الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ وليد بن راشد السعيدان حفظه الله. يقدم المسألة التي بعدها ان قلت وما اسباب ضلال الناس في القضاء والقدر ان قلت ما اسباب ضلال الناس في القضاء والقدر؟ لم ضل الناس في هذا الباب لم ضل الناس ولابد ان نتعرف ايها الطلبة على الاسباب حتى نتلقاها ولا تزل فيها اقدامنا واذا كان الواحد منا قد وقع في شيء من ذلك فليبادر بالنزع قبل ان تنزع روحه او تنزع عقيدته وسلامة توحيده من قلبه ولقد ذكر العلماء جوابا عن ذلك اسبابا عدة اقرب يا عبد الله. ولقد ذكر العلماء جوابا عن ذلك اسبابا عدة مما ذكروه الخوض في هذا الباب بلا علم ولا برهان. وهذا اعظم الاسباب في الحقيقة ولذلك اهل السنة ما ضلوا في باب القضاء والقدر لانهم جعلوا مبنى هذا الباب على توقيفيا على دليل الكتاب والسنة فلا يجعلون القياس فيه مجالا ولا للعقل فيه طريقا ولا للرأي فيه مدخلا ابدا مطلقا وانما يقررون فيه ما قرره الدليل وما سكت عنه الدليل فانهم يسكتون عنه. لا يدخلون في هذا الباب متأولين بارائهم ولا متوهمين باهوائهم رضي الله عنهم وارضاهم. ولذلك كما ضلوا انما ظل من خاف انما ضل من تكلف القول او تنطع به فالمتنطعون يهلكون كما قال عليه الصلاة والسلام هلك المتنطعون وهم الذين يسألون اسئلة عقيمة اما لا تجوز في ذاتها واما لا تجوز لهم واما لانها اسئلة يتطلب في الجواب عليها استكشاف ما وراء الغيب هذا تنطع هذا تنطع ومن الاسباب ايضا نفي حكمة الله عز وجل او التشكيك فيها فمن نفى حكمة الله عز وجل في افعاله واقداره وتشريعاته فانه لزاما سيظل في باب القضاء والقدر ولا شك ومن الاسباب كذلك عدم تسليم العقول باقدار الله الا بشرط معرفة علتها والحكمة منها فان هناك اناسا يعارضون الله في اقداره وكأنهم يقولون له عز وجل يا الله ان كنت تريدنا ان نذعن ونسلم لاقدارك فاكشف حكمتها لعقولنا فاي قضاء او قدر لا يتماشى مع عقولهم وارائهم او مذاهبهم او قواعدهم الباطلة فانهم يقابلونه بالجحود والتكذيب او التحريف والتأويل كما فعلته الجبرية والقدرية لماذا ردوا نصوص القضاء والقدر؟ لم لم ردوها؟ لانهم قاسوها بماذا؟ بعقولهم. فلما لم يتعرفوا على حكمة الله في هذه الاقضية والاقدار انكروها وحرفوها وردوها. ولذلك باجماع اهل السنة ان الاقدار لا تكونوا الا عن حكمة بالغة ومصلحة متناهية سواء اعلمها عقلك العاجز الضعيف او خفيت عنه فاذا خفيت الحكم القدرية التفصيلية فيبقى الحكمة القدرية التأصيلية العامة وهي انه فعل الله والله هو الحكيم اسما وذو الحكمة متناهيتي صفة فتؤمن وتثق بربك انه ما قدر الا لقضاء الا لمصلحة وحكمة لكنها خفيت على عقلك لا يجوز لك ان تجعل عدم معرفتك للحكمة بعقلك سبيلا لمنازعة الله عز وجل في قضائه وقدره او او سبيلا لاتهام ربك في اقداره في اقداره وحكمته تبارك وتعالى. اذا هذا باب من الضلال العظيم في هذا الباب. انه انهم يوقفون الايمان القضاء على على اتضاح الحكمة لعقولهم ولذلك بعضهم لا يؤمن بقضاء الله وقدره في مسألة الوضوء من لحم الابل. فلا يتوضأ مع انه قضاء شرعي امرنا به شرعا والعلة في عدم امتثاله والتزامه بهذا القضاء وايمانه به ما هو؟ ان الحكمة من الوضوء من لحم الابل لم تتبين لعقله وقد اجمع اهل السنة على انه ليس من شرط تنفيذ الحكم معرفة العقول بحكمته او علته لان العلة العامة هي امر الله ورسوله صلى الله عليه وسلم كما قالت عائشة لمعاذة اوحرورية انت؟ قالت لست بحرورية ولكن كني اسأل قالت كان يصيبنا ذلك على عهد النبي صلى الله عليه وسلم فنؤمر بقضاء الصوم ولا نؤمر بقضاء الصلاة العلة ما هي امر الله ورسوله لكن هذه طائفة ظلت بسبب تعليق الايمان باقدار الله الكونية والشرعية والاستسلام والاذعان لها وتطبيقها معرفة عقولهم لحكمتها او علتها فما لم تتعرف عليه عقولهم من اقدار الله واقضيته واحكامه الكونية والشرعية كفروا به او جحدوه او حرفوه او تأولوه او عارضوه قلهم وارائهم واقيستهم. ومن اسباب الضلال في هذا الباب ايضا قياس افعال الخالق على الخلق تشبيه الخالق بالمخلوق في افعاله فما كان ظلما من العباد فهو ظلم في حق الله عز وجل وما كان عدلا من العباد فهو عدل في حق الله عز وجل فقياس افعال الخالق على افعال المخلوق من من جملة الظلم والعجز كل ذلك مما اوقعهم في هذا الخلل العظيم في هذا لا سيما القدرية النفاة الذين هم المعتزلة في باب القضاء والقدر والذين دخلوا بمسألة التحسين والتقبيح العقليين في افعال الله عز وجل فما كان حسنا من المخلوق فهو حسن من الله. وما كان حسن ظلما من المخلوق فهو ظلم في حق الله عز وجل انتبهوا لهذا فهو ظلم في حق الله عز وجل ومن ادخل الله عز وجل مع المخلوق في هذا القياس التمثيلية الذي تستوي او او الشمولي فانه والله سوف يكفر بالله عز وجل سوف يكفر بالله عز وجل وسوف ترد عليه من الاشكالات ما لا يستطيع جوابه ولذلك اقول لكم الان لو انك افقرت انسانا حتى يحتاج اليك لكان ظلما منك لكن الله عز وجل قد يفقر انسانا حتى يفتقر اليه ويتعبد له او يرده عن غيه. فصار عدلا من الله وظلما منك فليس كل ظلم يصدر منك بلازم ان يكون ظلما في حق الله عز وجل لو انك تسببت في امراض احد لكان ذلك ظلما منك. لكن الله عز وجل قد يقدر عليك اسباب المرض فتمرض لكنه عدل في حق الله عز وجل ولذلك جعلت امراض العباد كفارة ورفعة لدرجاتهم او زيادة لعذابهم والتنكيل بهم قبل عذاب الاخرة فهي عادل او فضل من الله عز وجل اما منك فهي ظن. لماذا؟ تهجم على صحة الناس وتظلمهم لو ان انسانا امسك امواله او حرق بيته وما يملك لكان سفها منه لكن الله يدمر في ملكوته ما يشاء تهلك من يشاء ويحرق من يشاء ويحيي من يشاء ويعدم من يشاء ويزلزل ارضه فتتهدم البيوت التي جلس الناس في تعميرها سنوات وقرون متطاولة. لكنه عدل منه ولذلك ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت ايدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون فاذا ليس كل ظلم يصدر من المخلوق لابد ان يكون لزاما يوصف الله عز وجل بالظلم اذا صدر منه. لا قد يكون عدلا فهو عدل من الله وظلم منك. فضل من الله وظلم منك فمن ادخل الله عز وجل في افعاله وقاس وقاسه على المخلوق فانه سيقع والله في مزالق عقدية لا يعلم بعظيم بسوءها ونهاء وخطر نهاياتها الا الله عز وجل ومن الاسباب التي ضل بها الناس في باب القضاء والقدر اعتمادهم في دراسة النصوص في هذا الباب على عبارات لا تعرف عن السلف رحمهم الله تعالى وهي عبارات مجملة بدعية تحتمل الحق والباطل فصاروا ينزلون ادلة الشريعة على هذه العبارات فانتجت لهم هذه العقائد الفاسدة. فهم لم يفهموا الادلة على فهم السلف الصالح ولم ينزلوها على عبارات الكتاب والسنة. وانما قعدوا قواعد واخترعوا مصطلحات فصاروا يحاكمون الكتاب والسنة في باب القضاء والقدر بناء على ماذا على هذه القواعد الفاجرة الكفرية الابليسية فمن ذلك مثلا قاعدة التحسين والتقبيح العقليين. قاعدة معتزلية حاكموا الله عز وجل في قضائه وقدره بناء على هذه القاعدة حتى قال قائلهم لا يمكن ان ينسب الله عز وجل الى انه خلق المعاصي التي يفعلها العبد. قالوا لم؟ قالوا لانه قبيح على الله ان يقدر عليه المعصية ثم يعذبه عليها فاذا حاكموا الله عز وجل بهذه القاعدة فنتجت لهم هذه النتائج الفاسدة الضالة وكذلك كثير من الاشاعرة ايضا ضلوا في هذا الباب بسبب ماذا؟ بسبب عبارة عندهم بدعية حاكموا بها ادلة الكتاب والسنة في باب القضاء وهي مسألة الكسب التي يسميها العلماء بكسب الاشعري الكسب عند الاشعري ومسألة ولفظ الاستطاعة وغيرها من الالفاظ التي اخترعوها هم من عندهم وصاروا يحاكمون الله في قضائه وقدره ويحاكمون الادلة بناء على هذه المصطلحات البدعية والقواعد الضالة المخالفة للمعقول والمناقضة للمنقول وما بني على باطل فهو فهو باطل فكيف يريدون النتائج السليمة وبعض المقدمات باطلة ومن اسباب الضلال في هذا الباب ايضا عدم تقسيم ارادة الله عز وجل الى كونية وشرعية فانهم يجملون في هذا الباب ارادة الله ويجعلون ارادة الله كلها مرادفة للمحبة كما سيأتينا بعد قليل فيزعمون ان كل شيء يريده الله فلا بد ان يحبه وهل هذا حق؟ الجواب لا ليس بحق ليس بحق هذا هذه لفظة مجملة الارادة اما ان تكون كونية او شرعية. فالارادة التي تستلزم المحبة اي النوعين شرعية وليست الكونية فاذا من اسباب ضلالهم انهم قالوا كل مراد لله فهو محبوب. وهذه القاعدة الملعونة هي التي اوجبت لهم كثيرا من هذا الفساد ولذلك ياتي الجبري ويقع في معاصي الله ويحمد الله ويشكره. يقول لانه ما لانني ما وقعت فيها الا بعد ان ارادها الله مني ولا يريد الا محبوب فاذا هو يفعل الشيء المحبوب لله الان والقدر لما نظر ان العاصي يعذب يوم القيامة على معصيته والكافر على كفره والزاني على زناه طيب من الذي قدر هذه الاشياء وارادها منه؟ الله الله لا يريد هذه الاشياء فقال اذا اخرج افعال العباد الطالحة عن ان تكون مخلوقة لله فاقول العبد هو الذي خلق الكفر وليس الله. العبد هو الذي خلق الزنا وليس الله لم؟ لانه لا يتصور مرادا لله الا وهو محبوب لكن لو انهم قسموا ارادة الله عز وجل الى قسمين وجعلوا الاشياء الموجودة في كون الله مما لا يحبه الله ويرضاه داخلا تحت الارادة الكونية وجعلوا الموجودات المحبوبة لله داخلا تحت القرادة الشرعية لاستقامت لهم الحال ولتبين لهم المقال ولذلك اذا قيل لك هل الله يريد المعصية؟ اياك ان تقول نعم وتسكت او تقول لا وتسكت. اياك ان تقول نعم كما قاله الجبرية واطلقوا قول فاخطئوا اياك ان تقول لا كما قاله القدرية واخطأوا القول اذ اطلقوا. وانما تقول يريدها بارادته الكونية التي لا تستلزم محبته ولا يريدها بارادته الشرعية التي تستلزم محبته. لماذا هديت لهذا الجواب الصحيح المتفق مع الادلة؟ لانك قسمت الله في باب القضاء والقدر الى قسمين فاذا من اسباب ضلالهم في هذا الباب عدم التقسيم. عدم التقسيم والاجمال ومنها ايضا خلطهم بين المشيئة والمحبة. من الاسباب ايضا خلطهم بين مشيئة الله ومحبته المشيئة ليست هي المحبة. انتبهوا يا اهل السنة المشيئة ليست هي المحبة. المشيئة مرادفة للارادة الكونية سواء عبرت عنها بالارادة الكونية او عبرت عنها بالمشيئة فهما تعبيران مختلفان ظاهرا لكنهما متفي قايمة لكنهما على اتفاق باطنا لكنهما على اتفاق باطنا لكنهما متفقين باطنا انتبه انتبه لهذا المحبة ترادف الارادة الشرعية والمشيئة ترادف الارادة الكونية. هؤلاء لم يقسموا هذا التقسيم السني السلفي الشرعي. وانما قالوا المشيئة التي هي الارادة الكونية ترادف المحبة التي هي الارادة الشرعية فضلوا في هذا الباب فجعلوا كل شيء فجعلوا كل شيء يشاءه الله فهو يحبه لان المشيئة مرادفة للمحبة عنده هذا خطأ هذا خطأ عظيم في هذا الباب هذا خطأ عظيم في هذا الباب