قرار حكمه في الارض وان يحكم بينهم بما انزل الله ولا تتبع اهواءهم واحذرهم ان يفتنوك عن بعض ما ما انزل الله اليك. هذا الحكم افحكم الجاهلية يبغون؟ ومن احسن من الله حكما لقومه الله عليه ان يحكم بين الناس بما انزل الله. وما انزل الله جل وعلا هو العدل والا يتبع الهوى. فهذا هو الاصل الاول من اصول الحكم الصالح والاساس الاول لبناء الدولة الصالحة. والعدل بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له الملك الحق المبين واشهد ان محمدا عبد الله ورسوله وصفيه وخليله نشهد انه بلغ الرسالة وادى الامانة ونصح الامة وجاهد في الله حق الجهاد جزاه الله عنا خير ما جزى نبيا عن امته. وصلى الله وسلم وبارك عليه كلما صلى عليه المصلون وصلى الله وسلم وبارك عليه كلما غفل عن الصلاة عليه الغافلون لمن لا هم تسليما مزيدا. اما بعد فاني احمد الله تعالى اليكم ان هيأ لنا بعض اسباب العلم النافع الذي هو حياة القلوب وهو حقيقة ما جاء به الانبياء والمرسلون. وقل رب زدني علما. فالعلم النافع هو العلم بالله جل جلاله فهو انفع العلوم وارفعها قدرا لان به سعادة الدنيا وبه سعادة الاخرة فان شرف العلم يكون بشرف المعلوم وعلوم الدين متعلقة بالله جل وعلا وبشرعه وكلامه ونبيه صلى الله عليه وسلم وكتابه وباخرته والجنة والنار. هذا كله يعطي نتيجة شرف العلم الشرعي لان المعلوم به وهي هذه الامور التي ذكرنا من واركان الايمان واعظمها الايمان بالله تعالى. هذه انما تكون بالعلم النافع. فلذلك اوصي نفسي واخواني جميعا واخواتي ومن سمع ان يستزيدوا من هذا العلم وان لا يرغب عنه الى غيره لانه هو اساس العلوم التي بها سعادة المرء في الدنيا والاخرة ومما يؤثر عن الامام الشافعي محمد ابن ادريس الشافعي الامام المعروف المتوفى سنة اربع مئتين رحمه الله تعالى انه قال لما توجهت الى الطلب اي طلب العلم نظرت في العلوم فوجدت افضلها فوجدت افضلها علمين. علم الاديان وعلم الابدان يعني علم الشريعة علم بالدين والعلم علم الابدان يعني الطب. ثم تأملت وجدت علم الاديان يصلح الدنيا والاخرة وعلم الابدان يصلح الدنيا. فاخذت بما يصلح دنيا والاخرة. وهذا حقيقة العقل فيما توجه اليه. وكل له شرب وكل ميسر لما خلق له. في فاتحة هذا الملتقى الذي سيستمر بضعة ايام اشكر لاصحاب الفضيلة في الجمعية العلمية الجمعية السعودية العلمية في علوم العقيدة جهدهم في تنظيم هذا الملتقى والملتقيات الاخرى واخص اخي زميلي فضيلة الدكتور سعود خلف وفقه الله لما فيه رضاه وعلى تقديمه المبارك ولا شك ان هذه الملتقيات تعطي الكثير من الفوائد. ايها الاخوة موضوع هذه المحاضرة اختاره وجعلوا عنوانه اسس بناء الدولة في دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى ولا شك ان الدولة مفهوم قديم وليس بالمفهوم الجديد والدولة تعني ما يجمع الانسان على ارض وبنظام يحكمه ما يجمع الانسان على ارض بنظام قانون شريعة هذا اما دولة تجمع الناس على ارض بنظام يحكمهم ويدينون له تكونت الدولة وهنا من لوازمها ان يكون هناك رأسا ان يكون هناك رأس لهذه الدولة. فتنظيم الدولة ظرورة انسانية تصلح حالة الناس. ولذلك ما جاء ما جاء كتاب من كتب الله تعالى ولا جاء رسول عليهم افضل الصلاة والسلام الا وهم يحرصون ويدعون ويؤسسون للشريعة التي تحكم الناس في علاقاتهم بعضهم ببعض وفي علاقتهم بارضهم وفي علاقتهم بالاخرين. وهذا من مقتضيات العقل ايظا كما قال شاعر العرب