ثم اعلم ايضا ان الداعي الى الله والامر بالمعروف والنهي عن المنكر له اداب لابد ان يتحلى بها. فمنها اولا الاخلاص لله عز وجل في دعوته وفي انكاره بان يقصد نصر دين الله واعلاء كلمته الانتقام لنفسه او من شخص معين ومنها ايضا ان يصبر على ما يناله من الاذى لان كل من سلك طريق الرسل سبيلهم لابد ان ينالهم شيء من الاذى. القول او الفعل. قال الله عز وجل مسليا رسوله محمدا صلى الله عليه وسلم ولقد كذبت رسل من قبلك فصبروا على ما كذبوا واوذوا حتى اتاهم نصرنا. ولا مبدل لكلمات الله ولقد جاءك من نبأ المرسلين. ثالثا ان يكون ثابتا في دعوته. لا تزعزعه العواصف والقواصف وما يذكر له من انتقادات او كلام او ما اشبه ذلك. وذلك لانه يربح احدى الحسنيين بيان الحق وثواب الاخرة ومن اداب الامر بالمعروف والنهي عن المنكر ان يكون قدوة صالحة في نفسه وفي من ولاه الله عز وجل عليه. فاذا امر بمعروف كان اول الفاعلين. واذا نهى عن منكر كان اول التاركين له. ومنها ايضا ان يكون وقورا في في هيئته وفي لباسه وفي كلامه وفي منطقه بان هذا ادعى الى قبول دعوته. ومنها ايضا ان يكون لديه امل كبير في نجاح دعوته وفي نجاح امره. لان الامل سبب في المضي. والاستمرار فيما هو بصدده من الخير واليأس سبب للفشل. ولهذا قال الله تعالى مخاطبا رسوله صلى الله عليه وسلم وفاتحا له باب الامل فذكر ان نفعت الذكرى