قال بعض اهل العلم ثواب الصيام جاز ثواب صيامه جاز قانون التقدير والحساب فاجره لا حساب فيه كما قال تعالى انما يوفى الصابرون اجرهم بغير حساب قال الصيام لي وانا اجزي به. هذا قول الله تعالى في بيان مرتبة الصيام. الصيام لي اي خالص لي. ومعنى لا يطلع عليه سواه اي ان اجره لا يعلمه الا هو هذا اقرب ما قيل في معنى الصيام لي والا فكل الاعمال لله. انما نطعمكم لوجه الله وما امروا الا ليعبدوا الله مخلصين له الدين قل ان صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له. فكل العبادات لله انما المقصود بقوله لي انه لا يطلع عليه ولا يعلم حقيقته الا الله. هذا واحد والمعنى الثاني انه لا يعلم ثوابه واجر الصائم في صيامه الا هو جل وعلا. فقد غيب الله اجر الصيام. ولذلك قال الصيام لي وانا اجزي به وهو المجازي جل في علاه على كل الاعمال لكن الذي خص الصيام بالذكر وهو انه قال وانا اجزي به ان الله تعالى اثر باخفاء اجره. دليل ذلك قول الله تعالى انما يوفى الصابرون اجرهم بغير حساب والصوم صبر. وقد جاء في بعض الاحاديث ووردت مرفوعة وموقوفة ولا يصح المرفوع عن عبد الله ابن مسعود الصوم نصف الصبر الصوم نصف الصبر وعلى كل حال الصوم صابر بالتأكيد لانه يحتاج الى مصابرة وحبس للنفس عما تشتهي وتحب فهذا وجه قوله الصيام لي وانا اجزي به ثم قال والحسنة بعشر بعشر امثالها هذا بيان للقاعدة في العمل الصالح ان الحسنة بعشر امثالها لكن الصوم خرج عن هذا التقدير. ولهذا