لا يصلح الناس فوضى لا سراة لهم ولا سراة اذا جهالهم اساعده. لهذا مفهوم الدولة هو مفهوم ظروري لحياة الانسان ولابد للناس من دولة تحكمهم ويجتمعون فيها اساسها اجتماع الناس في مكان لكن اساسها هو التشريع الذي يحكم هذه الدولة. الدول المتعاقبة في التاريخ كانت متنوعة منها دول خلافة هذي جاءت في خلافة الانبياء خلافة الراشدين لنبينا محمد صلى الله عليه وسلم وما شابه ذلك وكانت هناك دول ملكية كثيرة وكانت هناك امبراطوريات مختلفة وللسياسيين تعريف كل واحدة من هذه ولغيرها وفي العصر الحديث جاءت الجمهوريات على اختلاف انواعها وجاءت الاتحادات ايضا على اختلاف مشاربها. لكن هذه كلها اشكال متنوعة قيام او لشكل الدولة كون الدولة خلافة او ملكية او جمهورية او امبراطورية هذه اشكال فهل هذا الشكل من انواع الحكم او انواع الحكومات التي تقوم وعليها الدول هل هو محدد شرعا؟ ام ان الشريعة مطلقة هذا الخيار. هنا نقدم بمقدمة وهي ان نظام الدولة او شكل الدولة بمعنى هل هو ملكي او جمهوري او امبراطوري او اه ما شابه ذلك هذا الشكل هو عبارة عن وسيلة لتحقيق مرادات النظام الحاكم تحقيق مرادات الشريعة تحقيق مرادات القانون الذي يحكم في اي شكل من اشكال الدولة. ولذلك لم يرعى شرع لشكل الدولة كما رعى لنظامها. لذلك تجد ان الحاكم او الحكومات تكون خلافة راشدة وتكون ملكا اه الانبياء منهم من هو نبي ملك ومنهم من هو خليفة نبي خليفة وهكذا. المهم قيام اسس الدولة الذي هو اساس او هو الهدف والغاية من وجود شكل الدولة شكل الدولة اي شكل كان لا بد ان يحكم بهذا النظام المعين. فاذا تحقق النظام الذي فيه سعادة الناس كان هناك كان النظام صالحا ولذلك يقسم علماء الساسة الحكم الى نوعين حكم صالح وحكم فاسد فالحكم الصالح هو الذي طبق فيه التشريع العادل والحكم الفاسد هو الذي ترك فيه تطبيق التشريع الصالح. فاذا تركنا الشريعة الصالحة الى نظم فاسدة صار الحكم فاسدا. واذا تمسكنا بالشرع الصالح الذي ستأتي سماته صار الحكم صالحا. فلذلك باجماع اهل العقل والرأي والذين بحثوا في وفي نظم الدول اجمعوا على ان العدل اذا صاحب اي شكل من اشكال الحكم فانه يكون حكما صالحا. قد يكون طبعا الخلافة الراشدة هذا صورة من صور العدل لانها لم تسمى خلافة وراشدة الا لانها صورة منصور العدل والحكم الصالح. قد يكون نظام ملكي عاض لكن فيه العدل فيكون حكما صالحا ويعتريه فساد بقدر ما ترك من اسس هذا الحكم الصالح. النظام الامبراطوري يكون صالحا ان الدولة العثمانية اول ما نشأت امبراطورية ولذلك تسمى الامبراطورية العثمانية نشأت على انها امبراطورية حلت محل الامبراطورية البيزنطية بشكل اخر هو من الامبراطوريات لكن اسمها الامبراطورية العثمانية. لكن قامت على في اولها على تحكيم الشرع والقيام بالعدل واسباب الحكم الصالح. فاذا هنا اشكال متنوعة الهدف منها الحكم الصالح. لان الحكم الصالح هو الذي فيه التعبد لله جل وعلا الحكم الصالح هو الهدف هو الغاية. هذا الحكم الصالح له اسس. حكم الصالح اساسه عدل هذا العدل قد يطبق في شرائع مختلفة وقوانين ويكون الحكم صالحا بالاعتبار البشري يعني قد يطبق في بلد ما بدون تحكيم للشريعة هو من حيث العدل يعتبر حكما في اعتبار الساسة. لكن في الاعتبار الديني والاسلامي اه منهاج النبوة يكون الحكم صالحا حتى يجتمع فيه امران. اولا العدل والعدل ليس هو العدل بين الناس اوله العدل في حق الله جل وعلا. بان لا يعبد الا