بسم الله الرحمن الرحيم ايها الاخوة السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ومرحبا بكم في هذا اللقاء الذي نعرض فيه ما لدينا من اسئلة واستفسارات وردتنا منكم على سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز الرئيس العام لادارة البحوث العلمية والاثم والدعوة والارشاد اه سماحة اه شيخ هذه الرسالة وردتنا من جيم ميم عين من السلوم اه يقول في رسالته اما بعد فانني اود ان اعرض عليكم هذه القضية التي تهم قطاع كبير من المسلمين وما حق العباد على الله؟ قلت الله ورسوله اعلم قال حق الله على العباد ان يعبدوه ولا اشركوا به شيئا وحق العباد على الله الا يعذب من لا يشرك به شيئا الباحثين عن الحقيقة والقضية هي ان كثيرا من الناس اه يشدون الرحال الى الاضرحة وقبور الصالحين سائلين اهلها من الاموات شفاء مرضهم او قضاء حوائجهم ويقدمون لاصحاب هذه الاضرحة النذور والذبائح ويدعونهم ويستغيثون بهم وما شابه ذلك من اعمال. وهذه اه آآ القضية اختلفت فيها الاراء. فالذين يقومون بهذا العمل يقولون ان لله في الارظ عباد يستجيب الله الدعاء من اجلهم والذين يعارضون هذا العمل قالوا ان هذا شرع او هذا شرك صريح ومخرج لصاحبه من الملة. نرجو ان تلفتوا مزيدا او تلقوا مزيدا من الضوء على جوانب وزوايا هذا الموضوع مع بيان هل يجوز الصلاة خلف مرتكبيه او لا يجوز وفقكم الله؟ بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله واصحابه ومن اهتدى بهداه اما بعد فان هذا السؤال مهم جدا وعظيم جدا وهو شد الرحال الى الاضرحة لطلب الحاجات وشفاء المرظى من اصحاب القبور ولدعائهم والاستغاثة بهم والذي لهم وتقديم الذبائح ونحو ذلك اما شد الرحال لمجرد الزيارة للقبور هذا لا يجوز على الصحيح من اقوال العلماء لانه منهي عنه ولانه وسيلة الى الشرك والاصل في هذا قوله عليه الصلاة والسلام في الحديث الصحيح لا تشدوا الرحال الا الى ثلاث مساجد المسجد الحرام ومسجدي هذا يعني مسجد النبي صلى الله عليه وسلم في المدينة والمسجد الاقصى. هذه الثلاثة شد لها الرحال بنص النبي عليه الصلاة والسلام. نعم. وما سواها لا تصد له الرحال فيدخل في ذلك بقية المساجد ويدخل في ذلك ايضا الاضرحة من باب اولى بين اذا كانت لا تسد الرحال الى المساجد وهي افضل البقاع وغيرها من البقاع التي يشد لها الرحال من اجل فضل المدفون بها او نحو ذلك من باب اولى في المنع ولهذا اصح اقوال العلماء في هذا الباب تحريم شد الرحال زيارة القبور وانما تزار من من شد الرحم جزيرتها سنة كما قال النبي صلى الله عليه وسلم زوروا القبور فانها ذكركم الاخرة فالسنة زيارة القبور والدعاء لاهلها بالمغفرة والرحمة للرجال خاصة دون النساء. نعم. لان الرسول صلى الله عليه وسلم امر بزيارة القبور وقال لها انها تذكر الموت تذكر الاخرة وكانوا يعلموا اصحابه ذلك يعلمه اذا زاروا القبور ان يقولوا السلام عليكم اهل الديار من امور المسلمين وانا ان شاء الله بكم لاحقون نسأل الله لنا ولكم العافية وكان يزور البقيع عليه الصلاة والسلام ويترحم عليهم ويدعو لهم بالمغفرة اما بشد الرحال فلا اشد الرحال زيارة القبور كما لا تشد لاجل زيارة المساجد الاخرى غير الثلاثة اما اذا قصد بشد الرحال دعاء الميت والاستغاثة بالميت هذا منكر وحرم بالاجماع باجماع المسلمين. نعم ولو فعل هذا من دون شد الرحل لو اتى القبور التي في بلاده من اشد رحل يستغيث بها او ينظر لها او يذبح لها او يسألها قضاء الحاجات شفاء المرظى تريد الكروب كان هذا منكرا عظيما وشركا ظاهرا. اعوذ بالله وهذا هو شرك الاولين من الجاهلية كانوا يفعلون هذا مع الاموات كان في الجاهلية تشرك بالاموات وتستغيث بهم وتنذر لهم ويقولون هؤلاء شفاعون عند الله ويقولون ما نعبدهم الا يقربون الله زلفا كما حكى الله سبحانه وتعالى فانه سبحانه قال ويعبدون من نور الله ما لا يضرهم ولا ينفعهم ويقولون هؤلاء يشفعون عند الله فرد الله عليهم بقوله قل تنبئون الله بما لا يعلم في السماوات والا في الارض سبحانه وتعالى عما يشركون وقال سبحانه فاعبد الله مخلصا له الدين الا لله الدين الخالص ولن يتخذوا من دونه اولياء ما نعبدهم الا ليقربنا الى الله ثلثا يعني يقولوا ما نعبدهم الا يقالون سلفا. نعم رد الله اعلم بقوله ان الله يحكم بينهم بما هم به يختلفون ان الله لا يهدي من هو كاذب كفر تبين سبحانه وتعالى ان عباده اياهم بالدعاء والضراعة والاستغاثة والذبح والنذر وسجود على القبور او نحو ذلك انها له الشرك بالله وان هذا هو كفر وضلال وان هذا لا ينفعهم بل يضرهم وان زعموا انهم شفاء عند الله وان زعموا انهم قليلون زدها فهو باطل لان دعاء الاموات والاستغاثة بالاموات او بالاصنام او بالاشجار لا يقرب الى الله ولا يدرني رضاه بل يباعد من رحمته ويوجب غضبه ويوجب النار واحد من اهل الجنة كما قال كما قال الله جل وعلا في كتابه العظيم انه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة وما في النار وما للظالمين من انصار قال سبحانه ان الله لا يغفر ان يشرك به ويغفر ما دون الله لمن يشاء تبين سبحانه انه لا يغفر الشرك ولكن يغفر ما دون لمن يشاء فبذل الشرك معلق بمشيئة الله ان شاء غفر سبحانه وان شاء عذب اصحابه ان ماتوا قبل التوبة واما الشرك لا يغفر اذا مات عليه صاحبه وكذلك الشرك يحبط الاعمال كما قال الله سبحانه ولو اشركوا لحبط عنهم ما كانوا يعملون والشرك معناه صرف بعض العبادة لغير الله من دعاء او خوف او رجا او توكل او ذبح او نذر او صلاة او صوم او نحو ذلك فالذي يدعو الاموات ويستغيث بهم وينذر لهم ويزعم انه انه يشفعون له او يقربون الله زلفى قد فعل فعل مسلم اولا سواء بسواء وهكذا اذا تقرب عليهم تقرب اليهم بالذبائح والنزور هذا كله شرك بالله عز وجل كله منكر. يجب على اهل العلم انكاره بطلانه وتحذير العامة من ذلك وهذا هو نفس الشرك الذي فعله ابو جهل واشباهه في الجاهلية مع اللات والعزى ومناه وهذا هو شرك الاولين مع اصنامهم واوثانهم في كل مكان ومن المصائب ان يظن العامة ان هذا دين وان هذا قربة وان يسكت على ذلك ما ينسب الى العلم ويستهل في هذا الامر فان هذا يضر العامة ظررا عظيما اذا سكت المنسوب للعلم ولا ننكر هذا الشرك ظن العامة انه جائز وانه دين وانه قربة بقوا عليه واستمروا عليه فالواجب على اهل العلم انكار الشرك بالله وانكار البدع وانكار المعاصي والتحذير من ذلك وتنبيه العامة على كل ما حرم الله عليهم حتى يحذروه من الشرك فما دونه ولا شك ولا ريب ان دعاء الاموات والاستغاثة بالاموات وطلب شفاء المرظى وطلب المدد انها له شرك بالله عز وجل وهذا يفعله كثير من الناس عند بعض القبور كما يفعله بعض الناس عند قول النبي صلى الله عليه وسلم اللهم صلي وسلم ايام الحج من بعض الجهلة وكما يفعله كثير من الناس عند قبل السيد البدوي في مصر وعند قول الحسين في مصر وعند قبور اخرى وهكذا يفعل عند قبر الشيخ عبد القادر الجيلاني ويفعله بعض الناس وهم وهم بعيدون عن هذه القبور يدعونها من بعيد. اعوذ بالله ويسألونها قضاء الحاجات وشفاء المرضى من بعيد وهكذا يفعل عند قبور اهل البيت من بعض من يزورها من الشيعة وغير الشيعة وهكذا عند قبر ابن عربي في الشام وهكذا ان قبور اخرى في بلدان لا يحصيها الا الله عز وجل. نعم. وهذه بلية عمت وضم شرها وعظم ظللها باسباب قلة العلم وقلة ما ينبه على هذا الامر الخطير واني اهيب لجميع اهل العلم في كل مكان ان يتقوا الله وان ينذر الناس من هذا الشرك ويحذرهم منه ويبينوا لهم ان العبادة حق الله وحده كما قال سبحانه اياك نعبد واياك نستعين قال عز وجل وقضى ربك الا تعبدوه الا اياه قال سبحانه وتعالى واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا قال عز وجل فاعبد الله ويوصل له الدين الا لله الدين الخالص قال سبحانه وان مسائل لله فلا تدعوا مع الله احدا. في ايات كثيرات تدل على وجوب اخلاص العبادة لله وحده وانه لا يجوز ابدا ايها احد من دونه من الاشياء او الاحجار او الاموات او الاصنام او الكواكب او غير ذلك العبادة حق الله وحده ليس لاحد في حق لا الملائكة ولا الانبياء ولا الصالحون ولا غيرهم اما العبادة حق الله وحده الرسل بعثوا ليعلموا الناس دينهم ولينذروهم من الشرك بالله ونوجهه الى عبادة الله وحده كما قال سبحانه ولقد بعثنا في كل امة رسولا ان اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت وقال عز وجل وما ارسلنا من قبلك من رسول الا نوحي اليه انه لا اله الا انا فاعبدون بايات كثير عن اخرى وقال النبي عليه الصلاة والسلام لمعاذ اتدري ما حق الله على العباد هما حقان حق الله على عباده وحق العباد على الله اما حق الله على عباده وحق مفترض حق عظيم يجب عليهم ان يؤدوه قد خلقوا لاجله كما قال سبحانه وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون والله وصف الرسل من اجله كما تقدم فوجب على العباد ان يعبدوا الله وحده هذا حقه عليهم فرضه عليهم فعليهم اداؤه وعليهم ان يؤدوا كل ما امر الله به ورسوله وان ينتهوا عما نهى الله عنه ورسوله كل هذا من عباده سبحانه وتعالى اداء الفرائض وترك المحارم ابتغاء وجه الله واخلاصا له سبحانه كل ذلك من عبادة ومن طاعته وتعظيمه اما حق العباد على الله هو حق تفضل واحسان وجود وكرم من كرمه وجوده واحسانه ان من لقاه بالتوحيد والايمان والهدى فان الله يدخله الجنة ولا يعذبه بالنار هذا فضله واحسانه جل وعلا كما يقول سبحانه ان الذين امنوا وعملوا الصالحات لهم جنات النعيم ان المتقين في جنات ونعيم ان المتقين في جنات وعيون فالواجب على اهل الاسلام ان يعبدوا الله وحده وان يخصوه بالعبادة ويتفقهوا في دين الله وان يحظروا الشرك بالله عز وجل فان دعوى الاسلام مع وجود الشرك لا تنفع بل ينتقض اسلامه بشركه بالله فالشرك ينقض الاسلام ويبطله فوجب على من ينتسب الاسلام ان يحقق اسلامه ويتفقه في دين الله وان يحفظ دينه من من انواع الشرك بالله عز وجل حتى يبقى له اسلامه وحتى يبقى له دينه وهكذا يجب على كل اهل الارض من المكلفين جن وانس وعرب وعجم يجب عليهم جميعا ان يعبدوا الله وحده وان ينقادوا لما جاء به محمد عليه الصلاة والسلام هو رسول الله حقا وهو خاتم الانبياء لان الله بعثه الى اهل الارض جميعا من الجن والانس ومن العرب والعجم من سائر الامم يجب عليهم ان يعبدوا الله وان ينقادوا لما جاء به رسوله محمد عليه الصلاة والسلام كما قال الله سبحانه امر النبي ان يبلغ الناس قل يا ايها الناس اني رسول الله اليكم جميعا قال سبحانه وما ارسلناك الا كافة للناس بشيرا ونذيرا قال عز وجل وما ارسلناك الا رحمة للعالمين. هو رسول الله للجميع. للجن والانس الاعرابي والعجم الى اليهود والنصارى والفرس وجميع اهل الارض. الجن والانس. نعم. عليهم جميعا ان يعبدوا الله ويوحدوه ويخصه بالعبادة ولابد معه لا ملكا مقربا ولا نبيا مرسلا ولا شجرا ولا ميتا ولا صنما ولا وثنا ولا غير ذلك بل عليه ان يخص الله بالعبادة دون كل ما سواه وعليهم ايضا ان ينقادوا لما جاء به نبيه محمد عليه الصلاة والسلام وان يحكموه بما جاء بما بينهم والا يخرجوا عن هديه وطريقه كما قال سبحانه وتعالى في كتابه العظيم فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما بينهم. ثم لا يجدوا في انفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما قال سبحانه قل اطيعوا الله قاطعوا الرسول فان تولوا فانما عليه ما حمل وعليكم ما حملتم وان تطيعوه تهتدوا وما على الرسول الا البلاء المبين عليه الصلاة والسلام ويقول عز وجل فالذين امنوا به وعزروه ونصروه واتبعوا النور الذي انزل معه اولئك هم المفلحون فالمفلحون هم هؤلاء هم اتباع محمد عليه الصلاة والسلام اما الذين خرجوا عن دين محمد صلى الله عليه وسلم ولم ينقادوا لشرعه ولم يصدقوه فهؤلاء هم الخاسرون هم الهالكون هم الضالون هم الكافرون من اي جنس كانوا وقال سبحانه قل يا ايها الناس اني رسول الله هم جميعا الذي له ملك السماوات والارض لا اله الا هو يحيي ويميت. فامنوا بالله ورسوله النبي الامي الذي يؤمن بالله وكلماته واتبعوه لعلكم تهتدون وجعل الهداية في اتباعه ادل ذلك على ان من خرج عن شريعة محمد صلى الله عليه وسلم فهو الخاسر وهو الضال غير المهتدي فالهداية والفلاح والنجاة في اتباع رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي اخلاص العبادة لله وحده وفي تحكيم شريعة الله التي جاء بها رسوله محمد عليه الصلاة والسلام وبهذا يعلم ان الواجب على جميع الامم توحيد الله والاخلاص له وعلى جميع الدول اي ان تعبد الله وان توزن شعوبها بعبادة الله وان تدع ما هي عليه من الشرك والباطل هذا عام لجميع الدول لجميع الناس ولكن المسلمين المنتسبين للاسلام الواجب عليهم اخص واكبر لانهم انتسبوا الى دين الله ووجب عليهم ان يحققوا دين الله وان يعظموا دين الله وان يصونوه عما حرم الله وان يخلصوا العبادة لله وحده حتى يتحقق اسلامهم وحتى يكون المسلمين حقا لا بالانتساب فالانتساب لا يفيد ولا ينفع بل يجب ان تكون ان يكون اسلامهم حقا بعبادة الله وحده والاخلاص له وتعظيم امره ونهيه واتباع نبيه محمد عليه الصلاة والسلام ويجب على الامم الاخرى التي لا تنسب الاسلام من اليهود والنصارى والمجوس وغيرهم من جميع الامم التي لا تتبع محمد عليه الصلاة والسلام. عليهم جميعا ان يعبدوا الله وحده وعليهم جميعا ان ينقادوا للشرع الذي جاء به محمد عليه الصلاة والسلام عليهم جميعا ذلك لانهم مأمورون بذلك مخلوقون بذلك والله بعث محمد الى الجميع عليه الصلاة والسلام الى جميع اهل الارض من الجن والانس فلا يجوز لاحد منهم ان يخرج عن شريعة محمد عليه الصلاة والسلام. كائنا من كان. نعم. فنسأل الله للجميع الهداية والتوفيق والفقه في الدين. ولا حول ولا قوة الا بالله