المكتبة السمعية للعلامة المفسر الشيخ عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله. يسر فريق مشروع كبار العلماء ان يقدم لكم قراءة تفسير السعدي. بسم الله الرحمن الرحيم هذه السورة اول السور القرآنية نزولا على رسول الله صلى الله عليه وسلم. فانها نزلت عليه في مبادئ النبوة. اذ كان لا يدري ما الكتاب ولا الايمان. فجاءه جبريل عليه الصلاة والسلام بالرسالة. وامره ان يقرأ فامتنع وقال ما انا بقارئ فلم يزل به حتى قرأ فانزل الله عليه باسم ربك الذي خلق عموم الخلق ثم خص الانسان وذكر ابتداء خلقه من علق. خلق الانسان من علق. فالذي خلق الانسان واعتنى بتدبيره لابد ان يدبره بالامر والنهي. وذلك بارسال الرسول اليهم. وانزال كتب عليهم. ولهذا بعد الامر بالقراءة خلقه للانسان ثم قال وربك الاكرم اي كثير الصفات واسعها. كثير الكرم والاحسان. واسع الجود الذي من كرمه ان علم بالعلم فانه تعالى اخرجه من بطن امه لا يعلم شيئا. وجعل له السمع والبصر والفؤاد ويسر له اسباب العلم. فعلمه القرآن وعلمه الحكمة وعلمه بالقلم. الذي به تحفظ العلوم الحقوق وتكون رسلا للناس تنوب مناب خطابهم. فلله الحمد والمنة الذي انعم على عباده بهذه النعم. التي لا يقدر لها على جزاء ولا شكور. ثم من عليهم بالغنى وسعة الرزق ولكن الانسان لجهله وظلمه اذا رأى نفسه غنيا طغى وبغى وتجبر وعن الهدى ونسي ان الى ربه الرجعى. ولم يخف الجزاء. بل ربما وصلت به الحال انه يترك الهدى بنفسه. ويدعو غيره الى تركه فينهى عن الصلاة التي هي افضل اعمال الايمان. يقول الله لهذا المتمرد العاتي ارأيت ايها الناهي للعبد اذا صلى؟ ان كان العبد المصلي على الهدى العلم بالحق والعمل به او امر غيره بالتقوى. فهل يحسن ان ينهى من هذا وصفه؟ اليس نهيه من اعظم المحادة لله والمحاربة للحرب فان النهي لا يتوجه الا لمن هو في نفسه على غير الهدى. او كان يأمر غيره بخلاف التقوى ارأيت ان كذب الناهي بالحق وتولى عن الامر؟ اما يخاف الله ويخشى عقابه الم يعلم بان الله يرى ما يعمل ويفعل ثم توعده ان استمر على حاله فقال كلا لان لم ينتهي عما يقول ويفعل. اي لنأخذ بناصيته اخذا عنيفا وهي حقيقة بذلك فانها خاطئة اي كاذبة في قوله فيها خاطئة في فعلها. فليدعو هذا الذي حق عليه العقاب نادية اي اهل مجلسه واصحابه ومن حوله ليعينوه على ما نزل به. اي خزنة جهنم لاخذه عقوبته فلينظر اي الفريقين اقوى واقدر. فهذه حالة الناهي وما توعد به من العقوبة. واما حالة المنهي فامره الله ان لا ان يصغي الى هذا الناهي ولا ينقاد لنهيه؟ فقال كلا لا تطعه فانه لا يأمر الا بما فيه خسارة الدارين. واسجد لربك واقترب منه في السجود وغيره من انواع الطاعات والقربات. فانها كلها اه تدني من رضاه وتقرب منه. وهذا عام لكل ناه عن الخير ومنهي عنه. وان كانت نازلة في شأن ابي جهل حين نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الصلاة وعبث به واذاه