الله جل وعلا والا يطاع الا امره والا لا ينتهى الا عن نهيه سبحانه وتعالى وان تحكم شريعته ويقضى بين العباد بحكم شريعته وما انزل من كتاب. الثاني العدل بين الناس بان يقام بينهم العدالة في انفسهم في اعراضهم في دمائهم في اموالهم وان يكونوا سواسية امام شرع الله جل وعلا وامام النظام والقانون هذا به يتحقق العدل في حق الله جل وعلا والعدل في حق المخلوقين. فاذا اجتمع العدلان كان هو النظام الاسلامي والتشريع الصالح. وهذا جاء في قرآن في وفي السنة في مواضع عدة كقول الله جل وعلا يا داوود انا جعلناك خليفة في الارض فاحكم بين الناس بالحق ولا تتبع الهوى فيضلك عن سبيل الله. ان الذين يضلون عن سبيل الله لهم عذاب شديد بما نسوا يوم الحساب. وهذا انا جعلناك خليفة في الارض فاحكم بين الناس بالحق ولا تتبع الهوى فيضلك عن سبيل الله. دل على ان النبي خليفة ونبي ملك اوجب هنا بين الناس والحكم بينهم بالحق به يتحقق الامن والامان لان شعور الانسان في دولته يعني في ارضه ومع الناس في زمانه وفي عرضه شعوره بالعدل يشعره بالكرامة يشعره بالطمأنينة يشعره انه كما يعطي يأخذ. وهذا من اسباب وجود الامان العام الاجتماعي الذي معه يكون الناس يكون الناس مستقرين مطمئنين لا ينازعون الولاة ولا ينازع بعضهم بعضا الاساس الثاني من اسس بناء الدولة كما جاء في القرآن او القيام بي حق الله جل وعلا في العبادات اقام الصلاة وايتاء الزكاة والامر بالمعروف والنهي عن المنكر واخر هذا عن العدل لان العدل به قامت السماوات والارض وهو ومطلب ليس للانسان وعدل عام يشمل التعامل مع الانسان ويشمل التعامل مع الحيوان ويشمل التعامل مع الشجر ويشمل التعاون التعامل مع البيئة. قال جل وعلا الذين ان مكناهم في الارض الذين ان مكناهم في الارض اقاموا الصلاة واتوا الزكاة وامروا بالمعروف ونهوا عن منكر ولله عاقبة الامور. فجعل من سمات الذين مكنهم الله جل وعلا في الارض ورضي عنهم انهم يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر. ايضا من الاسس من اسس بناء الدولة في علاقاتها بين الناس ان يكون التشريع الذي يحكمهم تشريع واحد. لانه اذا كانت هناك عدة تشريعات تحكم فانه يكون هناك عدة مرجعيات للعدالة. واذا كانت هناك عدة مرجعيات عدالة حصلت هناك الاحن والخلافات والاهواء. ايضا دخلت وهذه مهمة لما سيأتي بيانه في تطبيقها على قيام الدولة في عهد الامامين ولذلك جاء في القرآن عن ان الحكم يجب ان بشريعة الله. فان جاؤوك فاحكم بينهم او اعرض عنهم. وقال ومن احسن من الله حكما لقوم يوقنون. وقال ومن لم يحكم بما انزل الله فاولئك هم الظالمون. وقال ومن لم يحكم بما انزل الله فاولئك هم الفاسقون. وقال ومن لم يحكم بما انزل الله فاولئك هم الكافرون. وهنا ذكروا الظلم. وذكر الفسق وذكر الكفر. وتكرارها في اية المائدة. تكرار الثلاث له دلالة لان الحكم بغير ما انزل الله ويؤدي الى الفسق. ولا يمكن واحد يختار غير حكم الله تعالى الا انه فاسق. على اقل درجاته. لابد ان يكون فيه فسق في نفسه جعله يذهب عن حكم الله الذي لا احسن منه الى غيره. كذلك العدول عن حكم الله فيه ظلم. والظلم ليس معناه الظلم في حق المعين. في في كل قضية قد بشريعة من الشرائع بين اثنين ويكون هناك عدالة اقتضاها العقل او اقتظتها التجارب واقتظتها الحقوق لكن العدل الكامل في حق الله جل وعلا والعدل الكامل في حقوق المخلوقين والعدل الكامل للمستقبل الذي لا تغير فيه لا يكون الا في حق حكم الله جل وعلا. لذلك قال ومن لم يحكم بما انزل الله فاولئك هم الظالمون. فهو يذهب الى الظلم. وهذا يعني ان اي تشريع يحكم في بخلاف شرع الله جل وعلا فانه ظلم بمفهومه العام. وان لم يكن ظلما في القضية المعينة بنفسها. ايضا من الاسس التي قام عليها بناء الدولة المنظور العام الاسلامي ان الدولة لابد ان يكون لها قائد. والقائد يسمى يعني يكون نبيا خليفة ويكون ملكا ويكون رئيسا ويكون شيخا اي اسم. لكن لابد من قيادة هذه القيادة لها حقوق وعليها واجبات. وفي القائد مواصفات. في في اختياره جملة ذلك ان اختيار او القائد او الملك او الرئيس او الى اخره هو اختيار من في اختياره تكون المصلحة عليا للامة وان كان غيره افظل منه. ولذلك لم يكن الصحابة يذهبون في الاختيار دائما في اختيار من يولى يذهبون دائما الى الى الفضل المجرد فظله في نفسه. وانما يذهبون الى من في نيته المصلحة العامة للامة لهذا جعل عمر رضي الله عنه عهده في ستة نفر مع ان عثمان رضي الله عنه كان افضلهم. والمبشرون بالجنة ابو بكر ثم عمر ثم عثمان ابو بكر الصديق رضي الله عنه عين عمر. والنبي صلى الله عليه وسلم اشار بابي بكر بالاشارة الصريحة بالنص وبالاشارة الصريحة وبالايمان. وابو بكر رضي الله عنه اختار عمر وعمر جعلها في ستة نفر رآه ام الاصلح قال يختارون فيما بينهم. وهكذا فيما بعد ذلك حينما انقضت الخلافة الراشدة وصار الناس الى الملك. وهنا يعني ان الولاية في المفهوم الشرعي هو من فيه مصلحة اجتماع المسلمين عليه. لان اصلحت الناس انما تتم بالاجتماع. ولا تتم بالتفرغ ولا يعني ذلك ان يذهب الى الافضل دينا او خلقا او او افضل آآ علما او الى اخره من انواع الفظل ويكون هناك فاضل فيه صفات كثيرة من الفضل لكن هو افضل من جهة الاختيار لان في الاجتماع عليه مصلحة الناس واجتماعهم وعدم وجود من ما يفرقهم او يكدر اجتماع وتحكيم الشريعة فيهم. لكن في النهاية بنصل يكون هذا الفعل منهم غير موافق للاصل الشرعي لان الاصل الشرعي انه لا بد من امام ولا يتأخر. لا يتأخر ذلك فهم يجتهدون فيما يكون به اجتماعهم وعدم تفرقهم وان يحكموا بما شرع الله جل وعلا من الاسس المهمة ان يكون هناك سعي اسس لبناء الدولة ان هنالك سعي لقوة الدولة. وقوة الدولة لها محوران. المحور الديني والمحور الدنيوي. اما المحور الديني فقوة الدولة تكون العدالة تحكيم الشريعة ان يكون اداء للامانة بين الناس وان يعامل الناس بالمماثلة والسواسية في الحقوق والواجبات لكن المحور الثاني هو قوة في دنياها وهذا يعطي البعد الكبير في ان المؤمن القوي خير واحب الى الله من المؤمن ضعيف وفي كل خير لكن قوة المؤمن هذه تكون قوة في دينه وايضا قوة في بنيانه وجسمه وقوة في رأيه وقوة في ادخاله الى الاعداء وقوة فيما يتخذ من امور. فالمؤمن القوي خير واحب الى الله من المؤمن الظالم كلهم خير لذلك منع النبي صلى الله عليه وسلم الافضل في دينه من ان يلي الامارة قال انك رجل ضعيف لا تصلح للامامة. فالعبرة في الامارة العبرة بالقوة الدنيوية مع اجتماع بعض الامور الاخرى. ولذلك قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى في بعض كلامه ان ان الله جل وعلا قد ينصر الناس بالرجل الفاسق يليه ويكون ينصر به الله جل وعلى الدين. وهذا جاء في الاثر. هذا يقودنا الى ان القوة الدنيوية من الاسس المهمة في الشريعة لقيام الدولة. النبي صلى الله عليه وسلم سعى بما يستطيع. قال