الاصل السادس الصدق والامانة منع التدليس والغش. المطلب الاول تعريف الصدق والامانة. الصدق في اللغة يدخل يدل على قوة في الشيء قولا وغيرة. وهو خلاف الكذب فهو مطابقة الحكم للواقع. اما الامانة في اللغة فضد الخيانة ومعناها سكون القلب والتصديق والوفاء. فهي في الاصل امر معنوي ثم استعملت في الاعيان مجازا فقيل للوديعة امانة ونحو ذلك المطلب الثاني ضابط الصدق والامانة في المعاملات اوجب الله على عباده الصدق والامانة في الامور كلها فقال في الصدق ايها الذين امنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين. وقال في الامانة ان الله يأمركم ان تؤدوا الامانات الى اهلها ولما كان مقصود المعاملات هو تحصيل الاكساب والارباح وكان فرط الشره في تحصيل ذلك وتكفيره قد يحمل كثيرا من الناس على الكذب والخيانة في معاملاتهم امر الله فيها بالصدق والبيان والامانة فقال تعالى ولا تبخسوا الناس اشياءهم وقال فان امن بعضا فليؤد الذي اؤتمن امانته اما الاحاديث النبوية التي تأمر بالصدق والامانة في المعاملات فكثيرة جدا منها قول النبي صلى الله عليه وسلم البيعان بالخيار ما لم يتفرقا فان صدقا وبينا بورك لهما في بيعهما وان كتما وان كتما وكذب محقت بركة بيعهما. فالصدق والبيان من اكد اسباب المباركة في الرزق والمال والكذب والكتمان من اعظم اسباب المحق والخسارة ومن ذلك ان النبي صلى الله عليه وسلم غلظ في الكذب في المعاملات ونهى عن الغش فقال صلى الله عليه وسلم ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة ولا ينظر اليهم ولا يزكيهم ولهم عذاب اليم. المنان هو المسبل ازاره والمنفق سلعته بالحلف الكاذب والمنفق سلعته بالحلف الكاذب. المنافق هو المروج لسلعته الذي يجعلها تنفق وتمشي وتجري في الناس اليمين الكاذبة هذا معنى قوله صلى الله عليه وسلم ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة ولا ينظر اليهم ولا يزكيهم ولهم عذاب اليم. منهم المنفق سلعته بالحلف الكاذب