اللهم انا نعوذ بك من جهد البلاء ومن درك الشقاء ومن سوء القضاء وشماتة الاعداء يا سمع الدعاء يا ذا المن والعطاء. يا من لا يعجزه شيء في الارض ولا في السماء ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب اليه ونعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له. ومن يضلل فلا هادي له. واشهد اشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله. ارسله الله تعالى بالهدى ودين الحق. فبلغ الرسالة وادى الامانة ونصح الامة وجاهد في الله حق جهاده حتى اتاه اليقين صلوات الله وسلامه عليه. وعلى اله واصحابه واتباعه باحسان الى يوم الدين سلم تسليما اما بعدها يا ايها المؤمنون اتقوا الله تعالى. واعرفوا نعمة الله عليكم بدين الاسلام والدين الذي ختم الله به الاديان. واكمله لعباده. واتم به عليهم النعمة ورضيه لهم دينا. قال الله تعالى اليوم اكملت لكم دينكم واتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا. فهو الدين القويم والصراط المستقيم. دين الحق حق والهدى والسداد. دين الصلاح للولاة والشعوب والافراد دين صالح لكل زمان ومكان. ومحتو على الدين الخالص والايمان. لا خير البشرية الا في ظل تعاليمه. ولا عز للانسانية الا بتطبيقه وتحكيمه من دخل فيه فهو في عزة ورفعة وامان. ومن خرج منه فهو في خوف وضعك وهوان يسعى الى التشييد والاعمار. لا الى الخراب والفساد والدمار. يسعى الى الصلاح والاصلاح. واسعاد الافراد والمجتمعات. اعمارا وبناء ونفعا ان وانما ولقد امر الله تعالى عباده بالاجتماع على الحق. ونهى عن التفرق والاختلاف. فقال الله قال ان الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا. لست منهم في شيء انما امرهم الى الله ثم ينبئهم بما كانوا يعملون. وحث رسوله صلى الله عليه وسلم حث على التمسك بسنته فقال عليكم بسنتي وسنتي الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي بها وعضوا عليها بالنواجذ. واياكم ومحدثات الامور. فان كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة واخبر صلى الله عليه وسلم ان هذه الامة ستفترق على ثلاث وسبعين فرقة كلها ما في النار الا واحدة. وهي الجماعة. وفي رواية قالوا ومن هي يا رسول الله؟ قال من كان على مثل ما انا عليه واصحابي. وان اعظم هذه الفرق الضالة خطرا واشدها ضررا وفسادا فرقة الخوارج التي يقوم منهجها على تكفير المسلمين واستحلال دماء المعصومة بغير حق والخروج على ولاة الامر. ولقد حذر النبي صلى الله عليه وسلم حذر من الخوارج ابلغته تحذير واتم فقال عليه الصلاة والسلام سيخرج في اخر الزمان قوم احداث اسنان سفهاء الاحلام يقولون من خير قول البرية يقرأون القرآن لا يجاوز حناجرهم يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية. فاذا لقيتموهم فاقتلوهم فان في قتلهم اجرا لمن قتلهم عند الله تعالى. وقال صلى الله عليه وسلم في وصفهم تحقرون صلاتكم مع صلاتهم وصيامكم مع صيامهم. يقتلون اهل الاسلام ويدعون اهل الاوثان لان ادركتهم لاقتلنهم قتل عاد. اي لا ابقي منهم احدا. لان اهلكهم الله تعالى فاصبحوا لا يرى الا مساكنهم وقال صلى الله عليه وسلم هم شرار الخلق والخليقة طوبى لمن قتلهم. ايها المسلمون لقد حمى الله تعالى النفوس واكد تحريمها وحرمتها في كتابه وعلى لسان رسوله صلى الله عليه وسلم فقال الله تعالى والذين لا يدعون مع الله الها اخر ولا النفس التي حرم الله الا بالحق ولا يزنون. وقال تعالى قل تعالوا اكل ما حرم عليكم الا تشركوا به شيئا وبالوالدين احسانا ولا تقتلوا اولادكم من املاق نحن نرزقكم واياهم. ولا