عن ابن الهاد عن ابي بكر ابن محمد عن عبد الله ابن عمر ابن عثمان عن رافع بن خديج قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان ابراهيم حرم مكة وجاءت احاديث تدل على النهي وهذا النهي كان في مدة وزمن لاجل ان لا يختلط القرآن بالسنة ولاجل ان لا يقصروا عن كتاب الله تعالى بكتابة الحديث ثم اذن بالكتابة اذا فيه جواز نبات الاسود في الخطبة علما ان اللباس الابيض هو السنة وهو الافضل. وقد صح ان النبي صلى الله عليه وسلم قال خير ثيابكم البياض خير ثيابكم البياض ثلاثة ومعناه وكثه المباح ان ينفث ثلاثة ايام فقط وقد سبق شرح الحديث في المجلس السابق باب تحريم مكة وصيدها وخلاها وشجرها ونقطتها الا لمنشد على الدوام هذا الامر الحكم مستمر في هذا بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه ومن تبعه باحسان الى يوم الدين اما بعد قال مسلم علينا وعليه رحمة الله وحدثني حجاج بن الشاعر قال حدثنا الضحاك ابن مخلد قال اخبرنا ابن جريج بهذا الاسناد مثله اي بالمتن السابق وهو قول النبي صلى الله عليه وسلم مكث المهاجر بمكة بعد قضاء نسكه حدثنا اسحاق بن ابراهيم الحنظلي قال اخبرنا جرير عن منصور عن مجاهد عن طاووس عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الفتح فتح مكة لا هجرة ولكن جهاد ونية واذا استنثرتم فانثروا فقال يوم الفتح فتح مكة ان هذا البلد حرمه الله يوم خلق السماوات والارض فهو حرام بحرمة الله الى يوم القيامة وانه لم يحل القتال فيه لاحد قبلي ولن يحل لي الا ساعة من نهار وهو حرام لحرمة الله الى يوم القيامة لا يعبد شوكه ولا ينفر صيده ولا يلتقط لقطته الا من عرفها ولا يفتلى خلاها فقال العباس يا رسول الله الا الاذكار فانه ولبيوتهم فقال الا الادخرة وهذا الحديث حديث عظيم جدا وقوله صلى الله عليه وسلم لا هجرة ولكن جهاد ونية وقول ابن عباس قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الفتح ولا هجرته اي لا هجرة بعد ان اصبحت مكة دارا للاسلام فالهجرة من دار الحرب الى دار الاسلام باقية الى يوم القيامة وهذا الحديث معناه لا هجرة بعد فتح مكة لانها صارت دار اسلام وانما تكون الهجرة من دار الحرب وهذا يتضمن دلالة من دلائل النبوة بان مكة زادها الله تشريفا وتعظيما وتكريما تبقى دارا للاسلام لا يتصور منها الهجرة ولكن جهاد ونية معناه تبقى النية النية في الجهاد وان الانسان يستجيب اذا دعي دعاه السلطان الى الغزو في سبيل الله تعالى واما قوله صلى الله عليه وسلم ان هذا البلد حرمه الله يوم خلق السماوات والارض وقال بعد هذا ان ابراهيم حرم مكة فربنا جل جلاله قد جعل هذا البيت حرما امنا وحرمه بما ذكره النبي صلى الله عليه وسلم حينما قال فهو حرام بحرمة الله الى يوم القيامة وانه لن يحل القتال فيه لاحد قبلي وهذه الاحاديث تدل على تحريم القتال بمكة وان الله سبحانه وتعالى يدفع عن هذه البلاد البلاء فقوله صلى الله عليه وسلم لا يعضد شوكه ولا يختلى خلاها العضد هو القطع والخلاء هو الرطب من الكلأ فالكلى يطلق على العشب اليابس وغير اليابس فالخلا يطلق على الرطب من الكلى والخلا والعشب اسم للرطب منهم. والحشيش والهشيم اسم لليابس منهم والكذا كلمة الكلى تطلق على الرطب واليابس وقوله لا يعرض للشوكة في دراية لمن يقول بتحريم جميع نبات الحرم من الشجر والكلى سواء كان شوك مؤذي او غيرهم الا ان كثيرا من اهل العلم قالوا لا يحرم لا يحرم الشوك لانه مؤذن. فاشبه الفواتق