في الرواية الاخرى ما في ما في الرواية السابقة من مجيء عبد الله ابن ام مكتوم يشكو ضرارته للنبي صلى الله عليه وسلم وفي الرواية الثالثة في خبر البراء قال لما نزل قوله تعالى لا يستوي القاعدون من المؤمنين قال النبي صلى الله عليه وسلم ادعو فلانا وقد تبين من هو في الروايات السابقة وانه من زيد ابن ثابت رضي الله تعالى عنه فجاءه ومعه الدواة اي القلم الذي يكتب به وما يوضع فيه ايضا واللوح او الكتف شك الراوي اللوحة والكتف لانهم كانوا يكتبون على الواح وعلى اكتاف وذلك لقلة الورق عندهم ولذلك لما جمع ابو بكر رضي الله تعالى عنه المصحف جمعه من هذه الالواح ومن تلك الاكتاف التي كانت عند كتبة الوحي من اصحاب النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم فقال اكتب لا يستوي القاعدون من المؤمنين والمجاهدون في سبيل الله قال وخلف النبي صلى الله عليه وسلم ابن ام مكتوم عبد الله رضي الله تعالى عنه فقال يا رسول الله اني ضرير. فنزل قوله تعالى غير اولي الضرر فاستثنى الله تعالى اصحاب الاعذار من الموازنة بين القاعدين والمجاهدين وذلك ان اصحاب الاعذار اذا صحت نيتهم وصدقوا في الرغبة في الخروج في سبيل الله كانوا كالاصحاء في الاجر الخارجين المجاهدين يدل لذلك فجاء في في صحيح البخاري حديث انس وكذا في الصحيح من حديث جابر ان النبي صلى الله عليه وسلم لما عاد ورجع من تبوك من غزوة ذات العسرة قال لاصحابه ان اقواما بالمدينة فسرتم مسيرا ولا نزلتم واديا الا شاركوكم في الاجر قالوا وهم في المدينة يا رسول الله قال وهم في المدينة حبسهم العذر وفي رواية حبسهم المرض فسوى النبي صلى الله عليه وسلم بين هؤلاء القاعدين بسبب العذر وبين الخارجين في اشق الغزوات على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهي غزوة ذات العسرة فدل ذلك على ان اهل الاعذار الذين حبستهم اعذارهم عن الخروج يدركون اجر المجاهدين الخارجين وهذا ليس فقط في الجهاد بل في كل الاعمال الصالحة دليل ذلك ما في المسند وغيره باسناد جيد من حديث ابي كبشة الانماري رضي الله تعالى عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال انما الدنيا لاربعة رجل اعطاه الله تعالى مالا علما ومالا فهو يضعه فهو يعمل فيه بعلمه فهو يعمل فيه بعلمه طرفا وانفاقا ووظعا وتصرفا ورجل اتاه الله علما ولم يؤته مالا عنده علم ومعرفة لكن ما عنده مال يتصرف فيه وينفقه في اوجه البر والخير يقول لو ان لي مثل مال فلان لعملت فيه مثل ما عمل يعني لو كان عندي من المال مثل ما ذلك الرجل الذي اعطي علما ومالا لعملت فيه مثل ما عمل. قال النبي صلى الله عليه وسلم فهما في الاجر سواء فهما في الاجر سواء اي في منزلة واحدة فيكتب لهذا الذي صحت نيته وصدقت رغبته في العمل الصالح لكن حال دونه ودون العمل العجز وعدم القدرة يكون في الاجر والثواب كذاك الذي عمل وبذل وهذا معنى قوله جل وعلا غير للضرر فان اولي الضرر من القاعدين كالمجاهدين في الاجر اذا صحت قصودهم ونواياهم فان عبد الله ابن ابن ام مكتوم رظي الله تعالى عنه قال يا رسول الله انا ظرير وقال في موضع اخر قال يا رسول الله والله لو استطيع الجهاد لجاهدت وكان اعمى فكان عماه هو المانع من الخروج قال الله جل وعلا بعد ان نفى المساواة بين القاعدين وبين المجاهدين الخارجين في سبيل الله باموالهم وانفسهم قال فضل الله المشاهدين هذا بيان وجه عدم المساواة عدم المساواة لا في المساواة بين هؤلاء بيان انهما ليس ليسا في انهما ليسا في مرتبة واحدة طيب ما هي حالهم؟ قال فظل الله المشاهدين على باموالهم وانفسهم على القاعدين درجة والتفظيل هنا ليس في درجة واحدة انما المقصود ثمة مفاضلة في درجة وهذه الدرجة قد تكون واحدة وقد تكون درجات وفق ما يكون من الجهاد والصدق في نصرة دين الله عز وجل والاخلاص والبذل باقامة دينه ولذلك قال تعالى في الاية التالية درجات منه ومغفرة فليست ليست المفاضلة في في درجة واحدة انما في جنس الدرجة واما عدد الدرجات فهي كثيرة وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم ان في جنتي لمئة لمئة درجة بين الدرجة والاخرى كلها للمجاهدين بين الدرجة والاخرى كما بين السما والارض اليست درجة واحدة انما هي درجات فقوله تعالى في هذه الاية فضل الله المجاهدين باموالهم وانفسهم على القاعدين درجة المقصود جنس التفضيل بالدرجات وليس درجة واحدة وهذا لا يعني انتفاء الفظيلة والخيرية في القاعدين بالكلية لا سيما في الجهاد غير المتعين اما الجهاد المتعين فان القاعدة عنه اثم قال الله تعالى وكلا وعد الله الحسنى كلا اي القاعدين والمجاهدين وعدهم الله الحسنى والحسنى ما هي هي الجنة اسأل الله العظيم رب العرش الكريم ان يجعلنا من اهلها للذين احسنوا الحسنى وزيادة للذين احسنوا الحسنى وزيادة. قال الله جل وعلا وعد الله نعم وكل وعد الله الحسنى ثم قال وفضل الله المجاهدين على القاعدين اجرا عظيما ما هو هذا الاجر وهذا التفضيل درجات منه ومغفرة ورحمة وكان الله غفورا رحيما وهذا من فضل الله عز وجل واكرامه للذين بذلوا انفسهم واموالهم في سبيل الله يبتغون مرضاته ويطلبون نصرة دينه ويسعون لاعلاء كلمته سبحانه وبحمده نعم باب قول الله تعالى فكنتم قالوا كنا مستضعفين في الارض. قالوا الم تكن ارض الله واسعة نهاجر فيها. قال حدثنا عبد الله بن يزيد المقرئ قال حدثنا حيوة وغيره. قال قال حدثنا محمد بن عبدالرحمن ابو الاسود. قال قطع على اهل المدينة بعث فاكتتبت فيه فلقيت عكرمة مولى ابن عباس رضي الله عنهما فأخبرته. فنهاني عن ذلك اشدني ثم قال اخبرني ابن عباس رضي الله عنهما ان ناسا من المسلمين كانوا مع المشركين. يكفرون سواد المشركين على رسول الله صلى الله عليه وسلم يأتي السهم فيرمى به فيصيب احدهم فيصيب احدهم فيقتله. او يضرب فيقتل. فانزل الله ان الذين توفاهم الملائكة ظالمي انفسهم هذا الحديث في قول الله عز وجل ان الذين توفاهم الملائكة ظالم انفسهم وظلمهم انفسهم كان بترك الهجرة الى النبي صلى الله عليه وسلم مع قدرتهم على ذلك قالوا فيم كنتم القائل هذا هو هم الملائكة لاولئك الذين ظلموا انفسهم. ان الذين توفاهم الملائكة اي تقبض ارواحهم حال كونهم ظالمي انفسهم قالوا فيم كنتم يعني ما الذي جعلكم تتورطون في ظلم انفسكم بترك الهجرة الى الله ورسوله قالوا كنا مستضعفين في الارض فاعتذروا بالاستظعاف قالوا وهو عذر غير صادق فقالت لهم الملائكة الم تكن ارض الله واسعة؟ فتهاجر فيها فاولئك مأواهم جهنم وساءت مصيرا وكان هذا وعيدا لكل اولئك الذين استطاعوا اللحاق بالنبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم لكن لكنهم تخلفوا وتأخروا هؤلاء موعودون بهذه العقوبة وهي ما ذكره الله تعالى مأواهم جهنم وساءت مصيره اي ساءت مآلا ومنتهى وخاتمة لكل من وصل اليها نعوذ بالله منها اللهم اجرنا من النار اللهم اجرنا من النار اللهم اجرنا من النار يا رب العالمين قال الا المستضعفين من الرجال استثناء من هذا الوعيد الا المستضعفين من الرجال والنساء والولدان لا يستطيعون حيلة ما عندهم قدرة ولا سبب ولا وسيلة يتخلصون بها من تسلط الكفار ليلحقوا بالنبي صلى الله عليه وسلم. ولا يهتدون سبيلا اي ولا يعرفون الطرق الموصلة الى جهتهم التي ينشدون ولا السبل التي توصلهم الى ما يريدون من دار الهجرة قال فاولئك عسى الله ان يعفو عنهم اي ان الله عز وجل رج هؤلاء بالمغفرة وعسى من الله محققة يعني ان الله سيعفو ان الله سيعفو عنهم عسى الله ان يعفو عنهم وكان الله عفوا غفورا عفوا غفورا. العفو عندما يطلق مستقلا هو المغفرة والمغفرة عندما تطلق على وجه الاستقلال هي العفو وعندما يقترنان ذكرا كهذه الاية فذكر الله تعالى العفو والمغفرة يكون العفو بالتجاوز والصفح وعدم المؤاخذة ويكون وتكون المغفرة في الستر وعدم الفظح واضح الفرق هل هناك فرق بين العفو والمغفرة الجواب نعم اذا اقترن اذا جاء في سياق واحد فذكر العفو والمغفرة فبينهما فرق يكون العفو للتجاوز والصفح وعدم المؤاخذة واما المغفرة فهي الستر وعدم الفظح واما اذا استقل انفرد فذكر العفو منفردا او المغفرة منفردة فان المغفرة بمعنى العفو بمعنى التجاوز والصفح وبمعنى الستر وعدم الفرح وهذا مما يختلف عند الاقتران والانفراد من من الكلمات والالفاظ ما يكون له معنى في حال الانفراد ويكون له معنى في حال الاقتران بغيره ومن ذلك العفو والمغفرة فان العفو هنا معناه عدم المؤاخذة الصفح التجاوز والمغفرة معناها الستر وعدم الفظح ذكر المؤلف رحمه الله الامام البخاري في هذه الاية خبر ساقه باسناده قال حدثنا محمد بن عبد الرحمن ابو الاسود قال قطع على اهل المدينة بعث قطع يعني فرظ على اهل المدينة بعث يعني جماعة يخرجون من المدينة للقتال وذلك في زمن الاقتتال الذي كان بين عبد الله بن الزبير واهل الشام وهذا قتال بين المسلمين لكن الزم اهل المدينة بان يخرجوا من بين اظهرهم من يشارك في جيش عبد الله ابن الزبير في قتال اهل الشام قال فاكتتبت من القائل محمد محمد ابن عبد الرحمن ابو الاسود قال فاكتتبت فيه. يعني كنت من جملة من خرج اسمي في هذا البعث فلقيت عكرمة مولى ابن عباس لقيت عكرمة مولى ابن عباس وعكرمة كان رقيقا رحمه الله وهو من اكثر من تلقى عن ابن عباس من اصحابه وكان عالما جليلا حفظ علم ابن عباس حتى ان عبد الله بن عباس لما مات رضي الله تعالى عنه كان عكرمة فرق تباعه ابن عبد الله ابن عباس فقيل له اتبيع علم ابيك اذ ان عكرمة رحمه الله قد حوى علم ابن عباس حوى علم ابن عباس حوى علم ابن حوى علم ابن عباس وحفظه فما كان منه الا ان استرده واشتراه ممن باعه ثم اعتقه وهذا لشرف ما كان قد حمى حمله من علم ابن عباس رضي الله تعالى عنه وكان ابن عباس حريصا على تعليمه حتى انه في خبر عكرمة ان ابن عباس كان يظع القيد في رجله اي في آآ يضع القيد في عكرمة حتى يتعلم يقول رحمه الله فلقيت عكرمة مولى ابن عباس فاخبرته اخبره بماذا؟ بانه سيخرج في جيش عبد الله ابن الزبير لقتال اهل الشام فنهاني عن ذلك اشد النهي لماذا؟ لانه قتال فتنة قتال بين المسلمين المسلمين واذا التقى المسلمان بسيفيهما فالقاتل والمقتول في النار ما لم يكن سبب لهذا القتال من اعتداء وتجاوز طائفة فانه عند ذلك يكون قتال عدل كما قال الله تعالى وان وان طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فاصلحوا بينهما. فان بغت احداهما على الاخرى قاتلوا التي تبغي فلا يدخل في هذه الحال اذا التقى المؤمنان المسلمان بسيفيهما فالقاتل والمقتول في النار فاذا بغت طائفة على اخرى عند ذلك يكون قتال الطائفة الباغية مأمورا به ومشروعا وهو من الجهاد في سبيل الله قال رحمه الله فنهاني عن ذلك اشد النهي ثم قال اخبرني ابن عباس ان ناسا من المسلمين كانوا مع المشركين يكفرون سواد المشركين اي قبل يعني في زمن النبي صلى الله عليه وسلم يتحدث عن زمن النبي صلى الله عليه وسلم ان اناسا من المسلمين كانوا مع المشركين لم يهاجروا وبقوا معهم مع المشركين. يكفرون سواد المشركين على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال يأتي السهم مو فيرمى به فيصيب احدهم فيقتله او يظرب فيقتل فانزل الله تعالى ان الذين توفاهم الملائكة ظالم انفسهم بمشاركة المشركين وتكفير سوادهم وعدم مفارقة اهل الاسلام وعدم مفارقة اهل الكفر الى اهل الاسلام فهؤلاء الذين قال الله تعالى فيهم قالوا فيم كنتم؟ قالوا كنا مستضعفين في الارض؟ قالوا الم تكن ارض الله واسعة؟ فتهاجر في فيها ولعل مقصوده رضي الله تعالى عنه بسياق هذا الخبر نهيه عن الخروج في هذا القتال الذي يكفر فيه سواد القتال في الفتنة والا فان اهل الشام ومن كان مع عبد الله بن الزبير رضي الله تعالى عن الجميع كانوا من اهل الاسلام وليس فيهم مشرك نعم باب قول الله تعالى الا المستضعفين من الرجال والنساء والولدان لا يستطيعون حيلة ولا يهتدون سبيلا قال حدثنا ابو النعمان قال حدثنا حماد عن ايوب عن ابن ابي مليكة عن ابن عباس رضي الله عنهما الا مستضعفين قال كانت امي ممن عذر الله تقدم هذا في قوله تعالى الا المستضعفين من الرجال والنساء والولدان لا يستطيعون حيلة اي ليس لهم سبيل الى التخلص من تسلط الكفار ولا يهتدون سبيلا اي ولا يعرفون مسالك الطرق والسبل التي يصلون بها الى المدينة والى مهاجر رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم فهؤلاء الذين عذر الله جل وعلا في قوله الا المستضعفين من الرجال والنساء والولدان لا يستطيعون حيلة ولا يهتدون سبيلا. وقال ابن عباس رضي الله تعالى عنه كنت كانت امي ممن عذر الله فهي داخلة في قوله جل وعلا الا المستضعفين من الرجال والنساء باب قول الله تعالى فاولئك عسى الله ان يعفو عنهم وكان الله عفوا غفورا قال حدثنا ابو نعيم قال حدثنا شيبان عن يحيى عن ابي سلمة عن ابي هريرة رضي الله عنه قال بين النبي صلى الله عليه وسلم يصلي العشاء اذ قال سمع الله لمن حمده ثم قال ان يسجد اللهم نج عياش ابن ابي ربيعة. اللهم نج سلمة ابن هشام. اللهم الوليد بن الوليد اللهم نج المستضعفين من المؤمنين. اللهم اشدد وطأتك على اللهم اجعلها سنينك سنين يوسف هذا هذا الاثر الذي ساقه المؤلف رحمه الله في قوله فاولئك عسى الله ان يعفو عنهم وكان الله عفوا غفورا. المشار اليهم في قوله فاولئك عسى الله ان يعفو عنهم مستضعفون الذين من الرجال والنساء والولدان الذين لا يستطيعون حيلة ولا يهتدون سبيلا. ذكر ابن عباس ان امه منهم وانه منهم وهذا ذكر صنفين ممن تظمنتهم الاية الاية في المستضعفين ذكرت كم جنس؟ ثلاثة الا المستضعفين من الرجال والنساء والولدان لا يستطيعون حيلة ولا يهتدون سبيل ابن عباس ذكر صنفين الصغار الاطفال وهو حال ابن عباس والنساء وهو حال امه فذكر المؤلف الامام البخاري رحمه الله طائفة من الرجال الذين كانوا مستضعفين في مكة لا يستطيعون حيلة ولا يهتدون سبيلا وهم الذين سمى رسول الله صلى الله عليه وسلم في دعائه في قنوته فيما قص ابو هريرة. قال رضي الله تعالى عنه قال بين النبي صلى الله عليه وسلم يصلي العشاء اذ قال سمع الله لمن حمده سمع الله لمن حمده اي رفع من الركوع وهذا في الركعة الاخيرة كما جاء بيانه في الروايات الاخرى حمد قال قبل ان يسجد اي ان النبي صلى الله عليه وسلم قال قبل ان يسجد في دعائه اللهم نج عياش بن ابي