في تاريخ الرقة قال عمرو بن ميمون قال لي ابي ميمون ابن مهران يا بني اسلك بنا الى الحسن اللي هو الحسن البصري فقال عمرو فاخذت الشيخ اقوده الى بيت الحسن لما راحوا وصلوا بيت الحسن طرقوا الباب خرجت الجارية قالت من قال ميمون ابن مهران فقالت له الجارية يا شقي ما ابقاك الى هذا الزمان السوء؟ انت لسة عايش وطبعا ميمون ابن مهران ده كان كاتبا لعمر بن عبدالعزيز وهو امام ثقة واحد رواة الحديث قالت يا شقي ما ابقاك الى هذا الزمن السوء؟ قال فبكى ميمون وعلى نحيبه فلما سمع الحسن هذا البكاء خرج فاذا ميمون فاعتنقه وصاحبه الى داخل الدار قال ميمون للحسن البصري يا ابا سعيد اني انست في قلبي غلظة فاستلم لي يعني شعرت بغلظة في قلبي فقل لي شيئا يلين هذا القلب والحسن البصري ده كان موهوبا كان بعض العلماء يقول يشبه كلامه كلام الانبياء وفعلا لما تتدبر يعني من كلام الحسد ترى على كلامه من البهاء ما يسطع قلبك يعني شف من كلامه الجميل يقول العصاة هانوا عليه فعصوه ولو عزوا عليه لعصمهم يعني ان الله عز وجل لما هان هؤلاء عليه حجب عنهم التوفيق ووكلهم الى انفسهم ادي معنى الكلام هانوا عليه فحجب التوفيق عنهم ووكلهم الى انفسهم ولو عزوا عليه وكان لهم قيمة عند الله عز وجل لعصمه وقال ايضا في العصاة انهم وان طقطقت بهم البغال وهملجت بهم البراذين فان ذل المعصية لا يفارق وجوههم ابى الله الا ان يذل من عصاه لا يغرنك المواكب امام موكبه قدامه ورا وعاليمين وعلى الشمال والكلام ده لا يغرنك هذا ابدا انهم يشعرون بوحشة بينهم وبين انفسهم بسبب المعصية يبص على وشه كأن على وشه قتيل تقول اعوز بالله فلا تغتر بالابهة ولا بالمواكب ولا بالكلام ده. لا انهم وان طقطقت بهم البغال. انت عارف البغل لما بيعمل له حدوة من تحت كده طول ما هو ماشي عمال طق طق طق بطق بالارض يعني. وهملجت بهم البرازين الهملجة نوع من حركة الخيول. حركة الحركة اللي فيها كبر بتاعة الخيول دي فان ذل المعصية لا يفارق وجوههم ابى الله الا ان يزل من عصاه. لهم كلام جميل. الحسن البصري فميمون ابن مهران رايح عشان يسمع كلمتين زي دول شعر بقسوة في قلبه فرايح بيقول له اني انست في قلبي غلظة فاستلم لي قل لي شيئا يلينه. افأصوم له يا ابا سعيد يعني انا لو صمت ممكن قلبي يلين؟ فقال الحسن بسم الله الرحمن الرحيم افرأيت ان متعناهم سنين ثم جاءهم ما كانوا يوعدون ما اغنى عنهم ما كانوا يمتعون تلات ايات من اواخر سورة الشعراء ميمون لما سمع الايات دي اغشي عليه اغمي عليه. لما سمع الايات دي حتى جعل الحسن يتفقد رجله امات ام لا جعل يتفقد رجله مثلما تتفقد رجل الشاة المذبوحة يرفع رجله كده ويسيبها تضرب على الارض فبعد مدة افاق ميمون فجاءت الجارية وقالت اخرجا فانكما ازعجتما الشيخ سائر اليوم. عكرتم عليه النهار كله ف عمرو اخد اخز اباه وطلعوا من بيت الحسن فعمري يقول لابيه قال يا ابتي اهذا هو الحسد قال نعم يا بني. قال ظننته اكبر من ذلك. انا كنت فاكر بقى الحسن هيمسك بقى يقول لنا خطبة عصماء. يقول لنا كلام الكلام الجميل بتاعه اللي يهز القلب ده هو ايه اللي عمله؟ يا دوب تلات ايات من القرآن. عمالين نقراها ليل نهار كأنما اراد ان ايه؟ ان يقول لم يقل الحسن شيئا قال عمرو فضربني ابي في صدري وقال يا بني لقد تلا عليك ايات لو تدبرتها بقلبك الفيت لها قلوما فيه القلوب جمع كلب وهو الجرح هذه ايات لا تغادر سمعك الا وتجرح قلبك افرأيت ان متعناهم سنين ثم جاءهم ما كانوا يوعدون اي بالموت. ما اغنى عنهم ما كانوا يمتعون لا اغنى عنه المال ولا اغنى عنه الجاه. سبحان الله كان اذا اشار الى انسان اقتلوه لا يرد له قول كان اذا مضى في طريق يحرم على الناس ان يمشوا من هذا الطريق وحوله الناس يهرعون امامه وخلفه. وعن يمينه وعن شماله. كان اسمه باعثا على الرعب مجرد اسمه ما يذكر قلبك يقع اين هو الان؟ هو ده معنى الكلام. معنى الايات افرأيت ان متعناهم سنين والسنين دي يعني لو عاش ملء المرء منا ملكا متوجا لم يمرض قط لم يشعر ببؤس قط. لم يتأزم نفسيا قط. ما امر بامر الا كان تحت قدميه. عوقب عليه الخناصر هيعيش كم سنة مائة عام متين سنة تلتميت سنة وبعدين اين القبور من عهد عاد فعشان كده مهما عاش انما هي سنوات قليلة كل حي سيموت ليس في الدنيا ثبوت حركات سوف تفنى ثم يتلوها خفوت وكلام ليس يحلو بعده الا السكوت ايها السابر قل لي اين ذاك الجبروت كنت مطبوعا على النطق فما هذا الصمود ليت شعري ما اراه اهمود ام قنوت؟ اين املاك لهم في كل افق ملكوت؟ زالت تيجان عنهم وخلت تلك التخوت. اصبحت اوطانهم من بعدهم وهي خبوت. لا سميع يفقه قول ولا حي يصوت. عمرت منهم قبور وخلت منهم بيوت. لم تزد عنهم نحوس الدهر حانت بخوت لم تزد عنهم نحوس الدهر اذ حانت بخوت. انما الدنيا خيال باطل سوف يفوز ليس للانسان فيها غير تقوى الله قوت