كلما قرأ تذكر انه يقرأ اشرف الكلام واعظمه كلام رب العالمين سبحانه وبحمده فيزداد به موعظة واعتبارا اعظم موعظة القلوب بكتاب الله عز وجل ما احوجنا الى المواعظ في هذه الازمنة يا اخوان والمؤذيات للقلوب كثيرة والمشغلات كثيرة والملهيات من المباحات كثيرة وقد احدقت بهذا الانسان الضعيف واحاطت به من كل جانب فسبيل نجاة ان تقرأ كلام الله وتتأمل وتتعظ وتعتبر فانه عز وجل ما وصف القرآن وصفه باوصاف عظيمة تصدر تلك الاوصاف بكونه موعظة يا ايها الناس وجاءتكم موعظة من ربكم وشفاء لما في الصدور وهدى ورحمة للمؤمنين. قل بفظل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون النداء لكل الناس المسلم والكافر البر والفاجر بعض هذه المزايا للمسلمين بخاصة بعضها للناس عامة قد جاءتكم موعظة من ربكم الوعظ الامر والنهي المقرون بالترغيب والترهيب فمواعظ القرآن كلام رب العالمين اصدق الاخبار واعدل الاحكام لا يجاهد المسلم شك في كلمة من كلماته بل في حرف من حروفه بسم الله الرحمن الرحيم. الف لام ميم ذلك الكتاب لا ريب فيه من رب العالمين حكم الى يوم القيامة لا يستطيع احد ان يدعي ان في القرآن ريبا وشك وان هو ادعى فقل له ان ربنا عز وجل يقول وان كنتم في ريب ما زلنا على عبدنا فأسواه فأتوا بسورة من مثله شهدائكم ان كنتم صادقين فان لم تفعلوا ولن تفعلوا ولم يفعلوا نزل هذا القرآن الى يومنا ولن يفعلوا الى ان يسرع على كتاب الله ويرفع في اخر الزمان والله المستعان وخليكم بنا يا اخوان نتعظ بمواعظ القرآن وان نعتبر لما فيه من العبر ومواعظه والله نعمة من نعم الله علينا اذا حصل الانسان يا اخوان في وحشة في نفسه وكسوة في قلبه وضعف عن عمل الخير من ينظر في كتاب الله عز وجل فان الله عز وجل قال معاتبا للصدر الاول وهم في اول الامر الم يأنه الذين امنوا ان تخشى قلوبهم لذكر الله وما نزل من الحق ولا يكونوا كالذين اوتوا الكتاب من قبل فطال عليهم الامد فكست قلوبهم وكثير منهم فاسقون وانما قست قلوبهم بسبب نقضهم مواثيق الله تعالى وعهوده وتخليهم عن طاعته وتخطيهم حدوده نقضهم ميثاقهم لعناهم وجعلنا قلوبهم قاسية هذا الامر ليس خاصا بهم بل هو عام لكل من اتصف باوصافهم. نعوذ بالله من ذلك اذكروا نعمة الله عليكم وما انزل عليكم من الكتاب والحكمة يعظكم به انزل الله عنها الكتاب يعظنا فهو والله اعظم نعم الله علينا نعمة الاسلام يا اخوة