قال رحمه الله وقال له صلى الله عليه وسلم ولاتباعه رضوان الله عليهم ام حسبتم ان تدخلوا الجنة ولما يأتيكم مثل الذين خلوا من قبلكم مستهم البأساء والضراء وزلزلوا حتى يقول الرسول والذين امنوا معه متى نصر الله؟ الا ان نصر الله قريب وقال يا ايها الذين امنوا اذكروا نعمة الله عليكم اذ جاءتكم جنود فارسلنا عليهم ريحا وجنودا لم تروها وكان الله بما تعملون بصيرا. اذ جاءوكم من فوقكم ومن اسفل منكم. واذ زاغت الابصار وبلغت القلوب الحناجر تظنون بالله الظنونا. هنالك ابتلي المؤمنون وزلزلوا زلزالا شديدا واذ يقول المنافقون والذين في قلوبهم مرض ما وعد الله رسوله الا غرورا وقال تعالى ذكره احسب الناس ان يتركوا ان يقولوا امنا وهم لا يفتنون. ولقد فتنا الذين من قبلهم فليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين. استشهد المصنف رحمه الله بثلاثة ايات ليدلل على ان النبي صلى الله عليه وسلم واتباعه مبتلون في هذه الدنيا الاية الاولى اية سورة البقرة ام حسبتم الخطاب له ولاتباعه صلى الله عليه وسلم ورضي الله عنهم ام حسبتم من تدخلوا الجنة ولما يأتيكم مثل الذين خلوا من قبلكم المثل هنا المقصود به اي ما حصل في الامم السابقة ثم فسر ذلك بقوله مستم البأساء والضراء وزلزلوا مستهم البأساء البأساء جمع البأس بأس وبأساء والمقصود بالبأس البلاء الشديد واعظمه الحرب واعظمه الحرب يدخل في البأساء الطرد ويدخل في البأساء الحجر ويدخل في البأساء الضرب والمطالبة ونحو ذلك قال والظراء الظراء هنا اه وصف جمعي لظر للظر ظر وظراء او ضر وضراء والمقصود انواع البلايا التي تكون على الانسان من مرظ ونحوه قال وزلزلوا حتى يقول الرسول والذين امنوا معه متى نصر الله؟ الرسول ما هو النبي فقط الرسول يقول والذين معه متى نصر الله وهنا استخدم متى بمعنى الاستفهام آآ ليس لاستبعاد وانما الطلبي اي الا ينزل علينا نصر الله معناها ان الله يبتليهم ابتلاء شديدا يجعلهم يضطرون للالحاح في الدعاء وطلب الفرج متى يا رسول الله يا ربي متى نصرك نحن في ظيق ونحو ذلك قال الا ان نصر الله قريب الاية الاخرى التي استشهد بها اية الاحزاب او ايات الاحزاب وفيها بيان ابتلاء الله عز وجل للنبي صلى الله عليه وسلم ومن معه من المؤمنين في الاحزاب وفيها صورة عملية لاية البقرة حتى قال عز وجل هنالك ابتلي المؤمنون وزلزلوا زلزالا شديدا تفسير لاية البقرة في اية البقرة اخبرهم ان الانبياء والرسل السابقين ابتلوا وزلزلوا في اية الاحزاب اوقع عليهم البلاء وزلزل اوقع عليهم البلاء وزلزل ثم استشهد رحمه الله باية العنكبوت وهذا اورده المصنف رحمه الله للدلالة على تعميم البلاء فالبلاء عام للخلق كلهم ممن يدعي الايمان ممن يدعي الايمان. قد يقول قائل طيب ومدعو وغير مدعي الايمان غير مدعي الايمان لا يبتلى بما يبتلى به المؤمن غير مدعي الايمان لا يبتلى بما يبتلى به المؤمن ذلك لان الدار ليس دار ليس دار معاقبة الكافرين وانما دار عمل. واما بالنسبة للمؤمنين فالله يبتليهم حتى يقدموا عليه وليس عليهم ذنب فذكر الله في اية العنكبوت عموم بلائه على عبادي المؤمنين. فقال حسب الناس الالف واللام في كلمة الناس للعهد والمقصود به الناس المؤمنون بدليل ما بعده احسب الناس ان يتركوا ان يقولوا امنا وهم لا يفتنون اذا ما من مؤمن الا ويفتن هذا عم بنص الاية كل انسان قال انا مؤمن سيفتن يفتن من اهله من عمله من اصحابه من جيرانه ولقد فتنا الذين من قبلهم وهذا تهوين وتسلية ها للمبتلى فليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمن الله يعلم قبل وقوع الامر فلماذا قال فليعلمن الله. قال العلماء الله يعلم الاشياء قبل وقوعها ولكن علمه للشيء بعد الوقوع لان لاجل العقوبة او لاجل الثواب اذا فليعلمن الله الذين صدقوا علم علما واقعا فيجازيه وليعلمن الكاذبين علما واقعا فيعاقبهم الله ما يؤاخذ العباد على علمه فقط انما يؤاخذه يؤاخذهم على اعمالهم التي اوقعوها وفق علمه نعم