اخونا يذكر قضية ويقول في الحي الذي اسكنه ارى بعض الغلمان لا تتجاوز اعمارهم الثانية عشرة بقليل وهم يضعون في الافهم آآ شيئا يستنشقونه واذا بهم كالسكارى. كيف ننصح مثل هؤلاء وبما تنصحون الاباء لو تكرمتم. لا شك ان هذا من بلايا هذا ومصائبه وتكاثر اسباب افساد العقول لان زمننا هذا زمن تكاثرت فيه اسباب الشر وتوفرت للناس مطالب ارتكاب الفواحش وارتكاب المحرمات وصار الشر تتقاذفه امواج الاثير وامواج البحر على بلاد العالم. وبالدرجة الاولى بلاد الاسلام لان اهل الكفر يودون ان يفسد المسلمون فلا تقوم لهم قائمة. ودوا لو تكفرون كما كفروا. مم فالواجب على الاباء وقد قال سيد الخلق محمد صلى الله عليه وسلم كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته. فالواجب على الاباء والامهات ان يراقبوا اولادهم. وان يتفقدوهم وان يفتشوا جيوبهم. وخزائنهم من حقائب مستقرة ومنقولة ينظر ماذا استودعوه فيها من شر والشر هو الغالب. مم. يعاملونهم بما يمنعهم. ولا مانع من القسوة التي لا تضر قديما قال القائل يصف من يقسو رحمة بمن تحت يده. نعم. فقسى ليزدجروا. مم. ومن يكح حازما فليقسو احيانا على من يرحمني. لان من ظواهر الرحمة ودواعيها ان يشق الجرح المستعصي الذي لا يبرأ الا بشقه. نعم. وان تألم المريض. احسنت. ومن دواعي الرحمة والاصلاح قطع اليد المتآخلة. وان تألم مقطوع اليد خشية ان تسري البلية الى الجسد كله واعظم اسباب التآكل المضر ان تستري الاكلات للاخلاق والعقول لانه اذا فسد القلب فسدت الامور كلها وفساد القلب اما باختلال العقل والتفكير بسبب امثال هذه المستنشقات والمشروبات والمنظوغات من انواع المشروبات والمخدرات. واما ان يفسد القلب بكثرة ما يخشاه من دواء الفتنة وارتكاب الفواحش والاختلاط بقرناء السوء. ولذلك فالوالد والوالدة كل منهم مسؤول عن هذه الناشئة المحتاجة الى من عاهة ويزجرها ويرغبها ويرهبها لتندفع وان يتفقدوا بالتعاون مع رجال السلطة المعنيين في مكافحة مثل هذه الامور. عن من يروج هذه المستنشقات والمشروبات والموضوعات. فيدل رجال السلطة عليها لان التعاون على البر والتقوى واجب من واجبات المسلم. مم. وقد امر الله وعلا به والتعاون على الاثم والعدوان معصية من اعظم اسباب من اعظم المعاصي وقد نهى الله جل وعلا عن ذلك. فالواجب على الاباء ان يتفقدوا اولادهم دائما وابدا. والا يهملوهم خشية ان ينفلتوا من ايديهم. ثم يندمون ولا مندم والله اعلم