ابن عباس رضي الله عنهما حبر الامة في القرآن وحبرها يعني كثير العلم من الامة في كتاب الله جل وعلا بدعوة النبي صلى الله عليه وسلم مكث زمان طويلا تردد في نفسه ما المراد بي هل من من المقصود بالمرأتين في قول الله جل وعلا؟ ان تتوبا الى الله فقد صغت قلوبكما وان تظاهر عليه فان الله هو مولاه وجبريل وصالح المؤمنين. من المرأتان؟ قال ابن عباس تردد ذلك في نفسي زمنا طويلا وهبت ان اسأل عمر مع ان عمر كان يحب ابن عباس وكان يقدمه ويأتي به في المجالس ويباهي به كبار الصحابة لما يظن فيه ويلمح فيه من علم وتؤدة وفهم عنده في الكتاب والسنة. قال ابن عباس مع قربه هبت ان اسأل عمر عن المرأتين اللتين تظاهرتا على رسول الله صلى الله عليه وسلم قال حتى كان منصرفه مرة من الحج فصحبته فقال لي يا ابن عباس قرب لي وضوءا يعني ما انا فلما قربت له الوضوء قلت له في اثنائه يا امير المؤمنين من المرأتان اللتان قال فيهما الله جل وعلا ان تتوبا الى الله فقد صغت قلوبكما قال فاجابني عمر فقال عائشة وحفصة وكان ابن عباس ربما توسد بردته في يوم حار عند باب احد الانصار ليستفيد منه علما سمع عنده حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم اراد ان يتثبت منه او ان يأخذه منه مباشرة فيأتي فيطرق الباب فيقولون هو قائم يعني نايم او هو في الدار او مثل من يقول بعضنا اليوم هو مشغول او نحو ذلك فانتظر انتظر حتى خرج فلما رآه قال يا ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم منذ متى وانت هنا فقال ابن عباس منذ كذا وكذا وكان يتوسد البردة وتسفي الريح التراب عليه. تذللا في العلم واحتراما لاهل العلم ما رآه على هذه الحال انشرح الصدر المسؤول ان يجيبه عما اراه وعظم في نفسه فكان ابن عباس اذا سأل اجيب غير كثير من من هم في طبقته من الصحابة رضي الله عن الجميع. ولهذا قال كلمته المشهورة ذللت طال ذللت طالبا فعززت مطلوبا. يعني لما كنت طالبا كنت اذل لمن استفيد منه ولكن لما احتاج الناس الي عززت مطلوبا لانه صار عندي من العلم ما ليس عند غيري. وقد قال بعض الانصار قد قال ابن عباس لبعض الانصار وكان صديقا له اذهب بنا يا اخي الى صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم نسألهم عن العلم ونستفيد منهم. فقال ذاك الانصاري يا ابن عباس اتظن ان الناس سيحتاجون اليك؟ وهؤلاء صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم الكبار بين ظهرانيهم قال فتركت العلم والسعال وذهب ابن عباس يسأل انقرض ذهب كبار الصحابة فاتى زمن ابن عباس فيه هو من كبار صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم احتاج الناس الى علمه فاصبح يجيب الناس ما فتح الله جل وعلا عليه عليه من العلم. الشاهد من ذلك ان السائل والمتعلم يحتاج يحتاج الى ادب وهو مراعاة اهل العلم لا يضيق بالعالم اذا لم يفتح له صدره دائما. بشر هو. احيانا يكون على حال واحيانا يكون على حال اخرى وهذا لعله من اسباب عدم كثرة الصحابة السؤال للنبي عليه الصلاة والسلام تعدبا معه وتوقيرا له عليه الصلاة والسلام حتى يكون ذلك ابلغ في الادب معه عليه الصلاة والسلام