منصة زادي للتعلم الشرعي المفتوح الاصول القرآنية لاسماء الله الحسنى بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. وصلى الله وسلم وبارك على عبده ونبيه محمد. وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا واجعله حجة لنا لا علينا حديثنا في هذه الحلقة عن اصل عظيم لم يزل كل من يتكلم في اسماء الله وصفاته يلهج به. وهو قول الله تعالى ليس كمثله شيء الدال على ابطال التمثيل وبيان طريقة القرآن في النفي في كتاب الله ايات محكمات تدل على توحيده سبحانه وتعالى في اسمائه وصفاته وافعاله وتدل على نفي وثلاث المخلوقين له في شيء من خصائصه. منها قوله تعالى في سورة الشورى ليس كمثله شيء. قال السعدي رحمه الله اي ليس يشبهه تعالى ولا يماثله شيء من مخلوقاته. لا في ذاته ولا في اسمائه ولا في صفاته ولا في افعاله بان اسماءه كلها حسنى. وصفاته صفات كمال وعظمة. وافعاله تعالى اوجد بها المخلوقات العظيمة من غير مشارك فليس كمثله شيء لانفراده وتوحده بالكمال من كل وجه ومنها قوله تعالى في سورة الاخلاص ولم يكن له كفوا احد. روى ابن جرير رحمه الله بسنده عن ابي العالية لم يكن له شبيه ولا عدل وليس كمثله شيء ثالثها قوله تعالى في سورة النحل فلا تضربوا لله الامثال. قال ابن جرير رحمه الله فلا تمثلوا لله الامثال ولا تشبه له الاشباه فانه لا مثل له ولا شبه وكما ان هذا ناطق الكتاب فهو مقتضى العقل. فلا يمكن ان يكون الرب المألوه الكامل من جميع الوجوه. مماثلا المخلوق المربوب الناقص من جميع الوجوه. فان هذا تأباه العقول السليمة والفطر المستقيمة وطريقة اهل السنة والجماعة في النفي والتنزيه تقوم على ركنين الاول نفي ما نفاه الله عن نفسه في كتابه او نفاه عنه نبيه صلى الله عليه وسلم في سنته وكل ما نفاه الله عن نفسه او نفاه عنه نبيه صلى الله عليه وسلم فصفة نقص ينزه الرب الكامل عنها الثاني اعتقاد ثبوت كمال ضد الصفة المنفية. فاذا نفى الله عن نفسه الظلم مثلا فالواجب اعتقاد ثبوت ما لعدله سبحانه واذا نفى عن نفسه الجهل وجب اعتقاد ثبوت كمال علمه وهكذا اما النفي المجرد من الاثبات فلا يدل على كمال. اذ غاية ما فيه السلب والعدم. وذلك لا لا يتضمن مدحا. بل ان النفي المجرد قد يكون ذما في بعض الاحوال. مثل بعد قابلية الموصوف للاتصاف بالصفة كقولك مثلا الجدار لا يظلم فان العدل والظلم ليس من اوصاف الجدران قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله فالذي لا يقبل الاتصاف بهذه الصفات اعظم نقصا ممن يقبل الاتصاف وبها مع اتصافه بنقائضها فالجماد الذي لا يوصف بالبصر ولا العمى ولا الكلام ولا الخرس اعظم نقصا من الحي الاعمى الاخرس. فاذا قيل ان الباري لا يمكن اتصافه بذلك كان في ذلك من وصفه بالنقص اعظم مما اذا وصف بالخرس والعمى والصمم ونحو ذلك انتهى كلامه رحمه الله المحظور الثاني ان يكون ذلك النفي المجرد ناشئا عن عجز عن الاتصاف المستلزم للنقص والعيب كقول شاعر يهجو قبيلة قبيلة لا يغدرون بذمة ولا يظلمون الناس حبة خردل وانما اراد انهم اقل واذل من ذلك وقول اخر يهجو قومه فان قومي وان كانوا ذوي عدد ليسوا من الشر في شيء وانهانا وانما اراد مذلة وعجزهم عن حماية افرادهم. بدليل قوله لو كنت من مازن لم تستبح ابل بنو اللقيط من دهل ابن شيبانا وقد ضل قوم فبالغوا في الاثبات واخرجوا كلام الله عن مراده حتى وقعوا في التمثيل والتمثيل نوعان احدهما تمثيل الخالق بالمخلوق بان يعتقد ان ما وصف الله به نفسه على نحو ما يعهد في المخلوقين كأن يعتقد مثلا ان سمع الله كسمع المخلوق وبصره كبصره ووجهه كوجهه ويديه كيديه وهكذا تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا. وهذا تنقص للخالق واول من عرف به في هذه الامة قدماء الرافض فقد ذكر ابو الحسن الاشعري رحمه الله في مقالاته ان المشبه اختلفوا على ست عشرة مقالة وحكى بعضها واكثر من حكى عنهم معدودون من رجالات الشيعة مثل هشام ابن الحكم الرافضي وهشام بن سالم الجواليقي وتلميذه داوود الجواربي. غير ان مذهبهم قد انقرض او لشناعة مقالتهم وتهافتها وانقلب متأخر الرافظة معطلة النوع الثاني تمثيل المخلوق بالخالق بان يعتقد في بعض المخلوقين اوصافا وخصائص لا تكون الا لله وحده فهذا غلو في المخلوق كان يعتقد في المخلوق تصرفا في الكون وتدبيرا كاعتقاد ولاة الصوفية في اقطابهم تصفيف شؤون الكون واعتقاد القبورية اوليائهم الغوث والمدد وكشف الكرب. او يعتقد لهم حقوقا لا تنبغي الا لله في اعتقادي المشركين ان لاصنامهم حق الدعاء والنذر والذبح والشفاعة او يغلو في وصف المخلوق بصفات لا تنبغي الا لله كغلو النصارى في عيسى مريم وغلو بعض المبتدعة في مدح نبينا صلى الله عليه وسلم ورفعه فوق منزلته. حتى انشد بعضهم في مدحه يا الخلق ما لي من الوذ به سواك عند حلول الحادث العمم. ان لم تكن في معادي اخذا بيدي فضلا والا فقل يا زلة القدم فان من جودك الدنيا وضرتها ومن علومك علم اللوح والقلم. سبحانك اللهم فماذا ابقى وهدى الله اهل السنة والجماعة لما اختلف فيه من الحق باذنه فاثبتوا اثباتا بلا تمثيل. ونزهوا الله تنزيها بلا تعطيل. قال نعيم بن حماد الخزاعي رحمه الله من شبه الله بخلقه فقد كفر. ومن جحد ما وصف الله به نفسه فقد كفر. وليس ما وصف الله به في نفسه ولا رسوله تشبيها وطريقة القرآن في التنزيه النفي المجمل. لانه ابلغ واوعب واكرم فانه مقتضى الادب الرفيع والذوق السليم. فلا يليق في مدح المخلوقين فضلا عن الخالق الكريم التفصيل في في نفي النقائص والمثالب قال ابن ابي العز الحنفي رحمه الله وهذا النفي المحدد مع كونه لا مدح فيه اساءة ادب فانك لو قلت للسلطان انت لست بزبال ولا كساح ولا حجام ولا حائك لادبك على هذا الوصف وان كنت صادقا وانما تكون مادا اذا اجملت النهي فقلت انت لست مثل احد من رعيتك. انت اعلى منهم واشرف واجل. فاذا اجملت في اجملت في الادب ايها الكرام ايتها الكريمات ربما وقع في بعض النصوص نفي مفصل لاسباب عارضة مثل ابطال عقيدة فاسدة كاعتقاد الولد والوالد والصاحبة الذي كان جاريا عند اليهود والنصارى والمشركين وسائر الوثنيين. فقد حكى الله مقالتهم وابطلها. فقال قال وقالت اليهود عزير ابن الله. وقالت النصارى المسيح ابن الله. ذلك قولهم بافواههم يضاهئون قول الذين كفروا من قبل قاتلهم الله انى يؤفكون وقال وجعلوا بينه وبين الجنة نسبا. ولقد علمت الجنة انهم لمحضرون. سبحان الله عما يصفون وقال لم يلد ولم يولد وقال ما اتخذ الله من ولد وما كان معه من اله. اذا لذهب كل اله بما خلق ولعلى بعضهم على بعض. سبحان الله عما يصفون وقال ولم تكن له صاحبة وقال وانه تعالى جد ربنا ما اتخذ صاحبة ولا ولد اما السبب الثاني الذي يدعو للنفي المفصل فهو دفع وهم واقع او متوقع كتوهم لحوق التعب من جراء خلق السماوات والارض. قال تعالى ولا يؤده حفظهما. اي لا يكرثه ولا يثقله وقال ولقد خلقنا السماوات والارض وما بينهما في ستة ايام وما مسنا من لغوب او توهم الحاجة الى النوم. قال تعالى لا تأخذه سنة ولا نوم. وقال نبيه صلى الله عليه وسلم ان الله لا ينام. ولا ينبغي له ان ينام سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك