بسم الله الرحمن الرحيم. يسر مشروع كبار العلماء ان يقدموا لكم الدرس التسعين. قال الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله في كتاب الدروس المهمة لعامة الامة الاداب الشرعية في اللبس والخلع. سؤال ما حكم اطالة الثوب ان كان للخيلاء او لغير الخيلاء وما الحكم اذا اضطر الانسان الى ذلك سواء اجبارا من اهله ان كان صغيرا او جرت العادة على ذلك الجواب حكمه التحريم في حق الرجال لقول النبي صلى الله عليه وسلم ما اسفل من الكعبين من الازار فهو في النار. رواه البخاري في صحيحه وروى مسلم في الصحيح عن ابي ذر رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثة لا يكلمهم الله ولا ينظر اليهم يوم القيامة. ولا يزكيهم ولهم عذاب اليم. المسبل تارة والمنان فيما اعطى والمنفق سلعته بالحليف الكاذب وهذان الحديثان وما في معناهما يعمان من اسبل ثيابه تكبرا او لغير ذلك من الاسباب لانه صلى الله عليه وسلم عمم واطلق ولم يقيد واذا كان الاسبال من اجل الخيلاء صار الاثم اكبر والوعيد اشد. لقوله صلى الله عليه وسلم ومن جر ثوبه خيلاء لم ينظر الله اليه يوم القيامة. ولا يجوز ان يظن ان المنع من الاسبال مقيد بقصد الخيلاء لان الرسول عليه الصلاة والسلام لم يقيد ذلك في الحديثين المذكورين انفا كما انه لم يقيد ذلك في الحديث الاخر. وهو قوله لبعض اصحابه واياك والاسبال فانه من المخيلة فجعل الاسبال كله من المخيلة لانه في الغالب لا يكون الا كذلك ومن لم يسبل للخيلاء فعمله وسيلة لذلك والوسائل لها حكم الغايات ولان ذلك اسراف وتعريض ولهذا ثبت عن عمر رضي الله عنه انه لما رأى شابا يمس ثوبه الارض قال له ارفع ثوبك فانه اتقى لربك وانقى لثوبك. اما قوله لابي بكر الصديق رضي الله عنه لما قال يا رسول الله ان ازاري يسترخي الا ان اتعاهده فقال له صلى الله عليه وسلم انك لست ممن يفعله خيلاء فمراده صلى الله عليه وسلم ان من يتعاهد ملابسه اذا استرخت حتى يرفعها لا يعد ممن يجر ثيابه لكونه لم يسبلها وانما قد تسترخي عليه في رفعها ويتعاهدها. ولا شك ان هذا معذور اما من يتعمد ارخاءها سواء كانت بشتا او سراويل او ازارا او قميصا فهو داخل في الوعيد وليس معذورا في اسباله ملابسه لان الاحاديث الصحيحة المانعة من الاسبال تعمه بمنطوقها وبمعناها ومقاصدها فالواجب على كل مسلم ان يحذر الاسبال وان يتقي الله في ذلك والا تنزل ملابسه عن كعبه عملا بهذا الحديث الصحيح وحذرا من غضب الله وعقابه. والله ولي التوفيق. المكتبة الصوتية لسماحة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز رحمه الله