وعن اسامة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال قمت على باب الجنة فاذا عامة من دخلها المساكين واصحاب الجد محبوسون. غير ان اصحاب النار قد امر بهم الى النار. وقمت على باب النار فاذا عامة من دخلها النساء. متفق عليه وعن ابي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لم يتكلم في المهد الا ثلاثة. عيسى ابن مريم وصاحب جريج وكان جريج رجلا عابدا فاتخذ صومعة فكان فيها فاتتهم امه وهو يصلي فقال يا جريج فقال يا ربي امي وصلاتي فاقبل على صلاته فانصرفت فلما كان من الغدية وهو يصلي فقالت يا جريج فقال اي ربي امي وصلاتي فاقبل على صلاته فلما كان من الغد اتوب وهو يصلي فقال يا جريج فقال لي ربي امي وصلاتي فاقبل على صلاته فقالت اللهم لا تمته حتى ينظر الى وجوه المومسات فتذاكر بنو اسرائيل جريدا وعبادته وكانت امرأة بغي يتمثل بحسنها. فقالت ان شئتم لافتننه فتعرضت له فلم يلتفت اليها فاتت راعيا كان يأبي الى صومعته. فامكنت من نفسها فوقع عليها فحملته فلما ولدت قالت هو من جريج فاتوه فاستنزلوه وهدموا صومعته وجعلوا يضربونه فقال ما شأنكم قالوا زنيت بهذه البغي. فولدت منك. قال اين الصبي؟ فجاؤوا به فقال دعوني حتى اصليه فصلى فلما انصرف اتى الصبي فطعن في بطنه وقال يا غلام من ابوك؟ قال فلان راعيه فاقبلوا على يريد ان يقبلونه ويتمسحون به وقالوا نبني لك صومعتك من ذهب؟ قال لا اعيدوها من طين كما كانت ففعلوا وبين صبي يضع منامه. فمر رجل راكب على دابة فارهة وشارة حسنة فقالت امه اللهم اجعل ابني مثل هذا فترك الثدي واقبل اليه فنظر اليه فقال اللهم لا تجعلني مثله ثم اقبل على ثديه فجعل يرتدعه فكأن ينظر الى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يحكي ارتضاعه باصبعه بالسبابة في فيه فجعل يمصها قال ومروا بجارية وهم يضربونها ويقولون زنيت سرقته وهي تكون حسبي الله ونعم الوكيل. فقالت امه اللهم لا تجعل ابني مثلها. فترك الرضاعة ونظر اليها فقال قال اللهم اجعلني مثلها فهنالك تراجع عن حديث فقالت مر رجل حسن الهية فقلت اللهم اجعل ابني مثله فقلت اللهم لا تجعلني مثله ومروا بهذه الامة وهم يضربونها يقولون زنيت سرقت فقلت اللهم لا تجعل ابني مثلها فقلت اللهم اجعلني مثلها. قال ان ذلك لكان جبارا فقلت اللهم لا تجعلني مثله. وان هذه يقولون لا زنيت ولم تزني وسرقوا وسرقته ولم تسرق فقلت اللهم اجعلني مثلها. متفق عليه. الحمد لله وصلى الله وسلم على رسول الله. وعلى اله واصحابه ومن اهتدى اما بعد هذان الحديث ان الاحاديث السابقة في بيان فضل الضعفاء والمساكين اذا صبروا واحتسبوا فالفقر حاجة من المصائب فاذا صبر عليها المؤمن واحتسب فله اجر عظيم وله امر كبير مع المصيبة والصبر والاحتساب ولهذا قال صلى الله عليه وسلم انه وقف على باب الجنة ترى عامة اهلها الفقراء واصحاب الجد يعني اصحاب الغنى محبوسون لما عليه من الحساب في اموالهم تأخروا لغير ان اهل النار قد امروا بقبر به من النار فدل على ان الفقراء اسبقوا الى الجنة لقلة حسابهم وقلة مبيعاتهم اما اصحاب الجد وهم الغنى فهم يتأخرون لما يترتب على غناهم واموالهم من الحساب ونظرا في شؤونهم فلهذا يتأخرون عن دخول الجنة وان كانوا من اهل الجنة. والمقصود