بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه ومن تبعه باحسان الى يوم الدين اما بعد. من السودان الخرطوم هذا الدرس عسى الله ان يجعلنا واياكم ممن يبث العلم في الارض اجمع قال الله تعالى اعوذ بالله من الشيطان الرجيم الله لا اله الا هو ليجمعنكم الى يوم القيامة لا ريب فيه. ومن اصدق من الله حديثا الله لا معبود بحق غيره. ليجمعن اولكم واخركم يوم القيامة الذي لا شك فيه لمجازاتكم على اعمالكم ولا احد اصدق وحديثا من الله. نعم ايها الاخ الكريم ربنا جل جلاله هو اله واحد فرد صمد. هو الذي خلقنا وهو هو الذي يرزقنا وهو يجمعنا يوم القيامة. بل ان جمعنا يوم القيامة من مظاهر رحمته. كما في سورة الفاتحة وكما في الصفحة الثانية من سورة الانعام. ويوم القيامة يجازي الانسان ويحاسب الانسان وتكون المقاصة في الاعمال بين العباد. اذا يوم القيامة لا ريب فيه ولا اصدق من الله حديثا ولا اصدق من الله قيلا. والمرء لما يعلم هذا يعمل يوم القيامة اذا الاثنتان لا تنساهما الله والدار الاخرة. ثم قال تعالى فما الكم في المنافقين فئتين والله اركسهم بما كسبوا. اتريدون ان مهدوما اضل الله. ومن يضلل الله فلن تجد له سبيلا ما شأنكم ايها المؤمنون صرتم فريقين مختلفين في شأن التعامل مع المنافقين فريق يقول بقتالهم لكفرهم وفريق يقول بترك قتالهم لايمانهم. فما كان لكم انت اختلفوا بشأنهم والله ردهم الى الكفر والضلال بسبب اعمالهم. اتريدون ان تهدم من لم يوفقه الله الى الحق ومن يضلل الله فلن تجد له طريقا الى الهداية. اذا المؤمن يرد الامر الى الله والى الرسول. ويحذر الانسان الاختلاف. ومن لم يهده الله فلا يستطيع احد ان يهديه. والانسان يعمل جهده في هداية الخلق هداية الدلالة. اما التوفيق فالله هو الموفق ودوا لو تكفرون كما كفروا فتكونون سواء فلا تتخذوا منهم اولياء حتى يهاجروا في سبيل الله ان تولوا فخذوهم واقتلوهم حيث وجدتموهم. ولا تتخذوا منهم وليا ولا نصيرا. تمنى المنافقون لو تكفرون بما انزل عليكم كما كفروا فتكونون مستوين معهم في الكفر. فلا تتخذوا منهم اوليا يا لعداوتهم حتى يهاجروا في سبيل الله من دار الشرك الى بلاد الاسلام. دلالة على ايمانه فان اعرضوا واستمروا على حالهم فخذوهم واقتلوهم اينما وجدتموهم ولا تتخذوا منهم وليا يواليكم على اموركم ولا نصيرا. يعينكم على اعدائكم اذا الكفار يتمنون للمسلمين الكفر. وحرم ربنا جل جلاله موالاة الكفار فيتعامل معهم الانسان بحذر ولا يتخذ الانسان منهم وليا ولا نصيرا لانهم يخذلون المؤمنين ثم استثنى ربنا فقال الا الذين يصلون الى قوم بينكم وبينهم انفاق او جاءوكم حصرت صدورهم. او جاءوكم حصرت صدورهم ان يقاتلوكم او يقاتلوا قومهم. ولو شاء الله لسلطهم عليكم تنفل قاتلوكم. فان اعتزلوكم فلم يقاتلوكم والقوا اليكم السلم فما جعل الله لكم عليهم سبيلا. الا من وصل منهم الى قوم بينكم وبينهم عقد مؤكد على ترك القتال. او من جاؤوكم وقد ضاقت فلا يريدون قتالكم ولا قتال قومهم. ولو شاء الله لمكنهم منكم قاتلوكم فاقبلوا من الله عافيته. ولا تتعرضوا لهم بقتل ولا اسر فان اعتزلوكم فلن يقاتلوكم وانقادوا اليكم مصالحين تاركين قتالكم فما جعل الله لكم عليهم طريقا بقتلهم او اسرهم. وهذه الاية اية عظيمة. تبين لك حقيقة الجهاد في سبيل الله. والجهاد في سبيل الله يجب ان يكون على هدي النبوة. والا كان انتهاكا وهذا القرآن الكريم نقرأه جميعه ونطبق ما فيه. وسنة النبي صلى الله عليه وسلم نقرأها جميعها. ونطبق ما فيها ولا نأخذ ببعض ونترك ببعض. ثم قال تعالى ستجدون اخرين يريدون ان يأمنوكم ويأمنوا قومهم كلما ردوا الى الفتنة ارجسوا فيها فان لم يعتزلوكم ويلقوا اليكم السلم ويكفوا ايديهم فخذوهم تلوهم حيث ثقبتموهم. واولئكم جعلنا لكم عليهم سلطانا مبينا. ستجدون ايها المؤمنون فريقا اخر من المنافقين يظهرون لكم الايمان ليأمنوا على انفسهم ويظهرون لقومهم من الكفار الكفر اذا رجعوا اليهم ليأمنوهم. كلما دعوا الى الكفر بالله والشرك به وقعوا فيه اشد الوقوع. فهؤلاء اذا لم يتركوا قتالكم وينقادوا اليكم مصالحين ويكفوا ايديهم عنكم فخذوهم واقتلوهم اينما وجدتموهم. واولئك الذين هذه صفتهم لكم على اخذهم وقتلهم حجة واضحة لغدرهم ومكرهم. من فوائد هذه الايات خفاء حال بعض المنافقين اوقع الخلاف بين المؤمنين في حكم التعامل معهم بيان كيفية التعامل مع المنافقين بحسب احوالهم ومقتضى المصلحة معهم. عدل الاسلام في الكف عن من لم تقع منه متعدية من المنافقين. يكشف الجهاد في سبيل الله اهل النفاق. بسبب تخلفهم عنه وتكلف اعذارهم. نسأل الله ان يرحمنا وان يرحم امة الاسلام اجمعين. اللهم كل الايتام اللهم كن للارامل. اخي الكريم اختي الكريمة. من وجد يتيما ان يحسن اليه فليفعل. فان هذه الحسنة من اعظم الحسنات. رزقنا الله تعالى واياكم العمل الصالح هذا وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله وصحبه ومن تبعه باحسان الى يوم الدين والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته