اه رواه مسلم بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله وسلم على رسول الله وعلى اله واصحابه ومن اهتدى بهداه. اما بعد هذه الاحاديث وما جاء في معناها تدل على الفضل الكبير للفقراء من المسلمين وبفضل ضعفة المسلمين والفقراء والخاملين. قال الله تعالى واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه ولا تعد عيناك عنهم عن حالة ابن وهب رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول الا اخبركم باهل ان كل ضعيف متضعف لو اقسم على الله لابره. الا اخبركم باهل النار؟ كل عتو جواض مستكبر متفق عليه وعن ابي العباس سهل ابن سعد الساعدي رضي الله عنه قال مر رجل على النبي صلى الله عليه وسلم فقال لرجل جالس ما رأيك في هذا؟ فقال رجل من اشراف الناس هذا والله حري ان خطب ان ينكح وان شفع ان يشفع فسكت رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم مر رجل اخر فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم ما رأيك في هذا؟ فقال يا رسول الله هذا رجل من فقراء المسلمين. هذا حري ان خطب ان لا ينكح. وان شفع الا يشفع وان قال الا يسمع لقوله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا خير من ملء الارض مثل هذا متفق عليه. وعن ابي سعيد الخدري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال احتجت الجنة والنار فقالت النار في الجبارون والمتكبرون. وقالت الجنة في ضعفاء الناس ومساكنهم الله بينهما انك الجنة رحمتي ارحم بك من نشاء. وانك النار اعذابي. اعذب بك من اشاء اذا صبروا واحتسبوا وان لهم عند الله منزلة عظيمة واجرا كبيرا اذا صبروا على ما اصابوا من الفقر والحاجة واستقاموا على دين الله وانه خير من الاغنياء والاشراف الذين لم يقوموا من واجب فمقامهم ولهذا قال جل وعلا واصبر نفسك يعني يحبسها يدعوا ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه ولا تعدوا عيناك عن تريد زينة الحياة الدنيا ولا تظلم اغفلنا قلبه عن ذكرنا او اتبع هواه وكان امره فرطا وامره سبحانه امر نبيه ان يكون مع اصحاب الحاجة والمسكنة اهل الدين والاستقامة وان لا ترتفع عينه عنهم الى غيرهم ذوي الجاه والشرف ونحو ذلك والمقصود من هذا كله اذا استقاموا على دين الله فان الفقر والحاجة لا يظرهم الصبر والانبياء وعلى الفقر وصبر غيرهم من اهل الايمان والتقوى فما ضرهم ذلك اذا استقام العبد على دين الله فله على فخره وصبره الخير العظيم والاجر الكبير ولهذا يقول صلى الله عليه وسلم في بيان الجنة كل ضعيف وصائف لو اقسم على الله لابره واهل النار كل عتل جبار متكبر فاهل النار هم اهل الجفاء والغفلة والعسل والجواض الغليظ المتكبر والمتكبر معروف المقصود ان اهل النار هم اهل الجفاء والغفلة والاعراض والتكبر والمعصية واهل الجنة هم الاستقامة والطاعة لله وان كانوا فقراء. وكذلك احتجت الجنة والنار قال سيد النار فيه جبارون المتكبرون قال جل فيها ضعفاء للمسلمين مساكينهم فقضى الله بينهما قال في الجنة يراه مثل من اشاء وقال النار انت عذابي او اعدلكم العشاء ولكل واحد منهم ملؤها هذا يبين ان اهل الفقر والحاجة اقرب الى السلامة بخلاف المال والجاه فقد يغرهم مالهم تغرهم مناصبهم وشرفهم فيقعون فيما حرم الله الفقر والحاجة من اعظم الاسباب السعادة والتواضع فليصبر على ما اصابه ولا يجزع وليس معنى هذا انه يطلب الفقر لا معناه انه يصبر اذا اصيب ولكن يطلب الرزق يطلب الاعمال التي تعينها على طاعة الله وتغني عن عباد الله يطلب الرزق يتسبب ولكن لا يجزع اذا اصابه الفقر والحاجة ومن يتق الله يجعل له مخرجا ومن يتق الله يجعل له من اوله يسرا الصبر كله خير واصبروا ان الله مع الصابرين وهكذا يقول صلى الله عليه وسلم لما مر به بعض الاشراف وعنده بعض البشر قال ما تقول في هذا قال هذا حري هذا من اشراف الناس هذه ان خطب ان ينكح ان يزوج وحري ان شفع ان يشفع فسكت النبي صلى الله عليه وسلم ثم مرة اخر من فقراء المسلمين وقال ما رأيك في هذا قال هذا من فقراء المسلمين حري ان خطب الا يزوج وان شفع ان لا يشفع يعني فقره فقال النبي صلى الله عليه وسلم هذا خير من ملء الارض مثل من ذاك والاصل في هذا الاستقامة والتقوى فالفقر لا يضرهم ولا يعيبهم اذا استقاموا على دين الله وثبتوا على الحق فهم اهل من اهل الجنة ومن اهل السعادة ومنها الشرع عند الله وان فاته المال وان فاتهم الجاه وان فاتتهم الوظائف الكبيرة فالله يعوضه من هذا بالرظا والكرامة والجنة اما من رزق مع ذلك شرفا او مالا او وظائف واستقم على دين الله فله خير عظيم. اذا استقى فيها ربه واستقام على دين الله فلا تضره الاموال والوظائف اذا استقام على دين الله بل تنفعه قد يكون افضل من كثير من الفقراء اذا بذل ما اعطاه الله في وجوه الخير من المال والجاه ونحو ذلك ولهذا في الحديث الصحيح لما اشتكى فقراء المسلمين قال يا رسول الله ذهب اهل الدثور في الاجور يصلون كما نصلي ويصومك من اصوم ويتصدقون ولا يتصدق ويعتقون على العتيقين ما عندنا اموال فقال الا ادلكم على شيء تدركون به من سبقكم وتسبقه من بعدكم ولا يكون احدهم افضل منكم الا من صام قالوا بلى يا رسول الله قال سبحون وتحمدون وتكبرون. توبوا الى كل صلاة ثلاثا وثلاثين مرة ففعل الفقراء ثم جاءوا الى النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا يا رسول الله سمع اخواننا اهل الاموال ففعلوا مثلنا صاروا يسبحون يحمدون مثل ما قلت لنا قال النبي ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء يدل على ان الغني اذا رزقه الله العمل الصالح وساهم في الخيرات واتقى ربه له منزلة عليا وفضل كبير بما فعل من الخير في ماله وجاه قد يسبق الفقراء بدرجات كثيرة اذا اتقى ربه في المال وفي الجاه وفي الشرف ونفع المسلمين لكن الفقر مصيبة والحاجة مصيبة فالواجب على من اصيب بها ان يصبر وان يحتسب وان يستقيم على امر الله وله البشرى بما وعد الله به الفقراء الصابرين. وفق الله الجميع