المراء له اساس اسباب نفسية لابد ان يعالجها المرء في نفسه من اسبابه ان يظهر انه لم يستسلم في وجهة النظر يقول رأيا خطأ فيأتي الثاني فيقول انت اخطأت ليست كذا هي كذا فهي استعظم ان يخطأ واذا اخطأت الحمد لله العلماء اخطأوا في مسائل في الدماء ورجعوا عنها اخطأ بعضهم في مسائل في الفروج ورجعوا عنها في مسائل اجتهادية الرجوع عن الخطأ محمدة وليس بعيب فكل من رجع عن خطأ اخطأ فهو تاج على رأسه لانه يدل على انه روض نفسه على طاعة الله. وجعل العبودية فوق الهوى من اسباب المراءة هذا الذي ذكرت ومن اسبابه الرغبة بالانتصاف هذا يرغب في ان يكون احسن عقلا بان يكون احسن ابراكا من الاخر فيبدي وجهات نظر متنوعة والاخر يبدي وجهات نظر من جهة اخرى فيريد ان يكون فائقا عليه فيمارس لان يقول هذا الذي ذكرته هذه النقطة خطأ بل الاصح انها كذا. فيدخل في مراء باسلوب يوقع الشحناء ويوقع البغضاء في القلوب من اسباب الميراث ايضا عدم رعاية افات اللسان واللسان فيما ينطق وفيما يتحرك به محاسب عليه ما يلفظ من قول الا لديه رقيب عتيد وقد قال جل وعلا لا خير في كثير من نجواهم الا من امر بصدقة او معروف او اصلاح بين الناس كف عليك هذا واشار الى لسانه فقال معاذ يا رسول الله او ان محاسبون على ما نقول؟ قال ثكلتك امك يا معاذ وهل يكب الناس في النار على وجوههم او قال على مناخرهم الا حصائد السنتهم فمن اسباب المماراة عدم رعاية اصلاح اللسان الاستخفاف باللسان واللسان كما قيل صغير الجرم لكنه كبير الجرم يعني ان ما يحصل من الافات عن طريق اللسان هذه عظيمة فبها يتفرغ الاحباب بها تحصل الشحن بها تحصل عداوة بها يحصل العدو بها يدخل من يريد ان يوقع بينك وبين احبابك يدخل الكثير من جراء اللسان. فمن لم يحفظ لسانه في مسائل المماراة في المسائل المختلف فيها التي تكون في المجالس عادة فانه يقع ولابد ويكون بينه وبين اخوانه ما لا يحب. اخيرا في المماراة وفي المراء المراء مضاد لحسن الخلق فان الناظر اذا تأمل ما يجب عليه من حسن الخلق فانه لا يماري لان المماراة بها انتصار وفيها استعلاء على الاخرة وهذا مضاد لحسن الخلق فلتبدي ما عندك بهدوء ولين فان قبل منك فالحمد لله والا ستكون قد ذكرت وجهة نظرك بعض الناس في المجالس يؤدي به المراء ان يكرر نفس الفكرة عشر مرات عشرين مرة وهي هي يعيدها بصيغة اخرى هذا ما يحمله على ذلك يحمله الانتصار لله او اسباب اخرى الله اعلم بها او غفلة عما يجب عليه. اذا اوردتها مرة كهمت عنك فلا تبالي في ذلك لان حقيقة المراء انه مضاد لحسن الخلق المسلم مأمور بان يحسن خلقه. والنبي صلى الله عليه وسلم امرنا بذلك في احاديث كثيرة