بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه ومن تبعه باحسان الى يوم الدين. اما بعد قال الله تعالى اعوذ بالله من الشيطان الرجيم واذا كنت في فاقمت لهم الصلاة فلتقم طائفة منهم معك وليأخذوا اسلحتهم. فاذا سجدوا فليكونوا من ورائكم ولتأتي طائفة ما لم يصلوا فليصلوا معك. فليصلوا معك وليأخذوا حذرهم واسلحتهم الذين كفروا لو تغفلون عن اسلحتكم وامتعتكم فيميلون عليكم ميلة واحدة ولا جناه عليكم ان كان بكم اذى من مطر او كنتم مرضى ان تضعوا اسلحتكم وخذوا حذركم ان الله اعد للكافرين عذابا مهينا واذا كنت ايها الرسول في الجيش وقت قتال العدو. فاردت ان تصلي بهم فقسم الجيش جماعتين تقوم جماعة منهم تصلي معك وليأخذوا اسلحتهم معهم في صلاتهم ولتكن الجماعة الاخرى في حراستكم. فاذا صلت الجماعة الاولى ركعة مع الامام اتم لنفسها الصلاة فاذا صلوا فليكونوا من ورائكم تجاه العدو ولتأتي الجماعة التي كانت في الحراسة ولم يصلوا فليصلوا ركعة مع الامام. فاذا سلم الامام اتموا ما بقي من صلاتهم. وليأخذوا حذرهم من عدوهم وليحملوا اسلحتهم. فان الذين كفروا يتمنون ان تغفلوا عن اسلحتكم وامتعتكم اذا صليتم. فيحملون عليكم حملة واحدة ويأخذونكم في غفلتكم. ولا اثم عليكم ان اصابكم اذى بسبب المطر او كنتم مرضى ونحوه ان تضعوا اسلحتكم فلا تحملوها. واحترسوا من عدوكم بما تستطيعون ان الله هيأ للكافرين عذابا مذلا لهم. اذا ايها الاخوة ربنا جل جلاله يعلم المؤمنين صلاة الخوف وديننا قد علمنا كل شيء نحتاج اليه ولذا حفظ النفس واجب وحفظ الدين واجب وحفظ المال واجب وحفظ العقل واجب. فجاءت التشريعات حفظ الظروريات ولما ذكر ربنا صلاة الخوف قال بعدها فاذا قضيتم الصلاة فاذكروا الله قياما وقعودا وعلى جنوبكم فاذا اطمأننتم فاقيموا الصلاة. ان الصلاة كانت على المؤمنين كتابا موقوتا فاذا فرغتم ايها المؤمنون من الصلاة فاذكروا الله بالتسبيح والتحميد والتهليل في كل احوالكم قياما وقعودا وعلى جنوبكم فاذا زال عنكم الخوف وامنتم فادوا الصلاة تامة باركانها وواجباتها ومستحباتها على ما امرتم ان الصلاة كانت على المؤمنين فريضة محددة محددة بوقت ولا يجوز تأخيرها عنه الا لعذر هذا في حال الاقامة اما في حالة السفر فلكم الجمع والقصر وتأمل اخي الكريم كيف جاءت هذه الاية بعد الاية السابقة فاذا قضيتم الصلاة فاذكروا الله قياما وقعودا وعلى جنوبكم فينبغي على الانسان ان لا يغفل عن ذكر الله تعالى ثم قال لما ذكر الخوف قال فاذا اطمأننتم فاقيموا الصلاة ان الصلاة كانت على المؤمنين كتابا موقوتا فيؤدي الانسان بهذه الصلوات وقد جعل الله تعالى الصلوات ليليتان ونهاريتان ووسطى تقسمت على الاوقات لان في كل وقت تتجدد على العبد نعم الله صارت في هذه الاوقات حتى يخشع الانسان في الصلاة فاذا خشع في الصلاة خشع خارج الصلاة. فكانت اعمال الانسان سجلا للاعمال الصالحة ثم قال تعالى ولا تهنوا في ابتغاء القوم ان تكونوا تألمون فانهم يألمون كما تألمون وترجون من الله ما لا يرجون وكان الله عليما حكيما ولا تظعوا ايها المؤمنون ولا تظعفوا ايها المؤمنون ولا تكسلوا في طلب عدوكم من الكافرين فان كنتم تتوجعون لما يصيبكم من القتل والجراح فانهم كذلك يتوجعون كما تتوجعون ويصيبكم مثل ما يصيبكم ويصيبهم مثل ما يصيبكم فلا يكن صبرهم اعظم من صبركم فانكم ترجون من الله الثواب والنصر والتأييد ما لا يرجونه وكان الله عليما باحوال عباده حكيما في تدبيره وتشريعه ثم قال تعالى انا انزلنا اليك الكتاب بالحق لتحكم بين الناس انا انزلنا اليك الكتاب بالحق لتحكم بين الناس بما اراك الله ولا تكن للخائنين خصيما انا انزلنا اليك ايها الرسول القرآن مشتملا على الحق لتفصل بين الناس في كل شؤونهم بما علمك الله والهمك لا بهواك ورأيك ولا تكن للخائنين لانفسهم وامانتهم مدافعا ترد عنهم من طالبهم بالحق اذا الحكم بشرع الله هو المستوجب انا انزلنا اليك الكتاب الحق. فربنا قد انزل الكتاب وانزل السنة بالحق لندعو الخلق الى الحق بالحق وبين قال لتحكم بين الناس بما اراك الله. الحكم بين الناس بما شرعه الله تعالى. ثم قال ولا كل الخائنين خصيما اي لا تخاصم عن الخونة. وتدافع عنهم. انما واجبنا ان وبين حكم الله وشرع الله سبحانه وتعالى. من فوائد الايات مشروعية صلاة الخوف وبيان احكامها وصفتها الامر بالاخذ بالاسباب في كل الاحوال. وان المؤمن لا يعذر في تركها حتى لو كان في عبادة. مشروعية دوام ذكر الله تعالى على كل حال فهو حياة القلوب. وسبب طمأنينتها وسبب طمأنينتها. النهي عن الضعف والكسل في حال قتال العدو والامر صبري على قتاله. اللهم ارزق المسلمين اجمعين الصبر في طاعتك يا ارحم الراحمين. اللهم لنا وللمسلمين من امرنا رشدا. واهدنا يا ارحم الراحمين. واصلحنا هذا وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله وصحبه ومن تبعه باحسان الى يوم الدين السلام عليكم ورحمة الله وبركاته