المكتبة الصوتية للعلامة الشيخ عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله الحديث الخامس والتسعون عن ابي ذر رضي الله عنه انه قال قيل يا رسول الله ارأيت الرجل يعمل العمل من الخير ويحمده او يحبه الناس عليه قال تلك عاجل بشرى المؤمن رواه مسلم قال الشيخ السعدي رحمه الله في شرحه اخبر صلى الله عليه وعلى اله وسلم في هذا الحديث ان اثار الاعمال المحمودة المعجلة انها من البشرى فان الله وعد اولياءه وهم المؤمنون المتقون بالبشرى في هذه الحياة وفي الاخرة والبشارة الخبر او الامر السار الذي يعرف به العبد حسن عاقبته وانه من اهل السعادة وان عمله مقبول اما في الاخرة فهي البشارة برضى الله وثوابه والنجاة من غضبه وعقابه عند الموت وفي القبر وعند القيام الى البعث يبعث الله لعبده المؤمن في تلك المواضع بالبشرى على يدي الملائكة كما تكاثرت بذلك نصوص الكتاب والسنة وهي معروفة واما البشارة في الدنيا التي يعجلها الله للمؤمنين نموذجا وتعجيلا لفضله وتعرفا لهم بذلك وتنشيطا لهم على الاعمال فاعمها توفيقه لهم للخير وعصمته لهم من الشر كما قال صلى الله عليه وعلى اله وسلم اما اهل السعادة فيسرون لعمل اهل السعادة فاذا كان العبد يجد اعمال الخير ميسرة له مسهلة عليه ويجد نفسه محفوظا بحفظ الله عن الاعمال التي تضره كان هذا من البشرى التي يستدل بها المؤمن على عاقبة امره فان الله اكرم الاكرمين واجود الاجودين واذا ابتدأ عبده بالاحسان اتمه فاعظم منة واحسان يمن به عليه احسانه الديني فيسر المؤمن بذلك اكمل سرور سرور بمنة الله عليه باعمال الخير وتيسيرها لان اعظم علامات الايمان محبة الخير والرغبة فيه والسرور بفعله وسرور ثان بطمعه الشديد في اتمام الله نعمته عليه ودوام فضله ومن ذلك ما ذكره النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم في هذا الحديث اذا عمل العبد عملا من اعمال الخير وخصوصا الاثار الصالحة والمشاريع الخيرية العامة النفع وترتب على ذلك محبة الناس له وثناؤهم عليه ودعاؤهم له كان هذا من البشرى ان هذا العمل من الاعمال المقبولة التي جعل الله فيها خيرا وبركة ومن البشرى في الحياة الدنيا محبة المؤمنين للعبد لقوله تعالى ان الذين امنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمة نون داء اي محبة منه لهم وتحبيبا لهم في قلوب العباد ومن ذلك الثناء الحسن فان كثرة ثناء المؤمنين على العبد شهادة منهم له والمؤمنون شهداء الله في ارضه ومن ذلك الرؤيا الصالحة يراها المؤمن او ترى له فان الرؤيا الصالحة من المبشرات ومن البشرى ان يقدر الله على العبد تقديرا يحبه او يكرهه ويجعل ذلك التقدير وسيلة الى صلاح دينه وسلامته من الشر وانواع الطاف الباري سبحانه وتعالى لا تعد ولا تحصى ولا تخطر بالبال ولا تدور في الخيال والله اعلم