اذا تصورنا فانا ندرك ان طلب العلم مبني على اركان. هذه الاركان لابد من ترسيخها ولابد من سقيها حتى تؤتي الغراس ثمرتها. واذا لم نركز على هذه الاركان فاننا لا نستطيع ان ندرك ثمرة العلم ولا ان ندرك العلم. فان الاركان لابد منها وواجبات هي مكملات لهذه ومستحبات هي زينة لصورة العلم وجمال لصاحبه. اما اركان الطلب التي ينبغي لكل طالب علم ان يهتم بها فهي اربعة امور. الاول وهو ركن لابد من مصاحبته في كل لحظة وحين. الاخلاص لله جل وعلا. ولذلك ان الله سبحانه وتعالى قال فاتقوا الله ويعلمكم الله. فمن اتقى الله يعلمه الله ومن تقوى الله الاخلاص له جل وعلا. ولهذا قال صلى الله عليه واله وسلم من طلب الدنيا بعلم يبتغى به وجه الله لم يرح رائحة الجنة. او كما قال صلى الله عليه وسلم ولذلك ينبغي لطالب العلم ان يفتش قلبه في كل حين ووقت. فلا يتحرك ولا يتقدم خطوة الا باخلاص لله تبارك وتعالى. فانه ليس شيء يوصل الى الله مثل الاخلاص لله جل وعلا. ثم المتابعة لرسوله صلى الله عليه وسلم. فالامر الثاني او الركن الثاني ان تلتزم الشيخ الناصح ان تلتزم عالما تدرك انه يأخذ بيده. حتى ان في سير سلفنا الصالح ان الامهات كن يدفعن باولادهن علماء ويقولون لا نريد ان تعلمه شيئا انما نريده ان يتعلم منك السمت والهدي الناصح هو الذي يعلمك ما الذي تحفظ. ما الذي تفهم؟ ما الذي تدرس؟ من اين تبدأ ولا بد في طلب العلم ان تكون مقمشا مجمعا لا يفوتك شيخ لا سيما في بلدك. ينبغي الحرص لطالب العلم على ان يلتزم الشيخ الناصح فهو الذي يقول له كما قال ابن سلام البيكندي ابن سلام البيكندي بالتخفيف شيخ البخاري وهو اول شيخ له في قريته في خرتنج قال له يا بني انك لقد حصلت العلم الذي عندنا فارحل في طلب العلم. فالشيخ الناصح هو الذي يأخذ يجد طالبه وتلميذه وينقله من فن الى فن. حتى اذا ادرك انه قد اخذ ما عنده يأمره بالتوجه الى غيره. الشيخ الناصح هو كالرجل البصير مع الاعمى. يأخذ بيد البصير ويصير به حتى يوصله الى مرامه ويبلغه الى غايته ومنتهاه. وليس معنى ان يكون الانسان بين يدي شيخه كالميت بين يدي غاسله كما تقوله بعض الطرقية. فهذه بدعة ضلالة قوية وانما المقصود الاسترشاد والاستنصاح للشيخ والطلب من الشيخ فانه خير معين. ولذلك لما ننظر الى فقه الامام ابي يوسف يعقوب ابراهيم الانصاري احد تلامذة الامام ابي حنيفة رحمه الله لازم ابا حنيفة عشر سنين. فاراد ان يعمل حلقة بمفرده. وقد علم الامام انه لم يبلغ المرام. فارسل اليه شخصا يسأله سؤالا فقهيا حيره فرجع الى شيخه ولازمه عشر سنين اخرى حتى اصبح يشار اليه في الفقه والفتية والقضاء والمواريث وغير ذلك من العلوم. الركن الثالث ايها الاخوة وقبل ان ينتقل الى الركن الثالث تأملوا معي القصة العظيمة التي ذكرها الله جل وعلا في القرآن وهي قصة المعلم مع تلميذه قصة الخضر مع موسى فانها قصة عظيمة وهي اعظم رحلة في طلب العلم. اعظم رحلة في طلب العلم. ويدلك على عظمة هذه الرحلة جهات عدة منها ان الراحل الى العلم هو كليم الله موسى. ومنها انه ينتقل الى مجهول لا يدري اين يذهب ومنها انه لا يدري لا من يذهب وانما يأتمر بامر الله الى طلب العلم وكيف التزم طلب العلم عند الخضر وتأدب ففي هذه الرحلة من الفوائد والقصص ومن الاستنباطات العظيمة ما يستفيد طالب العلم الطريقة المثلى لا سيما الطريقة المثلى في رحلته. الطريقة المثلى مع شيخه. الطريقة المثلى في سؤاله وتأدبه واستنباطه ودرسه ومحاضراته وكيفية السؤال ووقت السؤال. الامر الاخ الناصح من اركان طلب العلم والطريقة المثلى في طلب العلم ان يكون لك اخ ذو همة عالية وجهد مبذول غال. لا يكسل اذا كسلت. ولا يخذلك اذا تقاصرت وانما يأخذ بيدك ففتش بين اخوانك واصحابك لعلك تجد معينا من هؤلاء. ولذلك يقول البخاري رحمه الله في كتاب العلم باب المناولة في طلب العلم ثم ذكر قصة عمر وانه كان له اخا انصاري يتناول معه طلب العلم يتناول معه طلب العلم عند رسول الله صلى الله عليه وسلم. فينبغي لكل واحد يريد ان يصل الى العلم ان يكون له زميل واخ ناصح ذو جهد وجهد. فانك تأخذ بيده ويأخذ بيدك يذكرك اذا نسيت وينبئك اذا غفلت وينصحك اذا استنصحت. فهذا امر عظيم لا بد من الركن الرابع ايها الاخوة وهو ركن ركين المذاكرة. لا يمكن لطالب علم ان يسلك مسلك العلم والعلماء ما لم يكن له وقت مدارسة للعلم. لان هناك وقت طلب تحظر عند الشيخ وهناك وقت تفتيش تفتش ما قد قرأت وحظرت ودرست وهذا ما يسميه العلماء الاول يسمونه تقميشا. والثاني يسمونه تفتيشا. ثم بعد بعد التفتيش والتنقية فانت تذاكر درسك مع زميلك مع اخوانك وان لا بد ان نقول ها هنا ان هذه الاركان الاربعة الاخلاص امر قلبي شيخ ناصح الاخ الناصح المذاكرة هذه الاركان الاربعة هي التي تأخذ بيدك ينتهي النهج الصحيح في طلب العلم. فان الانسان اذا اخذ بيد شيخ ناصح فانه يتعلم منه الشمت والدل قبل ان يتعلم منه شيء اخر