الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ وليد بن راشد السعيدان حفظه الله. يقدم المسألة الاولى جميع ما ذكره الامام الطحاوي رحمه الله تعالى يتكلم عن مرتبة الكتابة والتي يسميها العلماء الكتابة القدرية وهي مرتبة من مراتب الايمان بالقضاء والقدر ان الله عز وجل كتب ما كان وما يكون وما هو كائن الى يوم القيامة. ولا يتحقق الايمان بالقضاء والقدر الا اذا امن العبد بهذه المرتبة وهي مرتبة الكتابة فان قلت واين وقعت هذه الكتابة؟ فنقول وقعت في اللوح المحفوظ وقعت في اللوح المحفوظ فان قلت ومتى كانت فنقول لقد كانت قبل خلق السماوات والارض بخمسين الف سنة كما سيأتينا بيانه. فان قلت وباي ان كانت فنقول بالقلم الذي خلقه الله عز وجل والتي والذي سيأتي ذكره في الادلة مستوفا ان شاء الله تعالى وهذه المرتبة من مراتب الكتابة قد ذكرها الله عز وجل في ايات متعددة. وبينها نبيه صلى الله عليه وعلى اله وصحبه وسلم في الاحاديث الصحيحة فمن الايات قول الله عز وجل الم تعلم ان الله يعلم ما في السماء والارض ان ذلك في كتاب. والمقصود بالكتاب هنا اي لوح المحفوظ وكذلك قول الله عز وجل وكل شيء احصيناه في امام مبين. والامام المبين هو اللوح المحفوظ وسمي اماما لانه مأخوذ من من ام الشيء وام الشيء منتهاه واصله. يعني هو اصل الكتابة القدرية واصل الكتب التي في ايدي الملائكة فهذا الكتاب هو ام الكتب. وكذلك يقول الله عز وجل ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر ان الارض يرثها عبادي الصالحون. فاما الزبور فهو معروف ولكن اختلف السلف رحمهم الله تعالى في تفسير الذكر. المذكور بعد الزبور على قولين ومنهم من قال ان المراد بالذكر اي اللوح المحفوظ وهذه تسمية ثالثة من اسماء اللوح المحفوظ وكذلك من ذلك قول الله عز وجل ولولا كتاب او قال لولا كتاب من الله سبق لمسكم فيما اخذتم عذاب عظيم اي لولا كتاب سبق به القضاء والقدر عند الله عز وجل انه قد احل لكم الغنائم لمسكم في اخذكم لشيء منها العذاب الاليم وقال الله عز وجل وما من غائبة في السماء والارض الا في كتاب مبين اي اللوح المحفوظ وقال الله عز وجل وعنده مفاتح الغيب لا يعلمها الا هو. ويعلم ما في البر والبحر. وما تسقط من ورقة الا يعلمها ولا حبة في ظلمات الارظ ولا رطب ولا يابس الا في كتاب مبين. وهو اللوح المحفوظ وقال الله عز وجل وما تكونوا في شأن وما تتلوا منه من من قرآن ولا تعملون من عمل الا كنا عليكم شهودا اذ تفيضون ابيه وما يعزب عن ربك من مثقال ذرة في السماوات ولا في الارض ولا اصغر من ذلك ولا في الارض ولا في السماء ولا اصغر من ذلك ولا اكبر الا في كتاب مبين. والمقصود بالكتاب المبين اي اللوح المحفوظ. وكذلك يقول الله عز وجل ما اصاب من مصيبة في الارض ولا في انفسكم الا في كتاب من قبل ان نبرأها ان ذلك على الله يسير. ويجمع قول الله عز وجل ما فرطنا في الكتاب من شيء ويقول الله عز وجل انه لقرآن كريم في كتاب مكنون. والمقصود بالكتاب المكنون اي اللوح المحفوظ. فانتم ترون ان هذه الكتابة في اللوح المحفوظ قد دلت عليها الادلة القرآنية الكثيرة. وقد سمى الله عز وجل اللوح المحفوظ باسماء متعددة فسماه باللوح المحفوظ وسماه بام الكتاب وسماه بالكتاب المبين. وسماه بالكتاب مطلقا من غير اضافة وسماه بالذكر فكل هذه اسماء وان اختلفت الفاظها الا انها ترجع الى شيء واحد وهو اللوح المحفوظ وكذلك السنة الصحيحة اثبتت هذه الكتابة اثباتا لا مزيد عليه. فمن ذلك ما في صحيح الامام مسلم من حديث عبد الله ابن عمرو ابن العاص رضي الله عنهما قال قال النبي صلى الله عليه وسلم كتب الله مقادير الخلائق قبل ان يخلق السماوات والارض بخمسين سنة قال وكان عرشه على الماء ومن ذلك ايضا ما في صحيح مسلم من حديث عبدالله بن عمر رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كل شيء بقدر الله حتى العجز والكيس وفي حديث جابر رضي الله تعالى عنه قال جاء سراقة ابن مالك الى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله حدثنا عن ديننا كأننا خلقنا الان فيما العمل؟ افيما يستقبل ام في شيء جفت به الاقلام وجرت به المقادير؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم بل فيما جفت به الاقلام وجرت به المقادير. ومن ذلك ايضا حديث عبادة رضي الله عنه قال قال النبي صلى الله عليه وسلم ان اول ما خلق الله قال له اكتب قال يا ربي وما اكتب قال اكتب ما هو كائن الى يوم القيامة. وقد اجمع العلماء رحمهم الله تعالى على اثبات ذلك ولاحظ في الاسلام لمن انكر كتابة الاقدار في اللوح المحفوظ. لا حظ في الاسلام لمن انكر وجحد كتابة الاقدار في اللوح المحفوظ