قول الله تعالى يا ايها الذين امنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون جاء في الاية ذكر الغاية والعلة وهنا يتنبه المؤمن انهما من فرض فرضه الله تعالى ولا تشريع شرع الله تعالى الا وله حكمة هذه الحكمة قد تبدو لك وقد تخفى عنك قد يذكرها الله تعالى نصا وقد لا يذكرها ويستنبطها اهل العلم فيصلون اليها او لا يصلون اليها اذا الجامع انه ما من تشريع ما من شيء شرعه الله امرا او نهيا الا ولله فيه حكمة دليل ذلك قول الله جل وعلا الف لام راء كتاب احكمت اياته. ثم فصلت من لدن حكيم خبير فما من شيء في في الشريعة في هذه الايات الكريمات في القرآن وفيما جاء بيانه من السنة الا ولله فيه حكمة. هذه الحكمة على نحوين. النحو الاول ما جاء النص عليه ما جاء ذكره كقوله تعالى لعلكم تتقون. هنا نص الله تعالى على الحكمة. وكقوله جل وعلا انما الخمر والميسر والانصاب والازلام رجس من عمل الشيطان انما يريد الشيطان ان يوقع بينكم العداوة والبغضاء في الخمر والميسر ويصدكم عن عن ذكر الله وعن الصلاة هذا تعليل وتبرير للحكم امرا او نهيا وهنا نص الله تعالى على الغاية والحكمة هذا النوع الاول والنوع الثاني ما لم يرد النص على حكمته انما جاء الخبر عنه امرا او نهيا فهذا لا يخلو من حكمة لابد ان يكون فيه حكمة لكن من حيث ظهور هذه الحكمة وتبينها للناس تنقسم الى قسمين. القسم الاول ما يصل فيه الناس الى حكمة مستنبطة وقد تختلف وجهات النظر في الحكمة وقد تتعدد يكون هناك اكثر من حكمة هذا واحد. القسم الثاني ما لا يدرك الناس حكمته ما يتبين لهم حكمته هنا نقول هذا فيه حكمة لكنه خفي علينا نحن صلينا قبل قليل صلاة ها العصر كم صلينا من ركعة اربعة ليش اربعة والمغرب المصلي ثلاث هذا من الاشياء التي لا لم يتبين لنا فيها حكمة لكننا نوقن ان الله شرع ذلك لحكمة فما من شيء في احكام الله الشرعية او القدرية الا وفيه حكمة بانت او لم تبل ظهرت او لم تظهر والحكمة العامة التي تنتظم بجميع احكام الشريعة تحقيق العبودية لله يعني لو قال قائل ما الحكمة اننا نصلي الظهر اربع والمغرب ثلاث والفجر ركعتين ما الحكمة؟ في تفاوت الركعات في الصلوات المكتوبات. الحكمة الجواب تحقيق العبودية لله لو كان كل شيء تتعبد لله تعالى فيه بين لك وظاهر اه عقلك وتدركه تدرك نفعه بالعقل ما حققت العبودية لله عز وجل على وجه الكمال. انما العبودية ان تفعل لان الله امر. ان تفعل لان النبي صلى الله عليه وسلم فعل واشار الى هذا المعنى عمر بن الخطاب رضي الله عنه عندما قال وقد وقف على الحجر اني لاعلم انك حجر لا تضر ولا تنفع ما فيه فائدة من تقبيلك ولكني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم قبلك فانا اقبلك. اذا الحكمة ما هي الاتباع الاقتداء امتثال ما امر الله تعالى به لقد كان لكم في رسول الله اسوة حسنة. هذي هذي الحكمة التي ظهرت لعمر في تلك اللحظة لكن هذا لا يعني انه لا حكمة من هذا الا ذلك. قد يكون هناك حكم يصل اليها من يصل اليها من من من ممن يتأمل ويستنبط اذا الحكمة من الصوم التي نص الله تعالى عليها في اوائل فرضه تحقيق التقوى لعلكم تتقون اي لاجل ان تتقوا. هذه هي حكمة فرض الله تعالى للصيام تحقيق التقوى لعلكم تتقون. وهنا تنبيه لكل مؤمن ومؤمنة ان ان يفتش عن هذه الحكمة في صيامه. فمن غاب عن صيامه التقوى فانه لم يحقق الغرض والغاية من تشريع الصيام. وسيأتينا ما في الصحيح من حديث ابي هريرة ان النبي صلى الله عليه وسلم قال من لم يدع قول الزور والعقد والعمل به فليس حاجة في ان يدع طعامه وشرابه. من لم يدع القول الباطل والعمل الباطل فليس لله حاجة في ان يدع طعامه وشرابه اذا ذكر الحكمة في اول التشريح هو تنبيه المكلفين. تنبيه المؤمنين الذين امروا بالصيام ان يحققوا هذه الغاية في صومهم. وان فتشوا في صومهم عن تقوى الله تعالى. والتقوى هي مقصود كل الشرائع يقول الله تعالى ان الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر. ويقول جل وعلا خذ من اموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها. وفي الصوم هذه الاية وفي الحج فمن فرض فيهن الحج فلا رفث ولا فسوق ولا جدال في الحج ثم قال وتزودوا في هذه الرحلة رحلة الحج فان خير الزاد التقوى فالمقصود من كل العبادة من كل العبادات والتشريعات تحقيق التقوى لله عز وجل