اقيموا في بلاد اسلامية عربية الا انه في هذه البلاد وللاسف الشديد ينتشر فيها الفساد بشتى انواعه فالزنا والربا والخمر وتبرج النساء والبدع المختلفة واماكن اللهو التي لا تختلف عن تلك الموجودة في بلاد الكفار من دور السينما والنوادي الليلية والملاهي والبارات كلها امام ناظري في اي مكان سؤالي كيف يستطيع من وفقه الله للهداية والالتزام في ظل هذا الجو ان يثبت على الطاعة دون ان يجد من يعينه على ذلك حتى من اقربائه. وهل من خاف الفتنة والانتكاسة ان يهاجر بدينه الى بلد الحرمين مكة او والمدينة حيث اني لا ارغب في العودة الى ما كنت عليه من الضلال. وجهونا جزاكم الله خيرا بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين الصلاة والسلام على سيد الاولين والاخرين سيدنا ونبينا محمد وعلى اله وصحابته ومن اهتدى بهديهم وتمسك بسنتهم الى يوم الدين وبعد. فقد اخبر النبي صلى الله عليه وسلم ان الاسلام بدأ غريبا وانه سيعود غريبا كما بدأ وقال طوبى للغرباء وبين صلى الله عليه وسلم الغرباء من هم بين انهم المتمسكون بسنته عند فساد امته ان الامة الاسلامية في كل وقت تحتاج الى ان تتمسك بدينها وان تحكم شريعة ربها فيما بينها وان تتأدب بالاداب الاسلامية وتتحلى بالاخلاق الاسلامية ان تجعل لها تميزا عن غيرها من الامم الله المستعان بالاخلاق والعادات والتقاليد للتمسك باداء شعائر الاسلام من محافظة على الصلوات الخمس التي هي اعظم اركان الاسلام بعد الشهادتين ومما نابذة للبدع والخرافات وتجنب لانواع الضلالات الامة الاسلامية وصفها ربها جل وعلا بانها خير امة اخرجت للناس ماذا يكون ذلك اذا كانت متآمرة بالمعروف متناهية عن المنكر متأدبة باداب الاسلام متحلية بالاخلاق الاسلامية قائمة بشعائر الدين محكمة شرع رب العالمين ان الامة الاسلامية في هذا الزمن وقد تخلفت عن قافلة السائرين للتقدم العلمي في امور الدنيا ونسج ذلك عن التأخر منها في شؤون دينها محتاجة بان تراجع دينها وقد قال سيد البشر صلى الله عليه وسلم اذا تبايعتم بالعينة واتبعتم اذناب البقر وتركتم الجهاد في سبيل الله ضربكم الله بذل لا يرفعه عنكم ان من الذل ان يشتهر المنكر وينكمش الحق واهله. هم ان يقل المتمسك بالدين ان تفشوا المنكرات ان يظهر صوت المخالفين لدين الله ان يبجل الفساق ان يتصدروا الاندية والمجالس ويتسنم منابر القيلي والحديث والتوجيه فاذا ظهر ذلك او شك ان يغار الله عليه دينه وشرعه ومواقف عبادة واذا غار الله جل وعلا من المخالفات وتعطيل العبادات وشعائر الدين او شك ان يسلط على العبادي امورا متنوعة وفتنا متلاحقة ومذلات مهينة ولا منجاة من ذلك الا بصدق اللجوء الى الله والعود الحميد الى دينا والحياء منه ثم من خلقه من العار ان يقول المسلم انا مسلم وهو ينبذ الاخلاق الاسلامية من العار ان يقول المجتمع انه مجتمع اسلامي والنساء متهتكات متبرجات نابذات رداء الحياء والعفة والادب لابسات انواع الفتن وما يجلب الى الاغراء بالفواحش ومع ذلك ينبغي للمسلم ان لا ييأس من روح الله ثمان زمننا هذا زمن لا يستطيع الانسان الى ان يتوجه الى حيث يريد من البلدان وان يقدر على ان يفر بدينه من الفتن فقد استحكمت حلقات الحجز للناس عما يريدون والقيود الملزمة بما لا يريدون فيحتاج المسلم الى ان يثبت على دينه ويستعصم بحبل الله جل وعلا وان يأمر بالمعروف وينصح من يختلط بهم ان يحذرهم من عقوبات فوق ما هم فيه فان الله جل وعلا حذر المخالفين عن امر رسوله ان يصابوا بانواع من الفتن وانذرهم ان ينزل بهم عذاب لا يخص الفسقة والمجرمين فالله يقول واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة وخرجن من قائل في حق امتثال امر نبيه محذرا لمن لم يأتمر به فليحذر الذين يخالفون عن امره ان تصيبهم فتنة