سلامة القلب وسعة الصدر والرضا بالقضاء. هذا والله من اجمل ما يجعل الحياة جميلة حتى وان اصيب الانسان باعظم البلاء الامراض ما دام الله عز وجل احيا قلبه وجعل قلبه يحيا حياة سعيدة بكمال الرضا بالقضاء وكمال الثقة واليقين بالله عز وجل موعوده فان هذا والله هو اعظم الحسنات التي تجعل الحياة سعيدة. فان اعظم الناس شقاء من سلبت منه صفة الرضا بالقضاء. وبناء على كذلك من احسن عملا في هذه الدنيا فان الله يبعث في قلبه كمال الرضا بالقضاء وكمال الانس بلقائه والقرب منه وكمال اليقين بموعوده يكترثوا بما يصيبه من البلاء ويصبر ويحتسب. نعم يبتلى في جسده بالامراض ولكن يقابلها بكمال الاذعان والصبر واحتساب الاجر والرضا بالقضاء فتكون حياته حياة سعيدة. فاذا لا ينبغي ان نفهم وفقكم الله ان الحياة السعيدة هي حياة المال الذي لا يصاحبه فقر او حاجة وحياة الصحة التي لا يصاحبها مرض وحياة السلامة التي لا يصاحبها ابتلاء ابتلاء او امتحان. لا. وانما نقصد بذلك ان حقيقة الحياة بسعادة الروح وسعادة القلب بالانس بالله عز وجل وكمال الثقة بالله وكمال الرضا بالقضاء فمهما اصابته الدنيا بلأوائها وضنكها وفقرها وامراضها فان الله عز وجل يجعل قلبه قلبا راضيا مقبلا مخبتا مستسلما له عز وجل فهذا والله هو اعظم السعادة. فالمقصود بذلك سعادة القلوب وان شقيت الابدان بالابتلاء والله اعلم