قال رحمه الله تعالى ولما ضرب الله سبحانه وتعالى هذين المثلين ذكر حكم من استجاب له ورفع بهداه رأسا. وحكم من لم يستجب الظمير لا يجر بهداه لا ظمائر مبنية ورفع بهداه رأسا وحكم من لم يستجب له ولم يرفع بهداه رأسا فقال الذين استجابوا لربهم الحسنى والذين لم يستجيبوا له لو ان لهم ما في الارض جميعا ومثله معه لاقتدوا به. اولئك لهم سوء اول حساب ومأواه جهنم وبئس المهاد والمقصود ان الله تعالى جعل الحياة حيث النور. والموتى حيث الظلمة فحياة الوجودين الروحي والجسمي بالنور وهو مادة الحياة. كما انه مادة الاضاءة فلا حياة بدونه. كما لا بدونه وكما انه به حياة القلب فبه انفساحه وانشراحه وسعته. من اعجب ما يكون ان الحياة حياة الروح وحياة البدن بالنور حتى ذكر بعض المختصين من علماء الطب ان الانسان لادخل في ظلمة وبقي في الظلمة مدة معينة يصيبه احد امرين اما الجنون واما انه يصاب بمرض في بدنه فيموت بخلاف ما لو عاش في النور ابد الدهر لا يتأثر لتعلم ان الذي خلق الروح والبدن هو الله فاوجد لك النور والظلمة ها؟ تتضرر بها كان لها منافع لكن انتبه الاصل النور. نعم احسن الله اليك قال رحمه الله تعالى كما في الترمذي عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال اذا دخل النور القلب انفسح وانشرح قالوا وما علامة ذلك؟ قال الانابة الى دار الخلود والتجافي عن دار الغرور والاستعداد للموت قبل نزوله. الله اكبر ونور العبد هو الذي يصعد يصعد عمله وكلمه الى الله تعالى. فان الله تعالى لا يصعد اليه من الكلم الا الطيب وهو نور ومصدره عن النور ولا من العمل ولا من العمل الا الصالح ولا من ارواح الا الطيبة وهي ارواح المؤمنين التي استنارت بالنور الذي انزله على رسوله صلى الله عليه وسلم. هذه مسألة مهمة نور العبد هو الذي يصعد عمله اي يكون سببا في صعود عملي نور العبد هو الذي يكون سببا في صعود كلماته ولذلك سمى ابن القيم كتابه هذا الوابل الصيب في رفع الكلم الطيب كيف ترفع كلماتك الطيبة بالنور النور الايماني ولذلك هؤلاء الذين يعوون كالكلاب ويزعمون انهم يذكرون الله والله لا تتجاوزوا اذكارهم حناجرهم يريدون مصداقه من القرآن اسمع الله تبارك وتعالى يقول وما كان صلاتهم عند البيت الا بكاء وتصدي صفيق وصفير واسمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول عن الخوارج لا تتجاوز تلاوتهم حناجرهم او قراءتهم حناجرة وهم يقرؤون القرآن فكيف بالذين يرقصون في الذكر فلا بد ان تدرك الايمان الاخلاص الاتباع سبب لصعود العمل سبب لارتفاع الكلم الطيب فاذا صليت على غير هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم والله لا تصعدوا هذه الصلاة ولا تقبل اذا ذكرت الله على غير هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم والله لا يقبل الله منك فاحذر يا عبد الله احذر من الرياء واحذر من البدعة نعم احسن اليك. قال رحمه الله تعالى وهي ارواح المؤمنين التي استنارت من نور الذي انزله على رسوله صلى الله عليه وسلم. والملائكة الذين خلقوا من نور كما في صحيح مسلم عن عائشة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم قال خلقت الملائكة من نور وخلقت الشياطين من نار وخلق ادم مما وصف لكم فلما كانت مادة الملائكة من نور كانوا هم الذين يعرجون الى ربهم تبارك وتعالى. وكذلك ارواح المؤمنين هي التي تعرج الى ربها وقت قبض الملائكة لها فيفتح لها باب السماء