الجراح فكان تنزل القرآن عليه يثقل بدنه ونفسه ويجعله يتألم. وكان شديدا عليه كما تعلمون. انا سنلقي عليك قولا ثقيلا. فثقله ليس ثقلا ماديا كالاحجار او ما يشبهها وانما هو ثقل ثقل الروح روح القرآن التي تتنزل على النفس فتقوم بإشعال لهيب الإيمان فيها وبايقاد روح الايمان بالقلب بايقاد فتيل الايمان بزيت القلب. فهذا القرآن الكريم هكذا يصنع بصاحب اعني النبي عليه الصلاة والسلام. وهذا طبعا لا لا ان كان للتأسي فيه بي. ما يمكنش انا ولا انت يتنزل عليه القرآن بهالطريقة ولكن هو بالامر الثاني يعني ذكرت ان معاناة النبي عليه الصلاة والسلام ومكابدته للقرآن على النوع الأول ذكرته وهو التلقي الوحي. والنوع الثاني والذي فيه التأسي وبه يقع. والذي كان يقع لأصحاب رسول الله عليه الصلاة والسلام اجمعين ووقع لخلص علماء هذه الامة وصالحيها وربانييها عبر التاريخ والى قيام الساعة. وهو التخلق باخلاقه في القرآن هذا الحديث الذي نذكره كثيرا في صحيح مسلم وهو حديث عائشة رضي الله عنها حينما سئلت عن خلقه قالت كان خلقه القرآن اما الخلق الخلق لك ان تعبر عنها بانها الطبائع طبيعة ديال الانسان خلقه ولكن مع الاسف هاد العبارة هادي ساء اعمالها لدى الناس كثيرا ومن بينهم المثقفون. وبعض اهل العلم مع الأسف. لأنه كثير من الناس صاروا يعتبرون الخلق شيئا زائدا او شيئا يعني تكميليا او تحسينيا كلا والف كلا بل الخلق مرتبط بالخلقة الخاء واللام اولقاف ثلاثة دالحروف ثلاثة احرف خاء لام قاف تدل على هيئة الانسان وصورته اما الصورة البدنية الجسمانية الصورة النفسانية. فان قصدت الصورة البدنية قيل لها خلقة او خلقة. وان قصدت السورة النفسانية قيل لها خلق يفرقوا غير بشكل وخا بين اكسر وضم. فسورة البدن وسيماؤه خلقة. وسورة النفس خلقها. اذكر هذا الكلام لان هذا الربط مهم جذور الكلمات على المستوى اللغوي في القرآن مهم جدا وقد قام به السابقون بدءا بالإمام الطبري نفسه في كتابه العظيم الجامع يعني بيان القرآن الكريم. لان فهم الخلق يتم بفهم الخلقة. من يستطيع ان يغير خلقته؟ الهيئة ديالو والصورة ديالو واللون ديالو والملامح ديال وجهو لا احد يستطيع لا ان كان لتغيير لا لون الانسان ولا طوله ولا قصره ولا ملامح وجهه يعني السيماء سماء الوجه كيف عيناه كيف اذنه كيف انفه كيف فمه الى اخره هذا لا يمكن تغييره تغييرا جذريا يستحي لانه صفات قائمة بالذات. وكذلك الخلق. لا اقول انه يستحيل تغييره لا ولكن صعب جدا تغييره. ولا يمكن ان يغيره على الحقيقة الا الا القرآن الكريم. لان الخلق هي سمات النفس كيما انه الخلقة هي الصورة والهيئة التي عليها البدن والوجوه فكذلك الخلق صورة النفس وصورة النفس من بمكان ان يغير الانسان هيئتها واستمائها. فلا يغير النفس على الحقيقة الا الذي خلقها ولذلك من رحمة رب العالمين بالناس ان انزل لهم هذا القرآن لأنه الآلة الوحيدة الجراحية لتغيير ملامح النفس وسيماءها من الفساد الى الصلاح ومن الاعوجاج الى الاستقامة لي عندو شي طبيعة صعيب تخلص منها راه بالدارجة كنقولو الجبل يتغيرو الطبايع ميتغيرو وهذا كلام صحيح فإذا السبيل الوحيد لتغيير الطبائع السيئة والأخلاق سيئة عمليات جراحية كما يعبرون اليوم تجميلية لكن للنفس لا للوجه العمليات الجراحية مؤلمة باش تبدل من طبيعة لطبيعة يصعب وتعاني وتتألم ان تخرج من عادتك الى ما ليس بعادتك محنة واي محنة شيبتني هود واخواتها ان يرتقي الانسان الى مقام القرآن الكريم. الذي هو مقام الكمال