خص الله جل وعلا هذه الامة امة محمد صلى الله عليه وسلم بانها امة اقرأ وكان اول ما انزل على النبي صلى الله عليه وسلم اقرأ باسم ربك الذي خلق. اقرأ وربك الاكرم الذي علم بالقلم. فالقراءة تقتضي مقروءا والمقروء يعني مكتوبا. وعلم بالقلم تقتضي العناية بالقلم وهذه الاية كما هو معلوم. هذه الايات اول ما انزل في مكة فهي امر مبكر في ان تعتني هذه الامة بالكتابة والتدوين. والقراءة وتعلم الكتابة وتعلم القراءة وفي فاتحة القرآن العظيم في سورة البقرة الف لام ميم ذلك الكتاب لا ريب فيه والكتاب يعني ان يكون مكتوبا معلوما انه كتب في عهد النبي صلى الله عليه وسلم القرآن في صحف وكانت تجمع في صندوق كبير في مسجده عليه الصلاة والسلام عند احاديث السواري ثم جمع مرة اخرى في عهد ابي بكر ثم جمع مرة اخرى ووزع على الامصار في عهد عثمان بن عفان رضي الله عنهم اجمعين فحثوا حث الله جل جلاله وتقدست اسماؤه هذه الامة على الكتابة والقراءة والتدوين وعن يكون هناك كتب لها هذا جاء مبكرا وامتثله الصحابة رضوان الله عليهم في عهده صلى الله عليه وسلم واول ما دون القرآن وبعض الاحكام المتنوعة لكن كما هو معلوم كان الكتاب في عهده عليه الصلاة والسلام قليلا كانوا قليلين وكانت الادوات المساعدة من الجلود ونحوها كانت صعبة والاحبار كانت صعبة ونحو ذلك. وكانت الامة مشغولة بالفتوحات ومشغولة بتثبيت الديانة ونشرها فكانت الكتابة في عهده صلى الله عليه وسلم لكثير من المسائل قليلة وليست كثيرة بالنسبة الى ما ال اليه الامر في الحظارة الاسلامية وهذا طرف من الاسباب التي ذكرتها. لكن مع ذلك كانت هناك كتابة مبكرة لعدد من الموضوعات في عهده صلى الله عليه وسلم وهكذا في عهد الخلفاء الراشدين رضي الله عنهم كانت هناك كتابات وتدوين على اكتاف الابل وعلى الجلود ونحو ذلك. ثم في عهد التابعين