ربيعة اللهم نجي سلمة ابن هشام اللهم نجي الوليد ابن الوليد اللهم نج المستضعفين من المؤمنين فسمى النبي صلى الله عليه وسلم في دعائه ثلاثة من الصحابة رضي الله تعالى عنهم ممن حيل بينهم وبين الهجرة وهم داخلون في قوله فاولئك عسى الله ان يعفو عنهم وكان الله عفوا غفورا وكان النبي صلى الله عليه وسلم يدعو لهم بالفرج وتعجيل الاعانة على التمكن من التخلص من المشركين بالنجاة كان في دعائه صلى الله عليه وسلم كان في دعائه صلى الله عليه وسلم تخصيص اولا ثم تعميم. وهذا مما ينبغي ان يراعيه الانسان في الدعاء. فاذا دعوت مسلم مستضر بعينه فمن الخير والفضل ان تعم بعد ذلك من هم امثاله ممن لم تعرف مما ممن لا تحيط بهم ولا تعرفهم فان النبي صلى الله عليه وسلم قال اللهم انجي عياش ابن ابي ربيعة هشام وسلمة ابن هشام والوليد ابن الوليد ثم قال صلى الله عليه وسلم اللهم نج المستضعفين من المؤمنين فهذا تعميم بعد التخصيص. ولذلك اذا دعوت مثلا لمريظ من ممن يهمك شأنه اللهم اشف فلان من المرظى اه قل بعد ذلك ومرضى المسلمين او المرظى من اهل الايمان والاسلام وقوله صلى الله عليه وسلم نج المستضعفين من المؤمنين تخصيص تخصيص الدعاء لاهل الايمان حيث الاستضعاف يكون في اهل الايمان وفي غيرهم. لكن الذي الذين دعا لهم النبي صلى الله عليه وسلم هم اهل الايمان لان هؤلاء هم الذين لهم ولاية ولهم حق في النصرة ولو بالدعاء اللهم اشدد وطأتك على مضر هذا دعاء على المعتدين الذين اذوهم واستظعفوهم وهم قريش وسموا مضر لانهم يرجعون اليها. وينتسبون لها والعرب تنقسم الى قسمين مضر وربيعة وهؤلاء من ذرية عدنان فذرية عدنان ترجع الى هذين البطنين مضر والربيعة وهما قبائل التي في جزيرة العرب قال النبي صلى الله عليه وسلم في دعاء عليهم ايضا اللهم اجعلها سنينا كسني يوسف اي انزل بهم من القحط والجذب وقلة الارزاق ما يكون نظير ما ذكر الله تعالى في سن يوسف التي عبرها للملك تزرعون سبع سنين دآبا فما حصدتموه فما حصدتموه فذروه في سنبله الا قليلا مما تأكلون ثم يأتي من بعد ذلك عام فيه يغاث الناس وفيه ها ثم يأتي من بعد ذلك سبع شداد يأكلن ما قدمتم لهن الا قليلا مما تحسنون وهذه هي المقصودة في قوله صلى الله عليه وسلم اللهم اجعلها سنينك سنين يوسف وهي السبع الشداد التي اكلت كل ما قدمه هؤلاء لهم من الادخار والاستعداد والتهيؤ ثم يأتي من بعد ذلك عام فيه يغاث الناس وفيه يعصرون فدعا النبي صلى الله عليه وسلم على هؤلاء وهذا الحديث فيه من الفوائد مشروعية الدعاء للنوازل ولو كانت نوازل خاصة باهل الايمان وفيه جواز الدعاء مؤمن معين ولو كان ذلك في القنوت لا سيما من كان يهمه شأنه اهل الاسلام وفي ان دعاء القنوت لا يختص صلاة الفجر او بصلاة المغرب. بل يكون في كل الصلوات فان ابا هريرة رضي الله تعالى ان اخبر ان النبي صلى الله عليه وسلم قنت بعد الرفع من الركوع في صلاة العشاء وفيه انه اذا رفع رأسه من الركوع بادر الى الدعاء وفيه انه في دعاء النوازل ينبغي المباشرة في السؤال والطلب بشأن النازلة دون المقدمات ودون اللواحق وفيه الاختصار والاقتصار على جوامع الدعاء المقصودة بالنازلة دون تطويل فان النبي لم يتجاوز دعاؤه كلمات وفيه الدعاء على اهل الكفر بما يكون رادعا لهم عن كفرهم واذاهم لاهل الايمان كل هذه الفوائد مما يستفاد من هذه من هذا الحديث وغيرها كثير نقف على هذا الحديث ونجيب على ما يسر الله تعالى من الاسئلة ونقرأ ان شاء الله غدا قوله تعالى ولا جناح عليكم ان كان بكم اذى مطر او كنتم مرضى ان تضعوا اسلحتكم