الدنيا ثم الثانية ثم الثالثة ثم الرابعة الى ان الى ان ينتهى بها الى السماء فتوقف فتوقف بين يدي الله عز وجل ثم يأمر ان يكتب كتابه في اعلى عليين فلما الملائكة الصحيح لما يقول العالم او يقول الخطيب ان الصلوات ترفع الى الله وان الاعمال ترفع الى الله وان الذكر يرفع الى الله المقصود الملائكة الذين يرفعونه والملائكة مادتهم من نور كما هو معلوم وانما يحملون ما يحملون من العبادات والاذكار ما كان متظمنا نورا وما كان فاقدا للنور الملائكة لا تحمل الملائكة لا تحمل وهذه قضية ايضا مهمة الملائكة لا ترفع اعمال المشركين لماذا لانها مظلمة نسأل الله السلامة والعافية اللهم انا نعوذ بك ان نشرك بك شيئا نعلمه ونعوذ بك ان نشرك بك شيئا لا نعلم اللهم اجرنا من الشرك كله ظاهره وباطنه وخفيه اكبره واصغره الحذر الحذر نعم احسن الله اليك. قال رحمه الله تعالى فلما كانت هذه الروح روحا زاكية طيبة نيرة مشرقة صعدت الى الله عز وجل مع الملائكة واما الروح المظلمة الخبيثة الكدرة فانها لا تفتح لها ابواب السماء ولا تصعد الى الله تعالى بل ترد من السماء الدنيا الى عالم وعنصرها لانها ارضية سفلية والاولى علوية سماوية. فراجعت كل روح الى عنصرها وما هي منه. وهذا مبين في حديث البراء بن عازب الطويل الذي رواه الامام احمد وابو عوانة اصفراييني في صحيحه والحاكم وغيرهم وهو حديث صحيح بعض هذا الحديث حديث البراء بعضه في سنن ابي داوود وبعضه في الصحيح لكنه بطوله في مسند الامام احمد رحمه الله تعالى بقصة صعود روح المؤمن وفي قصة عدم فتح الباب باب الدنيا سماء الدنيا لروح الكافر. نعم احسن الله قال رحمه الله تعالى المقصود ان الله عز وجل لا يصعد اليه من اعمال والاقوال والارواح الا ما كان منها نورا. واعظم الخلق نورا اقربهم اليه واكرمهم عليه. وفي المسند من حديث عبدالله بن عمرو عن النبي صلى الله عليه وسلم. ان الله تعالى خلق خلقه في ظلمة والقى عليهم من نوره فمن اصاب من ذلك النور اهتدى ومن اخطأه ضل. فلذلك اقول جف القلم على علم الله تعالى هنا بحث هل الظلم شيء عدمي او شيء وجودي وهذا البحث في هذه المسألة لا طائل تحتها والواجب التفصيل ان كان المقصود العدم بل عدم لا يوصف لا بنور ولا بظلمة وان كان المقصود المكان الوجودي في المكان الوجودي يوصف بالنور او بالظلمة ولا واسطة بينهما الله جل وعلا خلق امكنة نورانية وخلق امكنة مظلمة ولهذا غلط من ظن ان الظلمة ليست من خلق الله عز وجل فالله خالق كل شيء نعم احسن الله اليك قال رحمه الله تعالى وهذا الحديث العظيم اصل من اصول الايمان وينفتح به باب عظيم من ابواب سر القدر وحكمته والله تعالى الموفق يقولون قلوب الابرار معلقة بالخواتيم وقلوب الاخيار معلقة بماذا كتب لهم في الازل ان الله تعالى خلق خلقه في الظلم والقى عليهم من نوره فمن اصاب من ذلك النور اهتدى ومن اخطأه ظل طبعا القى عليهم من نوره فمن اصاب ومن اخطأ كل هذا لا تنسى انه بناء على الحكمة فهو جل وعلا حكيم عليم حكيم خبير نعم احسن الله اليك قال رحمه الله تعالى وهذا النور الذي يلقاه عليهم سبحانه وتعالى هو الذي احياهم وهداهم. فاصابت الفطرة منها حظها منه فاصابت فطرة منه حظها ولكن لما لم يستقل بتمامه وكماله اكمله لهم واتمه بالوحي الذي يلقاه على رسله عليه الصلاة والسلام والنور الذي اوحاه اليهم فدركته الفطرة بذلك النور السابق الذي حصل لهم يوم القاء النور. فانظاف نور الوحي