ان العبد في هذه الحياة تكتنفه اخطار كثيرة وتواجهه اعداء متعددة ومن اعظم اعداء العبد اربعة اعداء النفس والهوى والدنيا والشيطان. هذه اربعة اعداء. ابليس والدنيا ونفسي والهوى كيف النجاة وكلهم اعدائي. الدليل على عداوة الشيطان قول الله عز وجل ان الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدو وانما يدعو حزبه ليكونوا من اصحاب السعير. وقال الله عز وجل عنه لاغوينهم اجمعين الا عبادك منهم المخلصين واعظم ما نكتفي به من شر الشيطان اللجأ والاستعاذة من كيده بالله عز وجل اعظم ما يظعف كيد الشيطان ويمنعنا منه ويجعلنا في حصن حصين عنه كثرة الاستعاذة منه بالله عز وجل قال الله عز وجل ان كيد الشيطان كان ضعيفا. والعدو الثاني النفس الامارة بالسوء. قال الله عز وجل عن امرأة العزيز ان النفس لامارة بالسوء الا ما رحم الا ما رحم ربي الا ما رحم رب النفس الامارة بالسوء تأمر صاحبها بالبخل وبالبدعة وبالشرك وتزين له الباطل وتزخرف له القول وترغبه في فعل الفواحش كل ذلك من تأثير هذه النفس. ويقول العلماء النفس الامارة بالسوء هي بوابة الشيطان الكبر التي يلجوا منها الى قلب ابن ادم وعقله. لو انك احكمت زمام هذه النفس وزجرتها وحاسبتها وعاتبتها لانغلق ذلك الباب العظيم على الشيطان. والعدو الثالث الهوى قال الله تبارك وتعالى ومنهم من يستمع اليك حتى اذا خرجوا من عندك قالوا للذين اوتوا العلم ماذا قال انف اولئك الذين طبع الله على قلوبهم واتبعوا اهواءهم. والاله قد يكون عفوا والهوى قد يكون الها يعبد مع الله عبادة الطاعة قال الله عز وجل ارأيت من اتخذ الهه هواه. والنجاة من ذلك تحكيم القاعدة النبوية التي تقول لا يؤمن احد حتى يكون هواه تبعا لما جئت به. والعدو الرابع الدنيا وزخرفها وشهرها ما ذكر الله الدنيا في كتابه الا في مقام الذم لا في مقام المدح. وقد حذرنا في ايات كثيرة من بها قال الله عز وجل فلا تغرنكم الحياة الدنيا ولا يغرنكم بالله الغرور. من كان يريد الحياة الدنيا وزينتها اليهم اعمالهم فيها وهم فيها لا يبخسون. اولئك الذين ليس لهم في الاخرة الا النار وحبط ما صنعوا فيها وباطل ما كانوا يعملون. فمن وقاه الله شر هذه الاعداء الاربعة فقد اراد الله به خيرا. نعوذ بالله من غرور الشيطان ومن سلاطة الهوى ومن الاغترار بزخارف الدنيا ونعوذ به عز وجل من كل ما يبعدنا عنه