ولله ما في السماوات وما في الارض وكفى بالله وكيلا. ولله وحده ملك ما في السماوات وما في الارض المستحق ان يطاع وكفى بالله متوليا تدبير كل شئون خلقه. تكرر امر السماوات والارض بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه ومن تبعه باحسان الى يوم الدين اما بعد قال الله تعالى اعوذ بالله من الشيطان الرجيم. وان امرأة خافت من بعدها نشوزا او اعراضا فلا جناح عليهما ان يصلحا ما بينهما صلحا والصلح خير واحضرت الانفس الشح وان تحسنوا وتتلقوا فان الله كان بما تعملون خبيرا وان خافت امرأة من زوجها ترفعا عنها وعدم رغبة فيها فلا اثم عليهما ان يتصالحا بان تتنازل عن بعض الحقوق الواجبة لها كحق النفقة والمبيت والصلح هنا خير لهما من الطلاق وقد جبلت وقد جبلت النفوس على الحرص والبخل فلا ترغب في التنازل عما لها من حق فينبغي للزوجين علاج هذا الخلق بتربية النفس على التسامح والاحسان وان تحسنوا في كل شؤونكم وتتقوا الله بامتثال اوامره واجتناب نواهيه فان الله كان بما تعملون خبيرا ولا يخفى عليه شيء وسيجازيكم به اذا في هذه الاية الكريمة بيان حقائق تحصل في البيوت الزوجية الزوج قد لا يرغب بزوجته ثم يفكر ان يطلقها فهي تختار ان تتنازل له عن شيء من النفقة او من المبيت لاجل ان تبقى زوجة بدلا من الطلاق فاذا فعلت هذا وتنازل خير له. ربنا قال والصلح خير ان الصلح والتنازل في هذه الحالة خير من الطلاق ولكن على الازواج ان لا يقصروا في حق الزوجات وان يعدلوا وان يكون الزوج هو الاكرم من هو الذي يعطي من حقه ويعطي زيادة لا انه يقصر في حق المرأة ثم قال تعالى واحضرت الانفس الشح يعني النفوس جبلت على الحرص وجبلت على البخل وهذه العقبة وربنا قال فلا اقتحم العقبة فينبغي على الانسان ان يدفع عقبة نفسه ثم رغب ربنا بالاحسان قال وان تحسنوا وتتقوا فان الله كان بما تعملون خبيرا. الانسان عليه بالاحسان وسعادة المرأة بالاخلاص لله والاحسان لعبيد الله. فالسعيد من احسن في عبادة ربه واحسن لعباد الله تعالى ولما ذكر ربنا هذا قال ولن تستطيعوا ان تعدلوا بين النساء ولو حرصتم فلا تميلوا كل الميل فتذروها كالمعلقة وان تصلحوا وتتقوا فان الله كان غفورا رحيما ولن تستطيعوا ايها الازواج ان تعدلوا العدل التام مع الزوجات في الميل القلبي ولو حرصتم على ذلك بسبب امور ربما تكون خارجة عن ارادتكم ثلاثة يميلوا كل الميل عن التي تحبونها فتتركوها متل المعلقة لا هي ذات زوج يقوم بحقها ولا غير ذات زوج فتتظلع للزواج وان تصلحوا ما بينكم بان تحملوا انفسكم على ما لا تهواه من القيام بحق الزوجة. وتتقوا الله فيها فان الله طه كان غفورا رحيما اذا لما تقرأ في الايات وتبين حال الانسان يأتي الامر بالاصلاح ويأتي الامر بالاحسان ويأتي الامر بالتقوى. ثم قال وان تصلحوا وتتقوا فان الله كان غفورا رحيما ثم قال تعالى وان يتفرقا يغني الله كلا من سعته وكان الله واسعا حكيما وان تفرق الزوجان بطلاق او خلق اغنى الله كلا منهما من فضله الواسع الرجل بزوجة خير له منها. ويغني المرأة بزوج خير له منها. وكان الله واسع الفضل والرحمة. حكيما في تدبيره وتقديره اذا الرزق ورزق الله