والنبوة الى نور الفطرة نور على نور فاشرقت منه القلوب واستنارت به الوجوه وحيت به الارواح. واذعنت الجوارح للطاعات طوعا واختيارا فازدادت به القلوب حياة الى حياتها. يعني تعلمون انه لابد من قوة الابصار في العين فمجرد وجود النور في الكون او في النهار او في المكان غير كاف لكون الانسان قادرا على البصر بل لا بد ان يكون في ان يكون قد جعل الله في عينه القوة الباصة فان فقد القوة الباصرة فانه لا ينتفع بنور الشمس ولا بنور المكان وهكذا اذا فقد الانسان الفطرة في قلبه فتتلو انت عليه الايات تلو الايات تلو الايات لا يتأثر بها في ماذا لا يتأثر بي؟ لماذا لا يراها لانه كالرجل الاعمى الفاقد لقوة البصر. والنور موجود يقول اين الطريق؟ لا اعرف لا اعلم يعيش في ظلمة فكذلك من انتكست فطرته تتلى عليه ايات الرحمن وهو يلتفت عنها يمنة ويسرة. نعم احسن قال رحمه الله تعالى ثم دلها تارك النور على نور اخر هو اعظم منه واجل. اي نعم وهو نور صفات العليا الذي يضمحل فيه كل نور سواه. فشهادته ببسط فشاء فشاهد فشادته ببساطة قائل الايمان مشاهدة نسبتها الى القلب نسبة المرئيات الى العين وذلك الاستيلاء اليقين عليها وانكشاف حقائق الايمان لها حتى كأنها تنظر الى عرش الرحمن تبارك وتعالى بارزا ولاستوائه عليه كما اخبر به سبحانه وتعالى في كتابه وكما اخبر به عنه رسول رسول الله صلى الله عليه وسلم يدبر امر الممالك ويأمر وينهى ويخلق ويرزق ويميت ويحيي ويقضي وينفذ ويعز ويذل ويقلب الليل والنهار ويداول الايام بين الناس. ويقلب الدول فيذهب بدولة ويأتي باخرى والرسل مشاهدة القلب لصفات العليا ينتج عنه نور البصيرة ينتج عنه نور البصيرة ويصل هذا النور الى مرتبة بحيث يظمحل فيه كل نور سوى نوره تبارك وتعالى فالبصائر بصائر القلب تشاهد افعال الرب في كل صغيرة وكبيرة نعم قال رحمه الله تعالى والرسل والرسل من الملائكة عليهم الصلاة والسلام بين صاعد اليه بالامر ونازل من عنده به واوامره ومراسيمه متعاقبة على تعاقب الاوقات. نافذة بحسب ارادته ومشيئته فما شاء كان كما شاء في الوقت الذي يشاء على الوجه الذي يشاء. من غير زيادة ولا نقصان ولا تقدم ولا تأخر وامره وسلطان نافذ في السماوات والارض واقطارها. وفي الارض وما عليها وما تحتها وفي البحار والجو. وفي سائر اجزاء العالم ذراته يقلبها ويصرفها ويحدث فيها ما يشاء. وقد احاط بكل شيء علما. واحصى كل شيء عددا ووسع كل شيء رحمة وحكمة ووسع سمعه الاصوات. فلا تختلف عليه ولا تشتبه عليه بل يسمع ضجيجها باختلاف لغاتها على على تفنن حاجاتها. فلا يشغله سمع عن سمع ولا تغضب تغلطه كثرة المسائل ولا يتبرم بالحاح الملحين ذوي الحاجات فحاط بصره بجميع المرئيات فيرى دبيب النملة السوداء على الصخرة صماء في الليلة الظلماء. فيغيب عنده شهادة والسر عنده علانية يعلم يعلم السر واخفى من السر. فالسر من طوى عليه ضمير العبد. وخطر بقلبه ولم تتحرك به شفتاه. واخفى منه ما لم يخطو بقلبه بعد فيعلم انه سيخطر بقلبه كذا وكذا في وقت كذا وكذا يعني يفسر قوله تعالى ايش؟ يعلم السر وارافه اي بالسر فهمنا ما كان في قلبه واخفى ايش هو الذي لم يخطر بقلبه وسوف يخطر الله يعلم نعم احسن الله قال رحمه الله تعالى وله الخلق وله الخلق والامر وله الملك وله الحمد وله الدنيا والاخرة وله النعمة وله الفضل وله الثناء الحسن وله الملك كله وله الحمد كله وبيده الخير كله واليه يرجع العمر كله شملت قدرته كل شيء ووسعت رحمته كل شيء وسعته نعمته كل حي تسأله من في السماوات والارض كل يوم هو في شأن يغفر ذنبا ويفرج هما ويكشف كربا ويجبر كسيرا ويغني فقيرا يعلم جاهلا ويهدي ضالا ويرشد حيرانا ويغيث لهفانا ويفك عانيا. يشبع جائعا ويكسو عاريا ويشفي مريضا ويعافي مبتلى ويقبل ويقبل تائبا ويجزي ويجزي محسنا وينصر مظلوما ويقسم جبارا ويقيل عثرة ويستر عورة ويؤمن روعة ويرفع اقواما ويضع اخرين. لا ينام ولا ينبغي ولا ينبغي له ان ينام. يخفض القسط ويرفعه. يرفع اليه عمل الليل قبل عمل النهار. وعمل النهار قبل عمل الليل حجابه النور. لو وكشفوا لا حرقت سبحات وجهي ما انتهى اليه بصره من خلقه. سبحانه تميلهما الان لا تغيظها نفقة سحاء الليل والنهار. ارأيتم ما انفق منذ منذ خلق الخلق فانه لم يغظ ما في يمينه وكلتا يدي ربنا يمين وقد اخبر سبحانه عن ذلك بقوله بل يداه مبسوطتان ينفق كيف يشاء ما اعظمه ما اجوده ما اكرمه ما ارحمه مغفرة ماذا عسانا ان نقول فيك كل حمد هو اهل له بل والفاظنا واقوالنا وعقولنا وقلوبنا لا تصل الى ادراك كمال حمده لا لفظا فضلا عن ايقاعه فعلا فله الحمد كما يحب ويرضى وله الشكر كما يحب ويرضى وله الثناء خيرا مما نقول واعظم مما نقول واجل مما نقول له الثناء الحسن هو كما اثنى على نفسي لا نحصي ثناء عليه لا اله الا هو والله من انصف فنظر الى اهل الارض نظرة علم عظيم جوده وكرمه واحسانه ورحمتي وعفوي كم يخطئون ويغفر لهم كم يشركون ويكفرون ويحلم عنه كم يفعلون ويفعلون ويفعلون وهو سبحانه يمهله نعم احسن الله اليك قال رحمه الله تعالى قلوب عبادي ونواصيهم بيده وازمة الامور معقودة معقودة بقضائه وقدره ازمة الامور. وازمة الامور معقودة بقضائه وقدره. الارض جميعا قبضته يوم القيامة والسماوات مطويات يمينه يقبض سماوات يقبض سمواته كلها بيده. والارض بيده الاخرى والارض باليد الاخرى ثم يهزه ثم يقول انا الملك انا الملك انا الذي بدت الدنيا ولم تكن شيئا وانا الذي اعيدها كما بدأتها لا يتعاظم ذنبنا يغفره ولا حاجة يسألها يسألها. ولا حاجة يسألها ان يعطيها. لو ان اهل واهل ارضه واول خلقه واخرهم. وانسه وجنهم كانوا على اتقى قلب رجل منهم ما زاد ذلك في ملكه شيئا. ولو ان اول خلقه واخرهم وانسهم وجنهم كانوا على افجر قلب رجل منهم ما نقص ذلك من من ملكه شيئا. ولو ان اهل سماواته على ارضه وانسهم وجنهم وحيهم وميتهم كانوا على افجر قلب رجل منهم ما نقص ذلك من ملكه شيئا ولو ان اهل سماواته واهل ارضه وانسهم وجنهم وحيهم وميتهم ورطبهم ويابسهم. قاموا في صعيد واحد فسألوه فاعطى كلا منهم مسألته ما نقص ذلك مما عنده مثقال ذرة. ولو ان اشجار الارض كلها من حين وجدت الى ان تنقضي الدنيا اقلام والبحر وراءه تمده من بعده مداد فكتب بتلك الاقلام وذلك المداد لفنيت الاقلام ونفذ المداد ولم تنفد الكلمات في الخالق تبارك وتعالى. وكيف تفنى كلماته جل جلاله وهي وهي لا بداية لها ولا نهاية. والمخلوق له بداية نهاية فهو حق بالفناء والنفاد. وكيف يفني المخلوق غير المخلوق هو الاول الذي ليس قبله شيء والاخر الذي ليس بعده شيء والظاهر الذي ليس فوقه شيء. العبيد لا يمكنهم ان يفنوا شيئا لماذا؟ لانهم لم يوجدوا شيئا ولذلك القاعدة العقلية المضطردة ان المادة لا تفنى اي بفعل العبيد المادة التحول من الذي يستطيع ان يفني المادة هو الله جل في علاه. نعم احسن قال رحمه الله تعالى هو الاول الذي ليس قبله شيء والاخر الذي ليس بعده شيء. والظاهر الذي ليس فوقه شيء والباطل الذي ليس دونه شيء تبارك وتعالى حق من ذكر وحق من عبد. واحق من حمد واولى من شكر وانصروا من ابتغي وارفع من ملك. واجود من سئل واعفى من قدر واكرم من قصد واعدل من انتقم. حكمه بعد علمه وعفوه بعد قدرته ومغفرته عن عزته. ومنعه عن حكمته وموالاته عن احسانه ورحمته. ما للعباد عليه حق واجب. كلا ولا سع لديه ضائع. ان عذبوا فبعدله او نعموا وهو الكريم الواسع. احسنت. نكمل بعد الاذان وهذه الابيات الجميلة اه اضاف بعضهم عليها فئات اخرى كيقول كل الوجود لعز قهرك خاضع والكل فيه بات جودك طامع يا معشر الفقراء اموا بابهم فهناك فظل للبرية واسع اي عند الله عز وجل يعطي العطاء فلا يمانع مانع يقضي القضاء فلا يدافع دافع ما للعباد عليه حق واجب كلا ولا سعي لديه ضائع ان عذبوا فبعدله او نعيم فبفظله وهو الكريم الواسع الزم طريق الذكر عمرك دائما فالذكر في القلب المحبة زارعوا اسأل الله ان يزرع في قلوبنا حبا وان يلهج السنتنا بذكره. نعم احسن من قال رحمه الله تعالى هو الملك الذي لا شريك له والفرد فلا ند له فلا ند فلا ند له نحزن والفرد فلا ند له نافية للجنس والغني فلا ظهير له والصمد فلا ولد له ولا صاحبة له. والعلي فلا شبيه له ولا سمي له. كل شيء هالك وجهه وكل ملك زائل الا ملكه وكل ظل وكل ظل قالص الا ظله وكل فظل منقطع الا فظله فظله احسن الا فظله لن يطاع الا بفضله ورحمته ولن يعصى الا بعلمه وحكمته. يطاع ويشكر ويعصى فيتجاوز ويغفر. كل كل كل نقمة منه عدل وكل نعمة منه فضل اقرب شهيد وادنى حفيظ حال دون النفوس واخذ بالنواصي ونسخ الاثار وكتب الاجال فالقلوب له مفية والسر عنده علانية والغيب عنده شهادة عطاؤه كلام وعذابه كلام انما امر يعني كن فيكون هذا معنى اعطاه كلام وفعاله كن فيكون نعم حصلت انما امره اذا اراد اذا اراد شيئا ان يقول له كن فيكون. فاذا اشرقت قل فاذا اشرقت على القلب انوار هذه الصفات اذ محل عنده كل نور ووراءها ووراء هذا ما لا يخطر بالبال ولا تناله عبارة. والمقصود ان الذكر ينور القلب والوجه والاعضاء فهو نور العبد وهو نور العبد في دنياه وفي البرزخ وفي يوم القيامة نعم اقرأ فصل وعلى حسب نور الايمان في قلب العبد تخرج اعماله واقواله ولها نور وبرهان حتى ان من المؤمنين من يكون نور اعماله اذا صعدت الى الى الله تبارك وتعالى كنور الشمس وهكذا نور روحه اذا قدم بها على الله عز وجل. وهكذا يكون نوره الساعي بين يديه على الصراط وهكذا يكون نور وجهه في يوم القيامة والله تعالى المستعان وعليه التكلان فاكثر من الانوار حتى لا تكون في القبر في ظلمة او في حشري في وحشته او على الصراط في وحدته والله انا مقبلون على امر عظيم او يتذكر الانسان وحدة القبر لكان حريا به ان يعمل ليله ونهاره فكيف وامامه حشر ونشر وصراط وحساب نسأل الله فضله وجوده وكرمه. نعم احسن قال رحمه الله تعالى السابعة والثلاثون من فضائل الذكر اي من فظائل الذكر الفضل الفظائل الذكر السابعة والثلاثون. نعم السابعة ثلاثون ان الذكرى رأس الامور وطريق عامة الطائفة. ومنشور الولاية فمن فتح له فيه فقد فتح له باب الدخول على الله عز وجل مقصوده بالطائفة وطريق عامة الطائف اي السائرين الى الله طائفة سائرة الى الله التي لا تتعطل نعم احسن الله اليك. فليتطهر وليدخل على ربه عز وجل يجد عنده كل كل ما يريد فان وجد ربه عز وجل وجد كل شيء وان فاته ربه