جل وعلا واعدوا لهم ما استطعتم من قوة. فلا يصلح ان يكون هناك بابا من ابواب القوة سواء القوة في العلم او القوة في التنظيم الاداري او القوة في الجهاد او القوة في آآ السلاح او القوة في الرأي او القوة في التنظيمات الاجتماعية او اي نوع من انواع القوة للدولة خلف الدولة عنه بل كلما كان هناك قوة للناس في ارتباط بعضهم ببعض وفي قوتهم في ملكاتهم واستعداداتهم وادراكاتهم وعلمهم كلما كانت المحصلة ان تحقيق امر الله جل وعلا في المجموع متحقق. الاخير وهي الاسس كثيرة لكن اخذنا منها بعضا. الاخير ان يكون هناك حرص على ان يولى الاخيار وان لا يولى من في المسلمين خير منه والخيرية هذي بمفهومها العام. ولذلك تجد من دعائنا المأثور اللهم ولي علينا خيارنا واكف عنا شرارنا وجاء في الحديث الصحيح انه عليه الصلاة والسلام قال خيار ائمتكم الذين تحبونهم ويحبونكم وشرار ائمتكم الذين تلعنونهم ويلعنونكم او او تبغضونهم ويبغضونكم. وقد جاء في الحديث ايضا انه عليه الصلاة والسلام قال من على المسلمين رجلا وهو يجد فيهم من هو خير منه فقد خان الامانة تولية الخيار هذه مسألة ادارية. وتحتاج فراسة. والاخير في بناء الدولة هو من انا اقدر على تحقيق اسسها. الاساس الاول عبادة الله وحده دون ما سواه تحقيق شرع الله جل وعلا تحقيق اجتماع الكلمة تحكيم الشرع هيبة ملك او هيبة الدولة او هيبة النظام. هذه بعض المعالم السريعة اسس الدولة في النظرية الاسلامية هنا نأتي الى نتيجة وهي ان الولاية تكون بالبيعة. المسلمون عندهم نظام في شريعتهم هو البيعة. في الاختيار اذا وقع على امام فبايعوه فهذه البيعة لها حقوق. والبيعة كفائية اذا قام بها البعض سقط عن البقية. ولا يلزم منها صفقة اليد وصفقة اليد ان يبايع يدا بيد وانما يبايع بيعة قلبية بثمرة الفؤاد ان لم يبايع باليد هذه البيعة لها حقوق من اهم حقوقها عدم الخروج على المبايع ما لم ينقض اهل الحل والعقد بيعته. ونقض اهل الحل والعقد بيعته تكون باسباب مفصلة في احكام الامامة معروفة في محلها يجب الاجتماع عليه. ويجب عليه هو ان يحكم الناس بما امر الله جل وعلا به لكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم لما قام الامام المصلح الشيخ محمد ابن عبد الوهاب المولود سنة الف ومئة وخمسة عشر. المتوفى سنة ست ومائتين والف رحمه الله كان شابا وذهب وهو شباب رحل عدة رحلات الى مكة والمدينة والعراق والاحساء والتقى بعلماء كثير وقرأ كثيرا ووجد ان الامة في وقته بحاجة الى دعوة اصلاحية تجدد لهم من درس من دينه. فاعلن ما يجب لله جل وعلا من حق من حقه على الناس وهو توحيده سبحانه وان لا يعبد الا الله جل وعلا وان المعبودات الموجودة في زمانه سواء كانت اشجار او احجار او كانت اولياء او انبياء ممن يدعون ويستغاث بهم ويذبح لهم ويحج الى قبورهم ويطاف بها سبعا ونحو ذلك ان هذا من الشرك الاكبر الذي هو مخرج من الملة ومصادم اصلا ما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم. وبين ذلك وتعب في ذلك وجاهد وكتب الرسائل فيه حاور بين اجي حتى ال به الامر الى انه يبحث لدعوته هذه عن امير ينصرها بالقوة لانه وجد ان نشر الدعوة باللسان فقط لا يقيم لها قوة ولا حماية فذهب مثل ما هو موجود في التاريخ الى العيينة ثم بعد ذلك على الامر الى الاتفاق اه في قصة معروفة عند الجميع. ال به الى الاتفاق مع امير الدرعية في ذلك الوقت محمد ابن تعود سنة الف ومئة وسبعة