تقربوا الفواحش ما ظهر منها وما ولا تقتلوا النفس التي حرم الله الا بالحق. ذلكم وصاكم به لعلكم تعقلون وقال النبي صلى الله عليه وسلم اجتنبوا السبع الموبقات. قيل يا رسول الله وما هن قال الشرك بالله والسحر وقتل النفس التي حرم الله الا بالحق. واكل الربا واكل مال اليتيم والتولي يوم الزحف. وقذف المحصنات الغافلات المؤمنات وقال صلى الله عليه وسلم لا يزال المؤمن في فسحة من الدنيا ما لم يصب دما حراما وقال صلى الله عليه وسلم لزوال الدنيا اهون عند الله من قتل رجل مسلم. وقال صلى الله عليه وسلم من قتل معاهدا لم يرح رائحة الجنة. والانفس التي حرم الله قتلها هي الانفس المعصومة. وهي اربع المسلم والذمي والمعاهد والمستأمن ومن اجل حرمة النفس وتحريمها رتب الله تعالى على قتلها عقوبات في الدنيا وعقوبات في الاخرة اما عقوبة الدنيا فهي القصاص. قال الله تعالى ولكم في القصاص حياة اولي الالباب لعلكم تتقون. واما عقوبة الاخرة فقال الله تعالى ومن يقتل متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها. وغضب الله عليه ولعنه واعد له عذابا عظيما. ايها المسلمون ان من طبيعة البشر ان يكون لهم ارادات متباعدة ونزعات مختلفة. فمنها نزعات الى الخير والحق. ومنها نزعات الى الباطل والشر كما قال تعالى هو الذي خلقكم فمنكم كافر ومنكم مؤمن. وقال تعالى ان سعيكم لشتى ولما كانت النزعات الى الشر والباطل في ضرورة الى ما يكبح جماحها ويخفف من حدته جاء من وازع ايماني او رادع سلطاني. ولما كان الوازع الايماني قد لا يكفي في اصلاح بعض النفوس الشريرة الموغلة في الباطن والشر. شرع رب العالمين برحمته وحكمته وهو الحكيم العليم. وهو الرؤوف الرحيم. شرع عقوبات وحدودا متنوعة حسب الجرائم لتردع المعتدي وتصلح الفاسد وتقوم المعوج وتظهر الملة الامة وتكون لجريمة هذا المجرم. فاتقوا الله عباد الله واشكروه على هذه الحماية لدينكم وانفسكم واموالكم واعراضكم. واسألوه التوفيق للقيام بشكره وامتثال امره واجتناب نهيه. فان ذلك خير وسعادة في الدنيا والاخرة بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم. ونفعني واياكم بما فيه من الايات والذكر الحكيم. اقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب. فاستغفروه وتوبوا اليه انه هو الغفور الرحيم الحمد لله معز من اطاعه واتقى. ومذل من خالف امره وعصاه. ومعطي الثواب الجزيل لمن اتبع هداه. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له. من توكل عليه كفاه واشهد ان محمدا عبده ورسوله ومصطفاه. صلى الله عليه وعلى اله واصحابه. ومن احتجى بهداه وسلم تسليما. اما بعد فاتقوا الله عباد الله واشكروه على ما من به عليكم في هذه البلاد من الحكم بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم السير على منهج السلف الصالح عقيدة ومنهجا. وبفضل الله عز وجل وبسبب تمسكها بالكتاب والسنة اصبحت مضرب المثل في امنها ووحدة صفها. وانتظام شملها واجتماع كلمتها وتلاحم شعبها وقيادتها. وهي بلد العطاء والنماء الوفاء والاسلام والسلام. امتدت يد الخير منها الى كل منكوب. وسارت يد قائما الى كل مكروب. ولا تزال بحمد الله تعطي وتمنح. وتساعد وتنفح ومع ذلك لم تسلم من الحسد والعدوان والبغي والطغيان بمحاولة زعزعة امنها واستقرارها واثارة البلبلة والفتنة فيها ولقد من الله تعالى على هذه البلاد بتنفيذ احكام الله تعالى على الخارجين من الفئة التي من الخوارج الذين استحلوا سفك الدماء وقتل الانفس المعصومة. والدعوة الى الخروج على ولاة الامر والذين قال فيهم النبي صلى الله عليه