نعم وقوله انه لم يحل القتال فيه لاحد قبلي ولن يحل لي الا ساعة النهار هذا من ادلة من قال بان فتح مكة كان فتح عنوة وهذا هو الصحيح فثمة جيوب قد قاومت النبي صلى الله عليه وسلم يسر الله كيد المقاومين وجعل الله النصر والعزة للاسلام والمسلمين وقوله ولا ينفر صيده هذا تصريح لتحريم التنفير والتنفير هو الازعاج والتنحية عن الموضع نعم وقوله لا يلتقط نقظته الا من اقرفها قال ولا تحل الا في الرواية الاخرى لا تحل الا لمنشد فالمنشد هو المعرف المنشد هو الذي يرفعها ليسأل عن صاحبها واما الابخ فهو نبت معروف طيب الرائحة وهذا يستخدم في القبور ويستخدم في البيوت ويستخدمه الحدادون ولما سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن استثنائه استثناه وهذا يحمل على انه اوحي اليه هذا الاستثناء وانه مخصص من العموم وحدثني محمد ابن رافع قال حدثنا يحيى ابن ادم قال حدثنا مفظل عن منصور في هذا الاسناد بمثله ولم يذكر يوم خلق السماوات والارض وقال بدل القتال القتلى. وقال لا يلتقط نقطته الا من عرفها حدثنا قتيبة بن سعيد قال حدثنا ليث عن سعيد ابن ابي سعيد عن ابي شريح العدوي انه قال انه قال لعمر ابن سعيد وهو يبعث البعوث الى مكة ائذن لي ايها الامير ائذن لي ايها الامير لكن الانسان لما يحاكي الامراء عليه ان يحاكي بحذر وتألف احدثك وهنا احدثك جاء مجزومة لانها جواب الطلب قولا قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم الغد من يوم فتحة الغداء من يوم الفتح سمعته اذناي ووعاه قلبي وهنا يؤكد له انه قد حمله حملا دقيقة فاراد في هذا المبالغة في حمله وحسن تأكيده وابصرته عيناي حين تكلم به انه حمد الله واثنى عليه ثم قال ان مكة حرمها الله ولم يحرمها الناس فلا يحل لامرئ يؤمن بالله واليوم الاخر ان يسفك بها دما ولا يعضد بها شجرة وهذا فيه ان هذا معناه ان تحريمها بوحي من الله تعالى لا انه امر اصطلح الناس على تحريمه بغير امر الله بل هو من امر الله تعالى انه حمد الله واثنى عليه ثم قال ان مكة حرمها الله ولم يحرمها الناس فلا يحل لامرء يؤمن بالله واليوم الاخر ان يسفك بها دما ولا يعضد بها شجرة نعم فان فان احد ترخص بقتال رسول الله صلى الله عليه وسلم فيها فقولوا له ان الله اذن لرسوله صلى الله عليه وسلم ولم يأذن لكم وانما اذن لي فيها ساعة من نهار وقد عادت حرمتها اليوم كحرمتها بالامس وليبلغ الشاهد الغائب فقيل لابي شريح ما قال لك عمرو؟ قال انا اعلم بذلك منك طبعا هكذا قال وهو ليس بصادق بهذا فالصحابة اعلم منه قال وانا اعلم بذلك منك يا ابا شريح ان الحرم لا يعيل عاصيا ولا فارا بدم ولا فارا بكربة طبعا هكذا قال ومعناه لا يعيل عاصيا اي لا يعصمه ولا فارا بخربة المقصود به سرقة الابل. والكربة تطلق على كل خيانة ومر معنا في مجالس صحيح البخاري ان المقصود بها البلية وذهب الخليل في كما في كتاب العين الى انها الخربة هي الفساد في الدين من الخارب وهو اللص زد في الارض وقيل ايضا العيب حدثنا حدثني زهير بن حرب هو عبيد الله ابن سعيد جميعا عن الوليد قال زهير حدثنا الوليد ابن مسلم قال حدثنا الاوزاعي قال حدثني يحيى ابن ابي كثير ان قال حدثني ابو سلمة هو ابنه عبد الرحمن قال حدثني ابو هريرة قال لما فتح الله عز وجل على رسوله صلى الله عليه وسلم مكة قام في الناس فحمد الله واثنى عليه ثم قال ان الله حبس عن مكة الفيل وسلط عليها رسوله والمؤمنين وانها لن تحل لاحد كان قبلي وانها احلت لي ساعة من نهار وانها لن تحل لاحد بعدي فلا ينفر صيدها ولا يختلى شوكها ولا تحل ساقطتها الا لمنشد ومن قتل له قتيل فهو بخير النظرين اما ان يهدى واما ان يقتل فقال العباس الا الاذخر يا رسول الله فانا نجعله في قبورنا وبيوتنا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم الا الاذخار فقام ابو شاة رجل من اهل اليمن فقال اكتبوا لي يا رسول الله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم اكتبوا لابي شاه وابو شهوة بها تكون في الوقف والدرج ولا يقال بالتاء. نعم وهذا الرجل لا يعرف باسمه انما يعرف بكنيته هذه وقوله صلى الله عليه وسلم اكتبوا لابي شاة تصريح بجواز كتابة العلم وهناك نصوص عديدة تدل على هذا منها حديث علي ابن ابي طالب الذي في الصحيحين لما قال وما في هذه الصحيفة وقرأ احاديث منها وكذلك حديث ابي هريرة عن عبد الله ابن عمرو ابن العاص انه كان يكتب قال الوليد فقلت للاوزاعي ما قوله اكتبوا لي يا رسول الله؟ قال هذه الخطبة التي سمعها من رسول الله صلى الله عليه وسلم الوليد بن مسلم تلميذ الاوزاعي يسأل الاوزاعيا ما الذي اراد ان يكتب فبين له انه اراد ان يكتب له هذه الخطبة فهي خطبة عظيمة وقد اعتنى بعض اهل العلم بالتصنيف في شرحها وجمع طرقها حدثني اسحاق ابن منصور قال حدثنا عبيد الله بن موسى عن شيبان عن يحيى قال اخبرني ابو سلمة انه سمع ابا هريرة يقول ان خزاعة قتلوا رجلا من بني ليث عانى فتح مكة بقتيل منهم فاخبر بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فركب راحلته فخطب فقال ان الله عز وجل حدث عن مكة الفيل وسلط عليها رسوله والمؤمنين الاوانها لم تحل لاحد قبلي ولم تحل لاحد بعدي الاوانها احلت لي ساعة من النهار الاوانها ساعتي هذه حرام لا يحبط شوكها ولا يعبد شجرها ولا يلتقط ساقطتها الا منشد ومن قتل له قتيل فهو بخير النظرين طبعا معناه ولي المقتول بالخيار ان شاء قتل القاتل وان شاء اخذ فدائه وهي الدية. نعم اما ان يعطى يعني الدية واما ان يقاد اهل القتيل قال فجاء رجل من اهل اليمن يقال له ابو شاه فقال اكتب لي يا رسول الله فقال اكتبوا لابي شاه فقال رجل من قريش الا الابخرة طبعا القائل ان الاخوة العباس عم النبي صلى الله عليه وسلم فانا نجعله في بيوتنا وقبورنا فهو يحتاج في البيوت ويحتاج في القبور يوضع فيه يسد الخلل الذي يكون بين اللبنات فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم الا الاذخرة باب النهي عن حمل السلاح بمكة من غير حاجة لانها دار امن وامان وحدثني سلمة بن شريف قال حدثنا ابن اعين قال حدثنا محفل عن ابي الزبير عن جابر قال سمعت النبي صلى الله عليه يقول لا يحل لاحدكم ان يحمل بمكة السلاح وهذا النهي على حرمة حمل السلاح ان لم يكن حاجة لحمله فان حيي بحمله فيرخص على قدر الحاجة بابه جواز دخول مكة بغير احرام فلا يشترط لدخول مكة ان يكون الانسان محرما. الا من اراد الحج او العمرة وحدثنا عبد الله بن مسلمة القعنبي ويحيى ابن يحيى وقتيبة ابن سعيد اما القعنبي فقال قرأت على ما لك ابن انس واما قتيبة فقال حدثنا مالك وقال يحيى واللفظ لا. قلت لمالك احدثك ابن شهاب عن انس ابن مالك ان النبي صلى الله عليه وسلم دخل مكة عام الفتح وعلى رأسه مغفر فلما نزعه جاءه رجل فقال ابن خطل متعلق باستار الكعبة فقال اقتلوه فقال مالك نعم فيما يتعلق بالقراءة على الشيخ وقال العلماء انما قتله اي قتل ابن خطل لانه كان قد ارتد عن الاسلام