من فرح بذلك صلى الله عليه وسلم فرح بموافقة ما عند اهل الكتاب موافقتهم لما جاء به صلى الله عليه وسلم من تعظيم الله عز وجل اه ضحك حتى بدت نواجذه وانزل الله هذه الاية تصديقا لذلك والسماوات مطويات بيمينه والارض جميعا قبضته يوم القيامة والسماوات مطويات بيمينه سبحانه وتعالى عما يشركون. نعم وقال ابن جرير حدثني يونس اخبرنا ابن وهب بسم الله الرحمن الرحيم. المكتبة الصوتية لمعالي الشيخ الدكتور صالح بن فوزان الفوزان. شرح كتاب التوحيد للامام وجدد محمد بن عبد الوهاب رحمه الله الدرس الواحد والتسعون بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على قائد الغر المحجلين. نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين مرحبا بكم ايها الاخوة والاخوات في لقاء متجدد في درس من دروس التوحيد للامام المجدد محمد بن عبد الوهاب رحمه الله. ضيف هذا اللقاء هو فضيلة الشيخ صالح ابن فوزان الفوزان عضو هيئة كبار العلماء وعضو اللجنة الدائمة للافتاء اهلا ومرحبا بالشيخ في هذا الدرس حياكم الله وبارك فيكم. قال المؤلف رحمه الله تعالى باب ما جاء في قول الله تبارك وتعالى وما قدروا الله حق قدره والارض جميعا قبضته يوم القيامة بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على عبده ورسوله نبينا محمد يريد الشيخ رحمه الله بهذه الترجمة ايراد ما جاء في تفسير هذه الاية وهي قوله تعالى وما قدروا الله حق قدره والارض جميعا قبضته يوم القيامة والسماوات مطويات بيمينه سبحانه وتعالى عما يشركون ففي هذا بيان عظمة الله سبحانه وتعالى وان هذه المخلوقات العظيمة كونوا بالنسبة اليه ان كلا شيء الارض جميعا قبضته يوم القيامة. والسماوات مطويات بيمينه سيأتي تفسير هذا. نعم عن ابن مسعود رضي الله عنه قال جاء حبر من الاحبار الى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا محمد انا نجد ان الله يجعل السماوات على اصبع والاراضين على اصبع والشجر على اصبع والماء على اصبع والثرى على اصبع وسائر الخلق على اصبع فيقول انا الملك فضحك النبي صلى الله عليه وسلم حتى بدأت نواجده تصديقا لقول الحبر ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم وما قدروا الله حق قدره والارض جميعا قبضته يوم القيامة. الاية نعم الحبر هو العالم من اليهود قال الله جل وعلا اتخذوا احبارهم ورهبانهم اربابا من دون الله اي اتخذ اليهود احبارهم هذا لليهود ورهبانهم هذا للنصارى فاتخذوهم اربابا من دون الله غلوا فيهم وعبدوهم من دون الله عز وجل فهذا انكر الله عليهم وهذا فيه نهي لهذه الامة من ان تسلك مسلك اليهودي والنصارى فتخلو في العلماء او تغلو في الصالحين ترفعهم فوق منزلتهم فهذا يؤول بالناس الى عبادة غير الله سبحانه وتعالى ولهذا حذر النبي صلى الله عليه وسلم من الغلو فقال اياكم والغلو فانما اهلك من كان قبلكم الغلو نعم وفي رواية لمسلم والجبال والشجر على اصبع ثم يهزهن فيقول انا الملك انا الله وفي رواية للبخاري يجعل السماوات على اصبع والماء والثرى على اصبع وسائر الخلق على اصبع اخرج نعم هذا فيه عظمة الله جل وعلا وانه يقبض السماوات والارض بيديه سبحانه وتعالى على سعتها وعظمها يقبضها الله جل وعلا على اصابعه ففيه اثبات الاصابع لله عز وجل مع اثبات اليد له سبحانه وتعالى واثبات اليمين كلتا يديه يمين سبحانه وتعالى نعم ولمسلم عن ابن عمر مرفوعا يطوي الله السماوات يوم القيامة. ثم يأخذهن بيده اليمنى ثم قل انا الملك اين الجبارون؟ اين المتكبرون؟ ثم يطوي الاراضين السبع ثم يأخذهن بشماله ثم يقول انا الملك اين الجبارون؟ اين المتكبرون؟ وروي عن ابن عباس قال ما السماوات السبع والاراضون السبع في الكابتن رحمن الا كخردلة في يد احدكم نعم هذا فيه اثبات عظمة الله سبحانه وتعالى. الله اكبر. وانه يطوي السماوات يوم القيامة بيمينه ويطوي الارظ الاراظين بشماله شماله يمين سبحانه وتعالى فهذه المخلوقات على عظمتها يطويها الله سبحانه وتعالى يوم القيامة بيديه فهذا دليل على عظمة الله جل وعلا ولهذا لما جاء هذا الحبر من اليهود وذكر ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم قال قال ابن زيد حدثني ابي قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما السماوات السبع في الكرسي الا كدراهم سبعة القيت في ترس قال وقال ابو ذر رضي الله عنه سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ما الكرسي في العرش الا كحلقة من حديد القيت بين بحري ثلاث من الارض به عظمة هذا المخلوقات وانها بالنسبة الى الله جل وعلا وعظمة الله صغيرة فالله جل وعلا يقول وسع كرسيه السماوات والارض وسع كرسيه والكرسي تحت العرش موضع القدمين جاء في الحديث انه موضع القدمين وهو تحت العرش وفوق الكرسي بحر بحر عظيم فوق الكرسي وفوق البحر العرش عرش الرحمن سبحانه وتعالى نعم وعن ابن مسعود قال بين السماء الدنيا والتي تليها خمسمائة عام وبين كل سماء خمسمائة عام وبين السماء السابعة والكرسي خمسمائة عام وبين الكرسي والماء خمسمائة عام والعرش فوق الماء والله فوق العرش لا يخفى عليه شيء من اعمالكم اخرجه ابن مهدي عن حماد بن سلمة عن عاصم عن زر بن عبدالله نعم وهذا الحديث ايضا موافق لما سبق من عظمة هذه المخلوقات وانها بالنسبة الى الله سبحانه وتعالى انها صغيرة بالنسبة لعظمة الله عز وجل وفيها تباعد هذه المخلوقات بعضها عن بعض فبين الارض والسماء خمس مئة عام وبين كل سماء وسماء خمس مئة عام وكثف كل سماء خمس مئة عام كل هذه مخلوقات عظيمة خالقها سبحانه وتعالى اعظم فهي تدل على عظمة الله جل وعلا وجلاله وعظيم قدرته وعظيم احاطته بمخلوقاته فهو فوق العرش وهو يعلم ما نحن عليه هو معنا بعلمه سبحانه وتعالى هو فوق مخلوقاته وهو القاهر فوق مخلوقاته وهو يعلم ما نحن عليه نعم الحديث الاخير في هذا الباب وعن العباس بن عبدالمطلب رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم هل تدرون كم بين السماء والارض قلنا الله ورسوله اعلم قال بينهما مسيرة خمسمائة سنة وبين كل سماء الى سماء مسيرة خمسمائة سنة وكثف كل سماء مسيرة خمسمائة سنة وبين السماء السابعة والعرش بحر بين اسفله واعلاه كما بين السماء والارض والله سبحانه وتعالى فوق ذلك وليس يخفى عليه شيء من اعمال بني ادم اخرجه ابو داوود وغيره هذا الحديث بعظمة هذه المخلوقات وسعة هذه المخلوقات تباعد ما بينها ما بين السماء والارض خمس مئة عام وما بين كل سماء وسماء خمس مئة عام ثم البحر من فوق السماوات ثم الكرسي فوق البحر ثم العرش فوق ذلك والله جل وعلا فوق العرش ومع علوه سبحانه وتعالى على مخلوقاته لا يخفى عليه شيء في الارض ولا في السماء فهو يعلم سبحانه وتعالى ما تحت عرشه وما تحت ارضه وما فوق سمائه كل ذلك لا يخفى عليه سبحانه وتعالى نعم حقيقة في هذا الباب مسائل عدة نرجؤها الى اه الدرس القادم لنختم بها هذا الكتاب المفيد الذي استفدنا منه نحن والاخوة والاخوات شكر الله لكم سماحة الشيخ صالح الفوزان على تفضلكم بشرح هذه الاحاديث المباركة وشكرا لزملائي الذين في هذه الحلقات من دروس التوحيد يتجدد اللقاء ان شاء الله مع تحية زميلي عبدالله المواش الذي سجل هذا الدرس من الاذاعة الخارجية عليكم ورحمة الله وبركاته