باب الاصلاح بين الناس. قال الله تعالى لا خير في كثير من نجواهم الا من امر بصدقة نوم معروف انه اصلاح بين الناس وقال تعالى والصلح خير. وقال تعالى فاتقوا الله واصلحوا ذات بينكم. وقال تعالى انما المؤمنون اخوة فاصلحوا بين اخويكم. وعن ابي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كل سلامى من الناس عليه صدقة كل يوم تطلع فيه الشمس. تعدل بين الاثنين صدقة وتعين الرجل في دابته فتحمله عليها. او ترفع له عليها متاعه صدقة. والكلمة الطيبة صدقة وبكل خطوة تمشيها الى الصلاة صدقة. وتميط الاذى عن الطريق صدقة. متفق عليه وعن ام كلثوم بنت عقبة بن ابي معيط رضي الله عنها قالت سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ليس الكذاب الذي يصلح بين الناس فينمي خيرا او يقول خيرا. متفق عليه. وفي رواية مسلم زيادة قالت ولما اسمعه يرخص في شيء مما يقوله الناس الا في ثلاث تعني الحرب والاصلاح بين الناس حديث الرجل امرأته وحديث المرأة زوجها وعن عائشة رضي الله عنها قالت سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم صوت خصوم بالباب عالية اصواتهما لا احدهما يستودع الاخر ويسترفقه في شيء. وهو يقول والله لا افعل. فخلد عليهما رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال اين المتألي على الله لا يفعل المعروف؟ فقال انا يا رسول الله اي ذلك احب متفق عليه بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله وصلى الله وسلم على رسول الله وعلى اله اما بعد هذه الايات الكريمات والاحاديث الصحيحة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم كلها تدل على فضل الاصلاح بين الناس وانه ينبغي للمؤمنين للاصلاح فيما بينهم اذا تنازع اثنان انما هو جماعة اصلحوا بينهم لانه من اخوة والصلح من شأن الاخوة كما قال تعالى انما العفو فاصلحوا بين اخويكم قال تعالى فاتقوا الله واصلحوا ذات بينكم قال تعالى واصلحوا خير قال تعالى لا خير بكثير من نجواهم الا من هم من صدقة او معروف او مساهم بين الناس والاصلاح بين الناس فيه مصالح كثيرة قطع الشحناء وقطع الخصومة والتأليف بين القلوب فان الصلح يؤلف بين القلوب والحكم قد يبقى فيها شيء من الشحناء الصلح عن تراضي تكون القلوب فيه طيبة و يسلم الناس من الشحناء التي تحصل بسبب الخصومات والاحكام فالمشروع للمؤمنين فيما بينهم الاصلاح مهما امكن وعدم الجاء الخصمين الى المخاصمة لدى المحاكم من يصلح بينهم هذا يتنازل عن شيء او هذا يؤجل او يسمح شيء من حقه او ما اشبه او يساعدونه في شيء حتى تكون المسألة بين الجميع على وجه تناصح بينهم والتعاون وعدم الالجاء الى الاحكام فالصبح فيه خير عظيم في مصالح كثيرة ولهذا قال صلى الله عليه وسلم يصبح على كل سلامة من الناس صدقة السلامة على المفصل وكل انسان خلقه الله على ثلاث مئة وستين منصب كل انسان على ثلاث مئة وستين قرص فاذا تصدق بصدقة وسبح وكبر وهلل واعان الرجل في دابته ورفعه له متاعها او اصلح بين اثنين او الحجر عن الطريق كل هذه الصدقات يحط الله بها عن هذه المفاصل وهكذا بكل خطوة يمشيها الى الصلاة صدقة والامر بالمعروف صدقة والنهي عن المنكر صدقة كلها صدقات يؤديها عن هذه النعم التي انعم الله بها عليه من جهة المفاصل والصحة ومن جملة ذلك الاصلاح بين الناس تعدل بين اثنين تصلح بين اثنين هذا من ما شرعه الله جل وعلا كذلك في الحديث الثاني في الاصلاح بين الناس وان الاصلاح بين الناس في خير كثير كذلك حديث ليس كذا هذه ام كلثوم بنت عقبة بن ابي معيط تقول رضي الله عنها انها سمعت النبي يقول ليس كذاب الذي يصلح بين الناس فيقول خيرا او ينوي خيرا لا يسمى كذابا بل هو مصلح من الطائفتين او بين القبيلتين وبين قريتين وبين الشخصين قالت ولم اسمعه يرخص في شيء ما يقوله الناس انه كذب في رواية مسلم الحرب والاصلاح بين الناس وحديث الرجل امرأته والمرأة زوجها لا بأس بالكذب فيها كان في الحرب هاد يخدع العدو من دون اخلال بعهد والائمة لكن يفعل شيئا يوهم العدو خلاف المراد فيحصل لقوة مسلمة فرصة في قتال عدوهم مثل ان يكون العدو متحصلا فيقول امير الجيش او من الشرية نرتحل فارتحلوا فيرتحلون وقصده من هذا ان يخرج العدو اذا خرج خروا عليه فاذا خرج ظن العدو انه انهزموا تبعهم العدو فكروا عليه وما اشبه ذلك ما يكون فيه مصلحة الحرب من دون ان يخل بالعهده والاذمة وكذلك ما يتعلق الاصلاح بين الناس يأتي القبيلة ويقول اصحابه تحبون الخير لكم ويدعون لكم ويحبون الصلح معكم ولا يروح لهم يقول لهم كذلك حتى يجمع بينهم حتى يصلح بينهم ولو ما قالوا له ولو بكذب اذا كان الكذب لا يظر احدا من الناس انما كذب للاصلاح بين القبيلتين او القريتين او الشخصين هذا من باب الاصلاح بين الناس واصبحوا خير ولا ولا حرج في ذلك لانه لم يضر احدا وانما شاء في ازالة الشر وجاء بنا القلوب كذلك حديث عائشة رضي الله عنها انه سمع صوت خصوم في الباب فخرج اليهم و اصلح بينهم عليه الصلاة والسلام هذا كله من باب من باب الصلح قل هذا قصة كعب بن مالك خصم من ابي حزرد لما تنازعوا خرج اليهم واشار عليهم ان يضع النصف امام الكعبة ابن ابي حجر يسلم البقية فاصطلحوا على ذلك هذا من الصلح الجائز القاضي الصلح او الامير او القبيلة او احد مع جيرانه كله امر طيب كله داخل في الاصلاح بين الله. فاتقوا الله واصلحوا ذاته بينكم لان في ذلك جمع القلوب هو ترك الشحنة. اما الحكم فقد يسبب شيئا من الشحناء