لكن مع تحري الرقية الشرعية والحذر مما حرمه الله من الربع الجاهلية. نسأل الله ان يوفق الجميع للعلم النافع العمل الصالح ونسأل المكتبة الصوتية لمعالي الشيخ صالح بن عبدالعزيز بن محمد بن ابراهيم بن عبداللطيف ال الشيخ. السلام عليكم ورحمة الله. الحمد لله الذي من على عباده اجمعين بقوله يا ايها الناس قد جاءتكم موعظة من ربكم وشفاء لما في الصدور وهدى ورحمة للمؤمنين. قل بفظل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا راحوا هو خير مما يجمعون. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له. واشهد ان محمدا عبد الله ورسوله وصفيه وخليله نشهد انه بلغ الرسالة وادى الامانة ونصح الامة وجاهد في الله حق جهاده. حتى ترك امته على البيضاء. ليلها كنهارها. لا يزيغ عنها بعده صلى الله عليه وسلم الا هالك. اللهم صل وسلم على عبدك ورسولك محمد كلما ذكر الذاكرون وصلى عليه المصلون. اللهم صل وسلم على عبدك ورسولك محمد. كلما غفل عن الصلاة الغافلون وسلم اللهم تسليما مزيدا. اما بعد فاسأل الله جل وعلا ان يجعلني واياكم من اهل تقواه ومن اهل طاعته ومن الذين من عليهم بالعفو والعافية. كما اسأله سبحانه ان ممن اذا اعطي شكر واذا ابتلي صبر واذا اذنب استغفر. وهذه الثلاث عنوان السعادة للعبد اذا اخذ بها كما اسأل المولى جل وعلا ان يبارك لنا جميعا في اعمارنا اعمالنا واقوالنا وان يجعل موازيننا مثقلة ونعوذ به من الحور بعد الكور ونعوذ به من الضلال بعد الهدى اللهم امين ثم انه يعلم الجميع ان هذه الندوات والمحاضرات ترتب في هذا الجامع المبارك منذ القديم ترتب وتوضع جداولها ويختار المشاركون فيها بعناية ومتابعة سماحة شيخ الجميع العلامة الشيخ عبد العزيز ابن عبد ابن باز فسح الله في اجله وامده بالعفو والعافية وجزاه عنا وعن الاسلام والمسلمين خيرا. فهي ثمرة من ثمرات جهده وجهاده وهي ثمرة من ثمرات عنايته بالمسلمين في ارشادهم وتبيين الحق لهم فاسأل الله جل وعلا ان ينزل له المثوبة وان يبارك في اعماله وعمره وقوله وان يبارك في ذريته وان يجعله اماما من ائمة الهدى كما اسأله سبحانه ان يجعل خير عمره اخره وخير عمله وان يجزيه خير ما جزى به عالما عن امة محمد صلى الله عليه وسلم. موضوع المحاضرة الرقى واحكامها وموضوع الرقى مهم واهميته ظاهرة لكل احد منكم لان المسلم يحتاج الى الرقية دائما يحتاج اليه في تعويذ نفسه وتعوذ احبابه كما كان النبي صلى الله عليه وسلم يفعل اقرأوا المعوذتين وينفث في كفه في يده عليه الصلاة والسلام ويمسح بها رأسه ووجهه ما استطاع من جسده وفي تعويذ من يحب لدفع البلاء قبل وقوعه ولتكون تحصينا وحرزا للمرء من تسلل الشياطين على العبد. ويظهر ايضا اهمية علم المسلم بالرقى ان الرقى فيها المشروع بالممنوع تلطت فيها الرقى الشرعية بالرقى البدعية بل بالرقى الشركية. فقد كان اهل الجاهلية يتعاطون رقى شركية وكان يتعلمها الناس ينقلها الخالف عن السالف. فلما جاءت الرسالة المحمدية على نبينا افضل الصلاة والسلام. منعت الرقى حتى اذن بما ليس فيه شرك من ذلك كما سيأتي بيانهم ان شاء الله تعالى. فان تكون على بينة من الرقى الشرعية والرقى الممنوعة هذا مهم لانه فرقان ما بين المشروع وما بين الشرك ووسائل الشرك. وكثير من الناس ربما راجع عليه صلاح الراقي او ظاهر صلاح من يتعاطى الادوية في صف له اشياء اما من الاذكار واما من الاوراق او نحو ذلك يصفه له ويكون غاشا له من انه يرشده الى غير المشروع ارشده الى امر فيه بدعة او فيه شرك والعياذ بالله. لهذا كان من الواجب عليك الا تستعمل من الرقى الا ما علمت انه مشروع. لان الاصل فيها المنع الا ما كان جائزا من في وهذا له شروط وبيان يأتي ان شاء الله تعالى. وتظهر اهمية هذا الموضوع ان كثيرا من وسائل الشرك في بلاد الاسلام انما انتشرت بواسطة المتطببة والذين يعالجون بالادوية ويعالجون بالقرآن. ومنهم المشعوذون والذين يتعاطون استعمال الجن بين الجن والعياذ بالله وقد ذكر ابن بشر في اول تاريخ نجد ان من اسباب انتشار الشرك في نجد هو نزول المتطببة والمداوين من اهل البادية في القرى وقت الثمار. فيحتاج اليهم الناس اما في رقية واما في مداواة فامروهم بالشرك وامروهم بغير المشروع فانتشر بذلك فيما يستظهر ابن بشر رحمه الله انتشر بذلك عن طريق الجهلة اولئك او عن طريق المشعوذين والسحرة انتشر كثير من الشرك والفساد ولا غرابة فالنفوس كواقة لزوال ما بها سواء اكان بالمشروع ام بغيره. ولا شك ان العلم بحدود ما انزل الله جل وعلا على رسوله مطلوب في امور العقيدة وامور الاحكام وهذا الموضوع متصل بالتوحيد والعقيدة فالعلم به من من الذي ينبغي على كل مسلم ان يحرص عليه وان يطلب معرفة حكم الله جل وعلا فيه. الرقى اصلها ادعية وقراءة ونفث يكون فيه استعانة او استعاذة هذا اصلها يعني القصد منها ان يكون ثم دفع للبلاء او رفع للبلاء باستعاذة او باستعانة ولهذا صارت الرقى على قسمين رقى يستعاذ فيها ويستعان بالله جل جلاله وحده فهذا هو المأذون به والمشروع ورقى يستعاذ فيها ويستعان بغير الله جل وعلا. وهذا هو الشرك وهو ممنوع وكان اهل الجاهلية يتعاطون الرقى بكثرة كما قال جل جلاله والتف الساق بالساق كما قال جل وعلا وقيل مرة يعني حين حضور الموت يطلب المرء من يرقيه. وقد قال القائل واذا المنية انشبت اظفارها الفيت كل تميمة لا تنفع يعني الاسباب التي كانوا يتعاطونها. فكان اهل الجاهلية يتعاطون الرقى لدفع او رفع يعني دفع البلاء دفع المرض دفع العين او رفعها ازالتها مثل الادوية ازالتها بعد وقوعها. لكن كانت اكثر رقاهم يستعيذون فيها بغير الله جل وعلا بالهتهم او باصنامهم او بالجن والعياذ بالله من ذلك كله او يستعينون فيها بغير الله جل جلاله. ولهذا ثبت في صحيح مسلم ان النبي صلى الله عليه وسلم قال اعرضوا علي رقاكم لا بأس بالرقى ما لم يكن شرك يعني ما الم يوجد شرك فيها ورواه غيره بلفظ لا بأس بالرقى ما لم تكن شركا. وهذا بسبب سؤال عوف بن مالك للنبي عليه الصلاة والسلام حيث قال له يا رسول الله ارأيت رقى كنا نرقي بها في الجاهلية فقال علي رقاكم لا بأس بالرقى ما لم يكن شرك. وافاد هذا الحديث اولا ان الاصل في الرقى عند من لم يعلم الاصل فيها المنع وان المرء اذا اراد ان يرقي برقية فانه يعرضها على من يعلم حتى يتأكد من سلامة الرقية من المخالفة. قال النبي عليه الصلاة والسلام له اعرضوا على اي رقاة لا بأس بالرقى ما لم يكن شرك. ودل على جواز الرقية. والنبي عليه الصلاة والسلام حث على نفع الاخ لاخيه. جاء في حديث جابر ابن عبد الله رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم لما سألوه عن رجل اصيب بلدغة لدغة عقرب او حية وسألوه عن الرقية قال من استطاع منكم ان ينفع اخاه فليفعل وهذا يدل على تجويز الرقية لكن الرقية التي ليس فيها شرك. ولهذا النبي عليه الصلاة والسلام كان يرقي نفسه عليه الصلاة والسلام ورقى غيره وايضا رآه جبريل عليه السلام وامر بان يسترقى لال جعفر ولغيرهم ولامرأة جارية جاءت في منزله عليه الصلاة والسلام فرأى فاذا بها النظرة يعني رأى في وجهها سبعة صفار قال ان بها النظرة استرقوا لها. والنظرة هي عين تكون من الجن في الغالب او من الانس فامر بها يعني امر بطلب الرقية. فدل ذلك على ان الاسترقاء والرقية مشروع بفعله عليه الصلاة والسلام وباقراره كما سيأتي امره عليه الصلاة والسلام. واقرار هو الذي جاء في حديث ابي سعيد رضي الله عنه الصحيح في قصة لديغ الحي من العرب حيث اصاب لدغة فكان جمع من الصحابة اجتازوا بهم فلم يقروهم. يعني لم يضيفوهم تركوهم ثم بعد ذلك مروا بهم فوجدوا فيهم سيد القوم لديغا. فقالوا لهم هل فيكم من راق يعني هل فيكم من يحسن الرقية؟ فقالوا لقد نزلنا بكم فلم تقرون او لم تضيفونا لا نرقي لكم الا بجوع فجعلوا بينهم مئة شاة فجعل يقرأ عليهم الراقي بفاتحة الكتاب على موضع اللدغ وحتى اذا ختمها نفث بريق يعني تفل وفي رواية جمع بزاقه فتفل فلما اعطوهم هذا الجعل العظيم قالوا قال اقسموه بيننا فقال رجل منهم لا حتى نعرض ذلك على رسول الله صلى الله عليه وسلم لشدة تحريه ان يفعلوا فعلا ليس عليه اذن رسول الله صلى الله عليه وسلم. فلما عرضوه على النبي صلى الله عليه وسلم قال وما ادراكم انها رقية؟ وقال اضربوا لي معكم بسهم. فدل ذلك على مشروعية الرقية بفاتحة الكتاب بل مشروعية الرقية بعامة وبفاتحة الكتاب بخاصة وعلى ان اخذ الجعل عليها لا بأس به مطلقا. النبي عليه الصلاة والسلام كما ذكرنا رقى ورقية وامر. فرقى نفسه بالمعوذتين. وكان يرفع عليه الصلاة والسلام كان يرقي نفسه عليه الصلاة والسلام ببعض الادعية فلما نزلت المعوذتان اخذهما وترك ما سواهما وايضا اقر الرقية بالفاتحة وجمع الفاتحة والمعوذتين في الرقية فيه مناسبة وهو ان الفاتحة هي ام القرآن مشتملة على معان عظيمة منها الاستعانة بالله جل لو علم وتوحيد الله جل وعلا في العبادة في قوله اياك نعبد واياك نستعين. والمعوذتان فيهما التعويذ استعانة والاستعاذة هما ضرب الرقية لان الراقي اما مستعيذ واما مستعين او بالامرين معه وصح عنه عليه الصلاة والسلام في الرقية اشياء كثيرة من الادعية منها قوله عليه الصلاة كلام من حضر مريضا فقال عند رأسه اسأل الله العظيم رب العرش العظيم ان يشفيك مرات الا عافاه الله جل وعلا من ذلك البلاء ما لم يحضر اجله. وكان عليه الصلاة والسلام يرشد ان الانسان اذا اصابه الم في شيء من جسده ان يمسح بيده على الذي يألمه من جسده سبع مرات ثم يقول سبعة مراد اعوذ بعزة الله وقدرته من شر ما اجد واحاذر. ورقى النبي عليه الصلاة والسلام بالرقية المشهورة بسم الله ارقيك من كل شيء يؤذيك. من شر كل نفس او عين حاسد الله يشفيه. هذه رقية جبريل للنبي عليه الصلاة والسلام وصح عنه ايضا عليه الصلاة والسلام انه كان يرقي اذا زار مريضا بقوله اذهب البأس رب الناس واشف انك انت الشافي. لا شفاء الا شفاؤك شفاء لا يغادر سقما. وغير ذلك من الادعية التي هي في رفع البلاء يعني بعد نزول المرض او قبله كقوله عليه الصلاة والسلام من منزلا فقال اعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق لم يضره شيء حتى يرحل من منزله ذلك. كما كان يقرأ صورتي المعوذتين قبل المنام ويمسح بهما جسده. فدل ذلك دلت هذه الاحاديث على ان الرقية مشروعة او جائزة وعلى ان النبي عليه الصلاة والسلام اورثنا ادعية معروفة وسورا نقرأها ارشد اليها الناس عليه الصلاة والسلام. فهذا هذه هي الرقية المشروعة. فاذا نتحصل من ذلك على امور الاول ان الرقية المشروعة هي دعاء يدعو به المرء يحصن به نفسه وينفث على بدنه او في يديه او على من يرقيه ينفث او يدخل كما سيأتي بيان الفرق بينهما ان شاء الله وعلى ان هذه الرقى التي ارشد اليها النبي صلى الله عليه وسلم هي بكتاب الله جل وعلا او بالادعية التي فيها استعانة واستعاذة بالله جل وعلا وحده ورجاء ما عنده في دفع المرض او في رفعه. او في دفع العين او في رفعه ودل ايضا على ان الرقى الشرعية هي التي تكون هذا المعنى يعني فيها توحيد الله جل وعلا استعانة واستعاذة وفيها الاقبال على الله جل جلاله دون ما سواه هذا العلماء قالوا تجوز الرقية بشروط ثلاث. الاول ان تكون باسماء الله وصفاته جل وعلا يعني ان يستعين فيها بالله جل وعلا متوسلا باسماء الله جل وعلا وبصفاته. والثاني ان تكون باللغة العربية او ما يعرف معناه ان كان بغير العربية. والثالث ان يعتقد الراقي والمرقي ان هذه الرقية سبب من الاسباب ونفع الاسباب انما اهو باذن الله جل وعلا قد تنفع وقد لا تنفع باذن الله جل جلاله. وتقدست اسماء فالذي ينفع في حقيقة والذي يورث النفع بالسبب وينتج المسبب هو الرب جل جلاله هو الذي بيده ملكوت كل شيء. ما يفتح الله للناس الرحمة فلا ممسك لها وما يمسك فلا مرسل له من بعده. وقال سبحانه وان يمسسك الله بضر فلا كاشف له الا هو والاسباب يؤمر العبد بتعاطيها لكن مع تعلق القلب بالله جل وعلا. قال العلماء هذه الشروط الثلاثة في جواز الانتفاع في جواز استعمال الرقية. ما جاء في الكتاب والسنة او القرآن بعمومه وما جاء في السنة من الرقى هي منطبقة على هذه الامور. فالرقية بالقرآن فيها انها باسماء الله جل وعلا وبصفاته فيها الاستعانة بالله جل وعلا والاستعاذة بالله سبحانه وفيها التوكل على الله وفيها الامر اليه سبحانه وتعالى وفيها التقرب اليه بافضل ما خرج منه سبحانه وهو كلامه القرآن العظيم جل جلاله بنا وتقدست اسماؤه تعالت صفاته. وفيها انها باللسان العربي المفهوم. وفيها ايضا انها اعلى ما يتقرب واجمع ما يشمل المعاني. فالعدول عنها الى غيرها عدول عن الفاضل الى المقبول. عدول عن العالم الى ما دونه مما يعرف معناه ويكون من الادعية التي يختارها الناس. فاذا دلت هذه الشروط على ان افضل ما يرقي به الانسان اي يرقي بالكتاب وبالسنة. والقرآن جعله الله جل وعلا شفاء. كما قال سبحانه ايها الناس قد جاءتكم موعظة من ربكم وشفاء لما في الصدور. وهدى ورحمة للمؤمنين. فهو شفاء لما في الصدور. من امراض الحسية والمعنوية وهو شفاء ايضا فيما يقع وايضا تعويذ فيما لم يقع. وقال سبحانه وننزل من القرآن ما ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين. وقال ايضا جل وعلا قل هو للذين امنوا هدى وشفاء. والاستشفاء بالقرآن كونوا في امور البدن كما يكون في امور النفس يعني انه اذا مرض الانسان في عضو من اعضائه او اصابه شيء فان القرآن شفاء للامراض العضوية كما مر معك في حديث اللديغ هذا رجل لدغته حية او عقرب فرقي الفاتحة بكتاب الله جل وعلا فبرئ. فقام تعلم يصبه شيء وهذا مرض حسي لدغة اذا ازالها القرآن ازالها الله جل وعلا بسبب الرقية بكتابه. كذلك الامور المعنوية او الامور النفسية مثل ظيقة الصدر او مثل العين التي تؤثر على العقل او على النفس ونحو ذلك هذا ايظا شفاؤها في الرقية بكتاب الله جل وعلا سنة النبي صلى الله عليه وسلم او بما شرع مما يجوز من استعمال الادعية المعروفة المعنى. الشرط الثاني اللي ذكرنا هو ان تكون باللغة العربية او بما يفهم معناه من غيرها. واذا كانت باللغة العربية فيجب ان تكون معلومة المعنى ليست كلمات متقاطعة كلمات لا يعرف معناها اسماء مجهولة فلا بد ان تكون باسماء الله جل وعلا وبصفاته او بما من الادعية التي فيها التوسل باسماء الله وصفاته والا يكون فيها اسماء مجهولة. وقد سئل الامام مالك رحمه الله عن الرقى التي فيها اسماء مجهولة؟ قال وما يدريك؟ لعلها كفر. يعني لعل في هذه الاسماء المجهولة ما يكون فيه اسماء شياطين او اسماء ملائكة ينادي الملائكة ويستغيث بهم او ينادي الشياطين او يتقرب فيكون ذلك كفرا لذلك لا بد ان تشتمل الرقية المشروعة على اسماء معلومة مع اسماء الله جل وعلا وصفاته المعلوم وتكون باللغة العربية واذا كانت بغير اللغة العربية فيجوز بشرط ان تكون معلومة المعنى للراقي وعدم اشتمالها على شرك بالله جل وعلا او اسماء مجهولة لا يعلم معناها الشرط الثالث قال ان يعتقد انها سبب. وهذا مهم لان من الناس من يظن ان فمن عند الراقي لا بسبب الرقية فيما يقول الراقي هذا الراقي هو الذي عنده القدرة والراقي نافع وطبيب وقد يحسن وقد لا يحسن. والسبب هو الرقية والنافع الضار هو الله جل جلاله وتقدس ستسمعه فاذا الرقية سبب والراقي مثل الطبيب يبذل هذا السبب والتعلق من المرضي التعلق بالله جل وعلا يسأل ان ينفع سبحانه بهذه الرقية وبقراءة القارئ. كان اهل الجاهلية يعتقدون في في الرقية باطلاق كانوا يعتقدون فيها انها مؤثرة جزما وكانوا يعظمون الرقية وتتعلق قلوبهم بالراقي وبالرقية. ويكون التوكل على الله جل وعلا حين اذ ضعيفا. وهذا يكون في النفوس سواء في نفوس السابقين يعني في الجاهلية ام في نفوس ايظا بعظ اهل الاسلام يكون هناك تعلق وظعف في التوكل ويكون هناك رغبة في ما عند الناس والاكمل ان يكون المرء طالبا يعني في الرقية طالبا العافية من الله جل وعلا اذا لم يرق نفسه الا اذا عرض عليه عرض عليه فمن استطاع منكم ان ينفع اخاه فليفعل. ولهذا جاء في حديث حصين بن عبد الرحمن السلمي المعروف الذي قال فيه كنا عند سعيد بن جبير فقال ايكم رأى فبالذي انقض البارحة فقلت انا ثم قال قلت يعني حصين بن عبد الرحمن من التابعين اما اني لم اكن في صلاة ولكني قال فما صنعت؟ قال استرقيت يعني طلبت الرقية. قال ما حملك على هذا؟ قال حديث حدثناه الشعبي يعني عامر ابن شراحيل الشعب عن بريدة من الحصين او عن عمران ابن الحصين ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لا رقية الا من عين او حمى والحمى اللدغ. قال قد احسن من انتهى الى ما سمع. ولكني سمعت ابن عباس رضي الله عنهما يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عرضت علي الامم فاذا النبي ومعه الرجل والرجلان واذا النبي وليس معه احد ثم رفع الي سواد عظيم. فقلت هذه امتي فقيل لي هذا موسى وقومه ثم قيل لينظر الى الافق فاذا سواد عظيم فقالوا هذه امتك ثم قيل انظر الى الافق فاذا وعد عظيم قال هذه امتك. قال وفيهم سبعون الفا يدخلون الجنة بغير حساب ولا عذاب وقام رسول الله صلى الله عليه وسلم عند الصحابة قال فخاض الناس في اولئك السبعين الفا فقال بعض الصحابة لعلهم صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم يعني الذين تقدموا في الاسلام وكان لهم مزيد اختصاص بالصحبة. وقال بعض لعلهم الذين ولدوا في الاسلام لم يشركوا بالله شيئا فخرج عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فعلم ما اختلفوا به فقال هم الذين لا يسترقون ولا يكتوون ولا يتطيرون وعلى ربهم يتوكلون. فقوله هنا لا يسترقون يدل على ان اكمل الا يكون من عادة الانسان ان يطلب الرقية من غيره. بل اما ان يرقي نفسه واما ان ينتظر حتى يأتيه احد فيبقية فيقول له ارقيك فهنا لا يدخل في طلب الرقية هذا من جهة الكمال يعني السبعين الف الذين يدخلون يدخلون الجنة بلا حساب ولا عذاب هذه صفته. وقد جاء في لفظ عند الامام مسلم لا يرقون ولا يسترقون ولا يتطيرون وعلى ربهم يتوكلون فحذف لفظ لا يكتوون وزاد لا يرقون هذه اللفظة من اهل العلم من حكم عليها والمخالفة كشيخ الاسلام ابن تيمية ومنهم من صححها كالحافظ ابن حجر وغيره و نفي الرقية هنا لا يرقون ولا يسترقون. نفي انه يرقي يعني الراقي يخرج من السبعين الفا هذا فيه نظر من جهة المعنى وذلك ان الراقي محسن كما يقول شيخ الاسلام ابن تيمية والاحسان مأمور به في الشرع المقصود ان الذي يتعاطى طلب الرقية دون ان يرقي نفسه ويتعاطى ذلك دائما ويتعلق بالراقي هذا ضعف توكله اذا كان هذا من طبعه ولهذا كان الاكمل ان لا يتعلق قلب المرء بالراقي وبالرقية. هذا بعض ما يتعلق المشروعة لاننا قلنا لكم ان الرقية قسمة. قسم مشروع وقسم ممنوع. رقى شرعية ورقى شركية او بدعية فهذا القسم الاول مع بعض الكلام عليه الرقى الشرعية مما يتصل ايضا الرقى الشرعية ان الرقية المقصود منها ايصال القرآن الى المرء اذا كان عن طريق النفث او الدعاء له و الاستعانة والتوسل بالله جل وعلا باسمائه وصفاته ان يجيب الدعاء. والرقية اما ان تكون بنفس او بتفل او بما هو دون هذين. اذا اختلف العلماء في مسألة هل الرقية بنفخ دون نفخ على قولين ورجح ان الجميع جائز. فان كان بنفخ وهو وما ليس معه شيء من الريق وانما هو اخراج هوى فقط. فهو جائز وان كان بنفس فهذا هو المشروع الذي كان عليه الصلاة سلام يقرأ ويتعود وينفث في يديه وينفث على المريض ايضا واما ان تكون بما هو اعظم من النفث وهو التفل والنف اخراج بعظ الريق قليل من الريق مع الهواء. يعني اذا اراد ان ينفذ يعني يقرأ الفاتحة واذا ختم ينفث ومعه بعض الريح او يدخل ومعه التفال مع بساط اكثر مما مع النفث. وهذا النفث او التفل قد يكون مباشرة على البدن وقد يكون بواسطة ماء او بواسطة زيت او شيء اخر. كل هذا مأذون به او بكتابته على الشيء كتابة بعض الايات على المرض ونحو ذلك. قد جاء عن الصحابة في هذا الاشياء منها ان عباس كان يأمر ان يكتب للمرأة اذا كان اذا شقت عليها الولادة او تأخرت ولادتها ان يكتب في اناء كانهم يوم يرون ما يوعدون لم يلبثوا الا ساعة من نهار. كذلك الاية الاخرى كانهم يوم يرون انها لم يلبثوا الا عشية او ضحاها ويسقى منه تسقى منه المرأة التي تأخرت ولادتها او شق عليها ذلك ويصب بالباقي على قدرها وعلى شيء من بطنها فيه نار فاحترق. قد قال صالح بن الامام احمد رحمه الله تعالى اعتللت مرة فقرأ لي ابي في ماء ونفث فيه. ثم امرني بشربه وان اغسل وجهي ورأسي منه. وكذلك روى عبد الله بن الامام احمد في جواز ذلك. المقصود من هذا ان ايصال الماء ايصال القراءة ايصال الرقية بالنفخ نفس او بالنفث الى الماء ثم يسقاه المريض او يصب عليه ان هذا لا بأس به لفعل السلف له ولم ينكر ولان له اصلا في السنة. لكن كلما كانت الرقية مباشرة كلما كان افضل. ولهذا قال الجد الشيخ محمد ابن ابراهيم رحمه الله تعالى ورفع درجته في الجنة قال كلما قرب الوقت كان انفع بان يقرأ في ماء كلما كان اقرب بالنفخ اقرب بالنفخ اقرب بالرقية كلما كان انفع وكلما كانت الوسائط اقل كان انفع يعني قراءة المرء على نفسه هذه ما فيها واسطة واسطة واحدة لكن كون المرء يقرأ على انسان صار هناك واسطة ثانية يعني وكون ايضا ينفذ فيما ثم الماء يشرب ويغسل به صار هناك واسطة ثالثة او هنا يكتب في صحن ويغسل بزعفران او بنحوه ثم يشرب هنا صار عندنا واسطة الثالثة كلما ضعفت ولهذا كان الاعلى ما ثبت في السنة وهو القراءة المباشرة من الانسان على نفسه او بقراءة احد عليه ثم القراءة بالماء ثم القراءة في الكتابة في ورق محله بالماء هذا مما يسوغ لكن مما لم يكن عليه عمل السلف. هذه بعض المسائل المتعلقة بالرقية المشروعة. القسم الثاني من الرقى الرقى الشركية. والنبي عليه الصلاة والسلام قال في حديث ابن مسعود رضي الله عنه ان الرقى والتمائم والتولة شرك. والرقى المقصود بها هنا الرقى الشركية التي كان يستعملها اهل الجاهلية او من شابههم. والرقى الشركية ممنوعة لا بأس بالرقى ما لم يكن شرك. ممنوعة وهي بالله جل وعلا. ما صفة الرقى الشركية؟ الرقى الشركية تشتمل على احد اشياء. الاول ان يكون في استغاثة او استعانة او استعاذة بغير الله جل وعلا. استعانة بشيطان بولي باسم ولي ينفخ وينفث على احد كادوا يدعو ولو كان فيها استعانة بالله لكن معها استعانة او استعاذة بولي او بميت او بشيطان او بجني فهذا شرك بالله وعلا او ان تكون الرقى هذي الشركية ان يكون فيها اسماء مجهولة ما يعرف معناها يكتب اسماء لا معنى لها هذي قد تكون من الشياطين. ولذلك يمنع منها لانها وسيلة من وسائل الشرك ولا يجوز ان يستعمل لانه قد يكون فيها شرك. وسيلة الشيء في القواعد لها حكم. فاذا كان هذه قد تكون وسيلة الى الشرك فتمنع كما يمنع المقصد. وايضا الرقى الشركية قد تكون بعزايم اللي يسميها السحرة والمشعوذين العزايم التي يكتبون فيها ايات ولكن ربما نكسوا الايات ويضعون في الورقة التي تحل وتشرب يضعون او ربما كتميمة في الجيب ونحوها وتعلق يضعون فيها مربع فيه ارقام مجهولة وفيه حروف غير معلومة او مثلث ويكتب عليه على انحاء بعض اسماء الله ولكن في داخله اسماء مجهولة ونداءات وارقام لا يعلم معناها وهذا كله لا شك انه من وسائل الشرك او من الشرك المحقق لانهم يستغيثون ويستعيذون بالشياطين. ومن صور ايضا الرقى الشركية ان الرقى الشركية تشتمل على ادعية فيها وسيلة من وسائل الشرك مثل التوسل بذوات الاوليا او بحرمتهم او او بجاههم او بجاههم فهذه تمنع لان التوسل بالذوات او بالحرمة او بالجاه هذا بدعة ووسيلة من وسائل الشرك. الرقى البدعية. او التي فيها اعتداء مثل واحد يألف له رقية او ربما يجتهد احد في الرقية يكون فيها اعتداء. مثل رقية ذكرت عن طيب العلماء انه يقول فيها رددت يعني في الرقية رددت عين الحاسد الى نفسه والى اعز الناس لديه. او احب الناس لديه. العائن اعتدى لكن احب الناس اليه اليه والده او والدته او قريبه او ولده ما اعتدى. فترد شيء ترد العين الى من لم يعتدي هذا هذه دعوة فيها اثم لان فيها اعتداء في الدعاء فهي من الدعوات او الرقى البدعية وان كان ذكرها ابن القيم رحمه الله في معرظ كلام الله في زاد المعن فاذا يظهر بهذا ان الاصل في الرقى المنع الا ما جاز منها وهذا يدل على انه يجب عليك التحري والا تقبل الرقية من كل من اي احد والا تذهب الى كل من قيل انه راق لانه ربما لم يكن على هدى وعلم. اذا ظهرت لك رقية او ارشدت الى ولم تكن من الكتاب او السنة فاعرضها على احد من اهل العلم يبين لك هل هي جائزة ام لا؟ لان النبي عليه الصلاة والسلام قال اعرضوا علي رقاكم. فالذي لا يعلم يعرظ الرقية. لا بأس بالرقى ما لم تكن شرك فهنا تعرظ الرقية على العالم يقول لك هل هذي جائزة؟ هل غير جائزة؟ هذه مشتملة على معنى حق وجائز ام ليست كذلك فاذا الواجب على الجميع الاخذ بالمشروع وترك او الحذر والتحذير من الرقى الشركية او البدعية لانها وبال على صاحبها. ولان الشرك يحبط العمل والعياذ بالله فيأتي يريد النجاة ثم يبوء بخسارة الدنيا والاخرة والعياذ بالله. الذي يرقي له صفات. الذي يرقي له وصفات يعني الراقي يكون اولا مخلصا لله جل وعلا يعني يكون في عمله واقواله ليس من اهل الشرك وانما هو من اهل التوحيد والاخلاص وايضا اذا رقى احدا فيخلص الاستعانة والاستعاذة بالله جل وعلا في الانتفاع بهذه الرقية والخصلة الثانية من صفات الراقي ان يكون ذا علم. والمقصود بالعلم هنا العلم المقيد يعني ان دون ذا علم بان الرقية مشروعة. يكون الرقية بالقرآن بما ثبت في السنة بالادعية المعروفة. يكون ذاعي اعلم ان هذه الرقية مشروعة عرظها على عالم فقال هذه الرقية لا بأس بها. اما اذا كان ذا جهل ليس من اهل العلم وليس عنده فيما يترك او فيما يأتي فانه فان هذا من علامات عدم احسانه للرقية او عدم السماح له بان يرقي او التمكين بان يرقي. الصفة الثالثة ان يكون يقصد النفع. هذي صفة مستحبة ان يقصد نفعه يا اخواني نفع المحتاج. وهذا دل عليه حديث جابر رضي الله عنهما. قال من استطاع منكم ان ينفع اخاه ونفع الاخوان نفع المحتاج نفع المريض احسان ولو اخذ عليه جعلا لكن النفع احسان والاحسان مطلوب بين عباد واحب العباد الى الله انفعهم الى عباد الله. ومن صفات الراقي ان يكون معلقا المرئي بالله جل وعلا. لا يعلق المرقي لا يعلق المريض نفسه ويأتي يعمل على نفسه حالة من العظمة ومن الانتفاع بالرقية ويحدث باحاديث انا شفيت من مرض كذا وانا قرأت وشفيت من السرطان وانا قرأته على فلان تشافيت من مرض كذا ويعظم نفسه عند من يقرأ عليه. من صفات الراقي المحمودة ان يكون خشوع وخضوع واخبات لله جل وعلا والا يتعاظم ويعظم نفسه وينفع بما اعطاه الله جل وعلا ولا يعظم نفسه يعلق الناس به بل يعلق الناس بالاذكار المشروعة والاوراد التي ثبتت في السنة ونحو ذلك بالخير وينهاهم عن الشر. ويفتح لهم اسباب الخير. لهذا كان صار كثير مما آآ ممن رأينا كثير وخاصة الجهلة والنسا يتعلقون بالراقي من حيث هو فلان رقيته كذا وربما ما قرأ في الماء ابدا او ربما قرأ قرأ شيئا يسيرا ونحو ذلك يعني ما اجتهد وتحرى الصواب وتحرى الايات التي او نحو ذلك وانما هكذا بالاسم. وهذا غير غير محمود. بل الذي ينبغي ان ان ينصح الراقي الناس بان بان النافع هو الله جل وعلا. وانا صاحب سبب والرقية ايضا سبب ويعلمهم الاوراد المحمودة ويأمرهم بالخير وينهاهم عن الشر وايضا من صفات الراقي ان يكون متنزها عن موارد الزلل والفتنة خاصة في الرقية على نساء في الرقية على النساء لان الشيطان ربما دخل على الانسان من جهة الرقية في الخلوة بالمرأة او في وضع يده على المرأة او نحو ذلك مما نهي عنه شرعا. فالواجب على الراقي ان يحذر من وسائل الشيطان ومن سبل الفتنة التي ربما ادت به الى افتتان في الدين والعياذ بالله. وحصل هذا من بعض من تعاطوا الرقية و نسأل الله جل وعلا للجميع قبول التوبة والهداية الى سواء الصراط. اما المرقي اللي يرقى عليه المريض اللي اصابته عين اولا من صفاته التي ينبغي ان يتحلى بها. اولا ان يعظم الرجاء والاستعانة والاستعاذة بالله جل وعلا. والله سبحانه وتعالى قال لعباده وان يمسسك الله بضر فلا كاشف له الا هو. وان يمسسك بخير فلا راد لفضله يصيب به من يشاء من عباده. وقال جل وعلا نهاية الانعام وان يمسسك الله بضر فلا كاشف له الا هو وان يمسسك بخير فهو على كل شيء قدير وهو القاهر فوق وعباده وهو الحكيم الخبير. وقال ايضا سبحانه واذا مرظت فهو يشفين. فاذا انت يا من تحتاج الى من يرقيك اعظم الرجاء في الله جل وعلا. كما تذهب الى الطبيب وتعرف ان الطبيب سبب والنافع هو الله جل وعلا. فكذلك الراقي سبب والنافع هو الله جل جلاله ايضا ايها المرقي يا من يحتاج الى الرقية اياك والوسواس فان مجال العين والحسد مجال للوسواس الانسان ينظر الرجل او المرأة ينظر يقول انا اصابني كذا بقول فلان كذا اصابني كذا بالحسد صابني كذا فيأتي الى اوهام كثيرة كثيرة. ويعظم عنده الامر يرث يورثه هذا مرضا الى مرضه والواجب على العبد ان يعظم التوكل على الله جل وعلا وان يأخذ بالاسباب. ولكن لا يجعل للشيطان في قلبه من قلبه نصيبا في انه يوسوس له ويبعثه لانه اذا ضعف اذا ضعف تسلط فعليه الشيطان اكثر. ومن صفات المرء ان يتعلم الاوراد هو بنفسه. ليس دائما يحتاج الى الناس هو يرقي نفسه. يرقي نفسه بفاتحة الكتاب بسورة الاخلاص والمعوذات باية الكرسي قبل ان ينام بالاوراط طرفي النهار وبعد الصلوات المكتوبة ونحو ذلك احصنه لان هذه الادعية والرقاة تنفع دفعا وتنفع رفعا يعني تنفع بدفع السوء تكون مثل اللباس الحديد الذي يحصنك من اثر الظرر الذي يأتي لك فهي مثل الالبسة التي تقي لانها سبب نافع والله جل وعلا هو النافع الضار سبحانه وتعالى. هناك مخالفات نختم بها الكلام يقع فيها الذين يرقون وايظا الذين يسترقون. اما مخالفات الراقين اولها واعظمها ان يتخذ قراءة والرقية حرفة يتفرغ لها تفرغا كاملا. والمعلوم ان الناس بحاجة الى الرقية والتفرغ لها لم يكن من هدي الصحابة في عهده عليه الصلاة والسلام مع ان فيهم راقون مع ان فيهم راضين ولم يكن من هدي الصحابة ولا التابعين وانما نشأ في اعصر متأخرة. فالذي عليه هدي السلف والذي دلت عليه السنة ان ينفع المرء اخوانه بجعل او بغير جعل في الرقية ولكن لا يتفرغ لها لا يتخذ الرقية حرفة يكون كالطبيب المتفرغ لها. وهذا من جهة انه لم يرد او لم يكن في الزمن الاول مع قيام الحاجة اليه ايضا من جهة اخرى فيما رأينا من الذين تفرغوا اورثتهم اشياء ممنوعة كثيرة فمن تفرغ للرقية تجد عنده اشياء من المخالفات لانه يحتاج الى اشياء يفعلها والى اشياء يتركها فعلوا اشياء من بيع بغير برهان وبفعل بالرقية عن طريق الاشرطة وعن طريق الاصوات يكون هو يقرأ في غرفة ويضع آآ السماعات في غرفة اخرى على الراقين ونحو ذلك مما فيه مخالفة للوالد. وهذا ينبغي ان يمنع سدا للذريعة. لانه ربما افضى الى اشياء مذموما من توسع هذه هؤلاء القراء في اشياء لا تجوز او لم يأذن بها الشارع. ايضا من المخالفات التي هي منتشرة عند القراء وهي ايضا هي من الاولى هي استخدام بعضهم لقرينه من الجن. وهذه شبهة بها بعض القراء وحتى سرت في عدد منهم. وهو انه يقول استعين في مسلم الجن او بقرين استعين بمسلم الجن اذا حضروا او بقرين في معرفة ما معرفة ماذا؟ هل فيه عين؟ هل فيه سحر؟ هل فيه كذا وكذا؟ والاستعانة بالجن الاصل فيها المنع. اجاز بعض العلماء انه اذا عرض الجني احيانا يعني نادرا عرض للمسلم في ابداء اعانة له فان له ان يفعل ذلك ليس لكن ليس هذا من هدي النبي صلى الله عليه وسلم ولا صحابته. بل قال شيخ الاسلام ابن تيمية وغيره النبي صلى الله عليه وسلم له مع الجن حالان الاول ان يأمرهم وينهاهم الاول ان يأمرهم وينهاهم يأمرهم بالتوحيد ينهاهم عن ظده لانهم مكلفون فهم مثل غيرهم في الامر والنهي. والحالة الثانية مع الجن شياطين الجن هي ان يستعيذ بالله جل وعلا من شره. وان يسترقي بالرقى المحمودة المشروعة بدفع شرورهم. اما الاستعانة بالجن حتى ولو كان حاضرا فلم يكن عليه هدي النبي صلى الله عليه وسلم ولا صحابته ومن اجازه من العلماء فانما هو اذا عرض في حال معينة وهذا لا ينبغي ان يكون في حال الرقية فاذا الواجب هو ترك الاستعانة بالجن لان هذه وسيلة من وسائل الشر والشرك بالله جل وعلا ثم ايظا في من استعان بمسلم الجن هذا اورثهم انهم جعلوا هناك مصايب وفرقة وحوى شحنة في النفوس من جراء اخبارهم بما اخبرهم به من زعموا انه من مسلمي الجن. يخبرهم ان هذا فيه عين والعين من من زوجته الثانية العين من بنته او سحر او شيء انه من كذا فيصبح يحدث بما اخبره به هذا الجن والجن قبول خبره فيما تخبر به متوقف على انه عدل وانه ثقة وعدالة لا تعلم حتى ولو كان قرين الانسان او كان حاضرا معه لا تعلموا عدالة الجني هل هو عدل ام غير عدل؟ ولهذا ذكر علماء والحديث في كتب المصطلح ان رواية الجن مسلمي الجن رواية ضعيفة لانها لان الرواية في صحتها موقوفة على معرفة العدالة ومعرفة الثقة وهذا لا سبيل الى الوصول اليه. فكيف يخبر بخبر الجني هذا الذي يزعم انه مسلم يخبر بانه اخبره الجني بان هذا في سحر من فلانة. هذه المرأة فيها سحر من من زوجة من زوجة زوجها الثانية من من ضرتها او من امرأة ابيها او من عمتها فيحدث يخبر بذلك فتقع شحنة وقطيعة الى اخره بل قد يقول بلا من زوجك ان زوجك فعل كذا وكذا فتحدث وهذا لا يجوز اعتماده ولا يجوز الاستعانة بالجن في ذلك سدا بذريعة الشرك بالله وللفرقة التي قد تحصل في المؤمنين. ايضا من المخالفات التي في انهم تساهلوا في المشروع في الرقية. ولكثرة الناس وقلة الوقت اصبحوا بانواع من الرقية في وسيلتها هي مخالفة للوسيلة المشروعة. مثلا بعضهم يصنع اختام ختم فيه الاية يختم بها على زعفران ثم يضع فيه الاوراق وانا رأيت من ذلك ختم كبير يختم به على الورقة والاية الختم لابد فيه من ضرب على الورقة وهذي اية من القرآن وهذا امتهان للقرآن انه يأتي بختم فيها اية قرآن يكرم ثم يضربه على الورقة ضربا. هذا مخالفة لان امتهان للقرآن وامتهان القرآن محرم. من ذلك مثلا انه يأتي ما يسميه قراءة عادية وقراءة مركزة ويقولون ايضا قراءة ملكية كيف؟ يقول هذا قرأت فيه كذا الى اخره وهذا كله وسيلة من وسائل اكل اموال الناس بالباطل وخلاف الاصل الاصل ان يقرأ بالمشروع دون تفريط. ما تقول هذه قراءة عادية وخمسين ريال وقراءة ممتازة بمئتين وقراءة ملكية القارورة بالف. هذا مما لا يسوء لانه اولا يفضي الى اشياء من كرة ثم هو ايضا مما هو مخالف لما جاء في نصوص السنة يعني في اصل الرقية. هذا مما ينبغي الحذر منه ومخالفة على فتيه هو ان يكون المرء الراقي يكون مخلصا صادقا معتمدا على المشروع تاركا لغير المشروع حذرا مما زلة الشيطان له. هذه بعض المخالفات التي يقع فيها بعض الذين يرقون. من جهة وهناك المخالفات العظيمة الشركية التي يقع فيها السحرة والمشعوذون والمتطببة بالباطل. فيأتون برهم كما ذكرنا لكم الشركية يعطون اوراق فيها اسماء شياطين او فيها اسماء غير معروفة او نحو ذلك فهذا الحذر الحذر منه لانه شرك بالله جل وعلا. وقد يكون معه والعياذ بالله وصية بذبح لغير الله جل جلاله. مما يخرج المرء من دينه من دين الله لانه شرك اكبر وعبادة يجب ان تكون لله جل جلاله او يأمره بان يفعل اشياء من الشرك والعياذ بالله له او من الكفر كامتهان المصحف آآ كاهانة المصحف ونحو ذلك مما هو كفر بالله جل جلاله. بهذا يجب على الجميع التعاون على البر والتقوى والتعاون على انكار المنكر. من علم انه يتخذ في قراءته او في رقيته اساليب غير شرعية من الشرك والشعوذة والدجل فانه يجب الابلاغ عنه ولا تبرأ ذمتك حتى تبلغ عنه. لان هؤلاء يفسدون في الارض والله جل وعلا امر باصلاح ارض ونهى عن افسادها. فالواجب التعاون اذا علمت او رأيت فيجب عليك ان ان تحذر من ان تسكت ويجب عليك ان تبلغ تبلغ من؟ تبلغ اجهزة الاختصاص الهيئة او تبلغ الامارة او تبلغ القاضي في البلد او او آآ المحكمة كما او نحو ذلك مما تبرأ به ذمتك او تبلغ بعض اهل العلم الذين تعرفهم مما تبرأ لكن لا يجوز السكوت. هذه تبصرك عن قرب وبدون تعمر في موضوع هذه المحاضرة وهو الرقى واحكامها ولابد للجميع من العناية بهذه بهذا الموضوع وان يتفقهوا في الدين بان من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين. وان ينتبهوا للنساء في البيوت وللجهلة من ان يذهبوا الى قراء او الى من يرقي بدون ان تعلم شخصه وعدالته وثقته امانته و حسن استعماله للرقية. الواجب على الجميع ان يتعلم وان يحذر من وسائل الشرك. وان يحرص على السنة وما جاء فيها من ارشاد وبيان فالخير كل الخير في اتباع سنة محمد عليه الصلاة والسلام. لانه لا خير الا دلنا عليه ولا شر الا حذرنا منه. فدلنا على الرقية المشروعة بالقرآن او بما ارشد اليه عليه الصلاة والسلام من الادعية المعروفة وكذلك نهانا عن الشر من الرقى الشركية وما شابهها ما هو وسيلة اليها وامرنا عليه الصلاة والسلام بكل خير وحظنا عليه وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد. اسأل المولى جل وعلا ان يجعل ما سمعنا نافعا وان يجعلنا من المتعاونين على البر والتقوى وان يهيئ لنا من امرنا رشدا. كما اسأله سبحانه ان يثبتنا على الاخلاص له وعلى توحيده وتحقيق توحيده وان يجعلنا من الذين رضي عنهم رضي قولهم ورضي عملهم فارضاهم انه سبحانه جواد كريم. كما اسأل المولى جلت قدرته ان يصلح ولاة امورنا وان يهديهم الى الرشاد وان يوفقهم الى كل سبيل خير فيه نصرة للاسلام والمسلمين وفيه نفع للبلاد والعباد. كما اسأله جل جلاله باسمائه الحسنى وصفاته العلى ان يجعلنا واياهم من المتعاونين على البر والتقوى ونعوذ به من الحور بعد الكور ومن الضلال بعد الهدى ومن الزيغ بعد الايمان ربنا لا تزغ قلوبنا بعد اذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة انك انت الوهاب اللهم انزل علينا جميعا عفوك ورحمتك ومغفرتك وحافيتك على قلوبنا وابداننا واصح اللهم منا اللسان والقلب والجوارح وقوي عقيدتنا وايماننا وتوحيدنا انك جواد كريم انت اكرم مسؤول وانت بالاجابة جدير ونحن محتاجون فقراء اليك ربنا اللهم فاجب ما سألنا واغفر لنا جما. وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله محمد. بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله وصلى الله وسلم على رسول الله وعلى اله ومنهم من اهتدى بهداه. اما بعد فقد سمع جميعا هذه المحاضرة القيمة التي تفضل بها صاحب الفضيلة الشيخ صالح بن عبد العزيز بن محمد بن إبراهيم ال الشيخ جزاه الله خيرا وضاعف مثوبته من المحاضرة قيمة في موضوع جدير بالعناية. واسأل الله ان ينفعنا واياكم بما سمعنا وعن يضاعف له المثوبة وان يوفقنا واياكم لعلم نافع والعمل الصالح وان يمنح الجميع الفقه بالدين ووصيته للجميع العمل بما سمعتم من التوجيهات والفائدة من جهة الرؤية كثير من الراقيين ليس عندهم البصيرة الرؤية وكثير منهم يحدث منه ما لا ينبغي فينبغي للمؤمن ان يتوخى اذا اراد الرؤية يتوخى المعروفين بالخير والمعروفين استقامة ومعروفين بالعلم حتى لا يقع فيما لا فيهم حتى لا يقع فيما يخالف الشرع وقد سمعتم ما جاء في الحديث يقول صلى الله عليه وسلم لا بأس بالرقى ما لم تكن شركا. ويقول صلى الله عليه وسلم لا رقية او لا من عيننا لا رقية الا من عين او حمى والعين اين العائن والحمى سمدوة السموم يعني انها اولى من غيرها والا فالرقية لكل شيء منها الامراض وما يعرضه الانسان من البلاء وقد رأى الصحابة رضي الله عنهم لديغا فعاثه الله رقاه بعضهم بالفاتحة فعافاه الله وقال لهم النبي صلى الله عليه وسلم لما اخبروه اصبتم صوبهم ولم يعنف عليهم واخذوا جعلا من اصحاب المريض ورقاه بالفاتحة فالمقصود ان الرقية امرها لا بأس به. وهي شرعية كما قال صلى الله عليه وسلم لا بأس بالرقى ما لم تكن شكة وكان يرقي قد اقام الرقية عليه الصلاة والسلام وكان الصحابة يرقون والرؤى تكون بالقرآن وتكون بما جاء في الاحاديث وتكون الطيبة المباحة المؤمن يتحرى في رؤيته ما جاءت به النصوص ويتحرى ما يعلم من من الاجهزة الطيبة ندعو بها للمرء ويتحرى الاخلاص في ذلك ويعلم ان الله سبحانه هو الذي يشفي بيده الشفاء والعافية وانما الرؤيا سبب من الاسباب. فعلى الراقي والمرئي الثقة بالله والتعلق بالله والايمان بانه سبحانه هو الذي بيده الضر والنفع والعطاء والمنع والشفاء والعافية. فتكون القلوب معلقة به سبحانه ومطمئنة اليه يعلم الراقي والمرقي ان الشفاء بيد الله فيعلق رجاءه بالله ويسأل الله ان ينفع بالاسباب الاسباب رقية او كي او بادوية اخرى. النبي عليه الصلاة والسلام قال عباد الله تداووا ولا تداووا بحرام. فالتداوي والعلاج لا بأس به. بالرقية وغيرها لكن مع الثقة بالله والاعتماد على الله وان لا يرقي الا بما شرع الله وبما اباح الله والا يداوي غيره وان لا يتداوى الا بما اباح الله وان يكون قلبه معلقا بالله واثقا بانه سبحانه ولا بيده الشفاء وانما هي اشبه والشفاء الله جل وعلا والرقية كما سمعتم لها شروق ثلاثة. الاول ان تكون الرقية بالقرآن او بما جاء في الاحاديث او مباحة والاشياء الواضحة مباحة اما باشباء مجهولة او بالاشياء المجهولة او بالشرك او بالتعلق على غير الله او بالتوسل كل هذا ممنوع لابد من هذا الامر يكون باشياء واضحة من الايات او من الاحاديث او اشياء واضحة مباحة فلا بأس بها. ولا الثانية لا يجوز الرقية مما يخالف الشرع او بالاسماء المجهولة. الثالث ان ان يعتقد انها سبب وان الشفاء بيد الله هو الذي يشفي جل وعلا وانما هي اسباب ومما ينبغي التنبيه عليه كما نبه فضيلة الشيخ صالح الحذر من سؤال الجن والاعتماد على اقوالهم يقول هذا شهارة اخته او اخت زوجته او امه او فلانة او فلان هذا باطل كل هذا كذب ولا يجوز الاعتماد على ذلك ولا يجوز للراقي سؤالهم والاعتماد على قولهم لان فيهم الكذاب وفيهم وفيهم الفاسق وفيهم الكافر فلا يجوز الاعتماد عليهم ولا سؤالهم. وانما يرقيه واذا كان به جن. تكلم على جني وعظه وذكره وحذره من البقعة في في الانس وان هذا ظلم وانه لا يجوز له والواجب عليه الخروج عليه ان يتقي الله وان من كان مسلما يراقب الله وان يحذر مغبة الظلم. اما ان يصدقه باني دخلت فيه بسبب فلان وان فلانة فعلت وانا فعلت او امك او زوجة اخيك او جاركم فلان كل هذا مما يجب الحذر منه والا يصدق هؤلاء الكذابون من من الجن ولكن الراقي يعظهم ويذكرهم ويأمرهم بالخروج وان بقائهم ظلم اذا كان مسلم يتقي الله. ولا يظلم اخاه وان كان غير مسلم كذلك يجب الحذر من الظلم والظلم عاقبته خيمة ويحذرهم من بقائه في في المسلم ان هذا ظلم يجب الحذر منه. وبكل حال فالواجب على الراغبين ان يتقوا الله وان يراقبوا الله وان يرضوا ايات قرآنية والادعية النبوية والادعية المباحة وان يحذروا ما حرم الله من الاسباب المحرمة وان يحذروا الكذب الجن او سؤال او الاعتماد عليهم كل ذلك يجب الحذر منه وان يكون الراقي يعتمد على الله ويعلم انه مسبب الاسباب وان بيده الظر والنفع وانه القادر على كل شيء جل وعلا. ولهذا بين النبي صلى الله عليه وسلم قال صلى الله عليه وسلم ان الرقى والتمام ولا شفت يعني الرقى المجهولة او الرقى بغير ما شرع الله بينما اباح الله او التي فيها توسل بالشياطين والجن ونحو ذلك انما الرضاة هي التي تكون بالقرآن العظيم ونهجها النبوية والاديان المباحة. الصرف والعطف وسهل والتمائم ما يعلق على الناس ما يعلق على الاولاد وغير الاولاد من الحروش كلها منكرة يجب الحذر منها اما حديث في سبعين يستقون ولا يكتوون هذا من باب الفظل عدم الاستلقاء او امر افظل وعدم شيء افضل فلا بأس ان يستغي ولا بأس ان يكتوي. النبي واستقى عائشة ان تسترقي وامر امة ان تسترقي تكن من باب الفضيلة من باب ترك سؤال الناس واذا اشتق للحاجة او كوال الحاجة فلا بأس ولهذا قال عليه الصلاة والسلام الشفاء كية نار او شرط شرطة لحية او شربة عسل وما احب ان اكتوي. وفي اللفظ الاخر عن امة الكي فالكي اخر الطب عند الحاجة اليه لا بأس به. واما رواية لا يرقون فهي رواية شاذة غير صحيحة. وانما المحفوظ لا يسترقون. اما كل يرضي فهذا مشروع له نفع يفعل كما في الحديث من استطاع ان ينفع من استطاع من ان ينفع اخاه فلينفعه يكون ينفع اخاه ويرقيه هذا امر مشروع ومأجور