وخمسين. هذا الاتفاق كان يؤسس لبناء دولة. هذه الدولة لابد ان تنظم. كان اساسه الخط العريض للاتفاق هو الدعوة الى توحيد الله ونبذ الشرك واعادة الناس الى السنة وترك البدعة. وتحكيم شرع الله تعالى. هذا الخط العريض الذي كان عليه الاتفاق والمعاهدة بين الامامين. لما استجاب وبدأت الحركة الفعلية لتحقيق هذا الامر كان هناك حاجة ملحة الى فهم تنظيم الدولة. فأسست الدولة شيئا فشيئا لكن في النهاية فان الدولة كان من سماتها عدة عناصر الاول اقامة العدل في حق الله جل وعلا والاصلاح في الارض وعدم الافساد فيها. كما قال جل وعلا ولا تفسدوا في الارض بعد اصلاحها وادعوه خوفا وطمعا. ان رحمة الله قريب من المحسنين. ولا تفسدوا في الارض بعد اصلاحها اجمع المفسرون على ان الافساد في الارض يكون بالشرك بعد اصلاحها بالتوحيد. قال جل وعلا ولا تفسدوا في الارض يعني بالشرك بعد اصلاحها بالتوحيد. وهكذا ولا تفسدوا في الارض بالمعصية بعد اصلاحها بطاعة الله جل وعلا ولا تفسدوا في الارض بالبدعة بعد اصلاحها بسنة محمد ابن عبدالله صلى الله عليه وسلم. فكان هذا الاصل هو ان تصلح الارض بتحقيق توحيد الله جل وعلا في ربوبيته والهيته واسمائه وصفاته واتباع محمد ابن عبد الله في سنته وامره ونهيه وتركه وفعله. عليه الصلاة والسلام هذا اقتضى شيئا ملحا وهو الجهاد. وسيأتي الكلام على على الجهاد في آآ بعد قليل. العنصر الثاني اقتضى ان يكون هناك ترتيب الشرع الذي يحكم في هذا الامارة الصغيرة اللي هي الدرعية. لابد ان يحكم شيء. طبعا الحكم لله جل على فحكموا الشريعة. لكن الشريعة فيها مذاهب وهنا فرق الشيخ محمد بن عبد الوهاب وفي الدعوة وفي الدولة في اول اساسها واستمر ذلك الى الان اه تقريبا وكان ذلك من الاسس التي وضعها الامام رحمه الله تعالى التفريق في الحكم بين الشريعة بين امرين بين القظا وبين التعليم والفتية. فجعلوا للقظاء مرتبة طريقة وللتعليم والفتية طريقة. اما القضاء فكان من اللوازم ان يكون الحكم واحدا بمعنى غير متعدد الاجتهادات. ما يكون قاضي يحكم بحكم ويحكم الاخر بحكم اخر فلتحقيق المصلحة العليا للدولة اختاروا ان يكون الحكم بالمذهب الحنبلي في القضاء مثل ما كان في الدولة العباسية بالمذهبي الحنفي وفي الدولة العثمانية بالمذهب الحنفي في القضاء فالزم الناس بان يكون القاضي يحكم بالمذهب الحنبلي لا تفضيلا للمذهب الحنبلي عن غيره من المذاهب ولكن لانه لابد من قول واحد يحكم يحكم في الناس يحكم به في الناس امن معتبر فهما للكتاب والسنة حتى لا تتعدد الاجتهادات في حكم واحد في قضية واحدة فلان قال وجب عليه القصاص وفي نفس الحادثة والقضية يأتي قاضي اخر ويقول لا هذا عليه الدية لان هذا على مذهب الحنفي مثلا وهذا على مذهب الحنبلي. صار في الدولة الواحدة حكمان. واحد يراق دمه او يقتل منه قصاصا واخر يذهب الى الدية فهذا يكون من وسائل تفتت الدولة وعدم اجتماع الكلمة لانه سوف يكون هناك مناحرات ويكون هناك عدة احكام في المسائل في البيوع مثلا هذا يحكم به يحكم شيء يثبت الحق واخر يقول لا لا يثبت به الحق. وهذا يصحح وصية وذاك لا يصححها وهكذا فكان لزاما ان يكون القضاء على مذهب من المذاهب اختاروا ان يكون هو المذهب الحنبلي للدولة السعودية الناشئة. اما التعليم والفتية فانه لا حجر فيه على مذهب من المذاهب ولذلك كان الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله فتح باب الاجتهاد في العلم فتح باب اجتهاد في احكام الفقهية الاجتهادية وعاب عليه عدد من علماء الدول الاخرى عليه فتح باب الاجتهاد. وقالوا له ان المجتهد يجب ان يكون يتصف بشروط منها كذا وكذا وكذا قالوا انه يحفظ عشرة الاف بيت من من الشعر ويكون حافظا بالمذاهب وخلافاتها ويكون ويكون فاجابهم الشيخ قال اشترطتم شروطا لعلها لا توجد كاملة في ابي بكر وعمر. ففتح باب جهاد وكان هذا مما هاجم فيه المقلدة من المذاهب في اكثر من بلد هاجر الشيخ رحمه الله بانك انت تفتح باب الاجتهاد ولا تتبع المذاهب. مع انه في القضاء الزم الناس بذلك لكنه في باب الفقه والتعلم والتعليم فتح ذلك والترجيح بحسب الدليل وما يترجح به الحكم. كان هذا اساس مهم في بناء دولة في ان القضاء شيء والتعليم مطلق فيه مطلق فيه الاجتهاد والفتوى ايضا بحسب اجتهادات اهل العلم. ولذلك تجد في احكام قضاة الدولة السعودية احكام القضاة لا في في ذاك الوقت لا لا اختلاف بينهم. حكم واحد لكن تجد انه في الفتاوى يقول ذهب الشيخ فلان الى كذا وذهب شيخ فلان الى كذا وذلك لان الاجتهاد مفتوح في هذا الصدد. من الاسس التي قام عليها في في ذلك الزمن الاهتمام اقامة اقام الصلاة وايتاء الزكاة والامر بالمعروف والنهي عن المنكر. اما اقامة الصلاة فكان الناس يؤمرون بالصلاة في المساجد جماعة ومن تخلف عنها عن الجماعة من غير عذر عوقب وكان لا يتخلف عن الصلاة رجل ولا شاب ولا كصغير مميز الجميع يصلون ومن ترك الصلاة لغير عذر عوقب بعقوبات شديدة. وكان هذا تحقيقا لقول الله تعالى الذين ان مكناهم في الارض اقاموا الصلاة واتوا الزكاة فعلى في له ما فعله النبي صلى الله عليه وسلم انهم فرطوا في الزكاة ما بين الاموال الباطنة والاموال الظاهرة ثالثا الذي جاء في الاية الامر بالمعروف والنهي عن المنكر الامر بالمعروف والنهي عن المنكر كما قال الله جل وعلا في اية ال عمران ولتكن منكم امة يدعون الى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر. الامر بالمعروف والنهي عن المنكر وظيفة عظيمة هي وظيفة الاحتساب. كان في الزمن الماضي في الدولة الاموية وحتى في اه دولة الخلافة اه وثم في الدولة الاموية والدولة العباسية الى اخره يسمى يسمون اهل الاحتساب ويدخل باعمالهم حتى في الدولة السعودية الاولى يدخل في اعمالهم بعض اعمال البلديات الان وبعض اعمال وزارة التجارة مثل فحص فحص ما يوجد في السوق مراقبة الاسعار في حقوق الناس لان هذا من الامر بالمعروف والنهي عن المنكر محاسبة العمال الانتباه من الرشاوي معرفة اداء الحقوق في العمل اه الرقابة على الامير. كل هذا من الاحتساب في مفهومه الشامل. ومنه الامر بالمعروف والنهي عن المنكر في ان الناس يكونون محققين لاركان الاسلام العملية الصلاة والزكاة والصوم والحج يكون ايضا ممتثلين للاسلام في اخلاقهم واقوالهم وفي سلوكهم اه لا يرتكبون محرما على وجه المجاهرة والظهور. وهنا في نظام الدولة فرقوا ما بين المجاهر والمستتر. فالمجاهر هو الذي يؤاخذ لماذا؟ لان المجاهر هو لما جاهر قد هتك ستر نفسه. فلا حرمة له. لكن المستتر الذي اغلق عليه بابه فانه لا يلاحق ولو زنا ولو شرب الخمر ما لم يجمع الناس على هذا المنكر ويكون منكرا جماعيا من الاسس التي قامت عليها الدعوة المفهوم الاداري المفهوم الاداري كان مهما في الدولة السعودية منذ اول يوم واسهم فيه الامام المصلح الشيخ محمد بن عبد الوهاب باسهام جيد وكان هناك بعض الدراسات المعاصرة على شكل بحوث صغيرة ومقالات العملية الادارية في عند الشيخ محمد بن عبد الوهاب قسم كل بلد داخله تحت الولاية لانه يكون فيها يكون فيها الامير وقاضي امير وقاضي ومحتسب. ويكون فيها شرط امير وقاضي ومحتسب وشرى. طبعا اه قرى صغيرة ليست اه بالشأن الكبير لكن مفهوم تأسيس الدولة واضح امير قاضي محتسب شرط وهنا الناس في في اعمالهم يمارسون التجارة يمارسون اه اعمالهم في زروعهم الى اخره. الامير يظبط القاظي يحكم يفصل. المحتسب يراقب والشرطي يكون قوة في اذعان الناس للحق. من الاسس الجهاد. والجهاد كما قال الامام محمد بن عبد الوهاب في بعض رسائله ولم نبادر احدا بالقتال. وانما قاتلنا من انكر علينا الالتزام بالتوحيد والسنة. كان يلزم علينا ان نقاتله. فيقول انا ما ابتدأت الناس وانما الناس الذين ابتدؤوني بالقتال فهو يعرض على الناس دعوته ويرسل لهم الرسائل ويحاورهم ويناقشهم من لم يرضى بذلك نقاشا فانه يناقشه ويحاوره كثيرا لكن هناك من وجه اليه ترايا ويريدون النيل منهم ومن قوة هذه الدولة الناشئة. فهنا بدأت بدأ الجهاد بالبدن. لكن الاهم في الدعوة ليس هو جهاد البدن جهاد السنان. وانما هو الجهاد بالقرآن. الجهاد بالسنة. الجهاد بالعلم الجهاد العلمي كان من ضمنه تقرير التعليم. اشاع الشيخ رحمه الله في بناء الدولة الى اهمية العلم وهذا مشى ويضيق المقام عن ذكر اه تفاصيله. نصل الى البعد الاجتماعي وهو اه مهم في ذلك في هذا الصدد وان المجتمع الدعوة جاءت الى مجتمع فيه عادات في بادية في حاضرة. العادية لهم عاداتهم الخاصة ولهم سلومهم يعني يحكمون به واعرافهم وتقاليدهم. ولهم اشياء كثيرة يختصون بها. والحاضرة لهم ما يختصون به الدعوة في اسسها لم تواجه الناس في عاداتهم وتقاليدهم واعرافهم التي لم يأت دليل في الشرع على بطلانها. ما كان من العادة او العرف او التقليد. هناك دليل في الشرع على بطلانه الزمتهم الدولة بالالتزام الله جل وعلا وحكم رسوله صلى الله عليه وسلم. واما الاعراف الاخرى والتقاليد قد لا تكون هي الافضل. قد يكون هناك تقاليد تقاليد بدوية او تقاليد اه حاضرة او تقاليد خاصة بمجتمع الذي كان في ذلك الوقت لكن لما لم يكن هناك دليل واضح على بطلانها فترك الناس وشأنه. لكن ما كان منها مبطلا بالشرع فانه او ابطل. من الاسس التي اقيمت عليها الدولة في الدعوة في الدعوة تساوي الناس وكان من الشائع في ذلك الوقت التباين بين الناس في الواجبات وفي الاعطيات وفي المجاملات وفي ذلك. التباين ليس امام القضاء وليس امام الحكم الحكم والقضاء الناس امامه سواسية. لكن الناس يقدم بعضهم بعضا يقدر بعضهم بعضا. هذا ترك الناس فيه. ولذلك كان من اسباب العدالة وقوة الدولة في ذلك انها كانت تجازي وتجازي الامير وتجازي وتحكم للضعيف على الامير. اللهم اغفر لائمة الاسلام واجزهم عنا خير الجزاء واغفر للامام المجدد الشيخ محمد بن عبد الوهاب ولمن اواه ونصره ولجميع من اهتدى بدعوته واخذ دعوته اللهم اغفر لنا ذنوبنا واسرافنا في امرنا واختم لنا بخير انك على كل شيء قدير. اللهم وفق ولاة امورنا لما تحب وترضى. واجعلنا واياهم من المتعاونين على البر والتقوى نعوذ بك ان نتعاون على الاثم والعدوان نسألك ان تصلح لنا القول والفعل والظاهر والباطن وان تقينا من الزلل في القول والعمل وان تقيم قلوبنا اليك خاشعة مطمئنة لا الى غيرك وان تخلصها من رؤية غيرك انك سبحانك على كل شيء قدير. وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد