بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن تبعه باحسان الى يوم الدين اما بعد قال الله تعالى اعوذ بالله من الشيطان الرجيم لا يستوي القاعدون من المؤمنين غير اولي الضرر والمجاهدون في سبيل الله باموالهم وانفسهم فضل الله المجاهدين باموالهم وانفسهم على القاعدين درجة وكل من وعد الله الحسنى وفضل الله المجاهدين على القاعدين اجرا عظيما لا يستوي المؤمنون القاعدون عن الجهاد في سبيل الله غير اصحاب الاعذار كالمرظى والمكفوفين والمجاهدون في سبيل الله ببذل اموالهم وانفسهم فضل الله المجاهدين ببذل اموالهم وانفسهم على القاعدين عن الجهاد درجة ولكل من المجاهدين والقاعدين عن الجهاد لعذر اجره الذي يستحقه وفظل الله المجاهدين على القاعدين باعطائهم ثوابا عظيما من عنده ربنا جل جلاله قد جعل الحسنات والسيئات والناس ما بين مستقل ومستكثر وربنا جل جلاله قد جعل لكل شيء ميزانا واجرا وثوابا ويوم القيامة يؤتمن فتوضع في الميزان فيجد الانسان مثاقيل الذرة من الحسنات والسيئات والذين تقدموا في فعل الطاعات وبذل الانفس والاموال في طاعة الله وفي سبيله نصرة لدين هؤلاء مقدمون على غيرهم ويستثنى اصحاب الظرر لانهم غير مقصرين في تركهم الجهاد في سبيل الله وربنا جل جلاله يجازي كلا بعمله ثم ربنا اعاد هذا لفضيلة ثم قال فضل الله المجاهدين باموالهم وانفسهم على القاعدين درجة اذا من جاهد في سبيل الله خير ممن لم يجاهد ثم ثمة خيرية لجميع المؤمنين قال وكلا وعد الله الحسنى واعاد ثالثا قال وفضل الله المجاهدين على القاعدين اجرا عظيما. اذا ثلاث مرات بين ربنا اذا ما امر المجاهدين على غيرهم ثم فرر رابعا فقال درجات منه ومغفرة ورحمة وكان الله غفورا رحيما اذا هذا الثواب منازل بعضها في الرباط مع مغفرة ذنوبهم ورحمته بهم وكان الله غفورا لعباده رحيما بهم. اذا ربنا جل جلاله فغفور رحيم بعباده المؤمنين ثم قال تعالى ان الذين توفاهم الملائكة ظالمين انفسهم قالوا فيما كنتم؟ قالوا كنا مستضعفين في الارض قالوا الم تكن ارض الله واسعة فتهاجروا فيها فاولئك مأواهم جهنم وساءت مصيرا ان الذين توفاهم الملائكة وهم ظالمون لانفسهم بترك الهجرة من دار الكفر الى دار الاسلام تقول لهم الملائكة حال قبض ارواحهم توبيخا لهم على اي حال كنتم وباي شيء تميزتم عن المشركين فيجيبون معتذرين. كنا ضعفاء لا حول لنا ولا قوة نرد بها عن انفسنا فتقول لهم الملائكة توبيخا لهم الم تكن بلاد الله واسعة فتخرج اليها لتأمنوا على دينكم وانفسكم من الاذلال والقهر فاولئك الذين لم يهاجروا مثواهم الذي يستقرون فيه هو النار وساءت مرجعا ومآبا لهما في هذه الاية الكريمة تحذير تحذير من ان الانسان لا يظهر معالم الدين وعلى الانسان ان يعتز بدينه فلا يخرج من دار الاسلام الى دار الكفر ثم قال تعالى الا المستضعفين من الرجال والنساء والولدان. لا يستطيعون حيلة ولا يهتدون سبيلا فاولئك عسى الله ان يعفو عنهم وكان الله غفورا وكان الله عفوا غفورا باستثنى من هذا الوعيد الضعفاء اصحاب الاعذار رجالا كانوا او نساء او اطفالا ممن لا قوة لهم يدفعون بها عنهم الظلم والقهر ولا يهتدون الى طريقة للتخلص مما هم فيه من القهر واولئك عسى الله برحمته ولطفه ان يعفو عنهم وكان الله عفوا عن عباده غفورا لمن تاب منهم ولما ذكر البعيد على ترك الهجرة مع القدرة عليها رغب فيها فقام ومن يهاجر في سبيل الله يجد في الارض افراغما كثيرا وسعة ومن يخرج من بيته مهاجرا الى الله ورسوله ثم يدركه الموت ثم يدرككم الموت فقد وقع اجره على الله. وكان الله غفورا رحيما ومن يهاجر من بلد الكفر الى بلد الاسلام ابتغاء مرضاة الله يجد في الارض التي هاجر اليها متحولا وارضا غير ارضه التي ترك ينال فيها العزة والرزق الواسع ومن يخرج من بيته مهاجرا الى الله ورسوله ثم ينزل به الموت قبل وصوله الى مهاجره فقد ثبت اجره على الله. ولا يضره انه لم يصل الى مهاجره وكان الله غفورا لمن تاب من عباده رحيما بهم ثم قال تعالى واذا ضربتم في الارض فليس عليكم جناح ان تقصروا من الصلاة ان خفتم ان يفتنوا الذين كفروا ان الكافرين كانوا لكم عدوا مبينا واذا سافرتم في الارض فليس عليكم اثم في قصر الصلاة الرباعية. من اربع ركعات الى ركعتين. ان خفتم ان يلحقكم مكروه من الكافرين وكذا لكم القصر هذا الامن كما ثبت في السنة ان عداوة الكافرين لكم عداوة ظاهرة بينة من فوائد الآيات فضل الجهاد في سبيل الله وعظم اجر المجاهدين وان الله وعدهم منازل عالية وان الله وعدهم منازل عالية في الجنة لا يبلغها غيرهم اصحاب الاعذار يسقط عنهم فرض الجهاد مع ما لهم من اجر ان حسدت نيتهم فضل الهجرة الى بلاد الاسلام ووجوبها على القادر ان كان يخشى على دينه في بلده مشروعية قصر السلام في حال السفر. اذا هذه احكام بينها ربنا لعباده رحمة بهم هذا وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا نبينا محمد السلام عليكم ورحمة الله وبركاته