بسم الله الرحمن الرحيم. المكتبة الصوتية لمعالي الشيخ الدكتور صالح بن فوزان الفوزان شرح كتاب الملخص الفقهي من الفقه الاسلامي للدكتور صالح بن فوزان فوزان الدرس التاسع هو التسعون بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وعلى اله وصحبه ومن اهتدى بهداه وتمسك بسنته ايها المستمعون الكرام السلام عليكم ورحمة الله وبركاته اتحدث اليكم في هذه الحلقة عن عناية الاسلام باموال القصار من اليتامى والمجانين والسفهاء لما كان هؤلاء لا يستطيعون حفظ اموالهم وتصريفها بما ينميها لهم اقام الله عليهم اولياء ينوبون عنهم في ذلك وينظرون في مصالحهم واعطى هؤلاء الاولياء توجيهات يسيرون عليها حال ولايتهم على هؤلاء الظعاف فنهى سبحانه الاولياء عن اعطاء القصار اموالهم وتمكينهم منها لان لا يفسدوها او يضيعوها قال الله تعالى ولا تؤتوا السفهاء اموالكم التي جعل الله لكم قياما قال الحافظ ابن كثير رحمه الله ينهى الله سبحانه وتعالى عن تمكين السفهاء من التصرف في الاموال التي جعلها الله للناس قياما اي تقوم بها معايشهم من التجارات وغيرها قال ومن ها هنا يؤخذ الحجر على السفهاء انتهى كلامه وكما نهى الله سبحانه عن تمكين هؤلاء القصار من اموالهم وجعلها تحت ولاية اهل النظر والاصلاح فانه سبحانه وتعالى يحذر هؤلاء الاولياء من التصرف فيها الا بما يصلحها وينميها فيقول سبحانه وتعالى ولا تقربوا مال اليتيم الا بالتي هي احسن حتى يبلغ اشده اي لا تتصرفوا في مال اليتيم الا بما فيه غبطة ومصلحة لليتيم عن ابن عباس رضي الله عنهما قال لما انزل الله تعالى قوله ولا تقربوا مال اليتيم الا بالتي هي احسن وقوله تعالى ان الذين يأكلون اموال اليتامى ظلما انما يأكلون في بطونهم نارا انطلق من كان عنده يتيم فعزل طعامه عن طعامه وشرابه عن شرابه فجعل يفضل الشيء فيحبس له حتى يأكله او يفسد فاشتد ذلك عليهم فذكروا ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فانزل الله تعالى ويسألونك عن اليتامى قل اصلاح لهم خير وان تخالطوهم فاخوانكم. قال فخلطوا طعامهم بطعامهم وشرابهم بشرابهم ومن هنا تدرك مدى اهتمام الصحابة رضي الله عنهم وتورعهم عن اموال اليتامى ومن الاحسان في اموال اليتامى اشغالها في الاتجار طلبا للربح والنمو فلوليه ان يتجر به هو وله ان يدفعه لمن يتجر به مضاربة لان عائشة رضي الله عنها ابدعت مال اخيها محمد ابن ابي بكر رضي الله عنه وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه اتجروا باموال اليتامى كي لا تأكلها الصدقة كما ان ولي اليتيم ينفق عليه من ماله بالمعروف ولا يقتر عليه قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله ويستحب اكرام اليتيم وادخال السرور عليه ودفع الاهانة عنه. فجبر قلبه من اعظم مصالحه. انتهى ولولي اليتيم شراء الاضحية له من ما له اذا كان اليتيم موسرا لانه يوم فرح وسرور ولوليه ايضا تعليمه بالاجرة ولوليه ايضا تعليم اليتيم بالاجرة من ماله لان ذلك من مصالحه واذا كان ولي اليتيم فقيرا فله ان يأكل من مال اليتيم قدر اجرته لقاء ما يقدمه من خدمة لماله قال الله تعالى ومن كان فقيرا فليأكل بالمعروف. اي ومن كان محتاجا الى النفقة وهو يحفظ مال اليتيم ويتعاهده فليأكل منه بالمعروف قال الامام ابن كثير نزلت في والي اليتيم الذي يقوم عليه ويصلحه اذا كان محتاجا ان يأكل منه عن عائشة قالت انزلت هذه الاية في والي اليتيم ومن كان غنيا فليستعفف ومن كان فقيرا فليأكل بالمعروف اي بقدر قيامه عليه قال الفقهاء رحمهم الله لولي اليتيم ان يأكل اقل الامرين اجرة مثله او قدر حاجته وروي ان رجلا جاء الى النبي صلى الله عليه وسلم فقال ان عندي يتيما عنده مال وليس لي مال اكل منه قال كل بالمعروف غير مسرف اما ما زاد عن هذا الحد الذي رخص الله فيه فلا يجوز اكله من مال اليتيم لا يجوز لولي اليتيم ان يتوسع في الاكل منه قد توعد الله عليه باشد الوعيد قال تعالى ولا تأكلوها اسرافا وبدارا ان يكبروا قال تعالى ولا تأكلوا اموالهم الى اموالكم انه كان حوبا كبيرا اي ان اكلكم اموالهم مع اموالكم اثم عظيم وخطأ كبير فاجتنبوه قال تعالى ان الذين يأكلون اموال اليتامى ظلما انما يأكلون في بطونهم نارا وسيصلون سعيرا قال الامام ابن كثير رحمه الله اي اذا اكلوا اموال اليتامى بلا سبب فانما ياكلون نارا تتأجج في بطونهم يوم القيامة وفي الصحيحين عن ابي هريرة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال اجتنبوا السبع الموبقات. قيل يا رسول الله وما هن؟ قال الشرك بالله والسحر وقتل النفس التي حرم الله الا بالحق واكل الربا واكل مال اليتيم والتولي يوم الزحف وقذف المحصنات الغافلات المؤمنات ثم انه سبحانه امر بدفع اموال اليتامى اليهم عندما يزول عنهم اليتم ويتأهلون للتصرف فيها على السداد موفرة كاملة قال تعالى واتوا اليتامى اموالهم. وقال تعالى فاذا بلغوا النكاح فان انستم منهم رشدا فادفعوا اليهم اموالهم قال تعالى فاذا دفعتم اليهم اموالهم فاشهدوا عليهم وكفى بالله حسيبا اي وكفى بالله محاسبا وشاهدا ورقيبا على الاولياء في حال نظرهم للايتام وحال تسليمهم لاموالهم هل هي كاملة موفرة او منقوصة مبخوسة ايها المستمعون الكرام من هذا كله ندرك مدى اهتمام الاسلام بشأن القصار وهذا جانب من جوانب كمال الاسلام واشتماله على مصالح البشر وصلاحيته لكل زمان ومكان ورعايته للضعفة والمحتاجين كما ندرك ايضا ما يجب على الاقوياء نحو الضعفاء وما يجب على ذوي القرابة لقراباتهم كما ندرك ما هو اهم كما ندرك ما هو اهم من ذلك وهو مراقبة الله سبحانه وتعالى وخشيته في كل حال وانه تعالى مطلع على تصرفات الامناء والاولياء نحو من تحت ايديهم هذا والى الحلقة القادمة باذن الله تعالى نستودعكم الله. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. والحمد لله رب العالمين صلى الله وسلم على نبينا محمد واله وصحبه اجمعين