وقد قتل مسلما كان يخدمه وقد كان يهجأ النبي صلى الله عليه وسلم يسبه وكانت له جاريتان تغنيان بهجاء النبي صلى الله عليه وسلم وبهجاء المسلمين كما يصنع كثير من اصحاب الاعلام الذين نصروا انفسهم لمحاربة دين الله تعالى ارضاء لشيطان الغرب نعم وهذا طبعا لا يتنافى مع قوله صلى الله عليه وسلم من دخل المسجد فهو امن بان هذا لم يراد تأمينه وهو قد كان مهدور الدم ولانه ممن لم يفي الشر بل قاتل بعد ذلك حدثنا يحيى ابن يحيى التميمي وقتيبة ابن سعيد الثقفي قال يحيى اخبرنا وقال قتيبة حدثنا معاوية بن عمار الدهني عن ابي الزبير عن جابر ابن عبد الله الانصاري ان رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل مكة وقال قتيبة دخل يوم فتح مكة وعليه عمامة سوداء بغير احرام في رواية قتيبة قال حدثنا ابو الزبير عن جابر. نعم حدثنا علي ابن حكيم الاودي قال اخبرنا شريك عن عمار الدهني عن ابي الزبير عن جابر بن عبدالله ان النبي صلى الله عليه وسلم دخل يوم فتح مكة وعليه عمامة سوداء وهذا فيه دليل على جواز اللباس الابيظ لكن شريطة ان لا يتخذ شعارا كان اتخذه اجدادنا ابن عباس. لا يجوز ان اتخذ شعارا ولا يجوز ان يتخذ شعارا للحزن كما تفعله الفرق المبتدعة وحدثنا يحيى ابن يحيى واسحاق ابن ابراهيم قال اخبرنا وكيع عن مساور الوراق عن جعفر بن عمرو بن حريف عن ابيهم ان رسول الله صلى الله عليه وسلم خطب الناس فعليه عمامة سوداء فالابيض افضل وفيه جواز لبس الاسود وانه ليس محرما وحدثنا ابو بكر ابن ابي شيبة والحسن الحلواني قال حدثنا ابو اسامة عن مساور الوراق قال حدثني في رواية حلواني قال سمعت جعفر بن عمرو بن حريث عن ابيه قال كاني انظر الى رسول الله صلى الله عليه وسلم على المنبر وعليه عمامة سوداء قد ارخى طرفيها بين كتفيه ولم يقل ابو بكر على المنبر. نعم باب فضل المدينة ودعاء النبي صلى الله عليه وسلم فيها بالبركة وبيان تحريرها وتحريم صيدها وشجرها وبيان حدود حرمها طبعا لما ذكرت مكة ذكرت المدينة. اللهم ارزقنا زيارة مكة والمدينة يا ارحم الراحمين حدثنا قتيبة بن سعيد قال حدثنا عبد العزيز يعني ابن محمد الدراوردي عن عمرو ابن يحيى المازني عن عباد ابن تميم عن عمه عبد الله ابن زيد ابن عاصم ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ان ابراهيم حرم مكة ودعا لاهلها واني حرمت المدينة كما حرم ابراهيم مكة. واني دعوت في طاعها ومدها بمثلي ما دعا به ابراهيم لاهل مكة نعم وحدثنا ابو كامل قال حدثنا عبد العزيز يعني ابن المختار حاء وحدثنا ابو بكر ابن ابي شيبة قال حدثنا خالد ابن مخلد قال حدثني سليمان ابن بلال حام وحدثناه اسحاق بن إبراهيم قال اخبرنا المخزومي قال حدثنا اهيب كلهم عن عمرو ابن يحيى بهذا الاسناد. اما حديث فكرواية الدراوردي بمثلي ما دعا به ابراهيم. واما سليمان ابن بلال وعبدالعزيز ابن المختار ففي روايتهما مثلما دعا به ابراهيم وحدثنا قتيبة بن سعيد قال حدثنا بكر يعني ابن مظر واني احرم ما بين لابتيها يريد المدينة واللابتان هما الحرتان واحدتهما لا بأس واللام هي الارض الملبسة حجارة سوداء وللمدينة النبوية لابتان شرقية وغربية ومدينة النبي صلى الله عليه وسلم بين تلكم اللابتين نعم يريد المدينة واني احرم ما بين لابتيها يريد المدينة وحدثنا عبد الله ابن مسلمة ابن قعنب قال حدثنا سليمان ابن بلال عن عتبة ابن مسلم عن نافع ابن جبير ان مروان ابن الحكم خطب الناس فذكر مكة واهلها وحرمتها