عز وجل فاته كل شيء الله اكبر الثامنة الثلاثون ان في القلب خلة وفاقة لا يسدها شيء البتة الا ذكر الله عز وجل فاذا صار الذكر القلب بحيث يكون هو الذاكر بطريق الاصالة واللسان تبع له. فهذا هو فهذا هو الذكر الذي يسد الخلة. ويغني الفاقة فيكون صاحبه غنيا بلا مال عزيزا بلا عشيرة مهيبا بلا سلطان فاذا كان غافلا عن ذكر الله عز وجل فهو بضد ذلك فقير مع كثرة جدته جدة جدته جدته نعم جدته دليل مع سلطانه حقير مع كثرة عشيرته التاسعة ثلاثون ان الذكرى يجمع المتفرق ويفرق المجتمع ويقرب البعيد ويباعد القريب فيجمع ما تفرق العبد من قلبه وارادته همومه وعزومه والعذاب كل العذاب في تفرقتها وتشتتها عليه وانفراطها له. والحياة كل والحياة والنعيم في اجتماع قلبه وهمه وعزمه وارادته. ويفرق ويفرق ما اجتمع عليه من الهموم والغموم والاحزان والحسرات على فوت حظوظه ومطالبه. ويفرق ايضا ما اجتمع عليه من ذنوبه وخطاياه اوزاره حتى تتساقط عنه وتتلاشى وتضمحل ويفرق ايضا ما اجتمع على حربه من جند الشيطان. فان ابليس لا يزال يبعث وله سرية بعد ثرية وكلما كان اقوى طلبا لله سبحانه وتعالى وشد تعلق به وارادة له كانت سرية واكثر واعظم واعظم شوكة بحسب ما عند العبد من مواد الخير والارادة. ولا سبيل الى تفريق هذا الجمع الا بدوام الذكر واما تقريبه البعيد فانه يقرب اليه الاخرة التي يبعدها منه الشيطان والامل. فلا زال يلهج بالذكر حتى كأنه قد دخلها وحضرها. فحين اذ تصغر تصغر في عينه الدنيا وتعظم في قلبه الاخرة. ويبعد القريب اليه وهي الدنيا التي هي ادنى اليه من الاخرة فان ان الاخرة متى قربت من قلبه بعدت عنه الدنيا كلما قرب من هذه المرحلة بعد من هذه المرحلة ولا سبيل الى هذا الا دوام الذكر والله المستعان. ينبغي على العبد ان يدرك ان الدنيا والاخرة الدنيا والاخرة متلازمة فالدنيا ممر الى الاخرة وقد تكون هذه الدنيا سببا للعطاء كما ان الاختبارات الدنيوية سبب للرسو لكن على الانسان العاقل ان يفكر فمن وجد الله ماذا فقد؟ ومن فقد الله ماذا وجد فقط فكر بهذه القضية من وجد الله لم يفقد شيء. ومن فقد الله فقد كل شيء ولذلك ينبغي عليك ان تكون لهج الذكر وهذه وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم. لما قال له الصحابي يا رسول الله سلك مرافقتك في الجنة قال لا يزال لسانك اعني لا لا يزال لسانك رطبا بذكر الله هذا حديث اخر لا يزال لسانك رطبا. رطبا بذكرك فنسأل الله العظيم ان نكون منهم نكتفي بهذا القدر صلي اللهم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين ابو عبد الرحمن تفضل جاء في صحيح مسلم رواية انه يقولها بعد الاذان بعد الدعاء رب هذه الدعوة التامة وجاء في رواية انه يقولها عند الشهادتين فالامر فيه واسع نعم اذا كان متداخل يقولها بعد ان رب هذه الدعوة التامة نعم تفضل شيخ احمد اسباب الانتكاسة كثيرة ليست محصورة بسبب او سببين واظن ان لي محاضرة قديما قبل اكثر من عشر سنوات بعنوان اسباب الثبات على الدين وذكرت فيه ما ما هي اسباب الثبات وما هي اسباب الانتكاس فمن اسباب الانتكاس الغرور من اسباب الانتكاسة الكبر اسباب الانتكاسة احتقار الناس اسباب الانتكاسة ايضا عدم المحافظة على ورد من القرآن عدم المحافظة على ورد من الذكر اسباب الانتكاسة نقظ العهود والمواعيد من اسباب الانتكاسة كثرة الايمان الكاذبة الى اخره سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك