واعلم ان الخشوع في الصلاة له اسباب سابقة وله اسباب مقارنة. فاما اسباب السابقة التي تسبق الصلاة فمنها اولا ان يزيل الانسان عن نفسه الشواغل والصوارف قبل دخوله في الصلاة ومنها ايضا الحرص على الحضور مبكرا الى المسجد لاجل ان لاجل ان يكون ما يصليه قبل الفريضة توطئة وتمهيدا لما هو بصدده من هذه الفريضة. واما الاسباب المقارنة فمنها وهو اعظمها استحضار عظمة من تقف بين يديه فانت تقف بين يدي ملك الملوك لو ان احدنا وقف امام ملك او امير او سلطان او وزير لوجدت خاشعا لا يتحرك ولا يعبث. فكيف وانت تقف بين يدي علام الغيوب وملك الملوك سبحانه وتعالى. ومن اسباب الخشوع في الصلاة ايضا استحضار ما يقوله المصلي في صلاته. فانت اذا قرأت الفاتحة استحظر هذه المعاني. اذا قلت لله رب العالمين. استحضر معنى الحمد وانك تصف الله عز وجل بصفات الحمد والجلال. اذا ركعت وقل وقلت سبحان ربي العظيم استحضر معنى سبحان ربي العظيم سبحان ربي الاعلى وما اشبه ذلك لان هذا مما يعينك على حضور القلب في الصلاة ومن اسباب الخشوع في الصلاة ايضا ان يكون الانسان ان يكون بصره محصورا. لا يلتفت ببصره يمنة ولا يسرع. بل يكون بصره الى موضع سجوده. او تلقاء وجهه. ومنها ايضا اجتناب العبث والحركة. لان العبث والحركة سبب لانشغال القلب. ولذلك لما رأى حذيفة رضي الله عنه رجلا يعبث يعبث في صلاته قال لو خشع قلبه لخشعت جوارحه. ومن اسباب الخشوع وحضور القلب في الصلاة ايضا ان يحرص الانسان على الطمأنينة في الصلاة. فالطمأنينة من اعظم اسباب حضور القلب. لان الذي ينقر صلاته نقرا ويعجل فيها لا يمكن ان يخشع ومنها ايضا ان يكون المكان الذي يصلي فيه ان يكون المكان الذي يصلي فيه ليس فيهما يشوش عليه صلاته ويعكر عليه فلا يصلي في مكان فيه صبيان يلعبون او اناس يتحدثون او ما اشبه ذلك. ومنها ايضا ان اقرأ ويتأمل في الاحاديث في النصوص الشرعية من القرآن والسنة الواردة في فضل الخشوع وانه سبب للفلاح قد افلح المؤمنون الذين هم في صلاتهم خاشعون. ومتى عود الانسان نفسه على الخشوع وحضور القلب في الصلاة صار ذلك سجية له وطبيعة له