ولم يذكر المدينة واهلها وحرمتها فناداه رافع بن خليج فقال مالي اسمعك ذكرت مكة واهلها وحرمتها ولم تذكر المدينة واهلها وحرمتها وقد حرم رسول الله صلى الله عليه وسلم ما بين لابتيها وذلك عندنا في اديم خولاني ان شئت اقرأتك قال فسكت مروان ثم قال قد سمعت بعض ذلك وحدثنا ابو بكر ابن ابي شيبة وعمرو الناقد كلاهما عن ابي احمد قال ابو بكر حدثنا محمد ابن عبد الله الاثدي قال حدثنا سفيان عن ابي الزبير عن جابر قال قال النبي صلى الله عليه وسلم ان ابراهيم حرم مكة واني حرمت المدينة ما بين لابتيها. لا يقطع رضاها ولا يصاد صيدها وهذا صريح في الدلالة على تحريم صيد المدينة وعلى تحريم قطع شجرها والعظارة كل شجر فيه شوك واحدتها عظاها وعظيها وحدثنا ابو بكر ابن ابي شيبة قال حدثنا عبد الله بن نمير حاء وحدثنا ابن نمير قال حدثنا ابي قال حدثنا عثمان ابن حكيم قال حدثني عامر بن سعد عن ابيه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اني احرم ما بين لابتي المدينة ان يقطع اباها او يقتل صيدها وقال المدينة خير لهم لو كانوا يعلمون لا يدعها احد رغبة عنها الا ابدل الله فيها من هو خير منه الا ابدل الله فيها من هو خير منه ولا يثبت احد على لأوائها وجهدها الا كنت له شفيعا او شهيدا يوم القيامة طبعا الاواء الشدة والجوع واما الجهد فهو المشق والجهد هو الطاقة نعم وقوله الا كنت له شفيعا او شهيدا هذا يدل على فضل تلك البقعة الكريمة وحدثناه ابن ابي عمر قال حدثنا مروان ابن معاوية قال حدثنا عثمان ابن حكيم الانصاري قال اخبرني عامر بن سعد بن ابي وقاص عن ابيه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ثم ذكر مثل حديث ابن نمير وزاد في الحديث ولا يريد احد اهل المدينة بسوء الا اذابه الله في النار ذوب الرصاص او ذوب الملح في الماء نعم نسأل الله ان يذيب اعداء المؤمنين وان يجعل النصر والتمكين لامة الاسلام اللهم امين وحدثنا اسحاق بن ابراهيم وعبد ابن حميد جميعا عن العقدي قال عبد اخبرنا عبد الملك بن عمرو قال حدثنا عبد الله ابن جعفر عن اسماعيل ابن محمد عن عامر ابن سعد ان سعد ركب الى قصره بالعقيق فوجد عبدا يقطع شجرا او يخبطه فسلبه فلما رجع سعد جاءه اهل العبد فكلموه ان يرد على غلامهم او عليهم ما اخذ من غلامهم فقال معاذ الله ان ارد شيئا مثلنيه رسول الله صلى الله عليه وسلم وابى ان يرد عليهم وهذا الحديث صريح في الدلالة على قول من قال بتحريم صيد المدينة وشجرها وشجرها والنصوص قد جاءت في هذا وفيه دلالة ان من صاد في حرم المدينة او قطع من شجرها اخذ سلبه مما قطع او فعل لانه قد اعتدى في هذا. نعم وحدثنا يحيى بن ايوب وقتيبة بن سعيد وابن حجر جميعا عن إسماعيل قال ابن أيوب حدثنا إسماعيل ابن جعفر قال اخبرني عمرو بن ابي عمرو مولى المطلب بن عبد الله بن حنطب انه سمع انس بن مالك يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لابي طلحة التمس لي غلاما من غلمانكم يخدمني فخرج بابو طلحة يردفني وراءه فكنت اخدم رسول الله صلى الله عليه وسلم كلما نزل وقال في الحديث ثم اقبلت حتى اذا بدأ له احد قال هذا جبل يحبنا ونحبه وهذا عن الحقيقة فقد جعل الله تعالى فيه تمييزا يحب به المؤمنين وربنا قال وان وان منها لما يهبط من خشية الله وكذلك الجذع قد حن للنبي صلى الله عليه وسلم وهو جذع يابس وكذلك الحصى سبح بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم وكذلك الحجر الذي فر بثوب