والعباد عباد الله وعلى الانسان ان يتوكل على الله في جميع اموره ولله ما في السماوات وما في الارض ولقد وصينا الذين اوتوا الكتاب من قبلكم واياكم ان اتقوا الله وان تكفروا فان لله ما في السماوات وما في الارض وكان الله غنيا حميدا. ولله وحده ملك ما في السماوات وما في الارض وملك ما بينهما ولقد عهدنا الى اهل الكتاب من اليهود والنصارى وعاهدنا اليكم بامتثال اوامر الله واجتناب نواهيه وان تكفروا بهذا العهد فلن تضروا الا انفسكم فالله غني عن طاعتكم فله ملك ما في السماوات وما في الارض وهو الغني عن جميع خلقه المحمود على جميع صفاته وافعاله لان الله سبحانه وتعالى متكفل بهما وبما فيهما فانت لما يمر بك شيء توكل على الحي الذي لا يموت الذي بيده مقاليد كل شيء ان يشأ يذهبكم ايها الناس ويأتي باخرين وكان الله على ذلك قديرا ان يشأ يهلككم ايها الناس ويأتي باخرين غيركم يطيعون الله ولا يعصونه. وكان الله على ذلك قديرا. طبعا هذا تهديد شديد جدا للانسان يتلبس بمعصية في غاية الشدة فاحذر ان الله يأخذك على غرة من كان يريد ثواب الدنيا فعند الله ثواب الدنيا والاخرة وكان الله سميعا بصيرا من كان منكم ايها الناس يريد بعمله ثواب الدنيا فقط فليعلم ان عند الله ثواب الدنيا والاخرة فليطلب ثوابهما منه وكان الله سميعا لاقوالكم بصيرا بافعالكم وسيجازيكم اذا انت اذا كنت تريد الدنيا فامر الدنيا بيد الله واذا كنت تريد الاخرة فالامر الاخر بيد الله فلا محيد لك الا بالرجوع الى الله والتوبة الى الله والانابة اليه وان تطلب ما عند الله بطاعته لان ما عند الله لا ينال بمعصيته من فوائد الايات استحباب المصالحة بين الزوجين عند المنازعة وتغليب المصلحة بالتنازل عن بعض الحقوق ادامة لعقد الزوجية اذا الشرع جاء لبقاء الزواج ولذلك فان الزواج بنية الطلاق لا يجوز. الزواج بنية الطلاق لا يجوز والانسان عليه ان يصلح اذا كان مفتيا او مستشارا اوليا عليه ان يسعى الى الاصلاح ما وجد لذلك سبيلا اوجب الله تعالى العدل بين الزوجات خاصة في الامور المادية التي هي في مقدور الازواج وتسامح الشرع حين يتعذر العدل في الامور المعنوية كالحب والميل القلبي. يعني ربنا يحاسب الانسان بما يستطيع ولا يحاسب ربنا الانسان بما لا يستطيع فلا تكليف الا بمقدور لا حرج على الزوجين في الفراق اذا تعذرت العشرة بينهما اذا الطلاق لما نأخذ بالضوابط الشرعية التي وضعت بالموعظة الحسنة والهجر في الفراش والظرب ثم الحكمين ثم الطلاق السني ثم الطلاق الرجعي فاذا لم ينفع هذا الامر اصبح الطلاق لا بد منه لاجل ان يأخذ كل انسان طريقه في الحياة الوصية الجامعة للخلق جميعا اولهم واخرهم هي الامر بتقوى الله تعالى بامتثال الاوامر واجتناب النواة. اذا وصية الله لعباده جميعا التقوى وهي فعل الاوامر وترك النواهي والصبر على المقدورات التي يقدرها الله تعالى على عباده اللهم ارحمنا وارحم امة الاسلام اللهم اشف كل مريض اللهم عاف كل مبتلى يا ارحم الراحمين هذا وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله وصحبه ومن تبعه باحسان الى يوم الدين. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته