واذا فسدت فسد الجسد كله الا وهي القلب وكان النبي صلى الله عليه وسلم يكثر من دعاء الله عز وجل ان يصلح قلبه فقد كان من دعائه صلى الله عليه وسلم بسم الله الرحمن الرحيم امراض القلب او ما لا يرفعها ولا بنون الا من اتى الله بقلب سليم. قال الرسول صلى الله عليه وسلم الاوان في الجسد مضغة اذا صلحت صلح الجسد كله واذا فسدت فسد الجسد كله الا وهي القلب امراض القلوب برنامج مع معالي الشيخ الدكتور سعد ابا الناصر الشفري تنفيذ جمعان ابن ناصر الجمعان الحمد لله رب العالمين الصلاة والسلام على افضل الانبياء والمرسلين اما بعد فيا ايها المستمعون الكرام ارحب بكم ببرنامج جديد عنوانه امراض القلوب وذلك ان امراظ القلوب يؤثر على سير الانسان الى الله عز وجل وتثبطه وتجعله يقدموا على الافعال السيئة ويترك الافعال الطيبة ومن هنا كان النبي صلى الله عليه وسلم يؤكد على اصلاح ما في القلب قد قال النبي صلى الله عليه وسلم الا ان في الجسد مضغة اذا صلحت صلح الجسد كله اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك وذلك لان ثبات القلب على دين الله عز وجل من اعظم اسباب النجاة والفلاح والعصمة عن كثير من الذنوب وقد اخبر النبي صلى الله عليه وسلم ان الله عز وجل يطلع على ما في القلوب ويحاسب العباد على ما فيها من النيات والعزائم قال صلى الله عليه وسلم ان الله لا ينظر الى اجسادكم ولا الى صوركم ولكن ينظر الى قلوبكم واعمالكم كما رواه الامام مسلم قد كان من دعاء الراسخين في العلم ربنا لا تزغ قلوبنا بعد اذ هديتنا وقد جاءت النصوص بان القلوب تمرض وان الامراض تعتريها ما بين وقت واخر سواء كان ذلك بامراض الشهوات او امراض الشبهات ومن امراض القلوب اعراض القلب عن الحق وعدم استجابته لداعي الهدى فان القلب الذي يعرض عن الحق ولا يستجيب لدعاته قلب مريض وجاءت النصوص بالتحذير من الاعراض عن الهدى وبيان ان حال المعرضين حال الغير محمود عند الله عز وجل ومن ذلك قول الله تعالى الم تر الى الذين اوتوا نصيبا من الكتاب يدعون الى كتاب الله ليحكم بينهم ثم يتولى فريق منهم من بعد ذلك وهم معرضون ويقول جل وعلا في صفات اهل النفاق ولو علم الله فيهم خيرا لاسمعهم ولو اسمعهم لتولوا وهم معرضون والاعراض عن الحق وعدم الاستجابة اليه من اسباب سخط الله عز وجل على العبد ومن اسباب جعل العبد يعرض عن الطاعات كما قال تعالى فلما اتاهم من فظله بخلوا به وتولوا وهم معرضون وقال تعالى بل اتيناهم بذكرهم فهم عن ذكرهم معرضون ومن مظاهر الاعراظ ابتعاد الانسان عن دعوة الحق عدم استجابته لها ومن ثم يؤدي ذلك الى وقوع العبد في شيء من المعاصي تباطؤ عن انواع الطاعات انظري الى حال ذلك المنافق الذي كان قد وعد الله انه اذا اتاهم من فظله انه سيتصدق فلما اتاه الله عز وجل من فضله بخل بما اتاه الله وتولى عن الاستجابة لله عز وجل وتحقيق ما وعد ربه به وكان ذلك من اعراضه عن الله عز وجل ان من مظاهر الاعراض ان يعرض الانسان عن النصوص الشرعية فلا يستجيب لها ولا يسلم لما في كتاب الله عز وجل من الايات ولما في سنة نبيه صلى الله عليه وسلم من الاحاديث ومن هنا نجد ان بعض الناس يجعل المعيار في قبول النصوص الشرعية امورا حادثة من اهواء ومن رغبات فيعرظ عن داعي الهدى والحق الى مثل هذه الرغبات وان من صور الاعراض ان يستجيب الانسان الى تلك الدعوات التي تطالبه بترك شيء من معالم دين الله عز وجل اما باسم مجاراة الناس واما بتتبع رخصي العلماء وشواذ الفتاوى ويؤدي ذلك الى اعراض الانسان عن الله عز وجل ان من اعظم الاسباب التي تؤدي الى علاج القلب من هذا المرض الوبي مرض الاعراض عن الحق ودعاة الهدى ان يعود الانسان الى كتاب الله عز وجل سنة رسوله صلى الله عليه وسلم وان يجزم بان النجاة فيهما وان طريق الفلاح هو بالاعتصام بهذين الاصلين ثم يتدبر تلك النصوص القرآنية والاحاديث النبوية ويتأمل ما فيها من المعاني العظيمة فان العبد عندما يستعرض ما في كتاب الله من الترغيب والترهيب يعالج ما في قلبه من الاعراض عن الهدى كذلك من اسباب جعل الانسان يقبل على الله جل وعلا ان يشاهد بديع صنع الله في الكون ما اعظم صنع الله عز وجل للايات والوقائع الكونية العظيمة فان هذا يجعل عبد يقبل على الله عز وجل لما شاهد عظمة ربه سبحانه وتعالى ان من اسباب اقبال العبد على الله عز وجل وتركه الاعراض ان يسأل ربه سبحانه وتعالى الهداية وان يكون من المستجيبين لدعوة الحق وان يكون من اولئك الذين يدخلون في سلك الهداة ان من طرق علاج الاعراض عن الله عز وجل ان يداوم العبد على ذكر الله سبحانه وتعالى. فانه عندما يكثر من التسبيح لربه جل وعلا والتهليل تبتعد عنه الشياطين التي تجعله يدخل في سلك مرض الاعراب عن الحق والهداية ان من طرق علاج الاعراض عن الله عز وجل ان يتذكر الانسان الموت الذي يكون بين يديه وان يتذكر الجنة والنار فان العبد متى تذكر مصيره الحقيقي وانه سيقف بين يدي الله عما قريب فيسأله عن اعماله كلها فان هذا سيجعله يقبل على الله عز وجل ويترك الاعراض عن دعاة الهدى والحق ان العبد عندما يستشعر ان رب العزة والجلال له سنن في الكون وانه يجازي المقبلين عليه بالجزاء الحسن ثواب الجزيل بينما المعرضون عن الله وعن الهدى والحق يجازيهم في الدنيا بالجزاء الموافق لعملهم فان ذلك سيجعل الانسان يقبل على الله جل وعلا ويترك الاعراض ان من طرق العلاج ان يختار الانسان الصحبة الطيبة التي تجعله يتذكر مصيره ويتذكر عاقبة امره ويعرف ما سيجنيه من الاعراض عن الله عز وجل وعن دعوة الحق كما ان من طرق علاج مرض الاعراض عن الله عز وجل ان يحرص الانسان على تعلم العلم النافع وان يحضر مجالس الذكر. فان هذا يورث القلب يقظة ويجعل القلب يتذكر الحق والهدى فيقبل عليه ويعرض عن الاعراض جاء في الحديث ان رسول الله صلى الله عليه وسلم بينما هو جالس في المسجد والناس معه اذا اقبل ثلاثة نفر فاقبل اثنان الى رسول الله صلى الله عليه وسلم وذهب واحد فقال النبي صلى الله عليه وسلم الا اخبركم عن هؤلاء النفرة الثلاثة اما احدهم فاوى الى الله فاواه الله اما الاخر فاستحيا فاستحيا الله منه واما الاخر اي الثالث فاعرض فاعرض الله عنه. اسأل الله الله جل وعلا ان يوفقنا واياكم لكل خير. وان يجعلنا واياكم الهداة المهتدين. هذا والله اعلم. وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين امراض القلب لو ما لا يرفعها الا من اتى الله قال الرسول صلى الله عليه وسلم الاوان في الجسد مضغة اذا صلحت صلح الجسد كله واذا فسدت فسد الجسد كله الا وهي القلب امراض القلوب برنامج مع معالي الشيخ الدكتور سعد بن ناصر الشثري تنفيذ جمعان ابن ناصر الجمعان