موسى وكذلك قوله صلى الله عليه وسلم اني لاعرف حجرا بمكة كان يسلم علي وكذلك الشجرتين اللتين دعاهما النبي صلى الله عليه وسلم فاجتمعتا وكذلك لما رجف حراء فقال اسكن حراء فليس عليك الا نبي او صديق او شهيد وكذلك الذراع ربنا جل جلاله قد امر الذراع ان يكلم النبي صلى الله عليه وسلم وربنا يقول وان من شيء الا يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم ولذلك معنى هذه الاية ان كل شيء يسبح حقيقة بحسب حاله. ولكن نحن لا نفقه لسانهم وهذه لها ادلة في البراد هنا يحبنا ونحبها المحبة الحقيقية وهذا فيه ملمح عظيم على عدم اليأس. لانها معركة قد حصلت فيها جراح حتى لا نبغض هذا المكان ولا نتشاءم منه وربنا جل جلاله خيرته لنا خير من خيرتنا لانفسنا هذا جبل يحبنا ونحبه فلما اشرف على المدينة اي اقبل وصار قريب وصارت ترى قال اللهم اني احرم ما بين جبليها مثلما حرم ابراهيم عليه الصلاة يا سلام في مكة اللهم بارك لهم في مدهم وصاعهم اللهم بارك لنا ولهم يا رب اللهم بارك لامة محمد اجمعين. اللهم ارفع الجوع والمرض اللهم ارفع الحصار عن عبادك المؤمنين يا ارحم الراحمين وحدثناه سعيد بن منصور وقتيبة ابن سعيد قال حدثنا يعقوب وهو ابن عبدالرحمن القاري عن عمرو ابن ابي عمر عن انس ابن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم بمثله غير انه قال اني احرم ما بين لابتيها وحدثنا حامد بن عمر قال حدثنا عبد الواحد قال حدثنا عاصم قال قلت لانس ابن مالك احرم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة؟ قال نعم ما بين كذا الى كذا فمن احدث فيها حدثا قال ثم قال لي هذه شديدة من احدث فيها حدثا فعليه لعنة الله والملائكة والناس اجمعين ومعنى من احدث فيها اي من اتى فيها اثما او اوى من اتاه وضمه اليه وحماه هذا معناه عياذا بالله تعالى فنسأل الله ان يحفظ تلكم البلاد من كل شر وان يجعلها خيرا معطاء للاسلام اجمع في بقاع الارض اجمع وقوله عليه لعنة الله هذا وعيد شديد لمن ارتكبه واستدلوا بهذا على ان ذلك من الكبائر لان اللعنة لا تكون الا في كبيرة ومعناه ان الله تعالى يلعنه وكذا يلعنه الملائكة والناس اجمعون وهذه مبالغة في ابعاده عن رحمة الله تعالى لان اصل اللعن في اللغة هو الطرد والابعاد ويأتي اللعن ايضا بمعنى العذاب الذي يستحقه على ذنبه. والطرد عن الجنة ايضا بسبب هذا الفعل قال لا يقبل الله منها يوم القيامة صرفا ولا عدل اي لا يقبل الله تعالى منه فريضة ولا نافلة قال قال ابن انس او اوى محدثا او اوى محدثا اي ظم محدثا عنده حدثني زهير ابن حرب قال حدثنا يزيد ابن هارون قال اخبرنا عاصم الاحول قال سألت انسا احرم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة؟ قال نعم هي حرام لا يختلى خلاها فمن فعل ذلك فعليه لعنة الله والملائكة والناس اجمعين وحدثنا قتيبة بن سعيد عن ما لك بن انس فيما قرأ عليه عن اسحاق ابن عبد الله ابن ابي طلحة عن انس ابن مالك ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال اللهم بارك لهم في مكيالهم وبارك لهم في طاعهم وبارك لهم في مدهم فالبركة معناها الزيادة والنمو وثبات هذا الخير وعدم مثل هذه والبركة دينية ودنيوية فنسأل الله ان يبارك لنا ولكم وان يبارك لامة الاسلام اجمعين هذا وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله وصحبه ومن تبعه باحسان الى يوم الدين والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته