وكأني بكم قد اشكل عليكم ما اشكل على اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم. وجواب هذا الاشكال الذي في اذهانكم ستجدون جوابه في المسألة الثالثة الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ وليد بن راشد السعيدان حفظه الله يقدم المسألة الثانية لقد اجمع اهل السنة والجماعة على مقتضى ما قاله الامام الطحاوي في هذه القطعة وان هذا الامر وهو قضاء من سيكون في الجنة ومن سيكون في النار كله من القضاء الذي قد تم وفرغ منه وجفت منه الاقلام وطويت منه الصحف. وانتهى الله عز وجل منه هذا كله باجماع العلماء رحمهم الله تعالى فجميع من سيدخل الجنة قد علم اسمه واسم ابيه واسم قبيلته وكل من يدخل النار قد علم اسمه واسم ابيه واسم قبيلته فلا يزاد في عدد اهل الجنة على ما قضى الله عز وجل من عدد اهلها ولا ولا ينقص فيهم منهم احد ولا يزاد في عدد اهل النار ولا ينقص منهم احد. وهذا الاجماع مستند الى جمل من النصوص في السنة كثيرة فمن ذلك ما روى الامام البخاري رحمه الله تعالى من حديث عمران ابن حصين رضي الله عنهما. قال قال جاء رجل الى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله فيما فقال فقال يا رسول الله ارأيت ما يعمل الناس اليوم اشيء فرغ منه ام فيما يستقبلونه مما جاء به نبيهم وقامت به الحجة عليهم. قال بل شيء قضي عليهم وفرغ منه واقرأوا ان شئتم فاما من اعطى واتقوا قال وصدق بالحسنى فسنيسره لليسرى الايتين بعدها. فهذا امر قد تم وفرغ منه. فاذا كنت تعمل بعمل لاهل الجنة وختم لك بعمل اهل الجنة فانت في علم الله اصلا من اهل الجنة ويسر الله عز وجل لك في حياتك عمل اهل الجنة ونعوذ بالله من الاخرى ومن ذلك ايضا ما روى الامام البخاري من حديث عمران ابن حصين ايضا قال جاء رجل الى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله ايعرف ايعرف اهل الجنة من اهل النار؟ فقال نعم قال نعم. قال فلم يعملون يعني ما الداعي الى العمل اذا كان الامر قد تم وفرغ منه؟ فقال صلى الله عليه وسلم كل يعمل لما خلق او يسر له. او كما قال صلى الله عليه وسلم. ومن ذلك ايضا ما رواه الامام مسلم رحمه الله تعالى في في صحيحه من حديث علي رضي الله تعالى عنه قال كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في جنازة في بقيع الغرقد واذا رسول الله صلى الله عليه وسلم قد طأطأ رأسه ينكث الارظ بعود معه. ثم قال صلى الله عليه وسلم فما منكم من احد او قال ما من نفس منفوسة الا وقد علم مقعدها من الجنة او من النار ما من نفس منفوسة او قال ما منكم من احد او ما من نفس منفوثة شك الراوي الا وقد علم مقعدها من الجنة او النار والا قد كتبت شقية او سعيدة. فقالوا يا رسول الله افلا نتكل على كتابنا وندع العمل فقال النبي صلى الله عليه وسلم اعملوا فكل ميسر لما خلق له. فاما من كان من اهل السعادة فسييسر لعمل السعادة. واما من كان من اهل الشقاوة فسييسر لعمل الشر او كما قال صلى الله عليه وسلم ومنها كذلك ما في الصحيحين من حديث عبدالله بن مسعود رضي الله تعالى عنه. قال حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو الصادق المصدوق. الحديث المعروف. قال ان احدكم يجمع خلقه في بطن امه اربعين يوم النطفة ثم يكون علقة مثل ذلك ثم يكون مضغة مثل ذلك ثم يبعث اليه الملك فينفخ فيه الروح ويؤمر باربع كلمات بكتب رزقه واجله. والشاهد الان وشقي او سعيد. هذا شيء قد بلغ وتم وانقضى وشقي او سعيد. ثم قال صلى الله عليه وسلم فوالذي نفسي بيده ان احدكم ليعمل بعمل اهل الجنة حتى كما يكون بينه وبينها الا ذراع. فيسبق عليه الكتاب. اي كتاب؟ ما سبق في علم الله عز وجل لانه ليس من اهل الجنة في سبق عليه الكتاب فيعمل بعمل اهل النار فيدخلها. فيدخلها والذي نفسي بيده ان احدكم ليعمل بعمل اهل النار. حتى ما يكون بينه وبينها الا ذراع فيسبق عليه فيعمل بعمل اهل الجنة فيدخلها. وفي الصحيحين من حديث سهل بن سعد من حديث سهل بن سعد رضي الله تعالى عنه قال قال النبي صلى الله عليه وسلم من كان من اهل الجنة فيسر لعمل اهلها ومن كان من اهل النار فيسر لعمل اهلها وانما الاعمال بالخواتيم. او كما قال صلى الله عليه وسلم فكل هذه الاحاديث وغيرها كثير في السنة. تدل دلالة قطعية لا تدع ريبا في قلب من يؤمن بالله عز وجل ان هذا امر قد قضي وفرغ منه انه امر قد قضي وفرغ منه ذلك قبل خلق السماوات والارض بخمسين قبل خلق السماوات والارض خمسين الف سنة كما في صحيح مسلم من حديث عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال قال النبي صلى الله عليه وسلم كتب طه مقادير الخلائق قبل ان يخلق السماوات والارض بخمسين الف سنة. ومن جملة المقادير تقدير من سيكون من اهل الجنة ممن سيكون من اهل النار. وفي حديث الحكم بن سفيان عن ثابت البناني عن انس بن مالك رضي الله تعالى عنه قال ان الله تبارك وتعالى استخرج ادم استخرج ذرية ادم من ظهره وفي رواية قبض قبضة فقال هؤلاء الى الجنة ولا ابالي. ثم قبض وقبضة بيده الاخرى وقال هؤلاء الى الجنة ولا ابالي ولا ابالي. وفي ابي نظرة ان رظي الله عنه ان رجلا من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يقال له ابو عبد الله دخل انه دخل انهم دخلوا عليه وهو يبكي انهم دخلوا على ابي عبد الله هذا الصحابي وهو يبكي. فقالوا ما يبكيك اولم يقل لك رسول الله صلى الله عليه وسلم خذ من شاربك حتى تلقاني. يعني انك من اهل الجنة. فقال نعم قد قال ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم ولكنني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ان الله قبض بيمينه قبضة وقبض بيده الاخرى قبضة فقال للذين في يمينه الى الجنة برحمتي وقال للذي في شماله في يده الاخرى الى النار ولا ابالي وهذا الحديث رواه الامام احمد وقال الامام الهيثم الهيثمي رحمه الله رجاله رجال الصحيح. وروى الامام الترمذي رحمه الله تعالى في سننه باسناد جيد. ان شاء الله. من حديث عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي يده كتابان فقال للذي في يمينه هذا كتاب من الله تعالى فيه اسماء اهل الجنة واسماء ابائهم وقبائلهم ثم ختم على اخرهم فلا يزاد فيهم ولا ينقص وقال للذي في شماله وهذا كتاب من الله عز وجل. فيه اسماء اهل النار واسماء ابائهم وقبائلهم فختم على اخرهم فلا يزاد فيهم ولا ينقص. فقال اصحابه يا رسول الله ففيم العمل اذا؟ ففيم العمل اذا؟ فقال صلى الله عليه وسلم سدد وقاربوا فان صاحب الجنة يختم له بعمل اهل الجنة من عمل اي عمل وان صاحب النار يختم له بعمل اهل النار وان عمل اي عمل ثم نبذ رسول الله صلى الله عليه وسلم هذين الكتابين وقال فرغ ربكم من العباد فريق في الجنة وفريق في السعير. وقد حسنه الامام الترمذي وقال غريب صحيح وقال قال الامام الحافظ في الفتح اسناده حسن وقال الامام الالباني رحمه الله تعالى حديث حسن فهذه الاحاديث تطلعنا على صحة ما قاله الامام الطحاوي. من ان عدد اهل الجنة قد فرغ منهم وعلموا. وان عدد اهل النار قد منهم وقد علموا وقد طويت الصحف وجفت الاقلام من هذا من هذا الامر