وسلم لان ادركتهم لاقتلهم انهم قتل عاد وقال طوبى لمن قتلهم. وقال فاذا لقيتموهم فاقتلوهم. فان ان في قتلهم اجرا. فاتقوا الله عباد الله واشكروه على نعمة اقامة الحدود واحكام الشرع فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم حج يقام في الارض خير لاهل الارض من ان اربعين صباحا واعلموا ان خير الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم وشر الامور محدثة وكل محدثة في دين الله بدعة. وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار. فعليه بالجماعة فان يد الله مع الجماعة. ومن شذ شذ في النار. واعلموا ان الله تعالى امركم امر بدأه بنفسه وثنى بملائكته المسبحة بقدسه. وثلث بكم ايها المؤمنون من جنه وانسه. فقال جل من قائل علي ما ان الله وملائكته يصلون على النبي يا ايها الذين امنوا صلوا عليه وسلموا تسليما اللهم صلي وسلم وبارك على عبدك ورسولك نبينا محمد. اللهم ارزقنا محبته واتباعه وباطنا. اللهم توفنا على ملته. اللهم احشرنا في زمرته. اللهم اسقنا من حوضك اللهم اجمعنا به في جنات النعيم مع الذين انعمت عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين اللهم ارض عن خلفائها الراشدين وعن الصحابة اجمعين وعن التابعين لهم باحسان الى يوم الدين وعنا معهم بعفوك ومنك وكرمك وجودك يا رب العالمين. اللهم اعز الاسلام والمسلمين واذل الشرك والمشركين ودمر اعداء الدين. واجعل هذا البلد امنا مطمئنا. وسائر بلاد المسلمين اللهم امنا في اوطاننا. اللهم امنا في اوطاننا واصلح ائمتنا وولاة امورنا واجعل ولايتنا فيمن خافك واتقاك واتبع رضاك يا رب العالمين. اللهم وفق ولي امرنا خادم الحرمين الشريفين لما تحب وترضى وخذ بناصيته للبر والتقوى. اللهم وفقه وولده ولي عهده واخوانه واعوانه لما فيه صلاح الاسلام والمسلمين. اللهم احفظ حدودنا قصور جنودنا. اللهم انصر جنودنا المرابطين على الحدود والثغور. اللهم قوي عزائمهم. اللهم سدد رميهم اللهم انصرهم على عدوك وعدوهم. اللهم ارحم موتاهم واشف مرضاهم. وكل اراملهم يا رب العالمين اللهم من ارادنا واراد بلادنا وعقيدتنا وقيادتنا بسوء. فاجعل كيده في نحره. وفرق جمعه وشتت شمله واهزم جنده واجعل تدميره في تدبيره. يا سميع الدعاء يا ذا المن والعفو يا من لا يعجزه شيء في الارض ولا في السماء. اللهم منزل الكتاب ومجري السحاب لازم الاحزاب اهزمهم واهزم كل عدو للمسلمين. اللهم طهر قلوبنا من النفاق واعمال لنا من الرياء والسنتنا من الكذب واعيننا من الخيانة. انك تعلم خائنة الاعين وما تخفي الصدور اللهم فارج الهم اللهم فارج الهم وكاشف الغم مجيب دعوة المضطرين رحمن الدنيا والاخرة ورحيمهما. نسألك اللهم رحمة من عندك. رحمة من عندك. تغنينا بها عن من سواك. اللهم لا تكلنا الى انفسنا ولا الى احد غيرك طرفة عين. واصلح لنا شأننا اقول ربنا ظلمنا انفسنا وان لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين. ربنا اغفر لنا ولاخواننا الذين سبقونا بالايمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين امنوا ربنا انك رؤوف رحيم. ربنا اتنا في الدنيا حسنة وفي الاخرة حسنة وقنا عذاب النار. عباد الله ان الله يأمر بالعدل والاحسان وايتاء ذي القربى. وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي. يعظكم لعلكم تذكرون واوفوا بعهد الله اذا عاهدتم ولا تنقضوا الايمان بعد توكيدها. وقد جعلتم الله عليكم كفيلا ان الله يعلم ما تفعلون. واذكروا الله العظيم الجليل يذكركم. واشكروه على عموم نعمه والاء يزدكم ولذكر الله اكبر. والله يعلم ما تصنعون