في الخلق والتعبد دونه عمر الانسان ميمكنش هادشي يوقع فربعة وعشرين ساعة. لا يمكن. وهذا هو السر في نزول القرآن الكريم على مدى ثلاث وعشرين سنة رحمة للناس. لا يستطيعوا تغيير ما بأنفسهم شيئا فشيئا. تنزل آيات قلائل ليخضعوا الجراحية فيألمون ويكابدون ويعانون ويحتاجون الى فترة لاستجماع العزيمة واستجماع القوة ليستطيعوا تلقي ايات اخرى فإن جاءتهم الآيات قبل الأوان لم يستطيعوا. وتلوها كما يتلوها الناس في هذا الزمان. لا تؤثر ولا هم يتأثرون. ولكن لا تأتي الا في ابانها وقالوا لولا نزل عليه القرآن جملة واحدة. كذلك لنثبت به فؤادك. كيتبنى التثبيت بناء كيبنيه بالتوبة بالتوبة. ورتلناه ترتيلا. لنثبت به فؤادك ورتلناه الترتيل هنا كما هو عند المفسرين يعني الترتيب الترتيب والتنظيم والتأليف يعني وحدة مبنية على وحدة اية مبنية على كالبناء المرصوص وكذلك القرآن فعلا. ورتلناه ترتيلا. الترتيل هنا ماشي بالمعنى الاصطلاحي الاخر الذي يعني التجويد. هداك موجود وهو المقصود في قوله تعالى ورتل القرآن ترتيلا في سورة المزمل لكن في هذه التي في سورة الفرقان احسن فهي تتعلق ببناء النفس وتثبيت الفؤاد بناء عمران الروح. الروح عمران بناية. تحتاج الى بناء. والقرآن الفارقناه لتقرأه على الناس على مكث يعني على فترة طويلة من الزمن ونزلناه تنزيلا. ولذلك علماء القرآن يقولون التنزيل هو غير اذا الانزال هو ما حصل بانزال القرآن من السماء السابعة الى السماء الدنيا جملة واحدة والتنزيل هو تنزيل على فترات اي منجم من السماء الدنيا الى الأرض من بيت العزة في السماء الدنيا الى الأرض على حسب حاجات الناس لبناء عمران الروح ولاجراء عمليات جراحية على الانفس. وبناء الصالح بعد ازالة الطالح. القرآن ثقيل ذلك من اخذه بحقه فانه لا يمكن ابدا الا ان يستغرق عمره كله. اللي بغا ياخد القرآن على حقه اطرق غادي يحتاج لعمرو كامل داكشي لي كتب لو ربي تعالى يعيشه سيحتاجه كاملا كاملا ولذلك لم يزل القرآن الكريم ينزل على رسول الله عليه الصلاة والسلام من يوم مبعثه الى ان توفي. عليه الصلاة والسلام وقبضه الله اليه. وبنى هذا الكتاب يعني القرآن الكريم بنى انفس الصحابة على المدة التي تعلمون. ثلاثا وعشرين سنة. هكذا نحن في حاجة الى اخذ هذا فحينما تتلقى الاية اي اية خذ ما شئت فانك لن تعرف سره ولن تذوق طعمها الا بعد ان تشتغل الاية في داخلك وتقوم ازالة ما في النفس من امراض وتغرس البركة والنور. لاحظوا سبحان الله العظيم يعني بعد كل اية ابتلاء في القرآن يرد التكليف الشرعي القوي المتين الثقيل. كما في هذه الاية التي نحن بصدد تدارسها. ام حسبتم ان تدخلوا ولما يأتكم مثل الذين خلوا من قبلكم مستهم البأساء والضراء وزلزلوا حتى يقول الرسول والذين امنوا معه متى نصر الله الا ان نصر الله قريب جاء قوله تعالى يسألونك ماذا ينفقون. وجاء بعدها قوله تعالى كتب عليكم قتال وهو كره لكم. يسألونك ماذا ينفقون قل ما انفقتم من خير فللوالدين والاقربين واليتامى والمساكين وابن السبيل. وما تنفق من خير فان الله به عليم. كتب عليكم القتال وهو كره لكم. وعسى ان تكرهوا شيئا وهو خير لكم. وعسى ان تحبوا وهو شر لكم. والله يعلم وانتم لا تعلمون. وانتم لا تعلمون. لا تعلمون حقيقة هذا القرآن طبيعة هذا القرآن ووظيفة هذا القرآن على التمام والكمال. وانه لا يمكنك التحقق باية الا بعد التحقق بشرطها وما من اية في كتاب الله الا ولها شرط هو الدخول في ابتلائها. والخضوع لعملياتها