او يصيبهم عذاب اليم ان مجتمعنا الاسلامي لو خرج اناس من قبورهم فارقوا دنياهم قبل عدة عقود فقد من الزمن لما صدقوا ان هذا البلد هو البلد الذي فارقوه لانهم فارقوا الناس والنساء ملتزمات بالحجاب والعفة ظاهرة والمنكرات مستخفية ومن عمل بشيء منها عمل بما يعمل به على خوف ووجع وحذرا من ان يكتشف امره ويكتشف خبره واما هذا الزمن فخمور تعلن بسم الله وزنا لا يعاقب عليه ومحرمات تستباح وفرائض تعطل وشريعة معزولة عن فظ النزاعات والحكم بين عباد الله بما شرعه لهم ربهم جل وعلا ان الانسان يرثي لمن يحب ان يفر بدينه فيعجز وقد قال نبي الهدى صلى الله عليه وسلم يوشك ان يكون خير مال المسلم والمؤمن غنيمة يتتبع بها شعف الجبال يفر بدينه من الفتن. هم ان عارض هذه المشكلة يعرضها ويسأل والمقصود الحديث عن عرضها اما انت ايها السائل فابدأ بنفسك وامر من تجتمع به واذا ظمك وجماعة مجلس ظمك وجماعة مجلس فتفكروا بما اصاب الامة الاسلامية يتحكم بها اعدائها ويغلبها احقر خلق الله هذا لن يأتي مصادفة وانما تلك ثمرات ازمنة واعوام انكمش الحق واعرظ الناس عن الدعوة اليه والدفاع عنه واستنكار المنكر فاصيبوا ان قدرت على ان تفارق البلد الذي انت فيه بعد ان تيأس من ان تنفع في مجتمعك وبين قومك فاسعى الى ما تستطيع وفي ذلك من الصعوبات ما تعلمها وان قدرت ان تسعى لتخليص من وقع والحيلولة دون من لم يقع عن الوقوع فيما وقع به الاخرون فافعل ولعل الله جل وعلا ان يهدي بك من يشاء لما يشاء من الهدى والفلاح وقد قال رسول الهدى صلى الله عليه وسلم لابن عمه علي بن ابي طالب رضي الله عنه ياما وجهه لفتح خيبر وقد فتحها الله على يديه لان يهدي الله بك رجلا واحدا طير لك تمر النعم واخبر عليه افضل الصلاة والسلام ان من دعا الى هدى يعني واستجيب له كان له من الاجر مثل اجور من اهتدى على يديه وفي ذلك ترغيب للدعاة وتنشيط للوعاظ وحفز لهم الناصحين واذا لم يستجب للانسان فليتعزى لانه قد سبقه سابقون فدعوا ولم يسمع لبعضهم او لم يسمع لاحد منهم لعل الانسان يتذكر ما ذكر المصطفى صلى الله عليه وسلم من عرظ الامم عليه حينما رأى النبي ومعه الرهط والرهيط اي استجاب له الرهط والرهيط والرهط العدد دون العشرة والنبي ومعه الرجل والرجلان والنبي وليس معه احد فمن دعا الى خير ولم يستجب له فما هو الا من هؤلاء الدعاة استجيب لقوم ولم يستجب لاخرين ان تقلب زمننا هذا وسرعة ظهور الشر واستعلاءه وخشوع الدعوة لاعطاء المرأة حرية خلع الحجاب والانطلاق من قيود الاداب ومزاحمة الرجال في مجتمعاتهم وانديتهم ولقاءاتهم ومحاضراتهم دونما حجابا خاص او عام مع اسفار بدون محرم واجتماعات يندى لمثلها الجبين الاسلامي لمنذر بشر كبير لكن نسأل الله باسمائه وصفاته ان يمنح اهل التقوى الثبات على الحق وان يهدي من ظل عن الصراط الى العود الى الصراط المستقيم فان الشياطين على جوانب الطريق يدعون الناس الى الظلال والشياطين منهم شياطين جن ومنهم شياطين انس وقد حذر الله جل وعلا من الخروج عن الصراط والسبيل القويم يقول جل من قائل وان هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله ووضح النبي صلى الله عليه وسلم ذلك توضيحا مثاليا خط في الارض خطا مستقيما وحط على يمينه وشماله خطوطا متعرجة ملتوية ثم اخبر ان الخط المستقيم صراط الله وان تلك الخطوط السبل وانا على كل سبيل شيطان يدعو الناس اليها ولا ينتظرون الشيطان ان يدعو الى خلق كريم والى ولا الى اعتقاد سليم ولا الى عفة وحياء ولا الى ادب رفيع وانما الشياطين دعاة كل رذيلة واعمال الكل شر وبلية وفسق والله المستعان ونسأله ان يعيد لامة الاسلام عزها. اللهم امين ويرد اليها مجدها ويردها الى دينه عملا واعتقادا وتحكيما وادبا وعفة انه مجيب الدعاء والحمد لله رب العالمين