من هذا بيان فضل الفقر لمن صبر واحتسب ونحن ينبغي الا الا يتأثر والا يحزن من قلة المال اذا صبر واحتسب فالله يبتلي عباده بالسراء والظراء بالغنى والفقر فمن شكر عند الغنى وصبر عند البلاء فهو على خير عظيم ومن خيرة عباد الله الصالحين وهكذا قص جريج وما اصابه فان جريج كان عابدا لبني اسرائيل ابتلاه الله بامه فجاءته تدعوه وهو يصلي ثلاثة ايام كل مرة يقول امي وصلاتي وده يجيب امه وده يكمل صلاته من شدة حرصها على الصلاة استمر في صلاته وغلط في هذا من جهة امه فلما مضى ثلاثة ايام وكل مرة يرد عليها يقول امي وصلاتي ولا يجيبها دعت عليه قالت اللهم لا تمته حتى ينظر في وجوههم من ساته زانياته فاجاب الله دعوتها مبتلاه كانت امرأة البغي في بني اسرائيل جريج وعبادته فقالت ان شئتم فتنتوا وكانت امرأة جميلة بغي فجاءت الى صومعته فلم تقدر على فتنته تمكنت راعيا وكان هناك راعي يأوي الى الصوم الى جدار الصومعة فمكنته من نفسها حتى حملت منه فلما ولدت قالوا من اين هذا الولد قالت من جريش كذبت عليه واجنة من جريج العابد فجاءوا جاء المسؤولون على غير بصيرة وهدم صومعته محل عبادته وضربوه على غير بصيرة صدقوها هذا من جهلهم وغلطهم فان المدعي لا يتصدق الا بالبينة قالوا لما ضربوه ما شأنكم قالوا زادت به مولانا وهذا الولد منك قال هات الولد فجاءوا به وطأ عليه مد باصبعه قال يا فلان من ابوك فانطقه الله قال ابوي فلان الرعيت براءة لهذا العابد واية من ايات الله فلما نطأ الصبي الصعيد قال ابو الراعي تأسفوا على ما فعلوا وطلبوا منه ان يعفو عنهم وان يبنوا له صوماتة من ذهب فقال لا اعيدوها من طين يكفي اعيدوها من طين ما انطق الله هذا الصبي الصغير لبراءة هذا العابد كما انطق عيسى ابن مريم لبراءة امه وبيان انه عبد الله ورسوله الثالث صاحب المرأة الا كان معها طفل صغير ترضعه تمر عليها بشخص له شعرة حسنة على دابة الله وقالت اللهم اجعلهم ابني مثل هذا فاطلق الثدي ونظر اليه فقال اللهم لا تجعل لمثله ثم مر بامرأة جالسة تظرب ويقال زنيتي سرقتي وهي تقول حسبي الله ونعم الوكيل قالت اللهم لا تعلمني مثلها فاطلق الثدي ونظر اليها وقال اللهم اجعلني مثلها ثم عند هذا تجاذب الحديث امه قال قلت مر علينا بالرجل كذا وكذا فقلت كذا وقلت انت كذا وقرآن بالجارية فقلت كذا وقلت انت كذا انطقه الله والله اعلمه سبحانه وتعالى. الاول جبار ظالم وهذه امرأة ضعيفة فسألت الله ان يجعلني مظلوم لا ظالم لا جبار متكبر نسأله ان يكون فقيرا مظلوما لا ظالما. لان المظلوم ينصر وله العاقبة الحميدة والظالم والجبار عاقبته وخيمة هؤلاء الثلاثة انطقهم الله في المهد عيسى وصاحب جرير وصاحب وهذه من اياته على كل شيء قدير سبحانه وتعالى هو الذي يقول للشيء مو فيكون الذي انطق عيسى وانطق صاحب جريج وانطق صاحب المروة هو الذي ينطقهم يوم القيامة وينطق جلودهم وايديهم وارجلهم تشهدوا باعمالهم وهو على كل شيء قدير سبحانه وتعالى فالواجب على المؤمن الحذر من طاعة الهوى والشيطان والحاضر والواجب عليه ان يطيع الله ويستقيم على دينه وان اصابه فقر وان اصابته حاجة يجزع فقد يكون الفقر خيرا له ابتلا وامتحان والفقر ابتلاء وامتحان. فمن ابتلي بالغنى فليشكر الله ومن ابتلي بالفقر فليصبر وليحتسب